مسيرة مضادة..
08-11-2014, 08:10 PM
مسيرة مضادة... لم لا!
الصحراء الغربية قضية استعمارية لاشك في ذلك، لسنا في حاجة لقرار أممي، ولا لاعتراف الجيران، لفهمها، غير أن المملكة المغربية سارعت إلى ضمها بتواطؤ من ملك اسبانيا، المستعمر الأول، وفرضت سياسة الأمر الواقع بمسيرة حاشدة سمتها خضراء، احتلت فيها أرضا لم تكن خالية من السكان...
انتفض هؤلاء السكان سنوات، وشكلوا دولة في منفاهم بـ"تندوف" الجزائرية، التي كانت في السابق ومازالت، من أطماع الملك. الجزائريون لم ينسوا ذلك الهجوم الغادر غداة الاستقلال على الحدود الغربية، من طرف الجيش الملكي، الذي أراد أن يحتل أجزاء من أرض الجزائر، مات من أجلها مليون ونصف مليون من الشهداء، غير أن تلاحم الشعب الذي هب كرجل واحد حال دون ذلك ...والملك أيضا لم ينس.. تندوف وبشار !
ثم بعد ذلك، وقع "البوليزاريو" هدنة مع المغرب، طمعا في اعتراف من الملك بحقهم في تقرير مصيرهم، غير أن الملك لا يرى فيهم غير رعيانا لا رعايا، بدليل أنه أعلنها صراحة قبل أيام، بأنه لا يمكن له أن يقدم أكثر من هدية الحكم الذاتي، الذي لا يخفى علينا معنى ذلك في الفكر الاستعماري.
نحن في الجزائر، رسميا وشعبيا، نؤمن بحق الشعب الصحراوي بتقرير مصيره، غير أن هناك أسئلة تطرح نفسها: كل المفاوضات آلت إلى طريق مسدود، وكل المحاولات الأخرى لإيجاد صيغة تنهي هذه الحالة غير "السوية"، باءت بالفشل، والصحراويون مازالوا راضين بالوضع. أولادهم يتربون في محتشد "تندوف" دون مستقبل واضح..فلماذا رضوا بهذا الوضع؟ ثم ما الذي جعل الجزائر دائما في موقع دفاعي إزاء تهجمات الملك المغربي، الذي يعمل بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة لإقحام الجزائر كطرف أساسي في النزاع.. أم أن حنكة ابن الثلاثين غلبت حنكة ابن الثمانين.. ثم أتساءل عما ينتظره الصحراويون للانتفاضة الحقيقية، واسترجاع أراضيهم .. بمسيرة مضادة، لم لا! ولتكن خضراء في مبدئها وهدفها، وليكن بعد ذلك ما يكون..فالحرية طريقها أحمر!