براءة العقل والعلم من هرطقات الملحدين!!؟
11-04-2017, 01:12 PM
براءة العقل والعلم من هرطقات الملحدين!!؟
سلطان بركاني


المتابع لما تلفظه ألسنة صرعى الإلحاد والعناد، وتخطّه أناملهم عن دوافع إلحادهم وعن الأسس التي يعتمدونها في إنكار وجود الخالق جلّ شأنه: يسمع ويقرأ عجبا!!؟.
تجد بينهم من يقول: إنّه ألحد، لأنّه لم يهضم كيف للخالق أن يسمح بوجود الظّلم في عالم البشر، ويسمح باعتداء الحيوانات الكاسرة على الحيوانات الأخرى!!؟.
ومنهم من يقول: إنّه ألحد، لأنّه اختبر الخالق!، فقتل ذبابة، وطلب منه أن يحييها، فلم يفعل!!؟.
وبعضهم: يتبجّحون بإنكار وجود الخالق، لأنّهم بكلّ بساطة لم يروه!!؟. بينما يشتطّ بعضهم في تبرير إلحادهم بأنّ: الخالق لم يرسل إليهم رسولا خاصا بهم!!؟.
وبرّر آخرون كفرهم: بأنّ الله خلق جمال المرأة، وأمر بستره!!؟.
وقال آخرون: إنّهم اختاروا الإلحاد، لأنّ القرآن بلغة العرب المتخلّفين!!؟ وبعضهم كفروا بالخالق، لأنّهم يرون تخلّف المسلمين وفساد أخلاق بعضهم!!؟.
وبعضهم ألحد، لأنّه تحدّى الخالق أن يهلكه، فلم يهلكه!!؟.
وبعضهم اعتنق الإلحاد، لأنّ نبيّ الإسلام –عليه الصّلاة والسّلام - تزوّج 11 امرأة، وتزوّج عائشة وعمرها 9 سنوات!..
إلى آخر ما هنالك من الأسباب التي تدلّ على غفلة هؤلاء الجهلة عن حقيقة أنّ الحياة الدّنيا: دار امتحان وابتلاء، جعل الله لها سننا تسير وفقها، لا يغيّرها لأهواء النّاس ورغباتهم، ولو شاء سبحانه أن يقيم الحجّة على عباده أجمعين: لفعل، لكنّه بثّ في خلقه: ما يدلّ العاقل المتجرّد عن نوازعالنّفس وأهوائها على وجوده جلّ شأنه وعظمته.
هذا ما يعتمده كثير من الجهلة ويعتبرونه أسبابا كافية تبرّر إلحادهم، بينما ينزع بعض من يزعمون تقديس العلم منهم إلى اعتماد أساسين اثنين لتبرير الإلحاد:
أولهما:نظرية داروين التي لا يزال بعض المعاندين يزعمون أنّها تغني عن الاعتقاد بوجود خالق لعالم الأحياء- على الرّغم من أنّ هذه النّظرية أصبحت مثار سخريةمئات العلماء الذين أثبتوا عجزها أمام الاكتشافات العلمية الحديثة-، وقد سبقت الإشارة إلى هذا في مقال سابقٍ عنوانه:"تهافت الملاحدة".
أمّا الأساس الثّاني الذي يعتمده صرعى الإلحاد، فهو زعمهم: أنّ الفيزياء الحديثة أغنت البشرية عن الاعتقاد بوجود خالق للكون!!؟، وهو: زعم مبنيّ على دعاوى وافتراضات أطلقها عالم الفيزياء البريطانيّ:"ستيفن هوكينج": الذي يعترف بأنّ العلم لا يمكنه نفي وجود الإله، لكنّه يغني عن الاعتقاد بوجود الخالق!!؟.
لقد زعم:" ستيفن هوكينج": أنّ قوانين الفيزياء تفسّر كيف بدأ الكون، وادّعى أنّ الانفجار الكبير (Big Bang) ما هو إلا نتيجة حتمية لقوانين الفيزياء، وكتب قائلا: "بسبب وجود قانون الجاذبية يمكن للكون أن يخلق نفسه من لا شيء!!؟"، ولكي يفسّر الإبداع العظيم في خلق الكون والدّقة المتناهية التي يسير عليها، اعتمد نفس الأساس الذي اعتمده سلفه داروين في افتراض حدوث تطوّر صُدفيّ وعشوائيّ في الكائنات؛ فطرح "هوكينج" نظرية الأكوان المتعدّدة:"Multiverse"، وافترض وجود أكوان أخرى كثيرة يصل عددها إلى 10 أس 500 كون غير متقن وغير دقيق!!؟.
كلّ هذا، ليتنصّل من الاعتراف بالخالق العليم الخبير الذي اعترف به (إسحاق نيوتن: واضع قانون الحركة وقانونالجذب العام)، و:(ألبرتأينشتاين: واضع النظرية النسبية)، و:(ماكس بلانك: مؤسّس نظريةالكمّ)، وغيرهم من عظماء الفيزياء...
لقد استهجن عشرات العلماء نزعة "هوكينج" الأخيرة، واستغربوا تنكّره لأبجديات العلم، حينما جعل نظريات مجرّدة، مثل:( نظرية m) التي يؤكّد بعض العلماء: استحالة إثباتها تجريبيا، وجعل افتراضات لا يمكن إثباتها، مثل: فرضية الأكوان المتعدّدة: أساسا لإنكار الخالق جلّ شأنه، وتنكّر لأبجديات العقل حينما زعم أنّ القوانين الرياضية والفيزيائية وحدها: كفيلة بتفسير حدوث الكون، وردّ عليه العلماء بقولهم: إنّ القوانين والنّظريات الرياضية تفسّر الظّواهر الطبيعية وتتنبّأ بها، لكنّها لا يمكن أن تخلق شيئا من العدم؛ فقانون الجاذبية مثلا: لا يخلق الجاذبية ولا يخلق المادة التي تنجذب إلى المركز، وهكذا قوانين الحركة؛ تفسّر حركة الأجسام وتفسّر كيف تتزايد أو تتباطأ حركتها، لكنّها لا تجعل الأجسام تتحرّك.
قوانين الفيزياء بدورها تفسّر بدقّة آليةَ عمل المحرّكات، لكنّها لا تبيّن لنا كيف ظهرت أوّل مرّة؟، ولا توجِد لنا العناصر التي تتشكّل منها ولا تقوم بتجميعها.. وإذا كان محرّك الطائرة الأوّل في حاجة إلى ذكاء وإبداع مخترعه:"فرانك ويتل"، فكيف بهذا الكون المعجز؟.
علماء كثر في أرقى الجامعات ومراكز البحث العالمية: ردّوا على "هوكينج"، وسخروا من هرطقاته الأخيرة، بينهم الفيزيائي البريطانيّ الشهير:"راسل ستانارد"، البروفسور:"جون بولكنجهورن"، "روجربنروز":الفيزيائي البريطانيّ الشهير الذي أثبت مع "هوكنج" حدوث الانفجار الكبير، وأطلق معه نظرية الثّقوب السّوداء، البروفيسور البريطانيّ: "بول ديفيز"، عالم الفضاء الأمريكي:"مارسيلو جليسر"، الفيزيائي الكولومبيّ:"بيتر ويت"، فيلسوف الفيزياء:"كريج كالندر" من جامعة كاليفورنيا، "جون بترورث" العامل بمصادم الهادرون بسويسرا، بروفيسور الرياضيات البريطانيّ:"جون لينوكس"... وغيرهم كثير.
من جهته ردّ الدكتور:" حسن أحمد جواد اللواتي" على تشغيبات:"ستيفنهوكينج" في كتابه الأخير بكتاب رائع عنوانه:"المصمم الأعظم، قراءة نقدية في كتاب التصميم العظيم للبروفسورستيفن هوكنج"؛ جعله على ثلاثة أقسام؛ عرض في القسم الأوّل منه: أهم أفكار كتاب التصميم العظيم، وناقش في القسم الثّاني تلك الأفكار وبيّن الثغرات فيها، وخصّص القسم الثّالث للمباحث الفلسفية التي تثبت وجود الخالق سبحانه.

الإلحاد عقدة نفسية!!؟:
الحقّ يقال: إنّ تعلّق بعض صرعى الإلحاد بهرطقات "هوكينج": ما هو إلا مكابرة، دوافعها نفسية ولا علاقة لها بالعلم، فهوكينج - وإن كان واحدا من أشهر علماء الفيزياء الحديثة-، إلاّ أنّه لم يستطع إخفاء تأثير إعاقته في توجّهه نحو الإلحاد، وهي: الحقيقة التي ألمح إليها في اللّقاءات التلفزيونية التي عرض فيها محتوى كتابه.. وهكذا المصفّقون لهوكينج؛ صنعوا له هالة كبيرة، وزعموا أنّه أذكى رجل في العالم، وأعلم أهل الأرض بالفيزياء إلى آخر ما هنالك من الألقاب والنياشين التي قلّدوها الرّجل!!؟، والحقيقة التي لا ينكرها منصف متجرّد: أنّ هناك من هم في مستواه ومن هم أعلم منه بالفيزياء، لكنّ التّعاطف مع إعاقة الرّجل كان له دور في هذه المبالغات، ويكفي في هذا المقام: أن نذكّر بخسارة "هوكينج" لأشهر رهان علمي في تاريخ العلم الحديث أمام العالم:" بريسكل"، حيث كان:" هوكينج" يزعم أنّ الثّقوب السّوداء يمكن أن تبتلع كل شيء بلا عودة، وأنّ البشر يمكنهم استغلالها يوما ما في السّفر إلى الأكوان الأخرى، وراهن في ذلك العالم:" بريسكل"، ليعلن بنفسه في العام 2004م خسارته للرهان، ويعلن أسفه، لأنّه خيّب ظنّ هواة الخيال العلمي، ويؤكّد بأنّ الإنسان لو ألقى بنفسه إلى إحدى الدوامات السوداء، سترتد طاقة كتلة جسمه إلى كوننا بشكل مشوّه!!؟.