تسجيل الدخول

موضوع قيم بارك الله فيك وردة

خرج من بيته كعادته يطلب الرزق من ما حطب أو ما صاد من حواشي الغابات أو سفحها الجبال تعلوا شامخة سبحان ربك كيف نصبت .. و من عادته أن يستريح بين نهاية الغابة وبداية الجبل يتأمل عذب الماء و يسمع إفتخاره بأن كل شيء حي منه و فجأة لمح شيء غريب في الجبل و إذا به ولاول مرة يرى فتحة في الجبل غار عظيم لم يره من قبل .. فقام يمشي على مهل حتى بلغه و نظر فيه و مر عبره فرأى عجب الحطب المرصوص و بريق الأواني هنا وهناك و في حيرة طال لها الوقوف مرت بجانبه إمرأة لا توصف في سطور إمراة أخذت من الحسن الكثير الغريب .. فنظر إليها الرجل و نظرت إليه و بينهما تطاحنت المعاني المفاهيم البراهين و تناحرت المجتمعات .. ولولا أنها قطعت النظرات بالكلام لنرتاح فلا نكتب ما يزعج المهرجين المزعجين الغاثبين الحاقدين .. فقالت الحسناء للرجل سأطلب منك خدمة تنال عليها أجرا عظيم أريدك أن تبيت الليلة هنا و في صباحها تأخد أجرك .. فوافق الرجل مسرعا و نام ليلته هناك و في الصباح فتح عيناه بصعوبة فوجد نفسه يتكئ أمام الماء العذب و لم يرى الغار و لم يعرف مذا حدث فعاد الى بيته و لما دخله صرخت زوجته في وجهه من انت مذا تريد و خرج من غرفته رجل هم بضربه و لولا أن الزوجة قد توسلت إليهما أن يتوقفا عن الشجار لقتل أحدهم الآخر .. و لما أنهكها شجارهما و سؤالهما من هذا و من هذا صرخت في وجهيهما هو زوجي و انت زوجي و القصة ليس لها إلا القاضي .. و خرجت من بيتها تطلب الحرس لنجدتها فأخذوهم الى القاضي . و كان القاضي يعرف المراة فهو من طلقها من زوجها الغائب فلم يسألها القاضي بل سأل زوجها و قال له أين كنت يا رجل كل هذه السنوات .. فتعجب الرجل لسؤاله و قال له قد كنت في الغابة و قد قضيت الليلة فيها .. ليلة واحدة فقط فكيف تكون سنوات فرد عليه القاضي .. يا أخي أنت غائب منذ مدة و قد طلقنا زوجتك منك لطول غيابك و عاد القاضي و إلتفت الى الزوجة و قال لها قد حدث العجب زوجكي ربما بات في زمن غير الزمن فما قولكي فقالت باقية مع زوجي هذا أما ذاك الذي ذهب و تركني و عاد بحجة فارغة فلن أعود إليه ... فصل القاضي في القضية و خرج الرجل هائما على وجهه يسير في الأرض حتى وجد رجلا جالسه و سأله الى أين تسيير فقال له لا أدري فقال له أليس لك أهل فقال بلى لي أم في تلك القرية فقال له فلما لا تسيير إليها أم أنك ما كنت تسيير إليها فقال الرجل أجل يا صاحبي فلم اكن أزورها فقال الشيخ و يحك لما تقطع ما أمر الله به ان يوصل و من تقطع أمك و لأجل من لأجل دنيا لأجل زوجة و أبناء فضرب الرجل على كفيه و قال له لم يبقى لا زوجة و لا أبناء .. و غادر الرجل مجلس الشيخ حتى بلغ بيت أمه فلما دق الباب خرجت الجارة من بيتها و قالت على من تسأل العجوز التي كانت تسكن ذاك البيت ماتت رحمها الله و ما على لسانها إلا اللهم إغفر لولدي و إرحمه اللهم إغفر لولدي و ارحمه و هي مدفونة في سفح الجبل . فبكى الرجل أمه و تحصر و سار الى السفح يطلب القبر و ما إن وصله حتى تفاجأ من هول ما رأى حين راى الغار العجيب فلم يفكر كثيرا و أسرع فدخل و ما إن دخل .. حتى راى المرأة الغريبة لكنها لم تكن وحدها هته المرة بل كانت مع رجل و من هو هذا الرجل هو نفس الرجل الذي كان مع زوجته في بيته .. فتبسم صاحبنا و نظر إليهما و اطال النظر حتى سألته المراة هل جئت تاخد أجرك فرد عليها لا لم آتي لأجل المال . بل جئت أستفسر من انت و ما يحدث فقالت المراة و ما يهمك في هذا لما لا تأخذ المال و تعود الى اهلك فتفرحهم .. فقال الرجل و أين الأهل و من بقي منهم .. فقالت المراة فأين زوجتك .. فقال الرجل تطلقت فأين أهلك فقال ليس لي اهل قد كانت لي ام و قد ماتت ..
فردت عليه المراة إسمع إسمع أريدك أن تبيت الليلة هنا و ستأخذ أجرك مضاعفا فخد المال و إبحث في الأرض فالنساء كثر أما عن أمك فلا سبيل إليها و لا راد لها و في الأصل انت لم تكن تزورهاو لم تكن تهتم بها .
أدمعت عينا الرجل لما سمع و بات ليلته في الغار يتفكر و يتقلب حتى غفى و لما إستفاق وجد نفسه بجانب الماء العذب فإلتفت ذا اليمين و سار في الغابة و لما خرج منها راى إبنته الصغيرة تلعب امام باب البيت فلم يصدق ما راى و لما إقترب منها خرجت إمرأته من البيت و قالت له ما بك يا رجل لما عدت هل نسيت شيءا ...
فقال لها نعم و الله قد نسيت أمرا عظيم أمرا جلل قد نسيت أمي و قد جئت أخبرك اني ذاهب اليها أحضرها لتعيش معنا فإن لم تقبل سرنا إليها نعيش معها ...



و هذا من ما إستطعنا تخيله فكتبناه و من ما يكون من الصعب في زمننا هذا حين يقف الرجل في الوسط بين الزوجة و الأم .. فلا تنسو أمهاتكم و لا تفرطوا في زوجاتكم .. دبر راسك ....

فمن هي المرأة الغريبة في القصة

قصة رائعة فعلا
شكرا على الفكرة المتميزة

يعنئ رغم النقائض لي يشد في الخالق ميضيع و توتة نضوح شكرا غلي الموضوع الاخت وردة ,

شكرا على مرورك
تحياتي