رد: بين التنسيق الامني السني مع الصهايينةوالمقاومة الشيعية له ؟؟
01-02-2015, 04:26 PM
مقال للكاتب الصحفي الأستاذ عبد الباري عطوان حول قرار المحكمة المصرية اعتبار القسام ارهابيا
السلطات المصرية تريد تحويل “جناح القسام” الى “كبش فداء” لتبرير فشل سياساتها في سيناء.. والاحتفالات الاسرائيلية بالقرار يشكل “اهانة” لمصر وشعبها الوطني الشريف وتضحياته وشهدائه
لم نستغرب هذا الاحتفال الرسمي والشعبي والاعلامي الاسرائيلي اللافت بقرار محكمة مصرية اعتبار “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية “حماس″ “جماعة ارهابية.. فهذه اضخم واثمن هدية ممكن ان تقدمها السلطات المصرية لاسرائيل، وفي مثل هذا التوقيت بالذات، الذي تقدم فيه نفسها الى العالم كضحية “للارهاب الاسلامي”، وتحاول ان توظف الهجوم الدموي على مجلة “شارلي ابدو” في باريس لمصلحتها.
القضاء في مصر الراهنة ليس له علاقة بالنزاهة والحرية والاستقلالية، وبات “مطية” للدولة، تستخدمه ضد خصومها، والاسلاميين منهم على وجه الخصوص، فهل يعقل ان يصدر هذا القضاء احكاما بالاعدام في حق 500 متهم في ساعات معدودة، ويحيل اوراقهم الى المفتي للتصديق عليها لانهم شاركوا في مظاهرات احتجاجية ضد سياسات القبضة الحديدية؟، وهل يعقل ايضا ان يقبل رئيس المحكمة الدستورية العليا (عدلي منصور)، السلطة القضائية الاعلى في البلاد ان يكون واجهة، او شاهد زور، على انقلاب عسكري، ويتولى منصب الرئيس المؤقت، وهو من المفترض ان يكون اقوى من كل السلطات، وضمير شعبه القانوني والدستوري؟
السلطات المصرية تترنح من شدة الضربات الدموية التي تتعرض لها قواتها في سيناء، وكان آخرها مقتل 30 جنديا في هجمات لعناصر تابعة “لولاية سيناء” فرع “الدولة الاسلامية” فاتسمت قراراتها بالتخبط، وآخرها اعتبار “جناح القسام” جماعة ارهابية.
ندرك جيدا ان النظام المصري الحالي لا يكن ودا لحركة “حماس″ وقطاع غزة بالتالي، واعلن عليها الحرب منذ اللحظة الاولى بعد اطاحة الرئيس المنتخب محمد مرسي، واتهمها باقتحام سجون مصرية للافراج عن معتقلي قيادة حركة الاخوان المسلمين في الايام الاولى للثورة المصرية، في الخامس والعشرين من شهر كانون ثاني (يناير) عام 2011، واطلاق وسائله الاعلامية لشن حملة تجريم وتشهير ضدها وقيادتها، باعتبارها الذراع الفلسطيني للحركة الخصم (الاخوان المسلمين)، ولكن ما لم يخطر على بالنا مطلقا ان تصل هذه الكراهية الى وضع الجناح العسكري للحركة على قائمة الارهاب في حكم قضائي مزور ومسيس.
جناح “القسام” الذي خاض ثلاثة حروب ضد اسرائيل صمد خلالها صمود الابطال، ونفذ عدة عمليات فدائية ضد اهداف اسرائيلية في قلب الاراضي المحتلة، وشلت صواريخه العمل في مطار تل ابيب، وارسل اكثر من اربعة ملايين اسرائيلي الى الملاجيء، لا يمكن ان يكون جناحا ارهابيا، بل هو فخر للامتين العربية والاسلامية، ومن يقول غير ذلك لا يمكن ان ينتمي الى اي منهما.
تصاعد اعمال العنف والارهاب في سيناء تتحمل مسؤوليته السلطات المصرية وسياساتها الفاشلة، وليس حركة “حماس″ او جناحها العسكري الذي تحاول هذه السلطات تحويله الى “كبش فداء” لتغطية اخفاقاتها.
السلطات المصرية اغلقت جميع الانفاق تحت الحدود المصرية الفلسطينية، وخلقت منطقة عازلة بعمق كيلومتر وطول عشرة كيلومترات، واجلت جميع السكان المصريين من المنطقة التي عاشوا فيها لمئات السنين، واغلقت معبر رفح الحدودي لاشهر متواصلة، فكيف يمكن لجناح القسام ان ينشط في سيناء في هذه الحالة ويخترق هذه الحدود المحصنة، ويقوم بأعمال “ارهابية” مثلما تقول السلطات المصرية والمتحدثين بإسمها؟
ثم كيف يستطيع هذا الجناح المشغول بالهم الاحتلالي الاسرائيلي، ان يتفوق على امبراطورية الامن والاستخبارات المصرية التي يفوق عدد منتسبيها المليون جندي ومخبر مزودين بأسلحة هي الاحدث في العالم؟ واذا كان الجناح قام فعلا باختراق هذه الامبراطورية الامنية التي تمثل القوة الاقليمية الاعظم في المنطقة، وتستهلك ثلث ميزانية البلاد، فهذا يدينها، ويكشف هشاشتها، واهدار المليارات من الدولارات التي تنفق عليها سنويا تدريبا وتسليحا.
السلطات المصرية لا تكره حركة “حماس″ وانما الشعب الفلسطيني برمته، وابناء قطاع غزة على وجه الخصوص، الذين خضعوا لحكمها الاداري لاكثر من ثلاثين عاما قبل الاحتلال الاسرائيلي عام 1967، والا كيف نفسر هذه المعاملة المذلة لهؤلاء في قطاع غزة، ودون اي تفرقة في معبر رفح والمنافذ الجوية والبرية الاخرى، الى جانب تشديد الحصار التجويعي لخنقهم بالتنسيق مع الاسرائيليين؟
لا يضير جناح القسام اذا ما اطلقت عليه السلطات المصرية ومحاكمها الفاقدة لكل معايير النزاهة والحرية، صفة “الارهاب” لان هذا الجناح اشرف ما انجبته الامتين العربية والاسلامية قاطبة، لانه يتصدى لاكبر دولة ارهابية عنصرية في العصر الحديث ويدافع عن كرامة امه وعقيدة، وسط خذلان وتواطؤ عربيين رسميين.
هنيئا للسلطات المصرية بثها الفرحة في صفوف وقلوب الاسرائيليين بقراراتها المتخبطة والفاقدة لكل معايير الكرامة والعزة هذه، ونحن على ثقة بأن الشعب المصري الاصيل الذي قدم آلاف الشهداء انتصارا للحق والعدالة والانسانية والمظلومين، سيشعر بالخجل من هذه التصرفات، وان كان لا يستطيع في معظمه التعبير عنها خوفا من الالتحاق بأكثر من عشرين الفا من القابعين خلف القضبان، او باشقائه الذين سقطوا برصاص قوات المؤسسة الامنية التي نجحت في قمعهم وفشلت فشلا ذريعا في سيناء.
“راي اليوم”
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة