قهوة المساء..كابوس يطارد 08 مليون مسلم بآسام الهندية
20-07-2018, 05:56 PM

يواجه حوالي 08 ملايين مسلم في ولاية آسام الهندية خطر سحب المواطنة والتعرض للاقتلاع من بلادهم لأسباب تتعلق بديانتهم المسلمة ولغتهم الأم، و هم اليوم مهددون إما بالنفي خارج ديارهم، أو أن مصيرهم سيكون في معسكرات الإعتقال، فالوضع الذي يمر به مسلمي آسام الهندية يشبه الكابوس، حيث أنهم مهددون بالإبادة والتطهير العرقي بحق المسلمين الأبرياء بسبب قرارات استبدادية طائشة لم تضع في حسبانها حرمة للإنسان، قد تؤدي إلى حدوث شلال من الدماء بحق الأطفال والنساء المسلمين الأبريا، و هي الرسالة التي بعثتها منظمة " آفاز" الغير حكومية إلى الأمين العام للأمم المتحدة وحكومات العالم كي تتحرك من أجل حماية مسلمي آسام، و توقيف مساعي حكومة آسام في نشر قواتها و بناء معسكر اعتقال لهؤلاء المسلمين، بحجة محاربة الهجرة الغير شرعية.
و ولاية آسام الهندية تعتبر ثاني الولايات الهندية من حيث عدد المسلمين بعد جامو وكشمير، ويبلغ عدد المسلمين بها حوالي ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة، تقع في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، يحدها من الشمال الشرقي دولة بنجلاديش، ومن الشمال الغربي دولة بوتان، ولا يفصلها من الشرق عن بورما سوى ولايتا ناجَلاند ومانيبور، كما يُمثل المسلمون في آسام نسبة 31 بالمائة من إجمالي عدد سكان الولاية، ومن أجل الاعتراف بهم كمواطني الهند، يجب أن يحصلوا على وثائق تثبت أنهم أو عائلاتهم عاشوا في الهند قبل إعلان استقلال بنغلادش في مارس عام 1971، و الملاحظ حسب التقارير ان سيناريو التطهير العرقي الذي يقع في بورما يتكرر مع مسلمي آسام، فما يحدث في هذه الولاية الهندية الحدودية القريبة من بورما، فاق حدود العنف، حين قامت حكومة بورما بالاعتداء على الروهينجا ، و مارست في حقهم سياسة العقاب الجماعي بطرق مختلفة، و يعيش مسلمي آسام الفقر والأمية، بالإضافة إلى أنهم لا يحملون الأوراق الثبوتية "اللازمة و يجهلون أنهم سيحتاجونها يوما ما.
تقول تقارير أن مسلمي الهند يبلغ عددهم 172 مليون مسلم، يشكلون ما يقارب الـ: 15بالمائة من عدد سكان الهند، و بحكم أن الهند بلد علماني ، فالمسلمون الهنود أكثر عرضة للتمييز الجنسي و يواجهون خطر الجهل و الأمية و الفقر أيضا، فالحزب القومي الهندوسي بهارتيا جاناتا سنّ قوانين تحمل صبغة طائفية، و لا يمنح الجنسية الهندية إلا للذين على غير دين الإسلام، و تضيف تقارير أخرى أن أكثر من 50 ألف مسلم لجأوا إلى مناطق هندية داخلية وإلى معسكرات الإغاثة هربًا من المواجهات بعد حرق 500 قرية، تم هدمها من قبل متشددي البودو، المشكل أن عدم توحد المسلمين في الهند، يعود إلى أنهم منقسمون إلى سنة و شيعة، كما أنهم لا يتكلمون لغة واحدة، و قد سال كثير من الحبر في تسليط الضوء على واقع المسلمين في الهند من قبل الكتاب و حتى النقاد و منهم الكاتب سعيد نقوي، الذي رسم كتابه صدر حديثا بعنوان "أن تكون الآخر" لوحة للغربة المتنامية لمسلمي الهند.



عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..