تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
جيران العرب/إيران
19-02-2009, 06:39 AM
جـــــــيران العرب


ان أهمية الجار معروفة على الصعيد الشخصي و الصعيد الدولي ، فعندما يؤمن جانب الجار ، فان كثيرا من المشاكل الخارجية ستنتهي ، أو يضعف تأثيرها .. و لما كانت رقعة الوطن العربي واسعة ، فان معرفة الجوار و أوضاعهم ، ستمهد لمعرفة ضرورية في كيفية التعامل معهم ، كجزء هام من مسألة ترميم و إعادة بناء الأمة العربية ..

وسنتعرض بهذه المحاولة المتواضعة لإلقاء الضوء على جارين هامين ، وهما ايران و تركيا ، وهما بالإضافة لكونهما دولتين اسلاميتين ، فانهما كذلك رافقتا صناعة التاريخ العربي الحديث ..

وعليه فاننا سنلقي الضوء على تاريخهما الحديث ، دون الغوص الى العصور الغابرة ، التي تمتد الى آلاف السنين .. تاركين لمن يطلع على التاريخ الحديث الحرية في الاستزادة في الاطلاع على ما يريد ..

ايران

العهد الصفوي 1501 ـ 1722 م

الأوضاع السياسية قبل قيام الدولة الصفوية :

لم تأخذ إيران اسمها هذا الا بعد عام 1935م ، حيث كانت تسمى (بلاد فارس) . و قد كانت بلادا متسمة بعدم الاستقرار لتنازع زعماء القبائل عليها ، منذ الغزو المغولي في منتصف القرن السابع الهجري ( الثالث عشر الميلادي) .

فقد صارت ايران جزءا من الدولة ( الايلخانية) التي أقامها المغول ، والتي شملت آنذاك العراق وجزءا مهما من آسيا الصغرى ( الأناضول ) .. و بعد وفاة آخر سلاطين تلك الدولة (أبو سعيد) عام 1335 م .. دون وريث على العرش ، تنازعت القوى المحلية على السيادة على تلك البلاد .. فكان (الكرت) في الهراة ، والسربداريون في غرب خراسان ، والمظفريون في مقاطعتي فارس وكرمان ، والجلائريون في العراق و أذربيجان ..


وبعد حوالي نصف قرن تعرضت المنطقة لموجة مغولية ثانية بقيادة (تيمورلينك) .. حيث صارت إيران جزء من الإمبراطورية التي أقامها في المشرق الاسلامي .. وبعد وفاة تيمورلنك .. تم تقسيم الامبراطورية الى قسمين بين اثنين من أبناءه هما ( ميران شاه ) و أخذ على غرب ايران والمناطق المجاورة بما في ذلك بغداد و تبريز عاصمتي العراق و أذربيجان . أما الثاني فقد عزز سلطته على بلاد فارس و خراسان وبلاد ما وراء النهر .

لم تعمر مملكة ميران شاه ففي عام 1408 تعرض لهزائم على أيدي تركمان (القرة قوينلو )* التي سلبت منه الحكم أخيرا .. أما مملكة شاه رخ فقد عمرت زمنا أطول حتى عام 1447 م ثم تم تصفيتها على يد ( القرة قوينلو ) ..


في غضون ذلك ظهرت قوة أخرى من تركمان ( الآق قوينلو) .. الذين أسسوا أمارة قوية في ديار بكر ( آمد) .. و قد استطاع السلطان ( أوزون حسن ) أن ينهي حكم ( القرة قوينلو ) عام 1467 م .. و بعد وفاة السلطان عام 1478 م دب الضعف في الدولة حتى تم تصفيتها على يد الصفويين في مطلع القرن السادس عشر الميلادي ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القرة قوينلو : ( الخروف الأسود) قبائل موطنها تركستان ..
الآق قوينلو ( الخروف الأبيض) قبائل أيضا موطنها تركستان على خلاف دائم مع الأولى ..
ما وراء النهر : بلاد ما وراء نهر جيحون و أهم مدنها بخارى و سمرقند
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: جيران العرب/إيران
19-02-2009, 06:42 AM
قيام الدولة الصفوية


يرجع اسم تلك الدولة ، الى الشيخ صفي الدين اسحق الأردبيلي (1253ـ1334 م) .. وقد ذاعت شهرته لطريقته الصوفية التي ، سميت باسمه .وكانت تلك الفرق تنتشر انتشارا واسعا في عهد الاضطراب السياسي في البلاد الاسلامية .. وقد توسعت تلك الحركة حتى أصبح لها اتباع في بلاد الشام .. وقد قدم هؤلاء شيخهم على أساس أنه من نسل الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، من خلال انتسابه الى الإمام الكاظم .

ومنهم من ذهب أن الصفويين هم من أصل كردي ، وهذا ما ثبت خطأه ، لكنهم ربما يكونوا من أصول تركية .. أو ايرانية محلية ..

بعد وفاة الشيخ صفي الدين ، تولى المشيخة ابنه ( صدر الدين ) فأصبح (بير) أي مرشد ..وبعده انتقلت الى ابنه ( خوجة علي) الذي لقب ب ( سياه بوش) أي لابس السواد ..وفي عهده انقلبت تلك الطائفة من الشافعية الى الشيعية !!

وقد عاصر (خوجة علي ) غزو ( تيمورلنك ) وتحالف معه لاقتطاع (أردبيل) له و لجماعته ..وبعد وفاته في فلسطين وهو عائد من الحج ..تولى ابنه ابراهيم من بعده حتى عام 1447.. حيث تولى بعده ابنه ( جنيد) ..

تعتبر مرحلة ( جنيد) من أهم مراحل تأسيس الدولة الصفوية ، حيث قلب الحركة الى سياسية ، و أبدى رغبته في أن يصبح ملكا ( باد شاه ).. وهذا مما حدا بآخر ملوك ( القرة قوينلو) بطرده من أردبيل ..فتوجه الى ديار بكر .. حيث دولة ( الآق قوينلو ) أعداء ( القرة قوينلو ) فقربه حسن أوزون منه وزوجه أخته ( خديجة بيكوم ) .. وتوجه من هناك لاستعادة أردبيل ، ولكنه قتل على أيدي الشراكسة في ( باكو ) عام 1460

تولى بعده ابنه ( حيدر ) الذي عزز صلته ب ( حسن أوزون ) .. بالزواج من ابنته ..واتخذ هو و أتباعه غطاء أحمرا للرأس مكون من 12 طية ، رمزا للشيعة الاثني عشرية .. وسمي جماعته ب (قزلباش) أي ذوي الرؤوس الحمراء. وبعد تصفية حكم (القرة قوينلو) على يد ( الآق قوينلو) وموت حسن أوزون .. ضعف التحالف معهم ، بل و انتهى ..

وفي عام 1488 قتل (الآق قوينلو ) حيدر .. فخلفه ابنه (سلطان علي) الذي سجن وهو و أخوته ابراهيم و اسماعيل لمدة اربعة سنوات ، وكان الأخير عندما سجن عمره سنتين .. وقد تم اطلاق سراحهم عام 1493 .

وفي عام 1500 بعد أن دب الضعف في جسم دولة ( الآق قوينلو ) .. استطاع اسماعيل الفتى الصغير هو وأتباعه قد استرجعوا مقاطعة ( شيروان) وسحقوا جيش (الآق قوينلو ) في أذربيجان .. وفي سنة 1501 تم تنصيب اسماعيل ملكا في تبريز .. وفي خلال سنوات بسط اسماعيل نفوذه على كل ايران .


الدولة الصفوية في مرحلة القوة 1501 ـ 1629م

الشاه اسماعيل

كان أول إجراء ل ( الشاه اسماعيل ) هو إعلان المذهب الشيعي بقوة .. ولو أن هناك من يقول أن القوة استعملت في التشيع بالقرن الثامن عشر ..

ازدادت قوة الصفويين باطراد وبسرعة هائلة ، فقد استولوا على ديار بكر وجرجان و همدان وأوزبكستان و بغداد والموصل .. ولكن الأوزبك عادوا وطردوا الصفويين من بلادهم .. وانضم الى الصفويين أنصار كثر من الأناضول الذين سمعوا أن ( الشاه اسماعيل) يغدق بالعطاء على أتباعه ..

كانت هناك أمارة اسمها ( ذو القدر) تعزل الدولة العثمانية عن دولة المماليك وعاصمتها ( البستان ) .. تطاول (الشاه اسماعيل) باحتلالها ، وعقد حلفا مع المماليك ضد العثمانيين .. مما أغضب السلطان (سليم الأول) بتحريك جيوش العثمانيين لطردهم من ذو القدر و ديار بكر ، و ملاحقتهم حتى احتلال عاصمتهم (تبريز) عام 1514 لمدة ثمانية أيام ، ثم تركها الجيش العثماني ، للشعور بالجو العدائي من سكانها ، و تأخر الإمدادات .. وكان نصر العثمانيين السهل ، سببه بتفوقهم العسكري و استعمالهم المدافع ..


بعد هزيمة الشاه اسماعيل ، وفراره من ساحة المعركة أمام العثمانيين ، ومقتل الكثير من ( القزلباش) أتباعه .. بعد هذه الواقعة أحس بانكسار مما دعاه الى إعطاء صلاحيات واسعة لزعماء ( القزلباش) .. و قد خسر الصفويون مدن بلخ و قندهار 1522

وقد تدعم موقف زعماء ( القزلباش) حتى احتلوا علاوة على مناصب الدولة العليا وقيادة الجيش ، منصب نائب الشاه ( وكيل نفسي ، نفيسي همايون) .. وفي جوانب أخرى اعتمد الشاه على الأرستقراطية المحلية من الفرس ( الطاجيك) .. وقد ظهر فيما بعد الصراع بين العنصرين التركي (القزلباش) أقرباء الشاه من أمه ( أخواله) .. و ( التاجيك ) الفرس ..


التخلص من العنصر التركي في الجيش الصفوي


بعد وفاة اسماعيل خلفه ابنه (طهماسب) وكان ابن عشرة سنوات ، وقد بقي بالحكم 52 عاما لحين وفاته عام 1576 .. وقد قوي في عهده الذي اتسم بفتوحات وتوسعات كثيرة ، قادة القزلباش ( ذو الأصول التركية من أخواله) ..وانتشرت النزاعات بين قبائل القزلباش .. مما جعل السلطان ( طهماسب) التفكير بالحد من قوتهم ..

الا أن الأخطار التي تمثلت بالأوزبك شرقا الذي كان يقودهم قائد شرس اسمه (عبيد خان) . كما أن العثمانيون الذين استولوا على بغداد عام 1534 ، واستولوا على تبريز (عاصمة الصفويين ) مما جعلهم يوقعوا اتفاقية في النهاية مع العثمانيين استمرت 30 سنة .

تدهورت الأمور بعد وفاة طهماسب فتولى ابنه ( اسماعيل الثاني ) الحكم لمدة 18 شهرا ، استهل حكمه بقتل بعض أخوته و أقاربه فقتل بظروف غامضة . فحل بعده أخوه ( محمد خدا بندا) الذي انصرف للهو والعبث ، فأصيب بعينيه مما جعل زوجته ( الملكة خير النساء والملقبة ب مهدي عليا) ، ولما كانت من أصول ايرانية ، قتلها القزلباش . و بعدها قتلوا ولي العهد الأمير حمزة .

ثم اختار ( القزلباش ) ابن ( محمد خدا بندا) واسمه عباس للحكم .. لكنه استطاع بذكاء التخلص من زعماء القزلباش و يحكم ايران لمدة 43 سنة كانت من أفضل سنين الحكم الصفوي ، لا بل امتدت آثار قوته لتبقى لعام 1722م .

أدرك عباس بأن الجيش الذي قوامه 60 ألف جندي قياداته كلها من ( القزلباش) ، فانشأ جيشا جديدا نقيا من العنصر التركي ، من صنفين الفرسان ويضم 15000 جندي والثاني ( تفنكجيان ) حملة البنادق ، ويضم 12 ألف .
وكان معظم الفرسان من الجورجيين و الشراكس و الأرمن الذين اعتنقوا الاسلام .. وقد نقل العاصمة الى أصفهان .

وقد استفاد من النقل للعاصمة للسيطرة على ( طريق الحرير) .. و أنشأ ميناء بندر عباس ليصبح مركزا مهما على الخليج العربي .. واستطاع لتخفيف الضغط العثماني عليه ، من عقد اتفاقية تنازل بموجبها عن أذربيجان وجورجيا وكردستان .. ليتفرغ للخطر الأوزبكي الذي استطاع دفعه شرقا ..

ان ارتياحه من خطر الأوزبك والعثمانيين ، جعله يتحرش بالبرتغاليين الذين كانوا القوة المتنفذة في الخليج العربي .. فاحتل البحرين التي كانت تخضع للبرتغاليين سنة 1602 .. و للصعوبة في الوقوف في وجه البرتغاليين والحفاظ على انتصاراته ، استعان بالانجليز الذين كانوا يستعمرون الهند ..

وكانت الصلات بين الصفويين و الأوروبيين على قدم وساق للتحالف ضد العثمانيين ..


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية birtoo1
birtoo1
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 01-06-2008
  • الدولة : في أرض الله الواسعة
  • المشاركات : 662
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • birtoo1 is on a distinguished road
الصورة الرمزية birtoo1
birtoo1
عضو متميز
رد: جيران العرب/إيران
20-02-2009, 06:33 AM
شكرا لك أخي على هذه النبذة التاريخية
وفقك الله
تحياتي

يا قارئ خطي لا تبكي على موتي، فاليوم أنا معك وغداً في التراب، فإن عشت فإني معك وإن متُّ فاللذكرى . ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري ،بالأمس كنت معك وغداً أنت معي، أمـــوت و يـبـقـى كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى فيـا ليت كـل من قـرأ خطـي دعا لي..!
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: جيران العرب/إيران
26-02-2009, 02:52 AM
انحلال الدولة الصفوية :

توفي الشاه ( عباس الأول) عام 1629 وقد استمرت الدولة الصفوية بعده زهاء قرن من الزمن .. ولم يبرز خلال الفترة تلك أي زعيم قادر على الحفاظ على متانة الدولة ، فقد تعاقب على الملك أربعة ملوك تميزت عهودهم باستثناء عهد الشاه (عباس الثاني 1642ـ 1666) الى حد ما ، بتدهور متواصل .


كان أول من تولى الحكم بعد ( عباس الأول ) حفيده (سام ميرزا) الذي حمل اسم (الشاه صفي 1629ـ 1642) .. وتميز حكمه بالقسوة وسفك الدماء لأعوان جده ، و يفسر ذلك بالهزائم المتوالية التي منيت بها الدولة الصفوية على يد العثمانيين ، حيث احتلوا همدان عام 1630 وتبريز في عام 1635 .

كما خسر الصفويون (قندهار) عام 1638 التي استولى عليها ( شهاب الدين شاه جهان الأول) امبراطور المغول في الهند .. وفي نفس السنة أخرج العثمانيون الصفويين من العراق نهائيا ..


و تولى الحكم بعد ( الشاه صفي ) ابنه سلطان محمد ميرزا الذي عرف باسم (عباس الثاني ) وقد حاول ان يعيد أمجاد جده عباس الاول في بداية حكمه فاستعاد قندهار عام 1648 .. ثم اتجه الى اللهو وشرب الخمر حتى توفي عام 1666 ..

بعد وفاة ( عباس الثاني ) خلفه ابنه صفي باسم ( الشاه سليمان ) .. وقد كان خليعا سكيرا .. أهمل شؤون الدولة . ولم يكن عهد ابنه الشاه ( سلطان حسين) الذي عرف ببداية حكمه ورعا تقيا ، فنادوه الناس بلقب ( ملا حسين ) ثم ما لبث أن عاد الى عهد والده بالخلاعة والسكر ..

بهذه الأثناء قامت (البلوش) بثورة احتلت بها كرمان وسلختها عن جسم الدولة سنة 1701 م ، وقامت قبائل افغانية بزعامة (ميرويس) باحتلال قندهار سنة 1709م . وقامت قبيلة إفغانية باحتلال (هراة ) و تكوين أمارة بها . وهاجم إمام مسقط (سلطان بن سيف اليعربي) بانتزاع البحرين سنة 1717م وجزيرة قشم وغيرها سنة 1720م ..

كما قامت ثورات لأقوام (اللزجيون) التي تقطن بين جورجيا و بحر قزوين واحتلو شيروان .. كما أن العاصمة (أصفهان ) نفسها حدث بها اضطرابات على إثر المجاعات التي حدثت عام 1707 ..

لكل هذه الظروف تعرضت ايران للغزو الإفغاني الذي أنهى حكم الصفويين بشكل نهائي عام 1722 م .


عهود الاحتلال والاضطراب والصراع على السلطة

الاحتلال الأفغاني 1722 ـ 1729 م

ان البلاد المسماة الآن بأفغانستان ، كانت لثلاثة قرون مضت قبل 1722 مسرحا لتنافس القوى في الهند والأوزبك في الشمال والصفويين في الغرب ، وكانت مدينة قندهار تكون أياما بيد الصفويين و أياما بيد المغول (في الهند) .. ومدينة هراة الشمالية ، كانت أياما بيد الصفويين و أياما ببيد الأوزبك .

وجدت قبائل الهند بضعف الصفويين في الغرب ، وخراب دولة المغول في الهند خصوصا بعد وفاة الإمبراطور ( أورانج زيب ) عام 1707 م .. فبسطت قبيلة (غلزائي) نفوذها على (قندهار) .. كما أقامت قبيلة (أبدالي ) أمارة لها في (هراة ) ..

عندما تسلم (مير محمود ) الحكم بعد وفاة والده ( مير ويس) .. نجح في أخذ (هراة) وبسط نفوذه على كل أفغانستان .. وبعدها استولى على ايران عام 1722 .. وأبقى كبار موظفي الفرس على رأس عملهم ..

إثر ملاحقة الصفويين في قزوين وقم وكاشان ، والقيام بمذابح عظيمة في تلك المدن ، ظهر اضطراب عقلي على ( مير محمود) مما دفع ابن عمه (أشرف) على قتله واستلام الملك منه عام 1725 م


في أجواء الاضطراب هذه تمدد النفوذ الروسي أيام (بطرس الكبير) واستولوا على مدينة (دربند) الواقعة على الساحل الغربي لبحر قزوين ..ثم عندما أراد ان يحرك الروس جيشهم المكون من 22 ألف جندي لاحتلال مدينة (شماخي) .. فوجئوا برفض العثمانيين وتحذيرهم الذين قالوا ان المدينة تحت سيطرتهم .

تدخلت فرنسا ، لوقف الاحتكاك بين العثمانيين والروس ، فوضعت معاهدة 1724 فاعطت العثمانيين أجزاء من أذربيجان وتبريز و مرند و أورمية ، في حين أعطت للروس كيلان و مازندران و استراباد ، واعترف الطرفان بطهماسب الثاني ملكا على ايران لدفع الأفغان عن أراضيه ..

دخل (أشرف الأفغاني ) في حرب مع العثمانيين احتجاجا على تلك المعاهدة ، التي توفي بعد توقيعها (بطرس الكبير) قيصر روسيا .. واستمرت حرب الأفغان مع العثمانيين حتى عام 1727 م ..فاضطر (أشرف) على الاعتراف بسلطان العثمانيين خليفة على كل المسلمين .. في حين اعترف العثمانيون بأشرف ملكا على ايران ..

قوي شأن (طهماسب الثاني ) بانضمام (نادر خان الأفشاري) .. مع 5000 مقاتل ، من قبيلة الأفشار التركمانية ، و أكراد .. وكان لنادر خان الأثر في مشاغلة الأفغان ، فقد احتل (هراة) و ( مشهد) ..

توجه ( أشرف ) على رأس جيش من 30 ألف جندي لمواجهة نادر خان ، لكنه مني بهزائم متتالية .. حتى استعاد الصفويون ايران عام 1729 ، وحكموا ايران حكما صوريا ( طهماسب الثاني ) حتى عام 1736.. في حين الحاكم الفعلي كان (نادر خان ) ..

إيران في عهد نادر شاه :



ينتمي نادر شاه الى عشيرة كركلو Kirklu التي دفعها ضعفها الى الاتحاد مع قبيلة أفشار التركمانية القوية . وقد ولد في خراسان عام 1688 لأب راعي فقير ، كما امتهن هو الرعي ، حتى القي القبض على أسرته ، وتوفت والدته في السجن لدى الأوزبك .. فاستطاع الفرار .. وانخرط بالخدمة العسكرية لدى (بابا علي بيك أحمدلو أفشار ) حاكم مدينة (ايبورد) فكسب وده وتزوج من ابنته .

وقد كان نادر شاه متأثرا بتيمورلنك ، في حبه للحرب والتوسع والتدمير ، وبعد وفاة والد زوجته تولى هو حكم (ايبورد) .. ويقال انه هو من دس له السم فقتله .. ودخل بخدمة (طهماسب الثاني) . فبعد انتصاراته الكبيرة ، واسترجاعه ما فقد في افغانستان ، وما احتلته روسيا ، وما احتلته الدولة العثمانية ، لا بل أضاف الى ما كان في أيام مجد الصفويين ..

بعد كل ذلك وفي عام 1736 ، و عندما توفي (عباس الثالث) آخر شاه صوري لإيران .. دعا لاجتماع في مدينة أردبيل لاسناد العرش من قبل أعيان إيران لمن يرونه مناسبا .. فأجمع الحاضرون على اسناد العرش ل (نادر شاه) . فتمنع ورفض أو تظاهر بالرفض لمدة شهر ، ثم اشترط أن ينبذ الإيرانيون كل ما جاء به الصفويون ، و أضاف مذهبا خامسا الى المذاهب السنية الأربعة ، وهو المذهب الجعفري ( نسبة الى الإمام جعفر الصادق) .

وبعد أن وافق الإيرانيون على طلباته ، قبل بمنصب الشاه ، وتوج في 8آذار عام 1736 .. وما فتئ يذكر هذا المذهب ، حتى في معاهدات الصلح مع العثمانيين التي تكررت مرات ومرات بعد كل معركة بينهم . بل وطالب بتخصيص ركن في الكعبة لهذا المذهب ، والعثمانيون يرفضون الطلب في كل مرة .


لقد كان السبب وراء إلحاح نادر شاه على ذلك سياسيا ، كما هو الحال فيما بعد حكمه ، للعب بوحدة المسلمين ، و لتحقيق حلم يتضاد مع الدولة العثمانية ، وإحلال دولة اسلامية محلها تسترضي مسلمي الهند وغيرهم ممن لم يرضوا عن حكم العثمانيين . وكان نبلاء إيران يتفهموا الأهداف السياسية تلك فوافقوه عليها لاعبين في مسار تفريق المسلمين ..


استمر عهد نادر شاه حتى عام 1747م ، و قد اتسمت سنون حكمه بالحروب المتواصلة مما أنهك اقتصاد ايران ، الذي دمر نادر شاه النظام الاداري فيه ..كما أن اتجاهه لبناء قوة بحرية في الخليج العربي عن طريق الشراء الجاهز من الهند والبرتغال و بريطانيا .. وقد فشل في نقل أخشاب (مازندان) من الشمال الى بوشهر حيث حاول إقامة مكان لبناء السفن ..


لقد أنهكت الحروب الشعوب التي كانت تحت حكمه ، فكانت مثلا منطقة (خوي) في أذربيجان تدفع 3000 تومان سنويا ، أصبح لزاما عليها دفع 100ألف تومان ، وكان يلجأ لحبس وتعذيب الفلاحين ممن لا يستطيعوا دفع الضرائب. فقام الكثير من سكان ايران بالهجرة الى أرض العثمانيين والهند ..


وبعد مصادرة أراضي الوقف الشيعي ، وممتلكات (القزلباش) ..ثارت عليه الشعوب الايرانية ، ثورة وراء ثورة حتى قتل في طريقه لإخماد ثورة للأكراد في (خبوشان ) أو (فوجان حاليا) .. وقتله اثنان من ضباطه في المعسكر ، هما (صالح خان كركلو أفشار) و (محمد خان قاجار) في حزيران 1747 .

كريم خان الزند 1750 ـ 1779 م


إثر اغتيال نادر شاه بقيت إيران زهاء ثلاث سنوات ، تفتقد الى الحكم المركزي ، حيث تصارع أخوة نادر شاه على ممتلكات قلعته الخاصة ، فقد أفنى أخوه (عادل) كل أسرة نادر عدا حفيد واحد اسمه (شاه رخ ) .. ثم قتل سملت عينا (عادل) و قتل أخوه ابراهيم ثم قتل هو ..

استولى أحمد خان على (هراة) و (قندهار) و توسع شرقا على حساب الهند ونصب شاها على أفغانستان و يعتبر ( أحمد خان ) المؤسس الحقيقي لدولة أفغانستان الحديثة ..

في داخل ايران استولى (أزاد خان) وهو من قادة نادر شاه ، على أذربيجان ، وادعى الملك ، وجمع من حوله الأتباع لا سيما من عشيرة الأفشار . كما احتل (آغا خان محمد حسن ) زعيم قبيلة (القاجار ) أقاليم قزوين ..


وفي جنوب غرب ايران ، استولى ( علي مردان خان ) زعيم قبيلة (البختياري) على أصفهان و نصب عليها أميرا صفويا ، ابن أخت الشاه الصفوي (سلطان حسين) .. أطلق عليه اسم ( اسماعيل الثالث) .. وكان في الثامنة من عمره .. وانضم الى (على مردان) ، زعيم قبلي اسمه ( كريم خان الزند) ، والذي قدر له أن يصبح حاكم ايران العام .


في عام 1750 م أغتيل (علي مردان ) و أصبح (كريم خان الزند) هو الحاكم الفعلي لجنوب غرب ايران ، وان كان يرفض أن يطلق عليه أي اسم أو لقب لحاكم .. وزحف الى عموم ايران فأقصى خصومه واحدا بعد الآخر ..


اتخذ كريم خان مدينة شيراز عاصمة له .. واتخذ لنفسه لقب وكيل الدولة ثم وكيل الرعية و أحيانا وكيل الخلائق .. وبعد وفاة (اسماعيل الثالث) رفض كريم خان أن يتخذ لقب شاه .

عم الهدوء والرخاء في عهد كريم خان .. ولم يلحظ أي نشاط عسكري سوى الذي كان يتعلق بتصفية خصومه المحليين ..

كانت تجارة البصرة تلحظ نشاطا ملحوظا ، اذ حول الانجليز نشاطهم من ميناء بوشهر الى البصرة و أغلقوا مكاتبهم في بوشهر .. فأراد كريم خان احتلال البصرة .. لدوافع هي :

1 ـ استغلال وضع العثمانيين المنهكين من حربهم مع روسيا .
2 ـ اشغال الجيش الايراني الذي أبدى بعض التذمر من الهدوء !
3 ـ رفض الدولة العثمانية تسليم والي بغداد لايران ( عمر باشا) والذي اتهمه الايرانيون باساءة معاملة التجار الفرس و سلب أموالهم .
4 ـ رفض الانجليز والعثمانيين مساعدة ايران في تحصيل الأتاوة السنوية التي كان يدفعها سلطان عمان ( أحمد بن سعيد ) الذي توقف عن دفعها .

أرسل ( كريم خان الزند) 30000 جندي لاحتلال البصرة بقيادة أخيه (صادق خان) .. وحاصرها مدة سنة كاملة من 1775ـ 1776 و نجح باحتلالها ، وبقي فيها زهاء ثلاث سنوات ، بعد ان نشبت حرب أهلية في ايران إثر وفاة (كريم خان الزند) في آذار 1779 م .. حيث انسحب الفرس من البصرة .


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: جيران العرب/إيران
05-03-2009, 07:31 PM
الصراع على السلطة و قيام الحكم القاجاري :


يحتار بعض المؤرخين بمعرفة أصل (القاجار ) ، ولكن الرأي الأغلب هو أنه في حملات المغول الأولى ، انتقلت بعض القبائل التركمانية من آسيا الوسطى واستقرت في بلاد الشام و أجزاء من العراق و إيران .. وكان ذلك في القرن الثالث عشر الميلادي .. ثم في غزو (تيمورلنك ) في القرن الرابع عشر ، جمع حوالي 100 ألف تركماني من بينهم ( القاجار) ووضعهم في القفقاس و تركستان و أذربيجان ..


ثم أطلق (تيمورلنك ) حريتهم بالتماس من ( الشيخ خوجه علي الصفوي) .. فأصبحوا جزءا هاما من (القلزاش) ليسهموا في قيام الدولة الصفوية ، عرفانا بالجميل من لدنهم تجاه ذلك الالتماس بتحريرهم .


بعد وفاة ( كريم خان الزند ) عام 1779 م ، عادت ايران الى عصر الفوضى والصراع على السلطة ، ومن بين المتصارعين كان ( القاجار) ، الذين لعبوا في عهد نادر شاه دورا هاما ، كما هم الذين تخلصوا منه , وكان تمركزهم في مناطق (استراباد ) ..


كان (أغا محمد خان ) الرهينة ، الذي فقد أباه قتلا على يد كريم خان الزند ، قد تمكن من الهرب بعد وفاة (كريم خان الزند) وحدوث الفوضى .. فقد هرب من شيراز متوجها الى (مازندران) .. وقد أمضى عدة سنوات وهو يتصارع مع زعماء آخرين .. حتى أصبح السيد المطلق على (كوركان و مازندران و كيلان)
وذلك عام 1785 م .


ازداد نشاط (أغا محمد خان ) في التوسع .. فجعل من (طهران) عاصمة له لقربها من موطن ( القاجار) .. وذلك عام 1786 م .


واصل (أغا محمد خان ) حروبه ضد ( الزنديين) ونجح بالحاق هزيمة نكراء بآخر قادتهم ( لطف علي خان الزند ) عام 1794 م وقتله .. ثم استولى على عاصمتهم (شيراز) و استولى على كرمان ، و بذلك بسط نفوذه على كل ايران باستثناء خراسان التي كان يحكمها ( شاه رخ ) حفيد (نادر شاه) .. وجورجيا التي كان يحكمها ( هرقل الثاني) الذي وضع نفسه تحت حماية قيصر روسيا ، أو بالتحديد قيصرة روسيا ( كاترين الثانية ) ..

لم يدخر (أغا محمد خان ) جهدا في استرجاع جورجيا ، حتى نجح بدخولها على رأس جيش من 60 ألف جندي واحتلال عاصمتها (تفليس) وهروب هرقل الثاني .. فسبى منها 16 ألف شابة وشاب و جعلهم خدما في بيوت أعوانه ..


وفي ربيع عام 1796م ، توج ( أغا محمد خان ) شاها على كل ايران .. ليستمر حكم الأسرة القاجارية حتى عام 1925م ..


العهد القاجاري 1796 ـ 1925 م


يعتبر العهد القاجاري من أهم فترات الحكم في العصر الحديث ، ليس لأنه استمر قرنا وربع .. بل لأنه استطاع أن ينقل ايران من نمطية الحكم في العصور الاسلامية الوسطى التي كانت ملكية اسلامية ، الى حكم ملكي دستوري ، ناقلا بعض ما كان يجري في أوروبا الى ايران ، من طرق إدارة الدولة ..


لقد تعاقب على العهد القاجاري سبعة ملوك ، أولهم كان ( أغا محمد شاه) الذي لم يحكم بصفته ملك الا خمسة عشر شهرا ، قتل بعدها على يد حراسه .. وقد اتصف عهده بالتعطش للدماء و الحروب ، ويقال أنه أقسى حاكم حكم ايران ، وقد عزا علماء التاريخ ذلك لتكوين شخصيته ( فقد خصي بأمر من عادل شاه) ابن أخ نادر شاه .. و أثر ذلك فيه فلم يكن له نصيب في الحياة السوية ، فحاول أن ينتقم من كل من يقدر عليهم ..


تولى العرش بعد اغتيال أغا محمد شاه ، ابن أخيه بابا خان الذي كان حاكما على مقاطعة فارس في جنوب ايران .. وقد أعطى لنفسه اسما ( فتح علي شاه) ودام حكمه حتى سنة 1834 م ، لم يخلد شيئا يذكر لإيران ، فقد كان يتعامل مع البلاد ، كأنها مزرعة أو أرض منهوبة ، فلم يهمه سوى جمع المال و لحيته الطويلة التي كان يعتني بها ..


كان عهد (فتح علي شاه) الذي كان مشهورا ببخله الشديد .. أمام أمرين : الأول الحروب مع روسيا ، وكانت كلها حروب خاسرة لايران ، والثاني : اهتمام الدول الأوروبية بإيران وتنافسها على الاستحواذ عليها ..فقد كان موقع ايران الهام لضمان استمرار الاحتلال البريطاني للهند .. والذي خشي البريطانيون ان يتأثر بعد حملة نابليون على مصر ..


كانت صيغة المعاهدة البريطانية الإيرانية تنص على ان اذا هاجمت افغانستان الهند فان على ايران مهاجمة افغانستان .. وان أي اتفاق بين ايران و افغانستان عليه ان يذكر تعهد الأفغان بعدم مهاجمة الهند !

كما أن الموانئ الإيرانية تفتح أمام السفن البريطانية دون رسوم .. وبالمقابل فان بريطانيا تمنع الفرنسيين من موضع قدم في ايران .. ثم أهملت تلك الاتفاقية لزوال خطر الأفغان بعد وفاة الحاكم (زمان شاه) .. وانسحاب الفرنسيين من مصر .

كانت ايران تتلقى مساعدة سنوية من بريطانيا مقدارها 150 ألف جنيه ، نظير تعاون ايران ، وقد كانت بريطانيا تسارع الى عقد اتفاقية مع ايران كلما أحست بالخطر ..

كما قامت بعهد (فتح علي شاه) حروب مع العثمانيين عام 1821 بسبب تدخل ايران بكردستان .. ووضعت اتفاقية بين الطرفين عام 1823 تمنع قبول النازحين من الطرفين الى الاتجاه الاخر .


توفي ( فتح علي شاه) عام 1834 عن عمر68 عاما مخلفا وراءه 57 ابنا و46 بنتا .. ويقال ان وفاته بسبب تأثره بوفاة ابنه (عباس ميرزا) سنة 1833 .
وتولى العرش من بعده حفيده (محمد شاه ) ابن عباس ميرزا ..وقد واجه أعمامه في الصراع على أحقية العرش خصوصا (فرمان فرما) حاكم مقاطعة فارس ..


ايران في عهد محمد شاه 1834 ـ 1848 م

كانت ايران تواجه تعبا في حربها مع العثمانيين غربا و الروس شمالا ، مما جعل قادتها يستسهلوا التوجه شرقا جهة أفغانستان .. لكن الانجليز ، مانعوا في ذلك فحاولوا إثارة المتاعب داخل ايران ، حيث شرعوا في الدفاع عن هراة ، واحتل الانجليز جزيرة الخرج في الخليج العربي للضغط على ايران .. كما أن أعوانهم من الطائفة الإسماعيلية قاموا بتمرد بقيادة (أغا خان محلاتي ) ومن بعده أخوه أبو القاسم وهددوا أقاليم يزد و كرمان و بالو و بلوشستان ..


ان تلك الضغوط جعلت ( محمد شاه ) ينسحب من (هراة) و يعود الى الداخل ليتفرغ لمحاربة الاسماعيليين الذي هربوا للهند .. وعندها بدأت العلاقات بين ايران وبريطانيا بالانفراج فانسحبت من جزيرة الخرج .. و يبدو أن الإنجليز كانوا يكرهوا أن تكون حدود الهند(باكستان) من جهة ايران) و من الشمال افغانستان .. تحت حكم واحد ..أو حكمين متفقين ..

لقد واجه (محمد شاه) على الحدود الغربية ، خصما قويا ، اذ كان والي بغداد (علي رضا باشا اللاز ) قد احتل (المحمرة) عام 1837 وتعرض لمدينة (الفلاحية) حاضرة بني كعب .. وانتهى باتفاق بين( علي رضا باشا) والحاج جابر بن مرداو شيخ المحمرة على أن تناط إدارة المحمرة به ، مقابل أن يكون ولائه للعثمانيين ..


لقد دفع هذا الاتفاق الى أن ترد ايران ، وتعتدي على السليمانية ، ثم تعاود وتحتل المحمرة عام 1841 ..فيقوم والي بغداد الجديد (نجيب باشا 1842ـ1847م)باقتحام كربلاء وتأكيد سلطة حكومته عليها ، بعد أن عاث فيها الأشقياء و قطاع الطرق ..

تدخلت روسيا القيصرية و بريطانيا العظمى ، في حل النزاعات بين الدولتين حتى انتهى ذلك باتفاقية ( أرض روم الثانية ) في 31/5/1847 م وتعد أهم الاتفاقيات التي وقعت بين الطرفين .. حيث اعترفت الدولة العثمانية لإيران بالسيطرة على إقليم الأحواز ، و المشاركة في استخدام شط العرب ، واعترفت ايران بسيادة الدولة العثمانية على السليمانية ..


ظهرت في آخر أيام محمد شاه ، حركة دينية اسمها (البابية ) ، وهي امتداد للحركة (الشيخية) التي نادى بها ( الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي) .. وملخص الحركة البابية التي انضم اليها مريدو ( الشيخية ) بعد وفاة مؤسسها .. هو ادعاء (محمد رضا الشيرازي) مؤسس الحركة ، بأنه يشكل بابا الى (الإمام المنتظر) فعلى من يحتاج مخاطبة (الامام المنتظر) بشيء عليه مخاطبة الباب أولا ! . ثم تطورت الأمور مع هذا الدعي حتى ادعى النبوة وقال أنه أفضل من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .

ان ظهور مثل تلك الحركات ، يدل على تردي أوضاع ايران في عهد (القاجاريين) .. والذين لم يألوا جهدا في ملاحقة هؤلاء الذين اتسعت دعواتهم حتى أصبحت سياسية دينية .

توفي محمد شاه عام 1848 م عن عمر (40) عاما و خلفه ابنه الأكبر (ناصر الدين) وكان عمره 17 سنة .


ايران في عهد ناصر الدين شاه 1848 ـ 1896م


تعتبر فترة حكم ناصر الدين شاه أطول فترة حكم بالعهد القاجاري ، و قد تميزت تلك الفترة بأحداث و أهداف و غايات للحكم نوجزها ب :

1 ـ صراعه مع الحركة البابية و التمكن من التغلب عليها ، وتشريد بقاياها الى عكا في فلسطين والهند والعراق و بعض مناطق الخليج العربي ..

2 ـ التطلع الى الشرق جهة هراة و سيستان للتوسع نحوها .. ومعارضة البريطانيين المستمرة .. حيث أن في كل مرة تحتل ايران أحد المناطق الافغانية ، فان بريطانيا تقوم باحتلال جزيرة الخرج أو مينائي المحمرة و بوشهر ، من أجل الضغط على ايران بعدم التمدد شرقا ..

3 ـ اتسمت العلاقات مع روسيا القيصرية بالمد والجزر في عهد (ناصر الدين شاه) .. حيث تشكل الحدود الروسية من الشمال حوالي ألفي كيلو متر ، بعد أن أخذت روسيا القيصرية طشقند و سمرقند و بخارى و خيوه ومرو .. فكان لا بد من إقامة علاقة حذرة مع روسيا التي كانت تتنافس مع بريطانيا على الأولوية في العلاقات .. حيث لكل منهما أطماع ..

4 ـ كانت العلاقات البريطانية الايرانية ، تتسم هي الأخرى بحذر متبادل .. فايران التي منعتها بريطانيا من تكوين اسطول بحري ، حتى لا تهدد مصالحها في الخليج و بالذات البحرين .. حيث كانت ايران تطمع ببسط نفوذها على منطقة الخليج .. في حين كانت بريطانيا تخشى من تهديد مستعمراتها في الهند من جهة الشمال ، فكان محور سياستها يقوم على منع الروس من اختراق ايران او افغانستان ..

5 ـ ابتدع (ناصر الدين شاه) الرحلات الجماعية لأوروبا للأسرة الحاكمة وحاشية ضخمة ، كلفت الميزانية الشيء الكثير ..


مظفر الدين شاه ( 1896 ـ 1907م)

بعد وفاة ناصر الدين شاه ، أعقبه ولده ، مظفر الدين شاه و كان هذا قد أمضى شبابه في الكسل و اللهو البحث عن الملذات ، عندما كان في تبريز . ولما تولى العرش أنهك الميزانية بسبب سفره المستمر الى أوروبا بحجة العلاج حتى أفلست إيران و استدانت الأموال من بريطانيا و روسيا ، مما جعل تلك الدولتين يتدخلان بالشأن الايراني بكثرة .


وقد شهد عهد مظفر الدين شاه أبرز الأحداث في تاريخ ايران ، وهو الثورة الدستورية ، التي أجبرته على الموافقة على اقامة حكم دستوري عام 1906م وكان ذلك في 31من كانون الأول وبعد عشرة أيام توفي مظفر شاه .

محمد علي شاه 1907ـ1909م

منذ أن كان وليا للعهد ، كان مكروها وقد ذكر ذلك القنصل الأمريكي في ايران عندما قال : لم أسمع كلمة إطراء واحدة في ايران بحق هذا الشخص . وقد خضع الى النفوذ الروسي ، وحاول الغاء الدستور و تعطيل البرلمان ، مما كاد أن يسبب حربا أهلية ، وقد انتهى الأمر بعزله عام 1909م في تموز .

سلطان أحمد شاه 1909 ـ 1925م

عندما عزل والده كان صبيا في الثانية عشر ، لذا تأخر تتويجه حتى عام 1914م .. وكان آخر ملوك الأسرة القاجارية .. وقد شهد العالم في عهده الحرب العالمية الأولى .. و تحولت ايران في عهده الى بيدق في أيدي البريطانيين .. وقد وصفه اللورد (كرزن) وزير خارجية بريطانيا في أحد وثائقه بأنه أجبن رجل في العالم ..

وفي 31/10/1925 انتهى حكمه بقرار من البرلمان ، وبانتهائه انتهى عصر القاجاريين في ايران .. ويبدأ عهد الأسرة البهلوية ..


  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: جيران العرب/إيران
14-03-2009, 03:55 AM



الأوضاع العامة في ايران في القرن التاسع عشر


تشابهت الحكومات و العهود التي تناوبت على حكم ايران منذ عهد الصفويين ، في شكل أدائها العام ، فهي أقرب للنظام الملكي .. ولم يكن عهد القاجاريين يختلف عن ذلك الشكل . فقد انقسم عهدهم الى قسمين النصف الأول منه ، سمته العامة هي التعطش لسفك الدماء و العنف .. والثاني عهد اتسم بالنهب لثروات البلاد والتمتع بها خارج البلاد .. ولمواكبة و استمرار هذا السلوك ، كانت الضرائب الفاحشة و الاقتراض من الخارج .


السكان و توزيعهم :

قدر عدد سكان ايران في منتصف القرن التاسع عشر بين تسعة و عشرة ملايين نفس . وكان 6.5 مليون يسكنون ويستقرون في الريف و المدن ، ومن كان يسكن منهم الريف كانوا حوالي 5.5 مليون ، في حين يسكن مليون في مدن يزيد عدد سكانها عن 10 آلاف نسمة .

ملكية الأراضي و التصرف بها :

كان حوالي نصف أراضي إيران الصالحة للزراعة ، تملكها الأسرة الحاكمة ، ولو أضفنا أملاك الأمراء و الحاشية لارتفعت النسبة أكثر .. ويلي هؤلاء زعماء القبائل الفارسية والكردية والتركية والعربية .. وقد كانت أملاك أحدهم تصل الى ألفي قرية .. وان هؤلاء الملاك يتقاضون ممن يزرع تلك الأراضي مبالغا من المال هي أشبه بالضرائب ، وكانت تلك المبالغ تزيد حسب رغبة الشاه .

بالمقابل فان هؤلاء الزعماء يقدمون للتاج بدل تلك الإقطاعيات ، أعدادا من الجند يكونوا من ضمن رجال إقطاعياتهم و قبائلهم .. وهم بالحقيقة يشكلون في النهاية قوام الجيش الإيراني .. حيث أن لا جيش للدولة غير هؤلاء ، ويحتفظ الشاه في العهد القاجاري سوى قوة صغيرة هي الحرس الملكي الخاص ..

من هنا كنا نرى كيفية فشل هذا الجيش باستمرار ، في حروبه مع دول مثل العثمانيين و الروس ، حيث كان بهما جيشان محترفان جاهزان مدربان ..


القوى المؤثرة اجتماعيا واقتصاديا في ايران


· الجهاز الإداري في العهد القاجاري :

لم يكن الجهاز الإداري بمستوى معقد ومتطور في العهد القاجاري .. بل كان كبار موظفي الدولة : هم الوزير الأول أو (الصدر الأعظم) وأحيانا يلقب ب ( معتمد الدولة ) .. و ( مستوفي الممالك ) وهو المسؤول عن إيرادات الدولة .. و وزير الجيش (وزير لشكر) .. ووزير الخارجية ..

أما ما يلي هؤلاء فهم موظفون كانوا يدفعون من المبالغ لقاء ثمن وظائفهم التي كان يطغي عليها الفساد والرشوة ..

· الحالة الاقتصادية :

كان سكان المدن من التجار والحرفيين و العاملين في الإدارات الحكومية ورجال الدين .. والفئة الأخيرة أي رجال الدين من الملالي والمجتهدين الذين يعرفون بفئة (العلماء) ، وكانوا يمارسون دورا مهما ويتمتعون بنفوذ كبير على المستوى الشعبي بشكل خاص . وهم قسمان : قسم يعينوا من قبل الشاه وهم (شيخ الاسلام) ، وهو أعلى منصب ديني في الدولة القاجارية ، و إمام الجمعة في كل مدينة من المدن الايرانية ..

والصنف الثاني وهو الغالبية وهو الأخطر ، حيث كان مستقلا في ماليته عن الدولة ، وماليته آتية من (الأوقاف) ومعاملات البيع والشراء والزواج والطلاق والقضاء ( عدا المتعلق بالسرقة والقتل والتمرد ، حيث كانت تبت به دوائر الدولة) .. وكانت أحكام هؤلاء قطعية .. وكانت المساجد أمكنة لها حصانة لا يدخلها رجال الجيش والشرطة و أجهزة الدولة بشكل عام ..


كانت صلة رجال الدين بالتجار و الحرفيين الذين لم يكونوا كلهم مسلمون ، فقد كان من بينهم اليهود و المسيحيين والزرادشتيين .. ومع ذلك كل هؤلاء يدفع خمس ايراداته لرجال الدين ، مقابل وقوف رجال الدين معهم بالضغط على وقف الاستيراد و منع الإعفاءات التي كان يتمتع بها الحرفيون والتجار الأجانب.
الإهمال هو الصفة العامة في باقي القطاعات

اذا تركنا الحديث عن الفئات السابقة .. وانتقلنا الى الريف وباقي القطاعات فإننا سنجد الويلات في الريف الذي يفتقد لأبسط أمور الحياة ، إضافة لثقل طلبات الملاك والقصر في دفع المزيد من الأموال ..

كما أن قطاعات الصحة والتعليم والمواصلات والري ، كانت هي الأخرى بأسوأ ما يكون بين بقية دول المنطقة والعالم ، في مثل ذاك الوقت ..

محاولات الاصلاح في العهد القاجاري :


قام بعض الأشخاص بمحاولات للإصلاح في العهد القاجاري ، أسهمت في التأشير على بعض موجبات التغيير .. نذكر منها :

أولا ـ محاولة ( عباس ميرزا )

تأثر (عباس ميرزا ) وهو الابن الأكبر ل( فتح علي شاه) و حاكم أذربيجان ، بتجربة السلطان العثماني ( سليم الثالث ) .. فقد حركته كثرة الانكسارات للإيرانيين في حروبهم ، لاعتمادهم على زعماء الأقاليم و المناطق ، الذين لم يكن لديهم الخبرة الكافية في القتال بحروبهم مع الروس و العثمانيين ..

فأراد تكوين جيشا مستقرا ، ومجهزا بالمدفعية والأسلحة ومدربا تدريبا جيدا ، فكون نواة لهذا الجيش من ستة آلاف جندي ، واستقدم مدربين فرنسيين وبريطانيين وبعث بمجموعات للتدرب في الخارج ..

الا أنه قلل من مخصصات دواوين الدولة ، وزاد الضرائب و الجمارك ، مما خلق جوا من البلبلة والتذمر ، خصوصا بين موظفي الدولة ، وزعماء القبائل 2الذين خافوا من اضمحلال نفوذهم نتيجة لتكوين جيش ثابت . ثم جاءت هزيمة الجيش الإيراني على يد الجيش الروسي 1826ـ 1828م لتضع نهاية لتلك المحاولة الإصلاحية و ان تركت بعض آثارها .


ثانيا : محاولة (ميرزا محمد تقي خان فارهاني ) الملقب ب (أمير كبير) ..

اتفق الكثير من المؤرخين على اعتبار هذا الرجل أهم رجال ايران في العصور الحديثة . وهو ابن لطباخ الصدر الأعظم في أيام ( محمد شاه) .. أتيحت له الفرصة لزيارة روسيا ، فأعجب بنظامها . قلد العديد من المناصب في البلاط القاجاري .. وترأس وفد بلاده باتفاقية (أرض روم) مع العثمانيين عام 1847م وبعد وفاة محمد شاه عينه (ناصر الدين شاه ) صدرا أعظما ، ومنحه لقب (أمير كبير) ..

تلخص برنامجه الاصلاحي بما يلي :

1 ـ تطوير الجيش باستقدام مدربين من إيطاليا و المجر .. وتجهيزه بأسلحة حديثة .. وسن قانون الخدمة الإجبارية لمن هم بين 20ـ28 سنة الا أنه واجه صعوبات في تطبيقه ..

2 ـ على الصعيد الإدراي : عمل على تطهير أجهزة الدولة من الفساد والرشوة ، وفرض ضرائب شملت حتى الأمراء ، وقلص مصاريف الشاه و البلاط ، و خفض الرواتب ، و حصل ديون الدولة من الذين استغلوا أوضاع انشغالها خارجيا ..

3 ـ على الصعيد الاقتصادي : ركز على تنمية و تشجيع الصناعات الوطنية وتطوير الزراعة .. وعمل على حماية الاقتصاد الوطني بوضع التعريفات الجمركية العالية على المستوردات ..

4 ـ في المجال الثقافي : إنشاء أول مدرسة ثانوية علمانية باسم ( دار الفنون) وكانت تدرس الطب و الهندسة والترجمة والزراعة والعلوم العسكرية ..

5 ـ في مجال الاعلام : أصدر أول جريدة رسمية (روزنامة وقائع ) واهتم بالطباعة والنشر ..

6 ـ قلص نفوذ رجال الدين ..

لقد أوجد هذا البرنامج الطموح أطيافا واسعة من المعادين المحليين ، وانزعاج روسيا وبريطانيا .. مما دفع بالشاه الى عزله عام 1851 ثم اغتياله .

ثالثا : محاولة ( ميرزا حسين خان ) ( مشير الدولة )

تخرج هذا من فرنسا وتولى مناصب بتفليس و بومباي و اسطنبول .. وتأثر بما شاهده .. و عندما تولى منصب رئاسة الوزراء ( الصدر الأعظم ) ، كان أبرز ما حققه هو تشكيل ديوان ملكي عالي ( درباره أعظم ) ليكون بمثابة النظام الوزاري على غرار ما كان سائدا في أوروبا ..




التعديل الأخير تم بواسطة ابن حوران ; 25-03-2009 الساعة 10:16 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: جيران العرب/إيران
25-03-2009, 10:17 AM


التنافس البريطاني ـ الروسي و معاهدة 1907م



كان التنافس البريطاني الروسي أهم سمات العهد القاجاري .. وان كان في النصف الأول من القرن التاسع عشر قد اتخذ طابعا سياسيا ، فانه كان ذا طابع اقتصادي في النصف الثاني من نفس القرن ..


لقد أدت حركات تراكم رأس المال في أوروبا و زيادة الانتاج الى البحث المستمر عن أسواق جديدة وثابتة وبنفس الوقت تمد البلدان الأوروبية بالمواد الخام ..

حصل البريطانيون عام 1863م على امتياز من (ناصر الدين شاه) لانشاء خط اتصالات برقية بين خانقين العراقية عبر ايران الى الهند .. مقابل 30000 تومان سنويا ..

في عام 1872م حصل البارون الإنجليزي ( دي رويتر ) على امتياز لمد خطوط سكك حديد بين قزوين والخليج العربي ، مقابل 40000 جنيه استرليني سنويا ولمدة 70 عاما .. الا أن الروس عارضوا عليه ، وهددوا باجتياح ايران فألغي المشروع .. ثم أعيد إحالة المشروع على نفس الشخص عام 1884م وتم اعتراض الروس عليه وألغي ..

في عام 1888 حصل البريطانيون على امتياز الملاحة في نهر قارون .. وعاودوا محاولاتهم في شأن السكك الا أن الروس ، منعوا ذلك نهائيا ..

في عام 1889 حصل البارون (دي رويتر) على امتياز إنشاء البنك الشاهنشاهي الفارسي مع منحه احتكار إصدار العملة وهي أكبر خبطة للإنجليز في حينها ..

في عام 1890 حصل البريطاني الميجر (تالبوت) على امتياز انتاج وبيع وشراء و تصنيع التبغ لمدة (50) عاما ..الا أن الروس استخدموا أصدقائهم من الملالي للإفتاء بتحريم الدخان (التبغ) بعد سنة من الاتفاقية فألغيت ..

أما أكبر مكسب للبريطانيين بحق ، فهو ما حصل عليه الإنجليزي (وليام نوكس دارسي ) في استخراج النفط من نصف مليون ميل مربع وكان أمده 60 عاما . وكان ذلك عام 1901 م وتم اكتشاف النفط بكميات تجارية عام 1908م .. ثم دخلت الحكومة الإنجليزية و أخذت أكبر نصيب ..


أما الحكومة الروسية ، فقد أخذت امتيازات أقل أهمية ، مثل خط سكك حديد يربط تبريز بشرق القفقاس ..وامتياز صيد الأسماك جنوب بحر قزوين .. وانشاء بنك الخصم والقرض الروسي ، الذي استطاع ان يتغلغل في صفوف الأمراء و رجال الدين الذين كان يستخدمهم لمعارضة الإتفاقيات مع بريطانيا .


في عام 1900 حصل ( مظفر الدين شاه ) على قرض 22.5 مليون روبل وفي عام 1902 حصل على 10.00 ملايين روبل .. وكان من شروط تلك القروض عدم أخذ أي قرض من أي دولة عدا روسيا ..ولكن بعد هزيمة روسيا أمام اليابان في حربها عام 1904 ، استطاع الإنجليز أن يقدموا قرضين أحدهما بقيمة 190ألف جنيه إسترليني والثاني بقيمة 100ألف .

لقد هدأ التنافس الشديد بين الروس و الإنجليز ، بعد أن دخلت ألمانيا التي وحدها بسمارك عام 1870 م وأخذت تنمو بقوة وسرعة ملحوظة .. اذ أنشأت عام 1902م خط برلين ـ بغداد . ودخلت ايران لتؤسس شركة لانتاج وتسويق السجاد الايراني ..

كل ذلك أدى الى معاهدة 1907 م بين روسيا و بريطانيا .. اذ أخذت روسيا بموجبه امتيازات في معظم ايران يمتد من قصر شيرين الى حدود إفغانستان شاملا طهران و أهم مدن ايران .. في حين أخذت بريطانيا من بندر عباس على الخليج العربي ويمر ببرجند وكرمان وينتهي بجيزاك على الحدود الأفغانية ..


و كانت الاتفاقية تبين دعم الدولتين ضد التحركات الشعبية التي استمرت حتى أنتجت ( الثورة الدستورية ) .. أما الإنجليز الذين أرادوا في حزيران 1914 تعديل الاتفاقية اذ أحسوا بالغبن ، ما أن انتهت الحرب العالمية الأولى عام 1918 حتى بسطوا نفوذهم على كل ايران ..





  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: جيران العرب/إيران
07-04-2009, 10:54 AM
الثورة الدستورية 1907م

(1)


جاءت الثورة الدستورية نتيجة لعاملين العامل الأول مساوئ الحكم وظلمه ، والثاني الاتصال المستمر للإيرانيين مع العالم الخارجي وبشكل ملحوظ خلال القرن التاسع عشر مما جعلهم على اطلاع كاف على كيفية إدارة الحكم بالعالم .

ومن خلال البعثات الطلابية و الدبلوماسية للخارج فقد برز مجموعة من المثقفين الذين حثوا و حرضوا على التغيير ومنهم : فتح علي آخندوف (1812ـ1878) و محمد خان مجد الملك (1809ـ 1880) و يوسف مستشار الدولة التبريزي توفي 1895م وميرزا مالكم خان ناظم الدولة (1833ـ 1908م) وعبد الرحيم طالبوف (1834 ـ 1911م) .

فتح علي آخندوف 1812ـ 1878م :

كان هذا الأذربيجاني مسرحيا علمانيا ، يطالب بثورة لإسقاط الحكم ( اذا استطعتم إدراك منافع الحرية و حقوق الانسان ، واذا درستم العلوم وشكلتم الجمعيات ووحدتم قواكم ، وقررتم إنقاذ أنفسكم من طغيان الحاكم المستبد فانكم سوف لن تتسامحوا أبدا إزاء العبودية و الإذلال )

رغم أن انتشار مبادئه كان محدودا في صفوف الايرانينن وذلك كونه علمانيا ولا ينكر ذلك .. الا أنه أسهم في التأسيس لما حدث من تغيير فيما بعد ..

محمد خان مجد الملك 1809 ـ 1880م

من أبناء الطبقة الحاكمة ، تعرف على نظم حكم العالم من خلال تمثيله لبلاده في السفارات .. فألف كتاب بعنوان ( كشف الغرائب) وكان ينقد فيه بشدة نظام حكم القاجاريين .. وقد قرأه الايرانيون بحماس شديد ..

يوسف مستشار الدولة التبريزي :

مثل مجد الملك من حيث توليه مناصب حكومية و اتصاله بالغرب ، وقد ألف كتاب ( يك كلمة ) أي كلمة واحدة .. طالب فيه بفصل السلطات ..

ميرزا مالكم خان 1833ـ 1908 م

قد يكون هذا هو أهم شخصية مؤثرة في التغيير الذي حدث في ايران ، وهو من عائلة أرمنية اعتنقت الاسلام .. درس في باريس وقد عمل في الدولة العثمانية سفيرا في روما ولندن وبرلين وكان متأثرا بمبادئ الثورة الفرنسية ، رغم أن أكثر شخصية أثرت به ( جون ستيوارت ميل ) الفيلسوف السياسي الإنجليزي .. وقد ترجم كتابه ( حول الحرية ) الى الفارسية ..

عبد الرحيم طالبوف 1834 ـ 1911 م

تبريزي المولد ، أتقن اللغة الروسية كتابة وقراءة ، ألف ثلاث كتب ( مسالك المحسنين) و ( نخبة سبهسري) و ( كتاب أحد ياسفينة طالبي ) وقد كان يقتبس بشكل واضح من جان جاك روسو و فولتير وغيرهما .. وكان شديد الإعجاب بالنظام الدستوري الغربي ..

جمال الدين الأفغاني 1838 ـ 1897 م


بعد أن ذاع صيته ،دعاه ناصر الدين شاه الى ايران 1885 ـ1886 م الا أنه لم يرضي الشاه من كثر ما كتب عن الاصلاح ، فاستأذن بالسفر وخرج ، الا أن الشاه طلبه مرة أخرى فعاد عام 1889م ثم طرد الى العراق عام 1891م .. ومنها ذهب الى لندن وأخذ يكتب من هناك مقالاته المنتقدة بشدة للحكم في ايران .. ويقال ان قاتل ناصر الدين شاه هو من أتباع الأفغاني .. اذ أنه وهو يطلق النار عليه صاح ( خذها من يد جمال الدين ) ..

ولا بد من الإشارة الى أن الصحافة والجاليات الإيرانية في الخارج كان لها دور هام في إحداث التغيير .. ويقال أن كل سنة كان يذهب الى روسيا 200ألف عامل للعمل .. نتيجة الفقر المدقع والضغط .. هذا الى روسيا وحدها .. مما جعل من احتكاك أبناء تلك الجاليات أثرا في نقل تجارب البلاد التي لجئوا إليها .

(2)



رغم أن بدايات الثورة الدستورية قد تمت في منتصف القرن التاسع عشر ، الا أن بداياتها التنفيذية قد حصلت بعد انتفاضة التبغ عام 1891 م ، حيث كانت تلك الانتفاضة بمثابة التمرين الأولي ..

وبعد الارتفاعات الحادة في الأسعار عام 1905 حيث ارتفع السكر بما نسبته 33% والحنطة بما نسبته 90% .. و انخفاض التجارة بين ايران وروسيا ، نتيجة للحرب اليابانية الروسية ، و انخفاض الإيرادات الجمركية .. وتفشي الكوليرا و المجاعة .. ومهاجمة الحكومة للتجار الذين اعتصموا بمسجد طهران الكبير وانضمام رجال الدين للتجار وعلى رأس رجال الدين محمد الطباطبائي و عبد الله البهبهاني ..

وتوالت الاضرابات ، فانسحب رجال الدين و معهم 2000 من طلاب العلم الى قم و قام حوالي 15 ألف من التجار الى الاضراب و توقيف الحياة العامة ، وتوالت البرقيات من مختلف الأقاليم التي تهدد بالزحف على طهران ان لم تلبي الحكومة مطالب المضربين ..


نتيجة لتلك التهديدات و الاضرابات المتكررة ، أصدر (مظفر شاه) مرسوما في حزيران 1906 ، تجرى فيه انتخابات ، اقتصر المشاركون فيها على الأسرة القاجارية و الملاك و الأمراء و الأعيان و المجتهدين و التجار و أصحاب الحرف ، و حدد المرسوم مكان اجراء الانتخابات في طهران فقط .. وقد جرت الانتخابات بسرعة في مطلع تشرين الأول و تمت صياغة دستور في 31/12/1906 .. وقعه الشاه وهو على فراش الموت ..

انتعشت الحياة المدنية وتم انشاء المزيد من المنظمات الشعبية و النقابات والجمعيات ، وزاد عدد الصحف من ستة قبل الثورة الى مائة بعدها ..

وبعد أن تولى الحكم (محمد علي شاه) حاول أن يعطل الدستور الذي نص على وجوب امتثال الحكومة لمجلس النواب ، و يفصل بين السلطات الثلاث . و أخذ يتجاهل دوره .. حتى عادت الاضطرابات الى الشارع مرة أخرى ، خصوصا بعد ان تم اقتسام ايران بين بريطانيا و روسيا بموجب معاهدة 1907(سابقة الذكر).

أرسل (محمد علي شاه) لواء القوزاق الى العاصمة و قصف البرلمان و قتل من قتل ..وعاونت روسيا الشاه بخبرات عسكرية وقيادات للجيش ، كالخبير (العقيد لياخوف ) الذي قاد الهجوم. فثارت المدن من تبريز الى أقصى الجنوب ، حيث كانت المفاجأة بانضمام قبيلة ( البختياري) القوية التي قاد قواتها (سردار أسعد ) شقيق الزعيم الأكبر للقبيلة ( صمصام) .

استطاع ( سردار أسعد) أن يجمع حوله المتمردين من مختلف أنحاء ايران ، وزحفوا الى العاصمة و بعد قتال شوارع لمدة ثلاثة أيام ، خلع الشاه (محمد علي) و هرب الى روسيا .. وتم تنصيب ابنه (احمد شاه ) عام 1909م .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: جيران العرب/إيران
18-04-2009, 10:26 PM
نهاية الحكم القاجاري


(1)

اذا كانت ايران قد نجحت في إقامة وضع دستوري وبرلماني ، الا ان هذا الوضع لم يحسن من الواقع الاقتصادي ، نتيجة لتدخل روسيا و بريطانيا المستمر ، الأمر الذي حدا بايران بالاستعانة بخبير اقتصادي أمريكي ، هو (مورغان شوستر ) الذي أجبر بعد عدة شهور في عام 1911 لمغادرة ايران وذلك للمعارضة الشديدة التي بدت من الروس والبريطانيين ، اللذان اقتسما ايران بموجب اتفاقية 1907م .

وقد هدد الروس باحتلال شمال ايران ، لا بل احتلوها فعلا ، وانهمك الروس بشراء الأراضي في أذربيجان ، وهددوا باحتلال طهران ، كما عزز البريطانيون وجودهم في الجنوب ، وقدمت ضمانات الى أمير الأحواز العربي الشيخ (خزعل بن جابر ) وتعهدوا بالذود عنه ضد أي تهديد !


في ظل هذه الظروف نشبت الحرب العالمية الأولى ( بريطانيا و فرنسا وروسيا ودول أخرى ) وسموا بالحلفاء ضد دول الوسط (ألمانيا و الدولة العثمانية و إمبراطورية المجر ـ النمسا ودول أخرى ) .. ورغم أن ايران وقفت على الحياد الا ان معظم الايرانيين كانوا متعاطفين مع دول الوسط ، ضد الحلفاء ، وكانت ايران ساحة للحرب .. فاخترق العثمانيون أجزاء مهمة من ايران كانت محسوبة تحت الحماية الروسية مثل (كرمانشاه) الا ان الروس استعادوها ووصلوا الى راوندوز وخانقين في العراق ..

نشط وكلاء الحرب الألمان في تحريض الايرانيين والأفغان ضد الحلفاء ، الأمر الذي أقلق الإنجليز من خوفهم على الهند ..ومع ذلك نجح الألمان في حشد المتعاطفين ليصل الى البرلمان الايراني الحزب الديمقراطي في أغلب المقاعد ، الأمر الذي عقد أمور الانجليز فيما بعد ..

تشكلت حكومات متمردة في عدة مناطق .. خصوصا بعد حدوث الثورة البلشفية و تعقيد أمور الرؤيا البريطانية ، اذ أصبحت روسيا الحليفة بالحرب ، مبعثا لهواجس التمدد الشيوعي و البلشفي ، فاستغلت بريطانيا و ضع روسيا و بسطت نفوذها على ايران بكامله ..

عندما افتتح مؤتمر السلام بباريس عقب الحرب العالمية الأولى ، رفض الإنجليز حضور طرف ايراني ، بحجة أن ايران ليست طرفا بالحرب ، والحقيقة أن بريطانيا كانت تضمر نوايا للانفراد بايران لجعلها حاجزا بين ممتلكاتها في الهند و مستعمرتها الجديدة ( العراق ) .. في وجه شبح خطر السوفييت الجدد ، اضافة لما تحوي هي والعراق من نفط ، ذلك السائل التي برزت أهميته .


ترجم الإنجليز خططهم تجاه ايران من خلال معاهدة 9آب 1919 والتي عقدت بسرية بالغة بين ( بيرسي كوكس) وكان سفيرا لبريطانيا في ايران ، وبين رئيس وزراء ايران ( وثوق الدولة ) المعروف بميوله للإنجليز .. وسميت الاتفاقية ( اتفاقية المعاهدة البريطانية من أجل تقدم ايران و رفاهها )


نصت الاتفاقية على قيام بريطانيا بتزويد ايران بمستشارين عسكريين و إداريين ، تتحمل ايران نفقاتهم .. على ان تحسن بريطانيا نظام المواصلات ، ويعني هذا اعطاء بريطانيا الحق بانشاء سكك حديد واستثمارها ، وتتخلى بريطانيا عن مطالبتها بنفقات الجيش البريطاني ، مقابل توقف ايران عن المطالبة بكلف التدمير التي نجمت عن الحرب !

لم يوافق البرلمان على تلك المعاهدة ، وتم عزل ( وثوق الدولة ) رئيس الوزراء ، واعترضت كل من الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و روسيا على تلك المعاهدة .. و قامت عدة مناطق بالانفصال و اعلان نظام جمهوري بها مثل أذربيجان ..

كل هذا قاد الى انقلاب عسكري قاده العقيد ( رضا خان المازندراني) في حين من تولى الانقلاب السياسي معه كان ( ضياء الدين الطابطبائي) المعروف بموالاته لبريطانيا .. وجرى اعتقال كل المعادين لبريطانيا من رجال مهمين . وأعلنت الأحكام العرفية ..

وفي الوقت الذي طمأنت حكومة ( الطابطبائي) والذي عين ( رضا خان ) قائدا للجيش ، بريطانيا بأن مصالحها محمية ومضمونة ، كانت بيانات الحكومة تنتقد الفساد و الخراب و تتهم بريطانيا بها ، لا بل ذهبت أكثر من ذلك و ألغت اتفاقية 1919 م ، وكان ذلك في نيسان 1921 ، وما لبث ( رضا خان ) يتقدم حتى أسقط حكومة ( الطابطبائي ) في نفس الشهر و نفس السنة .

(2)

استطاع رضا خان الذي أقصى الطابطبائي ، خارج البلاد ، حيث ذهب الى فلسطين ولم يعد الا بعد سقوط نظام رضا شاه . استطاع ان يتقدم خطوات سريعة ، ويتصرف كأنه منقذ لإيران .. ومنذ إقصاء الطابطبائي تغيرت الوزارات خمس مرات بمعدل وزارة كل ستة أشهر ..

رغم أن النخب السياسية كانت تنظر الى ( رضا خان ) نظرة ازدراء على أساس أنه جندي أمي قديم .. فقد استطاع أن يزحف نحو السلطة شيئا فشيئا ، حتى أصبح رئيسا للوزراء و احتفظ بوزارة الدفاع و كل أذرع القوة داخل ايران.

وقد نجح في قمع وإنهاء الحكومات المحلية في ( أذربيجان ) و (كيلان) و ألحق هزيمة بالكردي ( اسماعيل آغا سمكو ) عام 1922 . ووجه حملات لقمع القبائل الثائرة في مختلف أنحاء ايران .. وهزم قبائل الجنوب (البختياري و اللر ) .. كما أنهى حكم الشيخ خزعل في الأحواز في نيسان 1925 م .

ثم أجبر الشاه أحمد على السفر الى أوروبا حيث بقي بفرنسا الى أن مات عام 1930م .. و أخذ تعهدا من ولي العهد على عدم التدخل بشؤون الدولة .. وانهزم من ايران معظم رجال العهد القاجاري المهمين ..


و عقد دورة انتخابية للبرلمان على عجل نجح بها من يريده هو .. وفي جلسة 31/10/1925م ، خلع مجلس النواب حكم الأسرة القاجارية .. و أسند أمر حكم البلاد لرئيس الوزراء ( رضا خان ) الذي أحب أن يلقب بلقب ( بهلوي ) حيث تعني هذه الكلمة اللغة القديمة لإمبراطورية (ساسان) .. ثم بعد شهرين أسند البرلمان العرش الى ( رضا خان بهلوي ) الذي توج في 25/4/1926م لينتهي بذلك العهد القاجاري في ايران ..
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
انشاء موقع ومدونة في جيران شرح بالصور لايفوتك
منشورات فدائية على جدران اسرائيل للشاعر الراحل نزار قباني
الساعة الآن 07:48 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى