السلطة الجزائرية تصنع مأساة انسانية أخرى
03-10-2008, 04:26 PM
يتبادر إلى ذهن المرء و بسرعة عند سماعه لكلمة كارثة :الإعصار- الحرائق - القنابل – الزلازل - الفيضانات والطوفان....
أيا كان منها إلا أنها جميعها تبعث في الإنسان معاني واحدة وهي الأسى والحزن تارة و الإمتعاظ والتوتر تارة أخرى والغضب وتمني الثأر و الثورة مرات أخرى.
إن ما حدث في مدينة غرداية الواقعة جنوب الجزائر العاصمة بزهاء 600 كلم لا يمكن تسميته أو وصفه إلا بالكارثة وما علا..
فيضانات طوفانية أتت على ما يزيد على 70 بالمائة من المدينة المسكينة، دمار في الممتلكات وهلاك في الماشية وتحطم كامل للسيارات، والأشد في ذلك كله هلاك ما يربو على 170 *إنسان ونضع كلمة إنسان بين قوسين إلى حين.
إن الأمر إذا خلا من بصمات الإنسان وكان طبيعيا محضا وإلهي الإرادة والتقدير لا نجد حينها إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون وأن نقول الله يعلم ونحن لا نعلم ,
أما أن يكون الأمر مقتضى في قوله تعالىظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس .. حينها يتوجب علينا أن نقف وأن نوقف الذي يجرنا إلى الفساد وأن نأخذ بيده، كلٌ من موقعه و كلٌ بما أوتي .
إن دأب الإدارة أن تتملص من مسؤوليتها وأن تلقي باللائمة على أي شيءٍ إلا أجهزتها وأعوانها إن ذلك دأبٌ فيها قديم.
كيف وقد سارعت السلطة في ربط ما حدث في غرداية بالتحولات المناخية و بالتقلبات الجوية التي شهدتها منطقة الهضاب العليا ، وذكرت أن سبب ما حدث هو الاندفاع القوي لمياه الوديان المتاخمة لوادي ميزاب مما أدى إلى تدفق الماء بسرعة 900متر مكعب في الثانية .
خليط معطيات-قد تكون صحيحة- بشعوذة سياسية كما عهدنا.
إن المسؤول الأول والمباشر في اعتقادنا هو الإدارة ،عفوا هو اللاإدارة.
وبالمثَل المعروف في علوم الإدارة و التخطيط القائل:إذا خططت وفشلت فقد خططت للفشل، تكون الحتمية العلمية تقضي أن السلطة هي التي سببت الكارثة وهذا بكل المقاييس.
ولنا أن نسأل أو نساءل المسؤولين:
- ماهي نتائج الدراسات التي تخص طبيعة هذه المنطقة الوادية واحتمالات تدفق كبير للمياه (هذا إن وجدت هذه الدراسات) ؟
- ماهي الاحتياطات والإجراءات التي قررتم القيام بها وتنفيذها سواء من سنة 91 أومن السنوات التي تليها؟. (للإشارة فقد حدثت مثل هذه الكارثة سنة 1991 أي قبل 17 سنة من اليوم وهي المدة التي تكفي لإعداد ميزانية مدينة بأكملها، إنجازا وبناءا و تسييرا).
- إذا وضعنا المدينة على طاولة المشرحة ماذا يمكن أن نجد من مشاريع تنموية ذات جدية و من هياكل قاعدية أساسية قد استفادت منها المنطقة؟( اللهم إلا شتات عمليات تجميلية ترقيعية هدفها وافد رسمي أو حملة انتخابية ليس إلا) ،أسأل بهذا في الوقت الذي أسأل فيه ذات السلطة أو الإدارة عما يمكن أن تكون قد استفادت به من هذه المدينة.
أجيب بما يقولون أنفسهم أن هذه المدينة كانت و لا تزال رافدا يحمي خصائص الهوية الوطنية،وأنها كنز سياحي لا يقل أهمية عن كونه عالمي وأنها سجل تاريخي لإحدى أهم التجارب الإنسانية التي شهدتها المعمورة وبلغ فيها الإنسان مبالغ جد متقدمة في أكثر من مجال سواء ما اتصل منه بالبيئة واحترامها أو بالعلاقات الاقتصادية و الاجتماعية أو في الممارسة السياسية خاصة حينما يتعلق الأمر بالآخر و حقوق الجوار ويكفي هذا مثالا لا حصرا.
بالمجمل أقول أن اللامسؤولين في هذه المدينة سواء أو في اللا إدارة المركزية يكيلون بمكاييل عديدة وأن غرداية المسكينة كانت هي الأضحية، في عيد الفطر هذه المرة .
هذا ولا يجب أن نغفل مسؤولية عموم المواطنين والمجتمع المدني الغرداوي بشكل عام فلكل امرئ ما اكتسب من الإثم ما صغر منه وما كبر .
ندائي إلى ذوي العقول والألباب من المواطنين أن المسؤولية الحقيقية لبناء مدينتهم والنهوض بها إنما تقع عليهم ولا يمكن أن نلوم مديرا أو مسؤولا عُين في منصبه واستقدم من طرف آخر للبلاد، واللبيب بالإشارة يفهم .
العلم بما يوفره من طرق تجريبية والمال الذي نعتقد أن المدينة تنام على رصيد وافر منه والسواعد المخلصة وما أكثرها في غرداية هي أسباب ووسائل كافية لجعل مثل هذه المدينة المسكينة مدينة استقطاب عالمي ونموذج تجربة اجتماعية اقتصادية راقية .
*الرقم المذكور أعلاه قدم لنا من طرف مصدررسمي و لم نختلقه من عندنا إلا أنه كان بودنا أن لو لم يكن كذلك...إنا لله و إنا إليه راجعون.
[/size][/size]
أيا كان منها إلا أنها جميعها تبعث في الإنسان معاني واحدة وهي الأسى والحزن تارة و الإمتعاظ والتوتر تارة أخرى والغضب وتمني الثأر و الثورة مرات أخرى.
إن ما حدث في مدينة غرداية الواقعة جنوب الجزائر العاصمة بزهاء 600 كلم لا يمكن تسميته أو وصفه إلا بالكارثة وما علا..
فيضانات طوفانية أتت على ما يزيد على 70 بالمائة من المدينة المسكينة، دمار في الممتلكات وهلاك في الماشية وتحطم كامل للسيارات، والأشد في ذلك كله هلاك ما يربو على 170 *إنسان ونضع كلمة إنسان بين قوسين إلى حين.
إن الأمر إذا خلا من بصمات الإنسان وكان طبيعيا محضا وإلهي الإرادة والتقدير لا نجد حينها إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون وأن نقول الله يعلم ونحن لا نعلم ,
أما أن يكون الأمر مقتضى في قوله تعالىظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس .. حينها يتوجب علينا أن نقف وأن نوقف الذي يجرنا إلى الفساد وأن نأخذ بيده، كلٌ من موقعه و كلٌ بما أوتي .
إن دأب الإدارة أن تتملص من مسؤوليتها وأن تلقي باللائمة على أي شيءٍ إلا أجهزتها وأعوانها إن ذلك دأبٌ فيها قديم.
كيف وقد سارعت السلطة في ربط ما حدث في غرداية بالتحولات المناخية و بالتقلبات الجوية التي شهدتها منطقة الهضاب العليا ، وذكرت أن سبب ما حدث هو الاندفاع القوي لمياه الوديان المتاخمة لوادي ميزاب مما أدى إلى تدفق الماء بسرعة 900متر مكعب في الثانية .
خليط معطيات-قد تكون صحيحة- بشعوذة سياسية كما عهدنا.
إن المسؤول الأول والمباشر في اعتقادنا هو الإدارة ،عفوا هو اللاإدارة.
وبالمثَل المعروف في علوم الإدارة و التخطيط القائل:إذا خططت وفشلت فقد خططت للفشل، تكون الحتمية العلمية تقضي أن السلطة هي التي سببت الكارثة وهذا بكل المقاييس.
ولنا أن نسأل أو نساءل المسؤولين:
- ماهي نتائج الدراسات التي تخص طبيعة هذه المنطقة الوادية واحتمالات تدفق كبير للمياه (هذا إن وجدت هذه الدراسات) ؟
- ماهي الاحتياطات والإجراءات التي قررتم القيام بها وتنفيذها سواء من سنة 91 أومن السنوات التي تليها؟. (للإشارة فقد حدثت مثل هذه الكارثة سنة 1991 أي قبل 17 سنة من اليوم وهي المدة التي تكفي لإعداد ميزانية مدينة بأكملها، إنجازا وبناءا و تسييرا).
- إذا وضعنا المدينة على طاولة المشرحة ماذا يمكن أن نجد من مشاريع تنموية ذات جدية و من هياكل قاعدية أساسية قد استفادت منها المنطقة؟( اللهم إلا شتات عمليات تجميلية ترقيعية هدفها وافد رسمي أو حملة انتخابية ليس إلا) ،أسأل بهذا في الوقت الذي أسأل فيه ذات السلطة أو الإدارة عما يمكن أن تكون قد استفادت به من هذه المدينة.
أجيب بما يقولون أنفسهم أن هذه المدينة كانت و لا تزال رافدا يحمي خصائص الهوية الوطنية،وأنها كنز سياحي لا يقل أهمية عن كونه عالمي وأنها سجل تاريخي لإحدى أهم التجارب الإنسانية التي شهدتها المعمورة وبلغ فيها الإنسان مبالغ جد متقدمة في أكثر من مجال سواء ما اتصل منه بالبيئة واحترامها أو بالعلاقات الاقتصادية و الاجتماعية أو في الممارسة السياسية خاصة حينما يتعلق الأمر بالآخر و حقوق الجوار ويكفي هذا مثالا لا حصرا.
بالمجمل أقول أن اللامسؤولين في هذه المدينة سواء أو في اللا إدارة المركزية يكيلون بمكاييل عديدة وأن غرداية المسكينة كانت هي الأضحية، في عيد الفطر هذه المرة .
هذا ولا يجب أن نغفل مسؤولية عموم المواطنين والمجتمع المدني الغرداوي بشكل عام فلكل امرئ ما اكتسب من الإثم ما صغر منه وما كبر .
ندائي إلى ذوي العقول والألباب من المواطنين أن المسؤولية الحقيقية لبناء مدينتهم والنهوض بها إنما تقع عليهم ولا يمكن أن نلوم مديرا أو مسؤولا عُين في منصبه واستقدم من طرف آخر للبلاد، واللبيب بالإشارة يفهم .
العلم بما يوفره من طرق تجريبية والمال الذي نعتقد أن المدينة تنام على رصيد وافر منه والسواعد المخلصة وما أكثرها في غرداية هي أسباب ووسائل كافية لجعل مثل هذه المدينة المسكينة مدينة استقطاب عالمي ونموذج تجربة اجتماعية اقتصادية راقية .
*الرقم المذكور أعلاه قدم لنا من طرف مصدررسمي و لم نختلقه من عندنا إلا أنه كان بودنا أن لو لم يكن كذلك...إنا لله و إنا إليه راجعون.
[/size][/size]