أكثر من 18 عائلة تعيش في ظروف قاهرة بمفرزة للحرس البلدي بالمدية
25-07-2015, 05:33 AM


م.سليماني


ADVERTISEMENT
لا يزال مصير أكثر من 18 عائلة رحلت إلى مركز "عبور"، عقب الانهيار الطيني الذي عرفته منطقة سطارة ببلدية المدية شهر فيفري الماضي مجهولا، ولا تزال صيحاتهم بشأن الحياة القاسية التي يعيشونها بمفرزة سابقة للحرس البلدي ببلدية ذراع السمار دون مجيب.

نظم ممثلون عن العائلات وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية للتنديد بوعود المسؤولين المحليين التي قطعوها لهم عشية عملية الترحيل التي أعقبت الانهيار، والتي مفادها أن انتظارهم لن يكون طويلا، وبأن معاناتهم ستطوى بمنحهم شققا يلمون فيها شتاتهم.
عاينت "الشروق" حجم المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء بمركز العبور المذكور، فأكثر من 50 فردا يتقاسمون طابقين، أحدهما مخصص للنساء والآخر للرجال، وتستغل كل عائلة أمتارا مربعة من الفضاء المفتوح بالطابق الثاني تستعملها للطبخ والنوم، تحدد أمتار كل عائلة بالوسادات والبطانيات، ولا يوجد بهذا المركز إلا مرحاضين، كثيرا ما يكونان خارج الخدمة، ومصدرا للروائح والجرذان والبعوض، بسبب قلة الماء الذي تكابد العائلات المقيمة هناك العناء لتحصيله للاستعمال اليومي.
يذكر هؤلاء أن طول مدة إقامتهم هناك قد حوّلت أغراضهم وأثاثهم المجمع في باحة المفرزة إلى حطام وخراب، بعد أن أثرت فيها تقلبات الطبيعة الحارة والباردة الممطرة التي مرت عليهم، وهم الذين جمعوا هذا الأثاث بطريقة مرتجلة متأثرة بوعود المسؤولين، الذين قالوا لهم وقتها بأن إقامتهم هناك لن تطول وبأن ترحيلهم إلى سكنات سيكون قريبا، إلا أن المؤقت قد تحول إلى دائم، وحال دون التقاء أرباب الأسر بأبنائهم إلا على موائد الطعام، وبعد ترتيب مسبق بالهاتف بين الزوجة والزوج، لأن الصعود إلى الطابق الثاني يتطلب إجراءات خاصة تحمي لكل عائلة خصوصيتها وكرامتها وسترها، في وضع أشبه ما يكون بما وصفه أحد أرباب هذه العائلات بوضع السجين مع من يزوره في الفضاءات الخاصة بالزيارات في السجون.