شرح الشرط الثاني لإتقان الاستخارة ( صدق النية في طلب الخيرة )
12-08-2015, 06:55 PM


شرح الشرط الثاني لإتقان الاستخارة
( صدق النية في طلب الخيرة)





توطئة :
هذه المقالة الثانية لترسيخ أهداف الدرس الثاني : شروط إتقان الاستخارة ، ورابطه
http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=307803
وكان الشرط الثاني : ((صدق النية في طلب الخيرة )) .


1) إذا تحقق في العبد الشرط الأول ، فعليه بعد ذلك معرفة ومراقبة النية .




وذلك لأن النية تتقلب سريعا وكما قال سفيان الثوري: (( ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي لأنها تتقلب علي )) ؛ مع أن الاستخارة عبادة مستورة في عبادة ظاهرة، أي يصعب أن يدخلها الرياء ،إلا أن النية تتقلب فيها أيضا .


2) بمقدار هذه النية تكون الثمار سلبا وإيجابا مع مراعاة الشرط الأول والثالث – التوكل - وغيرها من الثمار الملازمة لهذين الشرطين ، لذا تم اعتبارها شروطا أيضا من باب المجاز للتيسير ، ولعل الله ييسر ذكر قصة مؤلمة جدا حصلت لرجل استخار بنية التجربة بعد أن وصلت له الحجة ، فذاق وبال أمره ، مع أن لها أكثر من خمسة عشر عاما . ويوجد غيره كثر .


3) بعد انقضاء الأمر بتيسير أو صرف ، لا يجوز البتة الشك في هذا الشرط إذا كنت قد حققته ، لأن الشيطان لن يتركك لتنعم بحلاوة الاستخارة التي استخرتها في هذا الأمر أو ذاك ، وسيبذل ما يستطيع ليلبس عليك أمر نيتك ، بعكس الشرط الأول يبقى مع المستخير إلى يوم يلقى ربه .


فالشيطان قد توعد آدم عليه السلام وذريته ، فقال سبحانه على لسانه :
((قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) . (الأعراف ) .


ولنتأمل قوله : (( لأقعدن )) ، ولم يقل (( لأقفن )) . بمعنى هو غير مستعجل في إغواء الناس ، بقدر ما يهمه أكثر نوعية وحجم الإغواء ، أو بلغة العصر هو يعمل وفقا لتخطيط وإدارة إستراتيجية ؛ ومع ذلك فكيده ضعيف ولا سلطان له على المتوكلين ، فالاستخارة مبنية على التوكل .قال سبحانه :
(( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100). (( النحل )) .



فتسلطه وقدرته ، تختلف باختلاف حال العبد ، فقد يرضى من شخص أمر بسيط ، ولايرضى من شخص آخر إلا أمرا عظيما . وكفى بالمستخير أن يرضى منه التشويش عليه في أمر نيته .


4) إذا حصل الشك في النية قبل انقضاء الأمر ، فيستطيع العبد أن يستخير مرة أخرى ؛وهذا أفضل له .حتى يقطع الشك باليقين .
منقول بتصرف .. وفق الله جهد الجميع .

[/size]
[/color]
(( الاستخارة غيرت حياتي ، وشكر النعمة نشرها ، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )) .

http://montada.echoroukonline.com/fo...play.php?f=512