إشكال عند كثيرمن الناس .. هل الاستقامة الشرعية تؤثر على سهولة أو صعوبة تمييز التيسير من الصرف
14-07-2015, 05:35 PM


هل الاستقامة الشرعية تؤثر في تمييز التيسير من الصرف ؟؟



تمهيد

في درس سابق ( الدرس الرابع : العوامل المؤثرة في تمييز نتائج الاستخارة – التيسير والصرف ) ، تم الإشارة إلى هذا الأمر وتم إفراده هنا بشكل مستقل ، وما خاب من استخار ، وهو متاح علـــى الرابط :
http://montada.echoroukonline.com/sh...08#post2044808

أولا : إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا

1) قد يظن كثير من المسلمين ، أن الاستقامة الشرعية تؤثر في سهولة أو صعوبة تمييز التيسير من الصرف ، وهذا من كيد إبليس وتلبيسه على العباد ، لينتهي بهم الأمر إلى ترك الاستخارة ، فهو قد توعد ذرية آدم ، فقال كما في سورة الأعراف .
(( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) . الأعراف .

2) مما ينبغي أن يعلم الاستخارة شرعت للأذكياء والعاديين والعالم والجاهل والرجل والمرأة ... وليست خاصة بصفوة المسلمين .
وفي ذلك يقول فضيلة الشيخ محمد صادق المراني ( المغلس ) :
(( وكما شُرعت الاستخارة للشخص المفرط في الذكاء ؛ فهي مشروعة للشخص العادي ، وكما هي عبادة للعالم فهي أيضاً عبادة للبدوي ، ولكل واحد مقدرته وعفويته )) .

3) إذا كانت الاستخارة لا تقبل إلا مع حسن الاستقامة الشرعية ، أو تمييز التيسير من الصرف لا يقع إلا مع قوة الإيمان ؛ للزم أن تكون خاصة لصفوة المسلمين وهذا لا يقوله أحد ، بل هي من أحسن الأعمال التي تقوي التوكل ، و تزيد الإيمان وتجدده ، والله يحب المتوكلين .ولكنها بحاجة إلى الاجتهاد والمجاهدة ، كغيرها من العلوم والطاعات الأخرى ، والمجاهدة من الإحسان ، قال سبحانه :
((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) . العنكبوت .


ثانيا : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ

1) الأصل في صعوبة التمييز عدة عوامل تقدم ذكرها في الدرس الرابع ، ولكن أهمها عاملان : نوعية المسألة و قلة الخبرة – أي نوعية المستخير ، مثل صعوبة تجويد القرآن لغير المتقن له ، ولكن ضعف الإيمان قد يؤثر أحيانا في سرعة فهم قرائن التيسير أو الصرف لحكمة يريدها المولى سبحانه ، مثل إقبال وتقرب العبد إلى خالقه بالدعاء وغيره ، ومع ذلك ، فهذا لا يمنع من وصول الحق عند طلبه ، فمن استخار وفقا لشروطها ، فقد طلب الخيرة بصدق قال تعالى :
(( وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (([القصص : 51].
(( وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ )) [البقرة : 282] .
(( وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ )) . [ الأنفال : 23 ].


ثالثا : تفاوت نتائج الاجتهاد
1) الأصل في فهم نتائج الاستخارة تحقيق شروطها ، ،فإذا تيسرت أسباب التيسير أو الصرف ، ثم رجح عند المستخير بأن الأسباب تيسرت – تيسيرا أو صرفا – أقدم أو أحجم ، ثم إذ انقضى الأمر وجب الرضا والتسليم .

2) وأما إذا لم يرجح عنده شيء من تلك الأسباب ، فليمض في الأمر ، فإن كان شرا فسوف يصرفه الله ولو في آخر لحظة ، وهذا شيء مشاهد ومجرب ، المهم ألا يبقى في تردد وشك من أمره ، وليوقن أن الله يعلم السر وأخفى ويسمع ويرى وينزل كل شيء بقدر . فالله عند حسن ظن عبده به .

3) وفي مسألة تفاوت نتائج الاجتهاد ، يقول شيخ الإسلام( 1) :
((فقد يتفطن أحد المـجتهدين لدلالة لو لحظها الآخر لأفادته اليقين لكنها لم تخطر بباله ، فإذن عدم وصول العلم بالحقيقة إلى المجتهد ؛ تارة يكون من جهة عـدم البلاغ ، وتارة يكون من جهة عدم الفهم وكل من هذين قد يكون لعجز وقد يكون لمشقة فيفوت شرط الإدراك وقد يكون لشاغل أو مانع فينافي الإدراك )). أهـ
لذا إذا اجتهد المستخير فقد يتفطن لدلالة تفيده الإقدام أو الإحجام عن الأمر ، بينما لم تخطر ببال لمستخير آخر ، أو لحظها ولكنها لم تعن له شيئا .

4) مع وجود ضعف الإيمان فقد يحصل لسبب ما ؛ كحســن توكل في الأمر المستخار فيه أو طاعة ؛مما يزيده إيماناً عاماً وخاصاً(2 )، فيؤدي ذلك إلى تيسير تمييز الخيرة.


منقول بتصرف .. شكر الله جهد الجميع
== = الهوامش = = =
1 ) (( الفتاوى الكبرى 3/306))((الجواب الصحيح /6/494))
( 2) أي يزداد يقيناً بأن الله سيختار له خيراً أو سيصرف عنه شراً في الأمر الذي استخاره فيه.



(( الاستخارة غيرت حياتي ، وشكر النعمة نشرها ، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )) .

http://montada.echoroukonline.com/fo...play.php?f=512