تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
اتريد أن تقتلني؟
23-10-2015, 08:54 PM
أتُريدُ أن تقتلني؟

خَطب أبو العباس السفاح أم سلمة بنت يعقوب، بصداقٍ مقداره خمسمائة دينار، وأهدى أخاها الذي زجه إياها مائتي دينار، ودخل عليها من ليلته، وحظيت عنده وأحبها وأحبته، وحلف ألا يتزوج عليها ولا يتخذ جارية، وكان يفشي لها كل سر، ولا يقبل على مسألة دون مشورتها، ولما أصبح أول خليفة من العباسيين وفّى بما حلف.

فلما كان ذات يوم في خلافته خلا به خالدُ بن صفوان؛ فقال: يا أمير المؤمنين إني فكرت في أمرك، وسعة ملكك، وقد مَلّكْت نفسك امرأةً واحدة، فإن مَرضَت هي مرضت أنت وإن تألمت هي تألمت، وحرمت نفسك الجواري والتمتع بما تشتهي منهن؛ فإن منهن ـ يا أمير المؤمنين ـ الطويلة الغيداء، وإن منهن الغَضة، والدقيقة السمراء، من مولدات المدينة؛ ولو رأيت يا أمير المؤمنين الطويلة البيضاء، والسمراء اللعساء*1، من مولدات البصرة والكوفة، وذوات الألسن العذبة والقدود المهفهفة، وحسن زيهن وزينتهن، وشكلهن لرأيت شيئاً حسناً.

وأين أنت يا أمير المؤمنين من بنات الأحرار، والنظر الى ما عندهن من الحياء والتخفر!
وجعل خالد يجيد في الوصف، ويجد في الإطناب، بحلاوة لفظه وجودة وصفه.
فلما فرغ خالد قال له أبو العباس: ويحك، ما صك مسامعي ـ والله ـ قط كلامٌ أحسن مما سمعته، فأعد علي كلامك؛ فقد وقع مني موقعا. فأعاد عليه خالد الكلام أحسن مما ابتدأه، ثم انصرف.

وبقي أبو العباس مفكراً فيما سمع منه، فدخلت عليه أم سلمة امرأته. وكانت تبرّه كثيراً، وتتحرى مسرته وموافقته في جميع ما أراده ـ فقالت: إنّي لأنكرك يا أمير المؤمنين؛ فهل حدث أمرٌ تكرهه؟ أو أتاك خبر فارتعت له؟ قال: لم يكن من ذلك شيء.!
قالت: فما قصتك؟ فجعل ينزوي عنها؛ فلم تزل به حتى أخبرها بمقالة خالد له، فقالت: فما قلت له؛ إنه (.....) قال: سبحان الله ينصحني وتشتمينه!

فخرجت من عنده مغضبة، وأرسلت الى خالد بعض خدمها، وأمرتهم ألا يتركوا منه عضواً صحيحاً.

قال خالد: فانصرفت الى منزلي، وأنا مسرور بما رأيت من أمير المؤمنين؛ وإعجابه بما ألقيته إليه. ولم أشك أن صلته ستأتيني، فلم ألبث حتى صار إليّ أولئك الخدم، وأنا قاعد على باب داري؛ فلما رأيتهم قد أقبلوا نحوي أيقنت بالجائزة التي توقعتها من أمير المؤمنين، حتى وقفوا علي؛ فسألوا عنّي؛ فقلت: هاأنذا خالد؛ فسبق إلي أحدهم بهراوة كانت معه، فلما أهوى بها إلي وثبتُ فدخلتُ منزلي، وأغلقتُ الباب علي واستترتُ، ومكثت أياماً على تلك الحال لا أخرجُ من منزلي، ووقع في خَلدي أني أُتيتُ من قِبَل أم سلمة.

وطلبني أبو العباس طلباً شديداً، فلم أشعر ذات يوم إلا بقومٍ قد هجموا عليّ وقالوا: أجب أمير المؤمنين، فأيقنت بالموت.

ولما وصلت الى الدار أومأ إلي بالجلوس، ونظرتُ فإذا خلف ظهري بابٌ عليه ستور قد أُرخيت، وحَرَكةٌ خلفها! فقال: يا خالد: لم أرَك منذ ثلاث. قلت: كُنْت عليلاً يا أمير المؤمنين. قال: ويحك! إنك وصفت لي في آخر دَخلةٍ من أمر النساء والجواري ما لم يخرق مسامعي قط، فأعده عليّ.

قلت: نعم يا أمير المؤمنين، أعلمتك أن العرب اشتقّت الضّرّة من الضرر، وأن أحدهم ما تزوج من النساء أكثر من واحدة إلا كان في جَهْدٍ*2، فقال: ويحك! لم يكن هذا في الحديث، قلت: بلى والله يا أمير المؤمنين، وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأثافي*3 القدر يغلي عليهن. قال أبو العباس: برئت من قرابتي من رسول الله صلوات الله عليه، إن كنت سمعت هذا منك في حديثك!

قلت: وأخبرتك أن الأربعة من النساء شرٌ لصاحبهن يُشيبنه ويهرمنه ويسقمنه. قال: ويلك! والله ما سمعت هذا الكلام منك ولا من غيرك قبل هذا الوقت. قلت: بلى والله، قال: وتلك! أوَ تُكَذبني! قلت: وتريد أن تقتلني يا أمير المؤمنين!
قال خالد: فسمعت الضحك من وراء الستر. قلت: نعم، وأخبرتك أيضاً أن بني مخزوم ريحانة قريش، وأنت عندك ريحانة من الرياحين، وأنت تطمع لعينيك الى حرائر النساء وغيرهن من الإماء.

فقيل لي من وراء الستر: صدقت والله يا عمّاه وبَرَرْت، بهذا حدثتَ أمير المؤمنين، ولكنه بدّل وغَيّرَ، ونَطَق عن لسانك!

فقال أبو العباس: ما لك قاتلك الله وأخزاك، وفعل بك وفعل!
فتركته وخرجت، وقد أيقنتُ بالحياة، فما شعرت إلا برسل أم سلمة قد صاروا إلي ومعهم عشرة آلاف درهم وتخت وبرذون وغلام*4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*1ـ اللعساء: اللعس اختلاط الحمرة بالسَواد
*2ـ جَهَد: مشقة
*3ـ أثافي: جمع أثفية وهي الحجارة التي يوضع عليها القدر للطبخ.
*4ـ تخت: صندوق توضع فيه الثياب، برذون: حيوان دون الفرس غليظ الجسم والحوافر وليس (البغل) إنما هو من أصناف الخيول غير العربية المخصصة للعمل.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أوتار*
أوتار*
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-09-2013
  • الدولة : حبيبتي الجزائر
  • المشاركات : 2,988

  • المرتبة 2 مسابقة الطبخ 

  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • أوتار* will become famous soon enough
الصورة الرمزية أوتار*
أوتار*
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
ماريا بو عاشور
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 29-10-2015
  • المشاركات : 33
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • ماريا بو عاشور is on a distinguished road
ماريا بو عاشور
عضو نشيط
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: اتريد أن تقتلني؟
21-11-2015, 09:53 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أوتار* مشاهدة المشاركة
قصة جميلة جدا راقت لي كثيرا
شكرا لك
العفو...

هذا من حُسن تذوقكم
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 02:10 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى