الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
04-05-2018, 01:12 PM
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى
الآية : 3 {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}
1- خصال الإيمان وعلاماته
من اقوالة صلى الله علية وسلم
1-( صحيح ) ) قال :
لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن و لا ينهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها و هو مؤمن و لا يقتل و هو مؤمن
:ولا يغل أحدكم حين يغل وهو مؤمن فإياكم إياكم و التوبة معروضة بعد وقال إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان على رأسه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه
[2 ] ( متفق عليه ) وعن أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال :
" ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة
قلت وإن زنى وإن سرق قال
وإن زنى وإن سرق
قلت وإن زنى وإن سرق قال
وإن زنى وإن سرق
قلت وإن زنى وإن سرق قال
وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر
وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال وإن رغم أنف أبي ذر
3-( صحيح ) ) وقال :
إذا سرتك حسنتك و ساءتك سيئتك فأنت مؤمن
4-( صحيح ) ) وقال :
إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى: أن يجدد الإيمان في قلوبكم
5-( صحيح ) ) وقال :
إن لكل شيء حقيقة و ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه
6-( صحيح ) ) وقال :
ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد رسولا .
7-( صحيح ) ) وقال :
كن ورعا تكن أعبد الناس و كن قنعا تكن أشكر الناس و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما و أقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب
8-( صحيح ) ) وقال :
الإيمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و الحياء شعبة من الإيمان
الآية : 3 {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}
الأولى - قوله تعالى : {الَّذِينَ} أي هم الذين ، .
{يُؤْمِنُونَ} يصدقون. والإيمان في اللغة : التصديق ، وفي التنزيل : {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} [يوسف : 17] أي بمصدق ،
2-- قوله تعالى {بِالْغَيْبِ} الغيب في كلام العرب : كل ما غاب عنك ، واختلف المفسرون في تأويل الغيب هنا ، فقالت فرقة :
: الله سبحانه. . وقيل : القضاء والقدر. . وقيل : القرآن وما فيه من الغيوب. . وقيل : الغيب كل ما أخبر به الرسول عليه السلام مما لا تهتدي إليه العقول من أشراط الساعة وعذاب القبر والحشر والنشر والصراط والميزان والجنة والنار. : وهذه الأقوال لا تتعارض بل يقع الغيب على جميعها.
قلت :
وهذا الإيمان الشرعي المشار إليه في حديث جبريل عليه السلام حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن الإيمان. قال : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" . قال : صدقت.
. وقال عبد الله بن مسعود :
ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب ، ثم قرأ : {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}
3-- قوله تعالى :
{وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} .
وإقامة الصلاة أداؤها بأركانها وسننها وهيئاتها في أوقاتها ، .
يقال : قام الشيء أي دام وثبت ، ،
وقيل : "يقيمون" يديمون ، وأقامه أي أدامه ،
2-وإلى هذا المعنى وأشار عمر بقوله :
من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
5- معنى الصلاة
( الدعاء/ الرحمة/ العبادة/ النافلة/ التسبيح/ القراءة/ بيت يصلّى فيه/ 1- الصلاة أصلها في اللغة الدعاء ، مأخوذة من صلى يصلي إذا دعا ، ومنه قوله عليه السلام : "إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطرا فليطعم وإن كان صائما فليصل" مسلم
أي فليدع.
وقال بعض العلماء :
إن المراد الصلاة المعروفة ، فيصلي ركعتين وينصرف ، والأول أشهر وعليه من العلماء الأكثر.
-ولما ولدت أسماء عبد الله بن الزبير أرسلته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت أسماء : ثم مسحه وصلى عليه ،مسلم أي دعا له. وقال تعالى : {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة : 103] أي ادع لهم.
2-والصلاة :
: الرحمة ، ومنه : "اللهم صل على محمد" الحديث. 3-والصلاة : العبادة
، ومنه قوله تعالى : {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ} [الأنفال : 35] الآية ، أي عبادتهم. 4-والصلاة : النافلة ،
ومنه قوله تعالى : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ} [طه : 132]. 5-والصلاة التسبيح ،
ومنه قوله تعالى : {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [الصافات : 143]
أي من المصلين. ومنه سبحة الضحى. وقد قيل في تأويل {نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} [البقرة : 30] نصلي.
6-والصلاة : القراءة ،
ومنه قوله تعالى : {ولا تجهر بصلاتك} [الإسراء : 110]
فهي لفظ مشترك. 7-والصلاة : بيت يصلّى فيه
. وقد قيل :
إن الصلاة اسم علم وضع لهذه العبادة ، فإن الله تعالى لم يخل زمانا من شرع ، ولم يخل شرع من صلاة ،
8-– - واختلف في المراد بالصلاة هنا ،
فقيل : الفرائض. وقيل : الفرائض والنوافل معا ، وهو الصحيح ، لأن اللفظ عام والمتقي يأتي بهما.

6-شروطها وفروضها
1-اما شروطها
( الطهارة وستر العورة )
2-وأما فروضها :
فاستقبال القبلة ، والنية ، وتكبيرة الإحرام والقيام لها ، وقراءة أم القرآن والقيام لها ، والركوع والطمأنينة فيه ، ورفع الرأس من الركوع والاعتدال فيه ، والسجود والطمأنينة فيه ، ورفع الرأس من السجود ، والجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيه ، والسجود الثاني والطمأنينة فيه. والأصل في هذه الجملة حديث أبي هريرة في الرجل الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة لما أخلّ بها ، فقال له : "
إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة ثم كبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها خرجه مسلم.
2- قوله تعالى :
{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}
رزقناهم : أعطيناهم ، والرزق عند أهل السنة ما صح الانتفاع به حلالا كان أو حراما ، خلافا للمعتزلة في قولهم :
إن الحرام ليس برزق لأنه لا يصح تملكه ، وإن الله لا يرزق الحرام وإنما يرزق الحلال ، والرزق لا يكون إلا بمعنى الملك
3 - - قوله تعالى :
{يُنْفِقُونَ
نفقون : يخرجون.
والإنفاق : إخراج المال من اليد ، . ونفقت الدابة : خرجت روحها ، ، ومنه قوله تعالى : { إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الأِنْفَاقِ} [الإسراء : 100].
4 - واختلف العلماء في المراد بالنفقة ههنا على اقوال :، 1- فقيل : الزكاة المفروضة - روي عن ابن عباس - لمقارنتها الصلاة. 2- وقيل : نفقة الرجل على أهله - روي عن ابن مسعود - لأن ذلك أفضل النفقة. روى مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"دينارٌ أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك". 3-وقيل :
المراد صدقة التطوع - 4-وقيل : هو عام وهو الصحيح ، لأنه خرج مخرج المدح في الإنفاق مما رزقوا ، وذلك لا يكون إلا من الحلال ، أي يؤتون ما ألزمهم الشرع من زكاة وغيرها مما يعنّ في بعض الأحوال مع ما ندبهم إليه.
وقيل : الإيمان بالغيب حظ القلب. وإقام الصلاة حظ البدن.
ومما رزقناهم ينفقون حظ المال ،
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين