مفجّر فضيحة 26 مليار دولار يعود إلى الجزائر
01-02-2016, 09:06 PM

وليد.ع

بعد غياب دام نحو 26 سنة، عاد المعارض الجزائري ومفجر فضيحة الـ26 مليار دولار، عبد الحميد براهيمي إلى الجزائر من منفاه الاختياري في بريطانيا، في قرار فاجأ الكثير من المتابعين ولم يكن منتظرا.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن عبد الحميد براهيمي، عاد على متن طائرة للخطوط الجوية الملكية المغربية، وقد وجد بعض أصدقائه في انتظاره بمطار هواري بومدين، بالعاصمة، بينهم محام، ما يعني أن الرجل أعد العدة لكل الاحتمالات، لاسيما وأنه عرف بمعارضته الشرسة للسلطة في الفترة التي أعقبت التسعينيات .


وكان براهيمي الذي شغل منصب الوزير الأول في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، خلال الفترة الممتدة ما بين سنوات 1984 - 1988، قد غادر الجزائر في بداية التسعينيات، مضطرا، كما قال في حوار سابق لـ"الشروق"، خوفا على حياته، بعد أن تعرض لتهديدات بالقتل من قبل أطراف لم يسمها آنذاك .

وعاش الإبراهيمي محروما من جواز سفره طيلة فترة غيابه عن الجزائر، وهو ما أكده في حواره السالف ذكره أنه قال: "لو أعطوني جواز سفري الجزائري لسافرت غداً عائداً إلى وطني، ولكنّهم يمنعونني من الحصول على هذا الحق"، ما يعني أن نجل العلامة مبارك الميلي، تحصل على جواز سفر مكنه من العودة لبلاده في ظروف طبيعية و"قانونية".

ويعتبر الوزير الأول الأسبق، من بين الشخصيات السياسية البارزة التي عارضت وقف المسار الانتخابي في بداية التسعينيات، وأطلقت تصريحات نارية ضد النظام القائم، من خلال مقابلاته الإعلامية وإسهاماته الفكرية.

وخلال تواجده في منفاه الاختياري ببريطانيا، مارس عبد الحميد براهيمي مهنة التدريس في العديد من الجامعات، منها الفرنسية والبريطانية وحتى الأمريكية، على غرار جامعة جورج تاون يونيفير سيتي، وواشنطن يونيفرسيتي.

وعرف عن الرجل ولعه بالعلم، وهو ما دفع أصدقاءه لتسميته "عبد الحميد لاسيانس"، كما أن فترة قيادته للحكومة طبعها تراجع مريع لأسعار النفط وصلت إلى ثمانية دولارات للبرميل الواحد، وكان من نتائج ذلك أحداث أكتوبر 1988، التي أنهت مشواره في الحكومة.