تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الحديث وعلومه

> الذب عن الشيخ الألباني رحمه الله نادة العصر ويتيمة الزمان

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
جمال الأثري
زائر
  • المشاركات : n/a
جمال الأثري
زائر
الذب عن الشيخ الألباني رحمه الله نادة العصر ويتيمة الزمان
14-02-2008, 10:36 PM
الذب عن الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- نادرة العصر، ويتيمة الدهر

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:

فهذا جواب على سؤال ورد إلي عن منهج الشيخ الألباني في التصحيح والتضعيف، ذكر فيه السائل أن بعض الناس يتهمون الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- بالتساهل في التصحيح والتضعيف.

فكتبت هذا الجواب المختصر مستعيناً بالله -عزَ وجلَّ- .


وهذا نص السؤال:

قال السائل :
سؤال حول الشيخ الألباني رحمه الله (عن التصحيح والتضعيف )

بسم الله الرحمن الرحيم

كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن منهج الشيخ رحمه الله في التصحيح والتضعيف، فقد قال بعض الناس: إن الشيخ رحمه الله متساهل في التصحيح .

فما هو ردكم حفظكم المولى؟


الجواب


الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:

فإن الشيخ العلامة المحدث ريحانة الشام محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني من نوادر العصر، وحوادث الدهر، وأمثاله في الأمة قليل، فقد وفقه الله لنشر السنة، وتجديد الديانة، فنشر التوحيد في شتى بقاع الأرض، ونهى عن الشرك، وحذر من الفرق والأحزاب والجماعات، ودعا إلى تصفية العلوم وواقع المسلمين من الخطأ والزلل، وتربية الناس على الشريعة الصافية السمحاء..

وقد وقف -رحمهُ اللهُ- في وجه عدة أصناف من الناس:

فوقف في وجه الخرافيين، والقبوريين، والمبتدعين في جميع أبواب العقيدة فحارب القبوريين المشركين، وحارب الصوفيين الخرافيين، وحارب الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ، وحارب الخوارج والمرجئة ..

ومن أبرز مواقفه وقوفه الصلب القوي في وجه الخوارج والتكفيريين، وناقشهم، وبين لهم الحق، ورجع كثير منهم على يديه -رحمهُ اللهُ- .

ووقف في وجه المقلدة أصحاب التعصب المذهبي، فحث الناس على اتباع الدليل، واحترام أئمة الدين من الفقهاء والمجتهدين، وبين للناس أن باب الاجتهاد مفتوح، وأنه في وجه الجاهل والمتفلت مغلق مأصود.

ووقف في وجه المتفلتين من العقلانيين ، والحزبيين المنحرفين فبين انحرافهم ، ونهاهم عما هم فيه من التفلت، وبين لهم منهج الفرقة الناجية المنصورة.

ووقف في وجه المتساهلين في نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وأحْيَا في الأمة ملكة التحقيق والنقد ..

فكان معظم أهل العصر غاية علمهم في الحديث تقليد من سبق في التضعيف والتصحيح ، مع ضعف اهتمام بعلم مصطلح الحديث ..

فبين أهمية علم المصطلح ، وأهمية التطبيق العملي لهذا العلم الشريف ..

وكان الأحاديث الضعيفة والموضوعة منتشرة في الأمة انتشار النار في الهشيم، فحذر الأمة من إذاعتها والعمل بها –إلا بضوابط ذكرها في غيرما كتاب-، وبين أن لها أثراً سيئاً على الأمة ..

فلفت انتباه الأمة إلى علم الرجال والتواريخ ليعلموا صحة الأسانيد من ضعفها، وبين لهم أهمية تحقيق الكتب بتمييز صحيح الأحاديث من سقيمها المبني على معرفة قواعد أهل الحديث في التصحيح والتضعيف ..

فلله دره من إمام مبجل ما أعظم نفعه للأمة ، وما من مُحَدِّثٍ في هذا الزمان، أو مشتغل بالحديث إلا وللشيخ الألباني عليه مِنَّة ..

والشيخ الألباني متبحر في علم الحديث، عارف بمنهج الأئمة وطرقهم في التصحيح والتضعيف، والتعليل والترجيح..

نبه الأمة إلى تساهل بعض الأئمة في التصحيح كالإمام ابن حبان -رحمهُ اللهُ- ، والإمام العجلي، والحاكم في المستدرك، وغيرهم ..

ونبه إلى قواعد فريدة تبينت له خلال تحقيقاته واطلاعه وبحثه وتخريجاته ، كالقواعد التي زبرها في مقدمته العظيمة لكتابه الفريد : "تمام المنة في التعليق على فقه السنة".

ولا تكاد تخلوا مقدمة من مقدمات كتبه إلا وفيها من الفرائد والنفائس ما يعجب القراء ويشنف السامعين.

ورد فيها على كثير من المبتدعة ، وخاصة كتبه التي طبعت أخيراً كالمجلدات الأول والثاني والسادس من الصحيحة ..


ولا يوجد قاعدة تفرد بها الشيخ ، بل هو تابع لمن سبقه من الأئمة ، لكن له فضل الإشهار والتحرير ، والنشر والتحقيق والتطبيق ..


وجميع قواعد الشيخ منضبطة وصحيحة لأنها قواعد أئمة الحديث ، وهي لا يوجد فيها تساهل ولا تشدد ..

بل هو -رحمهُ اللهُ- ذا منهج وسط ، مبني على العدل والاعتدال ..

فهو في الوقت الذي يسعى فيه جاهداً لإنقاذ أحاديث كثيرة ضعفها بعض العلماء وهي صحيحة وثابتة ...

في الوقت نفسه يبين ضعف جملة من الأحاديث يصححها بعض الأئمة ..

فهو -رحمهُ اللهُ- يدور مع الدليل حيث دار، وأينما سارت به قواعد أهل الحديث سار معها من غير إفراط ولا تفريط ..

وهو كغيره من الأئمة بشر يخطئ ويصيب ، فقد يضعف حديثاً يكون واهماً في تضعيفه، وقد يصحح حديثاً يكون واهماً في تصحيحه.

فمن اتهمه بالتساهل فهذا الاتهام بسبب جهل هذا المتَّهِم بقواعد أهل العلم بالحديث، فيظن أن تصحيح الحديث بناء على هذه القواعد من التساهل وهو بذلك طاعن على أئمة الحديث ..


# ومنهم من يتهمه بالتساهل بسبب بعض الاجتهادات التطبيقية لتلك القواعد فيريد أن يقدم اجتهاده –إن كان يحق له الاجتهاد- على اجتهاد الشيخ المحدث الألباني -رحمهُ اللهُ- !!

وهذا من العجائب!!

# ومنهم من يتهمه بالتساهل لوقوعه -رحمهُ اللهُ- في أخطاء لا تنفك عن أمثاله من البشر ...

فمع اطلاعي على كتب الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- ، وقراءتي لأكثرها لم أر عنده قاعدة خالف بها المحققين من أهل العلم، ولم أر منه تساهلاً ولا تشدداً ..

بل هو متوسط معتدل في تحقيقاته وتخريجاته ..



دحض بعض الاتهامات



وقد تفنن خصوم الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- في تهمهم، وأكاذيبهم، وطعونهم على حسب أهوائهم ..


# فمنهم من يتهمه بأنه مقلد للحافظ في التقريب!! وهذه فرية بلا مرية ، ولا يقولها إلا من هو في غاية الجهل ، والكذب والوقاحة ..


فهذه كتب الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- شاهدة بذلك ، وكثيراً ما يُخَطِّئ الشيخ -رحمهُ اللهُ- الحافظَ ابن حجر -رحمهُ اللهُ- .

ومن أكثر الكتب التي يعتمد عليها في أحكامه على الرواة : تقريب التهذيب ، وتهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر ، وميزان الاعتدال للذهبي، ولسان الميزان للحافظ ابن حجر، وتعجيل المنفعة ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والتاريخ الكبير للبخاري، والثقات لابن حبان ، وتاريخ بغداد، وتاريخ دمشق وغير ذلك من الكتب.

# ومنهم من يتهمه بأنه يصحح الحديث بالطرق الواهية شديدة الضعف، وهذا خطأ ، فإن القواعد التي يكررها الشيخ -رحمهُ اللهُ- تخالف ذلك ..

قال -رحمهُ اللهُ- في مقدمة كتابه الفريد : "تمام المنة في التعليق على فقه السنة" (ص/31-32) :

" القاعدة العاشرة

تقوية الحديث بكثرة الطرق ليس على إطلاقه.

من المشهور عند أهل العلم أن الحديث إذا جاء من طرق متعددة فإنه يتقوى بها ، ويصير حجة ، وإن كان كل طريق منها على انفراده ضعيفاً ، ولكن هذا ليس على إطلاقه ، بل هو مقيد عند المحققين منهم بما إذا كان ضعف رواته في مختلف طرقه ناشئاً من سوء حفظهم ، لا من تهمة في صدقهم أو دينهم ، وإلا فإنه لا يتقوى مهما كثرت طرقه ، وهذا ما نقله المحقق المناوي في "فيض القدير" عن العلماء ، قالوا :

"وإذا قوي الضعف لا ينجبر بوروده من وجه آخر وإن كثرت طرقه ، ومن ثم اتفقوا على ضعف حديث : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا " [هنا هامش: وهو مخرج في " الضعيفة " ( 4589 )] مع كثرة طرقه ، لقوة ضعفه ، وقصورها عن الجبر ، خلاف ما خف ضعفه ، ولم يقصر الجابر عن جبره ، فإنه ينجبر ويعتضد " .

وراجع لهذا "قواعد التحديث" (ص90) ، و"شرح النخبة "(ص25) .

وعلى هذا فلا بد لمن يريد أن يقوي الحديث بكثرة طرقه أن يقفَ على رجال كل طريق منها حتى يتبين له مبلغ الضعف فيها، ومن المؤسف أن القليل جداً من العلماء من يفعل ذلك، ولا سيما المتأخرين منهم، فإنهم يذهبون إلى تقوية الحديث لمجرد نقلهم عن غيرهم أن له طرقا دون أن يقفوا عليها، ويعرفوا ماهية ضعفها! والأمثلة على ذلك كثيرة، من ابتغاها وجدها في كتب التخريج ، وبخاصة في كتابي " سلسلة الأحاديث الضعيفة " .

# ومنهم من يتهمه بالتساهل بسبب ترجيحه قوة بعض الرواة، وأن الصواب قبول حديثهم كقبوله رواية ابن لهيعة إذا روى عنه العبادلة وقتيبة، وقبوله –أخيراً- رواية دراج عن غير أبي الهيثم، وقبوله رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث إذا روى عنه الأئمة الكبار ، وغير ذلك من ترجيحاته التي سبقه إليها أئمة محققون ليسوا متساهلين!!

# ومنهم من اتهمه بالتساهل لأنه -رحمهُ اللهُ- قد يخطئ في تعيين راوٍ يترتب عليه تصحيح الحديث أو تضعيفه ، وهذا نادر في كتب الشيخ ، وقد وقع لغيره من الأئمة وهو من قبيل الخطأ الذي يعتري البشر ..


# ومنهم من اتهمه بالتساهل بسبب توثيقه للمجاهيل!! وهذا من الأكاذيب ، فالشيخ -رحمهُ اللهُ- من أعلم الناس بهذه المسألة ، وأتبعهم للمحققين فيها ..


وقد بين حكم رواية المجهول، وانتقد تساهل ابن حبان فيها في عدد من كتبه منها ما كتبه في مقدمة تمام المنة ، وأخيراً ما كتبه في مقدمة صحيح موارد الظمآن وضعيفه.


قال -رحمهُ اللهُ- في تمام المنة: " القاعدة الرابعة

رد حديث المجهول.

قال الخطيب في " الكفاية " ( ص 88 ) : " المجهول عند أصحاب الحديث هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرفه العلماء به ، ومن لم يعرف حديثه إلا من جهة راو واحد " .

وأقل ما ترتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل اثنان فصاعدا من المشهورين بالعلم كذلك . قلت : إلا أنه لا يثبت له حكم العدالة بروايتهما عنه ، وقد زعم قوم أن عدالته تثبت بذلك .

ثم ذكر فساد قولهم في باب خاص عقب هذا فليراجعه من شاء .

قلت : والمجهول الذي لم يرو عنه إلا واحد هو المعروف بمجهول العين ، وهذه هي الجهالة التي ترتفع برواية اثنين عنه فأكثر ، وهو المجهول الحال والمستور ، وقد قبل روايته جماعة بغير قيد ، وردها الجمهور كما في " شرح النخبة " ( ص 24 ) قال : "والتحقيق أن رواية المستور ونحوه مما فيه الاحتمال لا يطلق القول بردها ولا بقبولها ، بل يقال : هي موقوفة إلى استبانة حاله ، كما جزم به إمام الحرمين " .

قلت : وإنما يمكن أن يتبين لنا حاله بأن يوثقه إمام معتمد في توثيقه ، وكأن الحافظ ، أشار إلى هذا بقوله : إن مجهول الحال هو الذي روى عنه اثنان فصاعدا ولم يوثق " ، وإنما قلت : " معتمد في توثيقه " لأن هناك بعض المحدثين لا يعتمد عليهم في ذلك ، لأنهم شذوا عن الجمهور فوثقوا المجهول ، منهم ابن حبان ، وهذا ما بينته في القاعدة التالية .

نعم يمكن أن تقبل روايته إذا روى عنه جمع من الثقات ، ولم يتبين في حديثه ما ينكر عليه ، وعلى هذا عمل المتأخرين من الحفاظ كابن كثير والعراقي والعسقلاني وغيرهم .

( وانظر بعض الأمثلة فيما يأتي 204 - 207 ) " .

ثم قال -رحمهُ اللهُ- : " القاعدة الخامسة

عدم الاعتماد على توثيق ابن حبان.

قد علمت مما سبق آنفاً أن المجهول بقسميه لا يقبل حديثه عند جمهور العلماء ، وقد شذ عنهم ابن حبان فقبل حديثه ، واحتج به وأورده في " صحيحه " ، قال الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان " : " قال ابن حبان : من كان منكر الحديث على قلته لا يجوز تعديله إلا بعد السبر ، ولو كان ممن يروي المناكير ، ووافق الثقات في الأخبار ، لكان عدلا مقبول الرواية ، إذ الناس أقوالهم على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب القدح [ فيجرح بما ظهر منه من الجرح ] ، هذا حكم المشاهير من الرواة ، فأما المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلا الضعفاء فهم متروكون على الأحوال كلها " . "

الضعفاء " ( 2 / 192 - 193 ) والزيادة من ترجمة عائذ الله المجاشعي .

ثم قال الحافظ : " قلت : وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة حتى يتبين جرحه مذهب عجيب ، والجمهور على خلافه ، وهذا مسلك ابن حبان في " كتاب الثقات " الذي ألفه ، فإنه يذكر خلقا نص عليهم أبو حاتم وغيره على أنهم مجهولون ، وكان عند ابن حبان أن جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور ، وهو مذهب شيخه ابن خزيمة ، ولكن جهالة حاله باقية عند غيره " .

هذا كله كلام الحافظ .

ومن عجيب أمر ابن حبان أنه يورد في الكتاب المذكور بناء على هذه القاعدة المرجوحة جماعة يصرح في ترجمتهم بأنه " لا يعرفهم ولا آباءهم " إلخ كلامه..


فهذا يدل على بطلان تهمة أولئك الأغمار ..

# والعجيب أن قابلهم أناس آخرون فوصموا الشيخ بالتشدد لرده رواية مجهول الحال!!

والحق ما ذهب إليه الشيخ من التفصيل والبيان .


# ومنهم من اتهم الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- بالتساهل لاحتجاجه بالطرق الغريبة، وهذا جهل من قائله ..


فالغريب قد يكون صحيحاً وقد يكون ضعيفاً أو منكراً أو شاذاً ..

والأئمة يحتجون بالأحاديث الغريبة التي صح سندها وتوفرت فيها شروط الحديث الصحيح كحديث : ((إنما الأعمال بالنيات)) ، وحديث ، ((كلمتان خفيفتان على اللسان..)) ..

وإنما يتوجس الأئمة خيفة -غالباً- من الأحاديث الغريبة نسبياً إذا لم ترد من طرق الحفاظ أو إذا وردت من طريق المجهولين أو خفيفي الضبط من الرواة ، في حال كون الحديث معروفاً عن إمام كالزهري أو ابن المسيب أو نافع أو سالم أو عمرو بن دينار أو غيرهم ..

فيكون الحديث محفوظاً من طريقهم أو عنهم ، فيأتي ضعف أو خفيف الضبط بطريق آخر لا يعرفه الأئمة ويكون ظاهره الصحة ، فقد يحكم الأئمة عليه حينئذ بالنكارة ..


# ومنهم من اتهم الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- بالتساهل لأنه لا يقبل تعليلات بعض الأئمة المتقدمين كأبي حاتم الرازي وكالإمام الدارقطني وغيرهما ..


فنقول : هذا باطل قطعاً ، فكتب الشيخ طافحة بالنقل عن هؤلاء الأئمة والاستفادة من علومهم ، فإذا ترجح لدى الشيخ صواب قول الإمام المتقدم صار إليه ، وإلا رجح ما يرجحه الدليل ، وقد يخفى عليه كلام بعض الأئمة المتقدمين بسبب أن الكتاب لم يزل مخطوطاً وليس عنده المخطوط ، كالعلل للدارقطني فقد طبع حديثاً.

فهذه جملة من التهم التي يرمي بها بعض الناس شيخنا الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمهُ اللهُ- ، وكلها تهم باطلة تدل على عدم معرفة مطلقها بالشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- ، أو عدم معرفة ذلك المتِّهِم بعلم الحديث.

والشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- كغيره من الأئمة المحدثين ، يصيب ويخطئ، ولا يُتَعصب له، ولا يقدم قوله على الأئمة مطلقاً ، بل يقدَّم قوله إذا كان صواباً، فالعبرة بالدليل .

تنبيه: قد أطلق بعض العلماء لفظة التساهل على شيخنا الألباني -رحمهُ اللهُ- ، وقد أخطؤوا في ذلك ، مع احترامنا وإجلالنا لهم ، ولكن خطابي السابق للجهال من المتسرعين من الشباب الذين يصدق عليهم المثل : "تزبب قبل أن يتحصرم"، ومن بعض الحاقدين على الشيخ -رحمهُ اللهُ- .


## ومن الأخطاء الشائعة تفضيل الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- على من سبقه من الأئمة كالحافظ ابن حجر أو العراقي أو ابن رجب أو شيخ الإسلام أو من سبقهم كالدارقطني والحاكم والبيهقي أو من سبقهم كالترمذي والنسائي وابن ماجه أو من سبقهم كالبخاري ومسلم وأبي داود، أو من سبقهم كالإمام أحمد وابن معين وابن المديني ..

بل الواجب أن يحفظ لكل إمام قدره ومَنْزِلته، ويرجح قول الإمام بقدر موافقته لقواعد أئمة الحديث، إلا ما أجمع عليه العلماء وتلقوه بالقبول كأحاديث الصحيحين فتقدم مطلقاً .

والشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- عاش في غير زمانه-إن صح التعبير- ، فمرتبته عَلِيَّةٌ، وقد رفع الله قدره في هذا الزمان، ومن رآه وعرفه، واطلع على مؤلفاته عرف أن هذا الإمام من طراز الأئمة الأوائل من أهل الحديث وحفاظه ، ومن طراز كبار أهل السنة والجماعة من السلف الصالح.

رحمهُ اللهُ، وغفرَ له، وأسكنه فسيح جناته ، وجمعنا وإياه في الفردوس .

والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد

كتبه: أبو عمر أسامة العتيبي

ملحق :

وهذه جملة من ثناء العلماء عليه وهو كثير جداً


قال الشيخ الإمام العلاَّمة عبد العزيز بن باز رحمه الله :

"لا أعلم تحت قبة الفلك في هذا العصر أعلم من الشيخ ناصر في علم الحديث.

الشيخ معروف لدينا بحسن العقيدة والسيرة ، ومواصلة الدعوة إلى الله سبحانه ، مع ما يبذله من الجهود المشكورة في العناية بالحديث الشريف ، وبيان الصحيح من الضعيف من الموضوع ، وما كتبه في ذلك من الكتابات الواسعة كله عمل مشكور ، ونافع للمسلمين".

وقال شيخنا العلاَّمة الفقيه محمد بن صالح العثيمين -رحمهُ اللهُ- :

"فالذي أعرفه عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل ، أنه حريص جداً على العمل بالسنة ، ومحاربة البدعة ، سواء كانت في العقيدة أم في العمل .

أما من خلال قراءاتي لمؤلفاته ، فقد عرفت عنه ذلك ، وأنه ذو علم جم في الحديث رواية و دراية ، وأن الله قد نفع فيما كتبه كثيرًا من الناس من حيث العلم ، ومن حيث المنهاج ، والاتجاه في علم الحديث ، وهذه ثمرة كبيرة للمسلمين ولله الحمد"

وقال أيضاً : "وعلى كل حال فالرجل طويل الباع، واسع الاطلاع، قوي الإقناع، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك سوى قول الله ورسوله، ونسأل الله تعالى أن يكثر من أمثاله في الأمة الإسلامية ، وأن يجعلنا وإياه من الهداة المهتدين، والقادة المصلحين،وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا إنه جواد كريم".

وقال عنه : "الألبانيُّ رجلٌ مِنْ أهلِ السُّنَّة ، مُدافعٌ عنها ، إمامٌ في الحديث ، لا نعلم له أحداً يباريه في عصرنا" .

وقال شيخنا الشيخ المحدث العلامة عبد المحسن العبَّاد البدر - حفظه الله تعالى -:

"والألباني عالم جليل خدم السُنَّة وعقيدته طيبه ، والطعن فيه لا يجوز، له جهود عظيمة في خدمة السُنَّة ، وفي العناية بحديث رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، وبيان مصادر تلك الأحاديث ، والكتب التي ذكرتها ، وبيان درجتها من الصحة والضعف.

خدمته للسُنَّة مشهورة ، ولا يستغني طلبة العلم عن الرجوع إلى كتبه وإلى مؤلفاته ، فإن فيها الخير الكثير ، والعلم الغزير".

وقال الشيخ عبد الله الدويش -رحمهُ اللهُ- : "منذ قرون ما رأينا مثل الشيخ ناصر من كثرة إنتاج وجودة في التحقيق ، ومن بعد السيوطي إلى وقتنا هذا لم يأت من حقق علم الحديث بهذه الكثرة والدقة مثل الشيخ ناصر" نقله عنه الشيخ عبد الله العبيلان .


وقال الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي -رحمهُ اللهُ- : "والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمهُ اللهُ- من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها)) "

ثم قال : "وقد سئلت قبلُ هل يقبل تصحيح الشيخ الألباني للأحاديث وتضعيفه؟ فأجبت: بأن الذي يقبل تصحيحه وتضعيفه لا حرج عليه لأن الشيخ عدلٌ ثقة ورب العزة يقول: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} مفهوم الآية أنه إذا جاءنا العدل بالنبأ نقبل خبره. وهذا ليس من باب التقليد كما أفاده الصنعاني في كتابه القيم : "إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد".

ومن أحب من طلبة العلم أن يقف على الحقيقة ويبحث وله قدرة على معرفة أحوال الرجال وعلم العلل فهو الأفضل.

على أنه لا يستغني طالب علم في هذا الزمن عن الاستفادة من كتب الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ-، وإني أنصح كل طالب علم باقتنائها والاستفادة منها ، فقد جمع فيها الشيخ -رحمهُ اللهُ- ما لا يستطيع الوقوف على كله، وتيسر له الاطلاع على كتب لم يطلع عليها كثير من طلبة العلم.

إذا عرفت أن الشيخ -رحمهُ اللهُ- ليس له نظير في علم السنة فما منزلته في فهم النصوص؟ الذي أعرفه عنه أن فهمه للنصوص كَفَهْمِ كبار علمائنا المعاصرين.

على أني أقول كما قال الإمام مالك -رحمهُ اللهُ- : كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر- يعني : رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- " انتهى. وقد حولت قول الشيخ مقبل عن الشيخ الألباني : "حفظه الله" إلى "-رحمهُ اللهُ-".
  • ملف العضو
  • معلومات
فارس العاصمي
تقني سابق
  • تاريخ التسجيل : 13-11-2007
  • الدولة : الجزائر العاصمة
  • المشاركات : 8,647
  • معدل تقييم المستوى :

    26

  • فارس العاصمي will become famous soon enoughفارس العاصمي will become famous soon enough
فارس العاصمي
تقني سابق
رد: الذب عن الشيخ الألباني رحمه الله نادة العصر ويتيمة الزمان
14-02-2008, 11:24 PM
بارك الله فيك أخي جمال ورحم الله الشيخ العلمة المحدث الألباني والسلام عليكم
  • ملف العضو
  • معلومات
قتيبة الوادي
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 12-02-2008
  • المشاركات : 268
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • قتيبة الوادي is on a distinguished road
قتيبة الوادي
عضو فعال
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو عمير
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 09-02-2007
  • المشاركات : 28
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • أبو عمير is on a distinguished road
أبو عمير
عضو مبتدئ
رد: الذب عن الشيخ الألباني رحمه الله نادة العصر ويتيمة الزمان
24-03-2008, 10:14 AM
إخوتي

أمر أخبركم به ، وقد يتعجب منه البعض :

من أكبر من تزعم الوقوع في الشيخ الألباني، رجل معروف في العالم الإسلامي، اشتهر على أنه داعية ومؤلف في الفقه والحديث: مصطفى العدوي.

وقد كنت كتبت عنه مقالا وضحت فيه حاله بالدليل والبرهان، ودونكم ذلك المقال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مصطفى العدوي ... أمره مع العلماء حيرني ... لا يختلف اثنان في تعديه وتجنيه على الشيخ الألباني .. بل وعلى شيخه المباشر مقبل بن هادي الوادعي .. والكل يتفرج فيه لا يحرك ساكنا .. أين العلماء وطلبة العلم ليردعوا هذا المعتدي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا أحد يدري !!! أين حق الشيخ الألباني علينا ؟؟؟ من أجل هذاأردت أن أفرد بعض النقول في شأن هذا العدوي لأن له أمرا خاصا، فقد تميز بموقفه من الشيخ الألباني، وهذا أمر صار معروفا عند كل المشتغلين بالحديث، ولو توبع على موقفه لصار لزاما علينا إسقاط الشيخ الألباني من صف العلماء، بل من طلاب العلم، ولو جمعنا تعقباته على الشيخ لبدى لنا الألباني رجلا لا يمكن الوثوق بعلمه وكتبه وتصحيحاته وتضعيفاته، وهذا أمر لم يقل به أحد من العلماء، بل ولا من أكثر أعداء الشيخ أنفسهم.

وقد سألت الشيخ العلامة رزق طرهوني عن هذا الموقف فقال لي ما معناه أن الذي يظهر أن العدوي قد سبق له في أول طلبه للعلم أن تعقب الشيخ الألباني بانتقادات فرد عليه الشيخ بكلام لم يعجبه فبقي في قلبه من ذلك شيء فدفعه لاتخاذ موقفه المعروف من الشيخ الألباني، وهو لا يعدو أن يكون في صفوف تلامذة العلامة الألباني. انتهى معنى كلام الشيخ طرهوني.

وكتب الشيخ أحمد إبراهيم بن أبي العينين في مقدمة تحقيقه لكتاب " آداب حملة القرآن " للنووي، ص 7، طبعة دار الآثار سنة 1424 هـ ، الذي اطلع عليه الشيخ مقبل بن هادي - رحمه الله - وقرظه :
" .... ثم كانت جلسة بيني وبين الأخ مصطفى حضرها من أهل العلم الشيخ أبو إسحاق الحويني والشيخ صفوت نور الدين - رحمه الله - والشيخ محمد حسان وعهدوا إليه أن يكتب اعتذارا صريحا عن كل إساءاته للشيخ الألباني - رحمه الله - وقَـَبِـل منهم ذلك، ولما أخرج كتابه المسمى بـ " الترشيد " لم يف بعهده ولم يعتذر ولم يجب عن ما في كتاب " الانتصار " إجابة مباشرة .... ". انتهى.

هذا وقد انتشر بين كثير من الإخوان من طلبة العلم بغض شديد لهذا الرجل، بل منهم من عمل جردا لمكتبته فتخلص من كل كتبه التي سبق له أن اشتراها، بل هم بإحراقها لكي لا تقع في يد أحد فيرى فيها الطعن في الشيخ، فلما سألت عن سبب هذا البغض قيل لي: [[ قلة أدبه مع الشيخ الألباني وتحامله عليه. بل تجرأ على شيخه العلامة مقبل بن هادي، فنال منه، فغضب منه الشيخ ورد عليه، بل وأزال اسمه من قائمة طلبته التي نشرها في ترجمته التي ألفها بنفسه، وقد قالت فيه امرأة الشيخ مقبل في ترجمة ألفتها عن زوجها قولا أقره الشيخ الوادعي، قالت : في قلبه دخن. ]]

ومعروف لدى المشتغلين بالحديث أن العدوي يكاد لا يرُد على أحد سوى الشيخ الألباني ، بل لم يفرد أحدا سواه بالتعقب والانتقاد، ولم يخل كتاب من كتبه - بل ومن كتب تلامذته - من تعقب وتخطئة للشيخ الألباني، تصريحا أو تلويحا، ولا يعرف في وسط طلاب العلم أحد بهذا سوى العدوي.

وهذه أمثلة من أقوال العدوي في الشيخ:

- قال في كتابه " شرح علل الحديث " في السؤال رقم 155 : " ... ووجه ذلك أنه يصحح الحديث في كثير من الأحيان بناء على صحة الإسناد فقط، ولا ينظر إلى أوجه إعلاله، وأحيانًا يصحح الحديث بمجموع الطرق وكثرتها مع شدة ضعفها ، والله تعالى أعلم. انتهى.
هذا علما أن الحكم على الحديث من خلال الإسناد فقط صنيع لا يقبل - بل لا يتصور- من طويلب علم صغير مبتدئ في علم الحديث، فكيف بشيخ شهد له علماء الأرض بعلو الكعب في الحديث، وهذا طعن في منهج الشيخ الحديثي، وليس مخالفة له في بعض الأحاديث، إذ لو كان الأمر كذلك لهان، الشيء الذي يشكك - بل يسقط - كل أعمال الألباني.
ولو سلمنا - بناء على هذا - بسقم منهج الألباني الحديثي فهل يكون قد غاب ذلك عن كل كبار العلماء أمثال ابن باز والعثيمين وحماد الأنصاري ومقبل بن هادي وغيرهم - رحم الله الجميع - ؟؟ ذلك طعن فيهم جميعا وفي كل من أثنى على الألباني ودل عليه.
- قال في كتابه " الجامع لأحكام النساء " : .... وهذا فقه سقيم من الشيخ الألباني .... " .
- قال عن الشيخ في كتابه " مفاتح الفقه في الدين " ص 31 وكتاب " المؤنق " ص 32 : بأنه محروم الأجر لقلة فقهه.
- كتابه " الترشيد " الذي ألف خصيصا لإفراد الشيخ بالرد : كله مملوء بمثل ما سبق.

هذا وقدكنت قد تتبعت تحقيقا لأحد تلامذة الشيخ العدوي لكتاب " رياض الصالحين " ، وقد راجع العدوي هذا التحقيق وأقره، فوجدته يخالف الشيخ الألباني تقريبا في نصف الكتاب، فعجبت لذلك جدا، لأنه لو فرضنا - جدلا - أن الشيخ الألباني يخطئ في الحكم على نصف أحاديث رياض الصالحين لكان بذلك أبعد الناس عن العلم والتحقيق، وهذا لا يقول به أحد.
بل وحتى في مقدماته التي يكتبها لتلامذته في مؤلفاتهم يكاد لا يترك الفرصة تمر دون انتقاد للشيخ، ولو تلميحا.

**************************************

هذا قول للشيخ الحويني :

سئل في شريط " أسئلة في تخريج الأحاديث "، السؤال 11 :
س: أنـت قرأت الكثير عن الشيخ ناصر حفظه الله ، كتبوا عنه ، سواء من الموافقين والمخالفين ، المقلدين والمعادين، فـما هو تـصنيفك للذين كتبوا عن الشيخ وردوا عليه .. عموما، يعني هل تستطيع أن تصنفهم لنا على ضوء مثلا كتاب ......
ج 11: بالنسبة لغالب الذين ردوا على الشيخ ردودا مفردة، إما مبتدع، أو موافق للشيخ، فدعنا من المبتدع، فهذا حاقد ويهمه أن يُبَيِّنَ أنَّ الشيخ ليس على شيء من العلم، لكن الكلام يبقى بالنسبة للمُعَظِّم للشيخ، والذي ينتقده ويقول " حفظه الله " ، فأنا أرى أن كل الردود التي صدرت في الرد على الشيخ – حفظه الله – الغالب عليها الضعف، ما هي بمتانة، ما هي متينة، وإن كنت لا أجحد أن فيها شيئا من الصواب، لكن الغالب عليها الضعف، وتجد أن أغلب الذين ردوا على الشيخ إما حدثاء الأسنان، وإما قد يكون بعضهم من أهل الفضل والعلم، لكن لم يأتي بحجة تقطع تصحيح الشيخ أو تضعيفه، فما هناك رد حتى الآن يمكن أن يرفع له رأس جملة. ( كلام مع غير مسموع السائل .. وضحك ). أنا قلت قبل ذلك إن كتاب " النظرات " [[ وهذا كتاب ألفه الشيخ العدوي مع أحد تلامذته تعقبا للعلامة الألباني في السلسلة الصحيحة ]] كتاب ضعيف في الجملة، وإن كان لا أجحد - كما قلت - أن فيه شيئا من الصواب، لكن الخطأ أكثر بكثير من الصواب، و .. هذا جواب إجمالي أيضا .. لما الشيخ يخطئ في كل مائة حديثٍ في سبعة عشر حديثا، هذا يعني أن الشيخ لا يفقه شيئا، لوْ وجدوا 17 حديثا ضعيفا في الخمسة آلاف حديث، أنا أستكثرهم على الشيخ. علماء الحديث، مثلا شريك بن عبد الله النخعي، كان يحفظ مئات الألوف من الأحاديث ، وأخطأ في 400 حديث فقط، فقال فيه العلماء : سيئ الحفظ ، كم تساوي 400 حديث في مئات الألوف ؟ أما كان يغتفر له 400 حديث ؟ لا، هذه كثيرة جدا عند علماء الحديث، 400 حديث .. خطأ شديد، قتيبة بن سعيد كان يحفظ مائة ألف، ما قالوا إنه أخطأ إلا في حديث واحد فـقط، حديث في جمع التقديم، حديث معاذ بن جبل، وقالوا إنَّ ـــ أدخله على الليث بن سعد، والمسألة فيها نظر كبير. فـأربع مائة حديث في مئات الألوف يستعظمونه، فلما يجعلون في المائة حديث الأولى 17 حديثا ضعيفا، تكون منزلة الشيخ في الحديث صغيرة، ما له باع ولا ذراع ولا حتى شبه في علم الحديث. فأنا أرى أن كتاب النظرات حصل فيه نوع من التسرع في إخراجه، وكان الأولى عدم إخراج هذا الكتاب. وقلت لمن قابلني ممن لهم اختلاط بالذين كتبوا الكتاب، وبعض الذين كتبوا الكتاب هو الأخ مصطفى العدوي، وتربطني به علاقة طيبة ، وهو أخ فاضل، لكن أنا أرى أنه تورط في إخراج هذا الكتاب، يعني ما كان ينبغي له - مع علمه وفضله - أن يخرج هذا الكتاب.
قلت: أرى أنه من السياسة الشرعية عدم إفراد ردود على علماء السنة في هذا العصر، لأنه الآن، هذه الأحاديث التي خالف فيها الشيخ الألباني .. سائغٌ أن أسكت عنها أم لا ؟ سائغ .. لأن هذا ليس من الأشياء التي يقال فيها: لا بد من إظهار الحق ، لأن هذه مسألة اجتهادية . إذا كان يسوغ السكوت عن مثل هذه الأخطاء ، فالأولى السكوت، لاسيما وأهـل البدع قاموا بِقَضِّهِمْ وقَضيضِهِمْ على أهل السنة يريدون هدمهم, العوام لا يتحققون بشيء ، فإذا رأوا سيول أهل البدع يهاجمون أهل السنة، ورأوا بعض أهل السنة ممن ينتمون للمنهج يهاجم الشيخ أيضا، يقولون: فعلا ..طيب ، هذا من المبتدعة .. حاقد.. لكن .. هذا حاقد ؟ الذي يمشي مع الشيخ، ويقول بنفس دعوة الشيخ، وعلى منهج الشيخ وعقيدة الشيخ، هذا حاقد ؟ سلَّمنا أن المبتدع حاقد، لكن هذا ليس بحاقد. فلذلك تقل منزلة هؤلاء العلماء في نظر كثير من الذين ينتسبون إلى أهل السنة، وكما وَسِعَ الحافظ ابن حجر أن يسكت عن أخطاء الهيثمي في " مجمع الزوائد "، يَسَعُنا أن نسكت عن أخطاء الشيخ .. لا أقصد : نسكت بإطلاق .. لا نفرد ردودا، ولكن إذا جاءت مناسبة لتصحيح الخطأ نصححه في مكانه ، يعني مثلا: أنا أُخَرِّجَ كتاباً، و مَرَّ بي الحديثُ ، وأنا انفصلت على أنه ضعيف، والشيخ صححه، أقول – وبعدما أفرد الحجج بالتضعيف - : وقد صححه فلان الفلاني في كذا وكذا، وما تقدم من التحقيق يرده. وانتهيتُ. بذلك أنا قلت رأيي وانتقدت الشيخ، لكن في موضعه ، فلا يصل إلى هذه الموضع إلا أهله ، الذين هم مهتمين بالتخريج ونحوه ، وغالبا ما يكون في المهتمين بالتخريج من يُقَدِّر هذه المسألة ، ويقول : هذه مسألة خلافية . لكن إفراد كتاب في الرد على فلان وفلان في مسائل يسوغ السكوت عنها .. أنا أرى من السياسة عدم سلوك هذا المسلك، والحافظ ابن حجر – كما ألمحت آنفاً – لما نظر في " مجمع الزوائد " لشيخه الحافظ نور الدين الهيثمي وجد أخطاء كثيرة، فبدأ يتعقب الهيثمي في بعضها، قال الحافظ ابن حجر: فبلغه – أي الهيثمي – ذلك، فشق عليه، فتركته رعاية له. يعني ترك التعقب على الهيثمي رعاية لشيخه، لأن هذه المسائل - طالما هي مسائل اجتهادية - مما يسوغ السكوت فيها، فالحقيقة أنا أتمنى أن يتفهم إخواننا هذا الكلام ، وأرجو – إذا وصل هذا الشريط لأحد منهم – إن لا يؤلف شريطا في الرد علي على هذه المسألة، ويقول: هو يريدنا أن نسكت عن أخطاء الشيخ، وهذه محاباة .. ، أنا لا أقول لك أن تسكت عن أخطاء أحد، بل أقول: نصحح الخطأ في مكانه، وما هنالك داعي لإفراد ردود على علماء السنة، لاسيما مع قيام أهل البدع ضدهم، حتى لا نلبس على العوام. والله أعلم. انتهى.


*******************************

قال الشيخ ابن أبي العينين في كتاب (( تصويب الأسنة لصد عدوان المعترض على الأئمة )) الملحق بكتاب (( القول الحسن في كشف شبهات حول الاحتجاج بالحديث الحسن )) (ص 237-243). طبعة مكتبة أنوار مكة بالقاهرة - الطبعة الأولى – 2004.

ا... لقد قام الشيخ مصطفى بن العدوي بتأليف رسالة سماها ((نظرات في السلسلة الصحيحة)) ، انتقد فيها سبعة عشر حديثاً من المائة حديث الأولى من السلسلة الصحيحة، والانتقاد للوصول للحق أمر مطلوب شرعاً، إلا أنَّ إخراج مثل هذه الانتقادات مجموعة [1] يفتح باباً لأصحاب الأغراض الدنيئة ممن يحلو لهم تنقص أهل العلم، والظهور على أكتافهم، ولئن ساءني هذا الصنيع من الشيخ مصطفى، إلا أن الذي زاد الطين بلة ما صدَّر به هذه الرسالة برمي شيخنا الألباني رحمه الله بالتساهل [2] ، ثم توالت ردوده وتعقباته للشيخ رحمه الله دون غيره، وظهر منه تنقصه الشديد للشيخ - رحمه الله -، فمن ذلك وصفه له بـ ((صاحب الفقه السقيم )) وذلك في كتابه المسمى بـ ((المؤنق )) طبعة مكتبة الحرمين للعلوم النافعة (1409 هـ - 1989 م) - ثم أعادها في الكتاب نفسه في طبعة أخرى، ثم أعادها فيما سمَّاه بـ ((مفاتيح الفقه في الدين )) طبعة دار أهل الحديث بالرياض (عام 1414 هـ - 1994 م) - ثم أعادها فيما سمَّا بـ ((التسهيل لتأويل التنزيل )) طبعة دار ابن رجب بفارسكور (عام 1418 هـ - 1997 م)، ثم أعادها في كتابه ((أحكام النساء )) طبعة دار ابن عفان (عام 1420 هـ - 2000 م ).
فهكذا قد أعاد الطعن الشديد، والسب البذيء للإمام المجدد الألباني - رحمه الله - في خمسة مواضع متفرقة، وفي خمسة أوقات متفرقة، مما يدل دلالة واضحة على قصده هذا التنقص الشديد، وينفي كونها زلة انفلتت منه بغير قصد، ومما يؤكد قصده وتصميمه على التنقص، أن الأخ الفاضل الشيخ ساعد بن عمر غازي قد نصحه بأن يحذف هذه الكلمة إذا أعاد طباعة كتاب ((مفاتيح الفقه في الدين ))، فوعده بحذفها إذا أعاد طباعة الكتاب، فلمَّا همَّ بطباعة الكتاب طلب منه الأخ عبد الله محمد حيدر صاحب مكتبة صنعاء الأثرية كمية من هذا الكتاب شريطة أن يحذف هذه الكلمة، فوعده بحذفها، ثم طبع الكتاب مرة أخرى، ولم يكتف بخلفه الوعود السابقة بإثباته تلك الكلمة البذيئة، حتى أضاف إليها في الطبعة الثانية لكتاب (( مفاتيح الفقه في الدين )) - طبعة مكتبة مكة بطنطا (عام 1420 هـ - 2000 م) - أضاف إليها قوله : (( أما النظر إلى متن حديث واحد وسند واحد، وإهمال ما سوى ذلك، فيورث فقهاً شاذاً منبوذاً. فغريب أمر رجل يفطر يوم عاشوراء والمسلمون صيام، لكون يوم عاشوراء وافق عنده يوم سبت، ولا يحل له بزعمه أن يصوم يوم السبت !! وكذلك غريب أمر رجل ليس بحاج والناس من حوله يوم عرفات صيام وهو مفطر!! أليس هذا بمحروم الأجر والثواب لقلة فقهه )) انتهى.
هكذا وفي أمور أخرى عظيمة قد ذكرتها في كتابي ((الانتصار)) إلى أن أعلن عن مشروعه الكبير ((النظرات في كتب الشيخ ناصر )) في كتابه ((أحكام النساء)) (1/40) [3] ، وذلك في هجوم متواصل لا هوادة فيه، وما وجدت من يقوم بردعه وإثنائه عن تعديه المفرط على ذلك الإمام المجدد، فلما طال الأمر توكلت على الله عز وجل، وقمت بالرد عليه في كتابي: (( الانتصار للحق وأهل العلم الكبار، والرد على من رمى الشيخ الألباني رحمه الله بالتساهل )).
وكان لا بد من بيان دوافع موقفه ذلك من الشيخ، وهل هو خاص بالشيخ أم أنها ظواهر متعددة لدافع واحد في نفس المتعدي، ثم لكون المتعدي قد جعل نفسه حاكماً على كبار أهل العلم، حيث طرح على نفسه سؤالاً فيما سمَّاه بـ (( شرح علل الحديث )):
ما درجة الشيخين الفاضلين أحمد شاكر وناصر الألباني في تصحيح الأحاديث من ناحية التساهل أو التشدد ؟ ثم أجاب بوصفهما بالتساهل [4] ، فكان لزاماً عليَّ أن أبين هل منزلة المتعدي تؤهله للحكم على أهل العلم أم لا ؟
فما أن خرج الكتاب وكشف كثيراً من خبيئة الرجل، وكان مقصودي هو ردعه عن تعديه على أهل العلم والدعاة إلى الله، وبيان الحق لطلاب العلم. ولما كان الرجل له تعامل واسع مع المكتبات ودور النشر، فإن أصحابها امتنعوا عن نشر الكتاب تقريباً، ومع أنني كنت أريد نشر الكتاب، إلا أنني ما أحببت أن يكون في متناول العامة، حتى لا أزج بهم في مثل هذه الأمور التي قد يكون ضررها عليهم أكثر من نفعها، وأما المتعدي فإن موقفه كان على العكس تماماً، فإنه لم يتكلم مع طلاب العلم عن الموضوع بكلمة واحدة، مع أنني كنت قد نقلت عن بعضهم أخباراً عنه، فيها إدانة له، فلم يراجعهم بكلمة، وإنما راح يخاطب العامة - وعلى المنبر يوم الجمعة - ويعلقُ على الكتاب وصاحبه، فاضطررت إلى إيضاح القضية للعامة، فأخرجتُ شريطاً فيه ملابسات الأمر، فكان له وقع جميل عند العامة، وبدءوا يتفهمون القضية.
فلمَّا رأى المتعدي أن العامة سيفهمون الأمور، توقف عن التعليق تماماً [5]، ثم جمعني به - أعني هذا المتعدي على أهل العلم - مجلس يضم طائفة من أهل العلم، وطالبتهم بمناقشة كتاب ((الانتصار)) فما كان فيه من حق ننصره جميعاً، وما كان فيه من خطأٍ أتراجع عنه، فرأيت منهم رغبة في المحافظة على مكانة الرجل، على أن يُنْصِف الشيخَ باعتذار صريح منه عن جميع إساءاته له، وتعاهد بوقف الردود بيننا، فلم يلتزم المتعدي بشيء من ذلك، وأخرج كتابه ((الترشيد)) الذي كان المقصود منه تحسين صورته، والنيل مني بالطرق الملتوية، فأوهم أنه في كل مواقفه مع الشيخ لم يكن قاصداً إلا الانتصار للحق، وليس فيها انتقاص له، ومن ادَّعى عليه خلاف ذلك، فقد وجَّه كلامه على غير وجهه اللائق به، وهو أيضاً متصف بضرب من ضروب الجهل، ونوع من أنواع الغباء، وسالكٌ سبيلاً من سبل بث الشقاق والفرقة بين المسلمين ... إلخ.
ومحا من كتابه ((المؤنَّق)) الذي ضمنه ((الترشيد)) بعض طعونه في الشيخ دون أن يعترف فيها بخطأ، وأبقى طعناً شديداً، يبقى معه له الباب مفتوحاً لمعاودة الكَرَّة حين تسنح له فرصة، وذلك حين أبقى وصفه لأخطاء الشيخ بأنها لا تكاد تُحصى، بل قد صرَّح بأن شذوذات الشيخ - على حد زعمه - ليس مجال ذكرها الآن، وذلك حين قال في (( ترشيده )):
((هناك عشرات من المسائل الفقهية التي تفرَّد بها الشيخ رحمه الله تعالى، وليس المجال هنا مجال ذكرها)). وذلك يعني أنه حين يرى لها مجالاً سوف يذكرها. فرددت عليه بكتابي: ((التفنيد لكتاب الترشيد)) فبيَّنتُ فيه طرقه الملتوية وتناقضه في دفاعه عن نفسه بكل سبيل، حتى صار كتاب ((الترشيد)) وصمة لا يمكنه التخلص منها إلا بالتراجع عنه، فسكتَ تماماً بعدها، وكأن شيئاً لم يكن، ووقفت هجمته على الشيخ ، وخفت حدتها كثيراً على غيره، لكن أين تصرف هذه الطاقة الموجهة للنيل من الآخرين، لم يعد لها موضع إلا هذا الذي اعترض مسيرته، لكنه لم يعد يقدر على الرد المباشر، فلا بد من سبل أخرى: فوجدنا طالب علم - أحسب أن فيه خيراً - وهو من المتكلمين، فإذا به يصعد منبر المتعدي في يوم جمعة، ويردد دفاع المتعدي عن نفسه الذي في ((ترشيده))، فلما بلغه أن الكلام وصلني جاءني واعتذر، وطلب المسامحة فسامحته لِما أرى فيه من الخير، ولما أُعلم أن القضية دخيلة عليه كما أجاب هو بعض من عاتبه على مثل هذا الموقف فقال: (( إن للشيخ مصطفى عليَّ فضلاً )).
وكم يصدق على هذا ما قاله كُثَير عزة في زوجها حين كلفها بشتمه:

يكلفها الخنزير شتمي وما بها هواني لكن للمليك استزلـت
هنيئاً مريئاً غير داء مخامر[6] لعزة من أعراضنا ما استحلت

ثم ما مرت إلا مدة يسيرة وإذا بآخر، واسمه ((محمد فريد)) من القاهرة، وهو ممن يحسنون الكلام أيضاً، فصعد المنبر يوم الجمعة وتكلم عن الإصلاح بين الناس، ثم عرج على القضية، وهاجمني بكلام شديد، حتى حام حول تكفيري [7] والعياذ بالله، وكان سرده للقضية واضحاً جداً أنه يعنيني، حتى إن بعض إخواننا ممن لا يحسنون القراءة سبـَّه، وهمَّ أن يسحبه من على المنبر، وحدث بين الناس بعد الصلاة خلاف شديد، ثم أتى به بعض المحبين للشيخ مصطفى إليَّ لتهدئة الأمر، ومساعدة المسمى بـ (( محمد فريد )) للخلاص من هذا الموقف، واجتمع عندي ثمانية من الإخوة غيري وغير هذا الشخص:
- فقلت له: لماذا تدخل نفسك يا أخي في هذا الأمر؟
- فقال: أنا ما عنيتك بالكلام.
- فقلت له: تقسم بالله أنك ما عنيتني؟ فامتنع تماماً عن القسم.
- فقلت له: أنا أعرف أن لك موقفاً من القضية التي بيني وبين الأخ مصطفى.
- فقال: أنا لا أنكر أنني أعتبر أن هذه الكتب (يعني الانتصار والتفنيد) منكر يجب إنكاره.
- فقلت له: هل قرأت الكتابين ؟
- فقال: لم أقرأهما !! لكنني أشهد أن الحرب - هكذا قال - من جهة واحدة ، وأن الشيخ مصطفى قلبه سليم من جهتك، [8] ثم إن الشيخ مصطفى يدعو، وتشويه صورته يضر بالدعوة.
- فقلت له: أيهما يقدَّم: الشيخ الألباني أم الشيخ مصطفى ؟
- فقال: أنا لا أقارن بين فضيلة الشيخ، والألباني [9] .
فعندها قال له صاحبه الذي جاء يناصره: كان ينبغي عليك ألا تتكلم قبل أن تقرأ الكتابين، ولما تكلم عن شيخنا الألباني - رحمه الله - بهذه الطريقة قطعت الحديث معه، وأخرجته، ثم كلمت بعض إخواننا أن يراجع الشيخ مصطفى حتى لا نزج بالعامة في مثل هذه الأمور، فكان جوابه [10] أنه ليس له دخل بالمسألة. فقالوا له: إن هذا مقيم عندك وتكلم على منبرك، فأصر على عدم اتخاذ موقف، فاضطررت مرة أخرى للحديث مع العامة من خلال الأشرطة، ووعدت بشرح كتاب ((الانتصار))، فلما علم ذلك، إذا بهذا الشخص يأتي ويحلف عليَّ أنه ما قصدني ولا خطر بباله أن الكلام سيفهم على قضيتنا -فليتأمل القارئ هذا في كلامه في الحوار الذي سقته آنفاً! -.
وما مرت إلا أيام قليلة إلا وقد تهوَّر هذا الشخص بكلام تسبب له ولصاحبه في بلاء، وضُمَّ المسجد بسببه للأوقاف، وإنا لله وإنا إليه راجعون [11].
وقد أطلت في هذا التمهيد، لأنه طالما لم يعترف المعتدي بخطئه، ويتراجع عن ظلمه، فستبقى هذه الصور من أمثال (محمد فريد) الذين أهانوا هذا المقام الذي يقوم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتكلم في أمر يعترف أنه يجهله إرضاءً لشخص، ستبقى هذه الصورة تتكرر، وقد ابتلينا بهم، فما علينا إلا أن نصبر لله عز وجل، وأرجو من الله أن أكون كما قال حساَّن بن ثابت رضي الله عنه :
فإنَّ أبي ووالده وعرضي **** لعرض محمد منكم وقاء

--------------------------------------------------------------------------------
حواشي:

1- هذا بخلاف من يبين خطأ العالم في موضع لا يصل إليه إلا مبتغي الحق، فإن صنيعه محمود شرعاً كما ذكرت .
2- وهي تهمة باطلة كما بينت في كتابيّ ((الانتصار)) و (( التفنيد )) .
3- المطبوع عام 2000 م.
4- شرح علل الحديث (ص68) طبعة دار ابن رجب بفارسكور.
5- ليتنبه القارئ إلى الأسلوب الذي يصلح لردع هذا المعتدي حتى يتعامل مع القضية بما تستحق .
6- الذي يغلب على ظني أن الأخ المشار إليه يفهم هذا القيد، لأنني أحسبه ممن يفهمون .
7- وكلامه مسجل عندي في شريط .
8- تأمل كيف يُربى هؤلاء، حيث حكم بنكارة شيء لا يعلمه، وحكم على ما في القلوب، الذي لا يعلمه إلا علام الغيوب؟!! .
9- ليتأمل قوله: (( الشيخ مصطفى، والألباني )) الذي يعنيه معرفة حقيقة هؤلاء كيف تكون التربية عندهم، وعند من؟ عند من يخلفه على منبره!! وكان هذا بحضور ثمانية من الثقات.
10- يقصد الشيخ مصطفى .
11- وكم أحزننا ذلك، فقد كنت أتمنى أن يكون هذا المنبر للذب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لا للذب عن الأشخاص. انتهت الحاشية.

******************************

عثرت مؤخرا على أمر جديد يؤكد أمرا قديما، ويؤكد لي يوما بعد يوم من أن هذا الشخص يعاني من مرض عضال، اسمه " مخالفة الألباني "، فهو لا يستطيع ترك ذلك بحال، وقد سبق أن وضحنا أن مدرسة العدوي مبنية على مخالفة الألباني، أساسا، ولولا ذلك لما عُرف العدوي ... وهذا تأكيد آخر لذلك:
وجدت للعدوي كتابا جديدا سماه بـ " صحيح تفسير ابن كثير " ، ادعى أنه اختصر فيه التفسير وحذف ما فيه من أحاديث ضعيفة، فجعل نفسه حكَماً على هذا الحافظ المحدث المؤرخ، تلميذ ابن تيمية والمزي ! وبحسب ما سبق بيانه أخشى أن لا يكون سلم له عشر ما في الكتاب من أحاديث، وسيشق عليه أن يترك حديثا يصححه الألباني ... المهم .. وجدت الكتاب في أحد المكتبات، فأخذته وتصفحته، فظهر لي الداء واضحا .. داء مخالفة الألباني بأي وجه وبأي طريقة .. وفي الصفحة الأولى .. بل في السطر الاول .. قال: " الحمد لله أحمده وأستعينه وأستهديه .. الخ .. " .. وضع في الحاشية على كلمة " أستهديه " [ جاء في الحديث القدسي: استهدوني اهدكم ] ، وهنا أمر لن يفطن له سوى المتخصص في العدوي : الشيخ الألباني - رحمه الله - سبق له أن أشار إلى أن كلمة " نستهديه " لا تثبت في طرق خطبة الحاجة .. وكنت ألاحظ أن العدوي يكاد لا يترك هذه الكلمة تفوته، لكنه هذه المرة وضّح وصرّح، وجعل في الحاشية تعليلا ، واستجاز لنفسه تغيير اللفظ النبوي .. وهذا يهون ما دام سيخالف به الألباني ..
هذا، وقد لاحظت أنه جاء في نفس الحديث " استطعموني أطعمكم .. واستكسوني أكسكم "، فلم لم يستجز أن يزيد في خطبة الحاجة " ... ونستطعمه ونستكسيه " ؟ كلا ... لم يقلها .. فلا مخالفة فيها للألباني ...
هذا، وقد أسس العدوي مع طلبته خلية سماها " التحقيق والتأليف للجميع "، وفي كل يوم صار يطلع علينا تحقيق لكتاب ضخم، فهذا زاد المعاد، وهذا تفسير ابن كثير، وهذا فتح المجيد، وهذه سيرة بن هشام .. ويظهر كل ذلك بسرعة خيالية، فما كان أحد يظن أن التأليف والتحقيق والحكم على الحديث سهل لهذه الدرجة .. ورحم الله مشايخ التحقيق أمثال أحمد شاكر وعبد السلام هارون ومحيي الدين عبد الحميد ... هان التحقيق حتى سامه كل أحد .. وميزانيات هذه الأعمال الكثيرة الضخمة لا أدري كيف يسهل إيجادها ؟؟؟؟؟ وأما عن التضعيف والتعليل فحدث ولا حرج .. وقد تحدث الشيخ ابن أبي العينين في طبعته الجديدة لتحقيق كتاب " التبيان " للنووي عن تحقيقٍ وجده لهذا الكتاب قامت به فتاة ناشئة من خلية العدوي، وهي دكتورة .. ليس في الحديث أو التحقيق .. بل في الطب البيطري .. فتركت مكانها في الإسطبل وتسلقت علم الحديث !!!!!!!!! فلا تسأل عن ما فيه من عجائب .. وطبعا، وكما اعتاد العدوي، كتب في مقدمته للكتاب أنه راجع التحقيق فأعجبه ووجد صاحبته موفقة وأنها حكمت على أحاديث الكتاب بما تستحق صحة وضعفا !!! فصار اختصاصيو الحيوانات يخطئون النووي والألباني وأحمد شاكر وأمثاله ويحكمون على الأحاديث، ويحققون ويصنفون !!!

أمر آخر: وجدت للعدوي تقديما لأحد طلابه، لكتاب جيد اسمه " الشفاء من وحي خاتم الأنبياء "، وكما هي العادة لم يتركها فرصة تمر دون الكلام على الألباني، والكل يسلم من لسانه سوى الشيخ، وقد قدّم للكتاب مشايخ آخرون، وكلهم تحدث عن الكتاب والمؤلف، وعن الموضوع وأهميته، وقرظ الكتاب، إلا العدوي، فكل المواضع عنده يستطيع أن يدير دفتها نحو الشيخ الألباني .. قال إنه ترك للمؤلف وجهة نظره في نقل تصحيحات الشيخ الألباني، إلا ما رأى فيه ضعفا شديدا، فقد حذفه ...
مقتضى كلام العدوي أن وجهة نظره هي أنه لا يرى نقل تصحيحات الشيخ الألباني، وأنه قد يصحح ما ضعْفه شديد .. أترك التعليق لكم.


هنا كتب حوت ردودا على العدوي وانتصارا للإمام الالباني، وبيانا لقيمة العدوي العلمية:

* كتاب " الانتصار لأهل العلم الكبار والرد على من رمى الشيخ الألباني بالتساهل " للشيخ أحمد بن أبي العينين :

http://www.zshare.net/download/intissar-rar.html

* كتاب " إتحاف النفوس المطمئنة في الذب عن السنة " للشيخ ابن أبي العينين:

http://www.zshare.net/download/noufous-rar.html

* كتاب " القول الحسن في كشف شبهات حول الاحتجاج بالحديث الحسن " لابن أبي العينين :

http://www.zshare.net/download/hassan-rar.html

* كتاب " التفنيد لكتاب الترشيد، وهو تعزيز للرد على من رمى الشيخ الألباني بالتساهل " للشيخ أحمد إبراهيم بن أبي العينين، رد فيه على صهره مصطفى العدوي، لموقفه المعروف من الشيخ الألباني رحمه الله:

http://www.zshare.net/download/357109015591e4/

كل كتاب هو ملف " PDF " مضغوط ببرنامج " WINRAR " ، وبعد الفك يجب يحويل الصفحة إلى اليمين بربع دورة.

والله المستعان.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمير ; 21-04-2008 الساعة 12:24 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو عمير
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 09-02-2007
  • المشاركات : 28
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • أبو عمير is on a distinguished road
أبو عمير
عضو مبتدئ
رد: الذب عن الشيخ الألباني رحمه الله نادة العصر ويتيمة الزمان
26-03-2008, 09:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أفضل ما يرد تهمة الإرجاء قول فقيه عصرنا الشيخ العلامة الفقيه الزاهد محمد صالح العثيمين - رحمه الله - عمن يرمي الشيخ الألباني بالإرجاء: ... إما أنه لا يعرف الشيخ الألباني وإما أنه لا يعرف الإرجاء ...

وأنا أظن أن كل من رمى الشيخ بالإرجاء ... أنه لا يعرف الإثنين: لا الشيخ ولا الإرجاء.

ولم يتوقف الأمر عند الشيخ، بل رُمي بالإرجاء عامة تلامذته من المشايخ الفضلاء .. ومن المفتونين من استغل بعض النقاش الذي وقع بين مجموعة من العلماء وبين أحد كبار تلامذة الشيخ لينفخ في النار ويزيدها التهابا واشتعالا ... فإلى الله المشتكى .

الله المستعان.
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
تحذير الأخوان من ضلالات طارق السويدان
الإمام أبو حامد الغزالي
الساعة الآن 06:43 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى