هجوم كاسح صبيحة الجمعة على المقابر بطرق غير وقائية
23-05-2020, 04:21 PM



لم تستطع جائحة كورونا وأرقامها المتصاعدة، كبح الجزائريين عن تقاليدهم، وحتى الإجراءات الصارمة لأجل منع تفشي انتشار فيروس كورونا، من خلال حظر التجوال من الواحدة زوالا إلى السابعة صباحا، أيام العيد، ومنع تنقل السيارات بكل أنواعها، فوجدوا لها مخرجا، حيث عرفت، يوم الخميس وصباح أمس الجمعة، مختلف المقابر البلدية زيارات مكثفة للمواطنين، بلغت الزحام في بعض المقابر المركزية، كما جرت العادة في أول أيام عيد الفطر المبارك.
المواطنون فضلوا استغلال الجو المشمس وآخر جمعة من شهر رمضان ونقص حركة المرور، فتنقلوا بكثافة لأن الأمر لن يكون ممكنا في يوم العيد بالنسبة للذين يقطنون بعيدا عن المقابر، وغير ممكن حتى مشيا على الأقدام في العديد من الولايات ومنها قسنطينة التي منع فيها والي الولاية قطعا زيارة المقابر في يومي العيد عبر قرار صدر مساء يوم الأربعاء.
وعجز حراس المقابر كما كان الشأن بالنسبة للمقبرة المركزية بوسط مدينة قسنطينة، عن تنظيم الزائرين وخاصة النساء الزائرات، حيث تم التوافد من دون تباعد اجتماعي ولا وضع للكمامات، ولحسن الحظ أن زمن الزحام ومكانه توقف عند باب المقبرة فقط، إذ تفرق بعد ذلك الزوار ما بين أنحاء المقبرة للترحّم على ذويهم، وعادوا أدراجهم من دون أن يؤثر عليهم الحجر الصحي إطلاقا في القيام بتقليد مترسخ في المجتمع الجزائري وهو زيارة المقابر صباح العيد أو ساعات قبل يوم العيد.
وكان غالبية الجزائريين قد اشتروا لأبنائهم كل بطريقته ثياب العيد خلسة وفي الخفاء، كما جهزت النسوة حلويات العيد ولا يبدو الحجر الصحي ومنع حركة المركبات طوال يومي العيد قد كان مانعا لأداء الزيارات التي قُدّمت هذه السنة ليوم السبت قبل ساعات من عيد الفطر المبارك، وإنجاز المدن الجديدة في مختلف الحواضر هو الذي جعل المسافة تبعد بين الأهل، وسيجعل من حركة الراجلين تخفت بالتأكيد يومي العيد، ومن المنتظر أن تعرف اليوم السبت حركة السيارات ذروتها القصوى منذ بداية الجائحة وأن يرتدي الأطفال لباس العيد قبل العيد بيوم واحد في سابقة هي الأولى في تاريخ الجزائر الحديث.