طلبة الجزائر بين الامس واليوم.......
25-05-2015, 09:41 PM
طلبة الجزائر بين الامس واليوم.......
براهيمي محمد زكريا
بتاريخ 19 ماي من كل سنة يحتفي الطلبة الجزائريين بعيد يأملون فيه ان تسترجع مكانة وهيبة الطالب وانا ائمل ان يصنعوا هذه الهيبة بانفسهم بعدما تجردوا منها بمحض ارادتهم ،وهذا الامر يدفعنا ويستدرجنا الى احداث مقارنة تاريخية بين طالب امس ابان الثورة التحريرية الذي سولت له نفسه للاتحاق بجبهة التحرير ملبيا نداء الوطن مسلحا بزخم فكري وهاج وعقل ناضج رزين مهيب ليسترد هيبته وهيبة السيادة الوطنية من الاستعمار الغاشم لتتوالى الايام وتدور عقارب الساعة مقارنة مع طالب اليوم الذي يزعم انه سلبت هيبته وانه محقور ومهضوم حقه لتغدي هذه الفكرة اساسا في فهمنا و ادراكنا ان سبب فتور الهيبة عن كينونة طالب 2015 كانت بفعل فاعل عليه ان يحاسب حسابا عسيرا ولكن لا نغطي الشمس بالغربال فالامر جلي وواضح بان جاني وفاعل من سلب هيبة الطالب هو الطالب نفسه.
دعوة الى لنتامل مليا ، ونقوم بجولة وسط كليات الوطن بمختلف شعبها وبتعدد تخصصاتها ، و نختلس او نسرق السمع من جماعة او نفر من الطلبة من داخل الحرم الجامعي ونحاول معرفة ماهي المواضيع التي تدور بينهم ونقف على مجمل كيفية معالجتة القضايا التي تفرزها عقولهم اوتحللها نظراتهم و ما تقول بها السنتهم ، لتتبين لنا الاستنتاجات وتتداحم التساؤلات في ذالك ان الطالب في خبر كان الا من رحم ربي ، نعم يتغلب على ملامح وجوهنا الدهشة وعلى قسمات ضميرنا االحسرة على الوضع الذي آل اليه الطالب اليوم .
ابان الاستعمار كان واقع التعليم العالي في الجزائر يتماشى ومختلف السياسات والاهداف الاستطانية مع وجود جامعة الجزائر فقط و الوحيدة في إفريقيا انذاك المتاسسة في سنة 1909 جامعة لطلبة فرنسيين و جزائريين وأفارقة ليصل مجملهم قرابة 2000 طالب حتى عدد الطلبة جزائريين فيها كان لا يتعدى 800 طالب جزائري، فانفلقت شرارة الغضب من صلب طلبة جزائريين بالدخول في اضرابات مفتوحة انطلاقا من تاريخ 19ماي 1956 امام تعنت السلطات الفرنسية في الاستجابة لمطالب الاتحاد الطلابي ونذكر على راس هؤلاء الطلبة طالب الإبراهيمي ، محمد بن يحى ، عيسى مسعودي ولا يسعنا المقام لذكرهم جميعا ، فكانت الاضرابات انذاك تعبر عن حالة والوضعية المزرية التي كان يتخبط فيها الطالب مدافعا عن مصالحه المادية والمعنوية من اجل استرجاع السيادة الوطنية بطريقة ذكية واستبسال شهم يقارع الجبال ويجتاز بذلك المطبات حتى يظهر طالب الجزائري بحلة مكسوة من الهيبة والوقار استنادا من ارضية صلبة كونها بنفسه ليعبر عن نفسه.
فالجزائر غداة الاستقلال الى يومنا هذا قد تعزز قطاع التعليم العالي فيها بصروح علمية ، 35 جامعة و8 مراكز جامعية، ومجموع مؤسسات التعليم العالي على مستوى الوطن يفوق 60 مؤسسة، بالإضافة إلى المجموع الإجمالي للطلبة عبر مؤسسات التعليم العالي بالجزائر يصل إلى مليون و52 ألف طالب والحصيلة تزداد ،حتى اضحت النكت تبدع في اظهار النواجد عن حال الطلبة الجزائريين فلسان الحال يقول بالفم المليان على ان عدد الطلبة في الجزائر يفوق عدد سكان 68 دولة عبر العالم ، وان صروح الجامعات والمعاهد تخرج دفعات من حيث الكمية ضاربة النوعية عرض الحائط قس على ذلك ان الطالب الجزائري اليوم ليس تعميما ، تحصيله العلمي كبلته الهشاشة الفكرية اذ اصبح همه الوحيد في اجتياز المراحل السنوية بمختلف اطوارها باي طريقة كانت من محاباة وطرق ملتوية وان استدعى الامر بدفع الرشاوي ويمشي هنا الطالب بعقلية الشهادة للجميع والعلم لمن اراد مما يستدعي التدخل العاجل وانقاذ ما يمكن انقاذه قبل وقوع الفأس على ألراس . واستطرادا منا عن موجة الاحتجاجات و المطالب التي يرفعها معظم منظمات الطلبة مضمونها الشكلي يظهر ويبرز وقوف الكلي مع الطالب في خدمة العلم لا اكثر ولكن ماخفي اعظم في سبيل تحقيق مصالح ضيقة تمهيدا لدخول سوق العمل وسير على خطى عصابات وبارونات مكونة دراية مسبقة تعرف كيف تاكل الاخضر واليابس.
وعن جملة الأبحاث العلمية فلم تكن بالوفيرة والغزيرة من حيث عدد المراجع والمصادر المعتمدة ابان الاستعمار ، فكان الطالب الجزائري اثناء الحقبة الاستعمارية من ابحاث و دراسات التي كان يقوم باعدادها بعد تمحص عميق و بجهد جهيد وعمل دؤوب وبالرغم من نذرة فرص والامكانيات المتاحة علميا لم تقف كلها كعائق في ادراك مقصده او حصوله على مرجع علمي يستند عليه في ابحاثه، و بطبعية الحال كانت كلها إسهامات علمية تتفاعل في موجبها كزخم وثراء فكري رفيع المستوى ورافعا للتحدي في ظل معترك فكري فرنسي في طمس للهوية الجزائرية و رغبة في استبدالها بمخطط استطاني شيطاني ،على غرار حال طلبتنا اليوم وما يملكون من تنوع المراجع وازدحام رفوف المكتبات بكتب من شتى الميادين والتخصصات والثورة التكنولوجية المعلوماتية وما تحمله من سبل متنوعة في تحصيل العلم والمعرفة لتجعل الطالب امام جنة معلومات في بناء فكر معارفي متين ورغم هذا كله نجد ان الطالب يسلك الطرق السهلة في ابحاثه ودراساته لا يشغل بذلك محرك العقل لديه في تاكد من صحة المعلومة من عدمها ، فكيف يا ترى لو تبادل طلبة الامس واليوم الادوار.
جامعتنا اليوم تقبع في ذيل الترتيب الافريقي والحمد لله ليس العالمي ، حتى تلك الدول الافريقية التي كان يستعصي علينا الامر استهزاءا منا في نطق نبرات حروفها فطنت من سباتها موالية من اهتمامها البالغ في قطاع التعليم العالي نظرا للفوائد التي ستجنيها البلاد للنهوض بواقع التنمية والبنى التحتية من طلبة سيكونون دخرا لبلدانهم مستقبلا ، فحجم الاستهتار و عدم المبالاة وتغاطي الطرف من قائمين على واقع التعليم العالي في بلدانا هو من عجل في كسر قاعدة البقاء للافضل ، مستبدلة من يدفع اكثر حتى صرنا نرى طلبة غير اكفاء يتقلدون مناصبا على حساب طلبة النجباء ، وصرنا نسمع عن سرقة امانات علمية من اطروحات ماجيستر و اخرى دكتوراه تعبيرا عن التعفن الذي ال اليه الوضع العلمي في جامعتنا ،فنطلب من الطالب الجزائري هو الذي من يستنطق و يستنهض الهمم و يكون ذلك بافرازات فكرية وإسهامات معرفية وبأبحاث علمية متقنة ولو بوجود مطبات ولنرى بذلك في كل مرة جامعاتنا تحتفل على مدار السنة بعيد لطالب اخترع شيئا اوابتكر شيئا او كشف شيئا حتى نرتقي بجامعتنا في مصاف الدول الرائدة علميا والترفع على ان يتفكر الطالب نفسه في يوم واحد تكون الاحتفالات والجلبة واختلاط حابل بالنابل السمة البارزة في هذا اليوم ويعود الطالب في غيبات الجب كسابق عهده الى حين عودة يومه المعهود.
التعديل الأخير تم بواسطة zakinto ; 25-05-2015 الساعة 09:52 PM