بينين البلد الذي كان طريقا لتأهل الخضر لأول مرة للمونديال
12-10-2018, 10:52 AM





يلتقي رفقاء محرز هذا الجمعة ضمن تصفيات كان 2019، بمنتخب بينين الذي لا يملك المؤهلات التاريخية والفنية والمالية، لمبارزة منتخب أقوى منه في جميع المجالات، بما في ذلك طبيعة هذا البلد الفرونكوفوني الفقير.
يقع البينين في غرب إفريقيا ولا تزيد مساحته عن مئة ألف كيلومتر مربع، ويقطنه عشرة ملايين نسمة، ويحده من الشرق طوغو وهو بلد وصل منتخبه الكروي إلى مونديال ألمانيا في سنة 2006، ومن الشرق نيجيريا وهي أكبر بلد كروي في القارة السمراء بمشاركاتها باستمرار في المونديال وتتويجاتها بكأس أمم إفريقيا وبنجومها الذين ينشطون في مختلف الدوريات الكبرى، ويحدها من الشمال نيجر وبوركينا فاسو ولهما منتخبان يسيران ببطء ولكن بكل تأكيد نحو التألق.
تاريخيا إلى غاية سنة 1980 لم تكن بينين أكثر من بلد يسير في فلك الجزائر اقتصاديا وسياسيا ضمن القارة السمراء، حيث ساعدته الجزائر في زمن هواري بومدين في تنمية اقتصاده عبر مساعدات مالية، وفي تعليمه العالي باستقبال مختلف الجامعات والكليات الجزائرية للطلبة القادمين من هذا البلد، وفي سنة 1981 عندما وصل المنتخب الجزائري بقيادة معوش وسعدان واليوغوسلافي رايكوف إلى المقابلة النهائية المؤهلة لمونديال إسبانيا 1982، حيث واجه في لقاء الذهاب نيجيريا في لاغوس، واقترحت الفيفا حكما إيطاليا لإدارة اللقاء، استبشر الجزائريون خيرا وأملوا في التأهل للمونديال لأول مرة، وقرروا التحضير الجيد للمواجهة الأولى لتكون مفتاح التأهل للمونديال، فأقامت الجزائر تربصا لدى الجارة نيجيريا، دام قرابة الأسبوع، ويشهد رفقاء بلومي بأنهم قوبلوا هناك بترحاب وبتشجيع منقطع النظير من شعب البينين الذي تمنى للخضر قهر النسور الخضراء، وأعطى التربص ثماره، عندما لعب الخضر أمام مئة ألف مناصر نيجيري، وحققوا فوزا ثمينا بالطريقة وبالأداء، بهدفين نظيفين من تسجيل بلومي وزيدان كانا كافيين ليحلقا بالخضر بعد لقاء قسنطينة وفوزهم أيضا بهدفين مقابل واحد، ليبلغوا مونديال إسبانيا لأول مرة في تاريخ المنتخب الجزائري، ومرت الأشهر بعد كأس العالم الناجح في إسبانيا، وفي تصفيات كأس أمم إفريقيا 1984 في كوت ديفوار، التقى رفقاء ماجر في التصفيات بمنتخب بينين لأول مرة في تاريخ البلدين، ولُعبت المباراة الأولى في ملعب 5 جويلية وحدث في بدايتها ما لم يكن في الحسبان، حيث بعد 13 دقيقة من بداية المباراة، كان الخضر متفوقين برباعية نظيفة، وظن الجمهور الحاضر أن المقابلة مرشحة لبلوغ عشرة أهداف أو أكثر بأقدام نجوم الخضر، ولكن أنانية اللاعبين ودخولهم في السهولة والاستعراض ومحاولة تسجيل الأهداف بطرق فنية ضيعت على الخضر الكثير من الفرص، وانتهت المواجهة بسداسية مقابل هدفين، وفي كوتونو تعادل الفريقان بهدف لكل فريق وكان هداف الخضر هو رابح ماجر، لتتوالى المباريات بعد ذلك وكانت الغلبة دائما للمنتخب الجزائري.
إلى زمن قريب كانت الخطوط الجوية الجزائرية تضمن رحلة أسبوعية إلى العاصمة البينينية كوتونو، ولكن السنوات الأخيرة تبخرت هذه الرحلة وانقطع التواصل الجوي بين البلدين، وتعتبر بينين من البلدان التي مسحت الجزائر ديونها التي قاربت نصف مليار دولار.
نالت بينين استقلالها في الفاتح من أوت من سنة 1960 بعد أن كانت تابعة لفرنسا، وعرفت باسم الداهومي، وتعتمد في اقتصادها على ما تنتجه أرضها خاصة القطن والأرز والذرة، ويهرّب البينينيون من نيجيريا المحروقات، حيث تعتمد شريحة كبيرة من الشباب على بيع المازوت والبنزين، من أجل كسب قوتها، ولم يحدث أن كانت بلادا كروية كبيرة، ولم تطلب أبدا تنظيم تظاهرة كروية كبيرة مثل كأس أمم إفريقيا، وواضح أن البون شاسع بين البلدين وبين المنتخبين، والفوز على البينين ذهابا وإيابا لن يعتبر إنجازا في مسيرة جمال بلماضي الذي مازال دون الاختبار الحقيقي عندما يقارع منتخبا بحجم مصر أو نيجيريا أو السينغال أو المغرب.
ب.ع