فضل ذكر الله
10-01-2008, 07:19 AM
.ExternalClass .EC_hmmessage P{padding:0px;}.ExternalClass EC_body.hmmessage{font-size:10pt;font-family:Tahoma;}
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده .. أما بعد
فالموضوع عن فضل الذكر و عن فضل لا إلــ‘ــه إلا الله
قال تعالى : [ ... و أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون ] سورة العنكبوت .. و في تفسير هذه قولين لعلماء التفسير فأولها : أن ذكر الله عبادة أكبر و أعظم من الصلاة في نهيها عن الفحشاء و المنكر و يؤيد هذا القول قوله تعالى : [ إنني أنا الله لا إلــ‘ــه إلا أنا فاعبدني و أقم الصلاة لذكري ] سورة طــه حتى الصلاة التي هــي مــا هــي فإقامتها لذكر الله و ليرفع اسمه و ليستمر ذكره سبحانه و تعالى على وجه الأرض .. و القول الثاني : أن ذكر الله إيامكم إذا ذكرتموه أكبر و أعظم من ذكركم إياه و هذا القول ابن عباس
و قال تعالى : [ واذكروا الله كثيراً
لعلكم تفلحون ] سورة الجمعة
و قال تعالى : [ يا أيها الذين اّمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً ] سورة الأحزاب

و قال تعالى : [ و الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات ، أعد الله لهم مغفرة و أجراً عظيماً ] سورة الأحزاب

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاكها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم و خير لكم من إنفاق الذهب والورق و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى قال : ذكر الله تعالى )) رواه البخاري

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر الله في كل أحيانه (( أي أحواله )) رواه مسلم
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )) رواه البخاري و مسلم .. فأعظم الذكر أن تذكر الله في نفسك .. فإنك إن ذكرت الله في نفسك كانت النتيجة أن يذكرك الله في نفسه جل جلال ربي و تقدس عن كل عيب و نقص
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكر ربه مثل الحي و الميت )) رواه البخاري
و قال صلى الله عليه و سلم : (( سبق المفردون.. قالوا الصحابة : وما الفردونيا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات )) رواه مسلم

و اعلم أنك على قدر ما تكثر من ذكر الله يكون قدر محبتك لله
قال بعض السلف : يُعرض على ابن آدم ساعات عمره فكل ساعة لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات
كان شيخ الإسلام ابن تيمية يصلي الفجر ، ثم يجلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ، ثم يلتفت إلى تلميذه ابن القيم ويقول له : " هذه غدوتي ، لو لم أتغدّ الغداء سقطت قوتي " ا

و قال الشاعر
الله أكبرُ كم هَـمٍّ ينجلي عن قلبِ كل مُكبّر ومُهلّـلِ

و للذكر فوائد كثيرة ذكر ابن القيم أكثر من 70 فائدة للذكر مــنــهــا
1 - أنه يزيل الهم والغم عن القلب
2- أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى
3- أنه يقوي القلب والبدن
4- أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق
5- أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة
6- أن للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة
7- أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته
8- أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها
9- أنه منجاة من عذاب الله تعالى
10- أنه يجلب الرزق
و قال الله تعالى في الحديث القدسي : ((اني والانس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، أرزق ويشكر سواي ، خيري الى العباد نازل ، وشرهم إلي صاعد ، أتودد إليهم برحمتي و أنا الغني عنهم ، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إلي ، أهل ذكري أهل مجالستي ، أهل طاعتي أهل محبتي ، أهل معصيتي لا أقنتهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن أبوا فأنا صديقهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب ، من أتاني منهم تائبا تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني ناديته من قريب ، أقول له أين تذهب ألك رب سواي ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد والسيئة عندي بمثلها وأعفو ، وعزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم )) و للأمانة العلمية ففي سند هذا الحديث كلام عند علماء الحديث و لكن اقرأ و تتدبر : أهل ذكري أهل مجالستي
و فضل لا إلــ‘ــه إلا الله عــظــيــم
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( من قال لا إلــ‘ــه إلا الله و حده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير ، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه )) رواه البخاري و مسلم .. في شرح النووي قال : "" من قال هذا التهليل مئة مرة في يومه ، سواء قالها متوالية أو متفرقة في مجالس أو بعضها أول النهار و بعضها اّخره ، لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار مع أذكار الصباح ليكون حرزاً له من الشيطان في جميع نهاره "" .. و نصيحتي أنا القائل ليس النووي نصيحتي لكل أخ و أخت : أنه يجب علينا أن لا نغفل عن هذا الذكر ارجع البصر إلى الحديث مرة و اثنان و ثلاث و اقرأ {{ ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه }} الله أكبر على نعم الله علينا .. و نصيحتي على من لا يستطيع أن يقولها في مجلس واحد و في وقت واحد أن يقول الذكر 20 مرة بعد كل صلاة .. و الله إنه لن تأخذ إلا عدة دقائق .. و إنها ليسيرة على من يسرها الله له
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( خير ما قلت أنا و النبيون من قبلي : لا إلــ‘ــه إلا الله و حده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير )) رواه مالك و صححه الألباني

و لا تنسوا من الإكثار من قول : سبحان الله و الحمد لله و لا إلــ‘ــه إلا الله و الله أكبر
و قال صلى الله عليه و سلم أنه قال : (( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إلــ‘ــه إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )) رواه مسلم .. فعلى أي شئ تطلع الشمس ؟ أليست تطلع على القصور و السيارات و المزارع و البنوك و الأسواق
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إلــ‘ــه إلا الله ، و الله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت )) رواه مسلم
و هذه رسالة الخليل ابراهيم عليه السلام لنا أمة محمد صلى الله عليه و سلم .. فعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله ، والحمد ل ، له ولا إله إلا الله ، والله أكبر ))رواه الترمذي و حسنه الشيخ و رواه رواه الألباني والطبراني و زاد : (( و لا حول و لا قوة إلا بالله )) و
فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (( ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله قلت يا رسول الله أخبرني بأحب الكلامإلى الله، فقال : إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده )) رواه مسلم .. و في شرح النووي قال : "" إلا أن القراّن أفضل ، و كذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق , فأما المأثور في وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل "" .. والله أعلم
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي موسى رضي الله عنه : (( قل لا حول و لا قوة إلا بالله ، فإنها كنز من كنوز الجنة )) رواه البخاري و مسلم
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة )) ه
و لا تنسوا الإكثار من الصلاة و السلام على خير الأنام و خير العباد محمد بن عبد الله صلى الله عليه و اّله و صحبه و سلم
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا وكتب له بها عشر حسنات )) رواه الترمذي
و رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة )) رواه الترمذي و هو حديث حسن

وروي عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( قال إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم )) رواه الترمذي موقوفاً .. يحتمل أن يكون من كلام عمر فيكون موقوفا ، وأن يكون ناقلا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. و قال الشيخ أبو سليمان الداراني : إذا سألت الله حاجة فابدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ادع بما شئت ثم اختم بالصلاة عليه فإن الله سبحانه بكرمه يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما .. انتهى

فــــــــــ
فبادر إلى الخيرات قبل فواتها و خالف مراد النفس قبل مماتها
ستبكي نفوس في القيامة حسرة على فوات أوقات زمان حيات

و أختم بقوله تعالى : [ فاذكروني أذكركم و اشكروا لي و لا تكفرون ] سورة البقرة .. تأمل قول الله تعالى -- أخي / أخية : إن الله الملك الحق سبحانه و تعالى رب السماوات و رب الأرض و رب و خالق كل شئ يذكرك .. ألا يكفي هذا .. فماذا تنتظر اذكر ربك .. هيا ماذا تنتظر ؟ اذكر و كرر حتى يقال عنك أنك مجنوون .. نحن فعلاً يجب أن نكون مجنانين " ذكر " ه