قصة يوم النحس....و الوفاء عربي
31-07-2008, 05:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في التاريخ العربي تروي قصة النعمان بن المنذر الملك العربي الذي دخل المسيحية بعد ان كان وثنيا فاذا بها من اعجب العجاب.
ذهب يتلهى بالصيد فتخلف عنه حراسه ومرافقوه وضل الطريق فضرب في الصحراء واذا به يبصر شبح خيمة من بعيد فانطلق اليها. فرحب به اهلها وذبحوا له شاتهم الوحيد وخبزوا له بحفنة من دقيق.
فلما طعم واراد ان ينصرف انباهم بخبره وانه النعمان ملك العرب. وسئل عن رب البيت فأنبأ بانه حنظلة الطائي. فدعاه إلى الحضر ليعطيه اجر ما صنعه من معروف.
واصاب البادية جدب واتخذ الاعرابي طريقه إلى بلد النعمان ساعيا.
ومن العادات الوحشية التي ابتلى بها النعمان انه كان قد اتخذ يوما بئيساً. ويوما سعيداً اما يوم السعد فجعله عيداً حافلا يستقبل فيه الوفود ويكرمهم. واما يوم البؤس فقد اتخذه للانتقام من الطبيعة بان يجلس في بيت شيد له بجانب الصحراء. فاول قادم من تلك الجهة. هو الذي اصيب بلعنة الحياة. فكان يقتل سفها وعدوانا.
وبينما كان النعمان ينتظر القادم البائس في اليوم الموعود. واذا به بحنظلة قد اقبل. وفي قلبه الف علم وفي نفسه الف امل وامل بعطايا النعمان {ملك العرب}.
وقال له الملك ما اقدمك يا حنظلة في هذا اليوم البئيس الذي لا ارى فيه قادما الا قتلته حتى قابوس ابني وفلذة كبدي فاطلب حاجتك فاني قاتلك.
قال حنظلة لتكن خزائن الملك فداء نفسي ما تنفعني وفرة العطاء ان زهقت نفسي.
قال الملك: ان هذا لهو القضاء المحتوم ولن تجد من دونه ملتحداً.
فقال ايها الملك! ان كان لا بد من قتلي فامهلني ارجع إلى اهلي اودعهم. وارعي شؤونهم.
قال: لك ذلك وهذه حمشاء ابل ولكن عليك ان تأتيني بضامن يكفلك.
واذا بحنظلة يلتفت إلى الحاضرين فلا يجد من يكفله سوى رجل كان يدعى بـ {قراد}.
فرجع الملك وانصرف حنظلة وتفرق الجمع على ان يأتوا بعد عام ليشهدوا مقتل حنظلة أو قراد كفيله.
وقبل ان تنقضي السنة بيوم نظر النعمان إلى قراد وقال له اراك من الهالكين فاجاب:
فان يك صدر هذا اليوم ولى فان غداً لناظره قريب
واجتمعوا على ميعاد واستعجل الملك بقتل قراد ومنعه ذووا قرابته قائلين لنشهد انقضاء ساعات النهار فان لم يقدم حنظلة فلك ما تشاء.
وكان الناس واثقين جميعاً بان الاعرابي غاب إلى غير رجعة وبالفعل كانت اشعة الشمس الصفراء تمسح جنادل الصحراء وكان قراد يستعد للقتل وحنظلة لم يقدم.
وكادت الشمس تغرب. وكاد قراد يقتل فاذا بحنظلة يسعى إلى الملك. نهره الملك قائلا ما حملك إلى المجيء بعد ان نجوت من الموت.
قال له: الوفاء بالعهد.
قال: فما حملك على الوفاء بالعهد؟
قال له: ديني الحق الذي حملني.
قال: وما دينك؟
وشرح حنظلة مبادئ دينه للنعمان وشرح الله صدر النعمان للدين الحق - دين الإسلام المتمثل في اتباع المسيح ذلك اليوم وهدى به امة من الناس بعد الغي والضلال البعيد.
هكذا تكون فضيلة الوفاء بالعهد داعية إلى الخير والحق والهدى.
وهكذا تكون فضيلة الوفاء كما في الحديث:
{الوفاء بالذمم زينة الكرم}
وهكذا يجب على الإنسان ان يفي بالعهد ان العهد كان عنه مسؤولا.
سلامي:)