وقفة مع السلف..ابن قلاقس
24-01-2009, 08:35 AM
-ابن قلاقس :هوأديب فاضل وشاعر مجيد ورجل صالح ،عرف بهذه التسمية نسبة إلى القلقس وهو نبات معروف في مصر يؤكل مطبوخا فيزيد في الباه ويسمن وقيل سمي بذلك لأن رأسه يشبه هذا البقل . المهم هو أبو الفتوح نصرالله بن عبد الله بن مخلوف بن علي بنعبد القوي بن قلاقس اللخمي الأزهري الإسكندري الأزهري، ويلقب بالقاضي الأعزولد بالإسكندرية يوم الأربعاء الرابع من شهرربيع الآخرسنة532 هجرية الموافق ل/1138م نشأ بها ثم انتقل إلى القاهرة، كان على صفات عالية :الفضل والنبل ،حسن الطبع والذكاء ،صاحب قناعة وزهد ، موصوف بالجرأة والإستهانة بالصعاب، وقٌا د الخاطرة، صاحب أدب جم ، وله باع في الشعر.
-كان لابن *قلاقس* ثقافة واسعة في الفقه الشافعي وعلم الحديث ويقول الشعروعاش فقيرا ..
- إن شعره طبقات ، طبقة ابتكر فيها المعاني فبلغ فيها أعلى رتب المجيدين ،وطبقة جود فيها اللفظ فلم ينزل عن أمهر صياغة ،وطبقة لا يرتفع فيها قريضه عن متوسط الشعرفي اللفظ والمعنى ، وطبقة نازلة إلى حد بعيد .
- ولشعره مؤثرات عدة ك: تأثره بالإسكندرية ذات المحاسن والمفاتن ، وتأثره بالمجالس العلمية التي كان يشهدها ، وتأثره بالمذهب السني الذي درسه في الأزهر ،وتأثره برحلاته وأسفاره وتنقلاته .
فقد سافر في البحر والبر ، والصحراء والفلوات،وهو لا يستقر في بلد ، وقد قال في ذلك : -سافرْ إذا حاولْتَ قدْرَ َا *** سار الهلالُ فسار بدرا
والماءُ يكسبُ ما جرىطيبا ***ويخبُثُ إذا ما استقرٌ َ
وبنقلة الدر النفيسة *** بدلت بالبحر نحرا
-لابن قلاقس مؤلفات منها المطبوع ومنها المخطوط ومن هذه المؤلفات :
1- ديوان مطبوع من اختيار خليل مطران وقد ضاع أكثر شعره
2- ديوان ترسل مخطوط
3-كتاب مواطر الخواطر
4-كتاب الزهر الباسم في أوصاف أبي القاسم
- كان لابن قلاقس أساتذة يعتز بهم ك:" الحافظ أبو طاهرعماد الدين الأصفهاني "هذا الرجل الورع الذي كان يحضر مجالسه العلمية صلاح الدين الأيوبي وأبنائه يرتشفون من علمه ويتزودون من حكمه وورعه
وله العديد من الرجال كان لهم الفضل عليه أمثال *أبو القاسم بن حجر، وأبوالحسن علي بن أبي الفتح بن خلف الصقلي والأمير نجم الدين بن نصال أحد أعيان الدولة الأيوبية .
-ولما رحل إلى صقليةبقى بها سنتين ثم رجع إلىمصر ومنها عرٌج إلى اليمن وكان الرحيل إلى الأبد ببلدة * عيذاب * وهي بلدة على شاطئ بحر جدة -البحر الأحمر- في الثالث من شهر شوال سنة 765هجرية الموافق ل 1171
وهو لا زال في عز شبابه وذلك لعلة أصبته بناء على قوله :
-نكستُ في الأمراض بعد *** إفاقتي نكس الهلال ِ
والرأسُ مثل َ الكأ س ِ *** -لولاعلة نالته- خالي
-رحمه الله ، ورحم سلفنا كانوا مثالا للصبر والمقاومة النفسية في سبيل إضاءة الأجيال ونفعهم ، فلا ننكر الجميل ونطوي سيرة السلف ففيها العظة والدروس والعبر ومن لا قاعدة يرتكز عليها من سلفه لا تذوق لثمرته ولا قوة يحيا بها عمله وينضج بها فكره .