تسجيل الدخول

رانية مختاري


أقدم 4 شبان في الثلاثينيات من العمر على استدراج صديقهم قصد اختطافه، ليطالبوا عائلته بدفع فدية مقابل إطلاق سراحه، إلا أنهم انتهوا بتعذيبه وذبحه بعد الاعتداء عليه جنسيا، ورمي جثته في إحدى الآبار المهجورة لطمس جريمتهم، حيث استغلوا حاجته إلى السفر وأوهموه بمساعدته قصد الحصول على تأشيرة، إلا أنهم أنهوا حياته ليجدوا أنفسهم وراء الجدران بعقوبة الإعدام الصادرة في حقهم من قبل محكمة الجنايات بتيزي وزو.
تفاصيل القضية، التي اهتزت على وقعها ولاية تيزي وزو خلال شهر مارس 2013، تتمثل حسب ما دار في جلسة المحاكمة، في عثور أحد الفلاحين في قرية بوعاصم بولاية بومرداس، على كيس بلاستيكي داخله جثة شاب، حين أراد سقي مزروعاته، ليتبين لاحقا أنها جثة في حالة متقدمة من التعفن، تعود إلى الشاب "لاصق علي"، المنحدر من قرية تالة خليل في بني دوالة بتيزي وزو، الذي اختفى عن الأنظار منذ 22 فيفري 2013، حين طلب منه أحد المتهمين الأربعة مرافقته إلى منطقة الناصرية قصد الالتقاء بأشخاص يمكنهم مساعدته للحصول على الفيزا، مستغلا رغبته الملحة في السفر خصوصا بعدما أصبح في وضعية نفسية حرجة بسبب حادث مرور تعرض له رفقة أصدقائه، ثلاثة منهم توفوا ونجا هو بأعجوبة.
المتهم الرئيس في قضية الحال كان شقيق الضحية قد آواه في فرنسا التي سافر إليها حراقا وعاش دون وثائق، ونظرا إلى وضعيته النفسية الصعبة أخبره الشقيق بأنه سيفعل المستحيل ويدفع ما بوسعه ليخرج أخاه من الوطن وإنقاذه من الحالة التي يعيشها، وهو ما أسال لعابه ليدخل إلى أرض الوطن ويقرر اختطافه قصد الحصول على فدية.
ويوم الوقائع، توجه المتهمون الأربعة إلى منطقة بوعاصم في بومرداس إلى بناية في طور الإنجاز، قصد إخفاء الضحية هناك ريثما يتم تنفيذ مخطط الاختطاف، إلا أن مقاومة الضحية ومحاولته إنقاذ نفسه، جعل الأمور تأخذ منحى آخر، حيث قاموا بتكبيله والاعتداء عليه جنسيا، ليذبحوه ويضعوا جثته في كيس بلاستيكي وربطوا حجرين ثقيلين إلى الجثة حتى لا تطفو على الماء لدى إلقائه في البئر.
عائلة الضحية التي علمت بموعده مع المتهم الرئيسي، حاولت الاستفسار عن الأمر وأودعت شكوى ضده لدى مصالح الأمن، إلا أنه أطلق سراحه لعدم ثبوت التهمة ضده، إلى أن اكتشفت جثة الضحية في البئر وأثبتت التحريات أنه الفاعل ليكشف عن بقية شركائه الذين أدينوا بعقوبة الإعدام عن جناية الاختطاف والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.