رمضان فرصة لتزكية النفوس وتهذيبها.
10-05-2018, 08:01 AM

رمضان فرصة لتزكية النفوس وتهذيبها.
ها هي أنوار ضيف كريم لاحت في الأفق، حاملة إلينا نفحات ربانية مفعمة ، بأريج الخير والهدى والبركات. إنه رمضان شهر القرآن والرحمة والعتق من النار. هنيئاً للمسلمين بقدومه، سائلين الله جل وعلا، أن يُيَسِّرَ للجميع، صيامه وقيامه، بطاقة إيمانية متجددة وماتعة.
نسأل الله جل شأنه، أن يبلغنا وإياكم رمضان، وَيُعينَنَا على صيامه وقيامه، بقلوب وجلة وسليمة و مطمئنة، وليس بقلوب زائغة وقاسية ومختوم عليها. قال الله تعالى: " وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ " ــ سورة المؤمنون (23). فلنكرم وفادته، بما شُرِعَ لنا من فرائض الصوم وسننه وآدابه. رمضان ضيفنا، إذا أحسنّا إليه بالطاعة والتقوى، ارتحل بِحَمْدِنَا، وإذا أسأنا إليه بالبدع والمعاصي، ارتحل بِذَمِّنَا. فلنحرص على حسن ضيافته، وذلك باجتناب الكسل والاسراف في النفقة، وأن يكون القرآن الكريم، رفيقنا في حضرته، والاحسان والإطعام والقيام والبر والصلة هَمُّنا وهَدفنا فيه، وأن يكون فرصتنا للتغير وتزكية النفس بالتخلية نم التحلية والتنمية. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أسوة حسنة في تزكية النفوس بالصوم.

صــامَ النبيُّ وصحْبُــهُ فتبــرّؤوا ***** عَنْ أن يَشيبوا صومَهم بالعابِ
صَــقَلَ الصيــامُ نفوسَهم وقلوبَــهم ***** فَغَدَوا حديثَ الدَّهرِ والأحقــابِ
مَلكوا ولكن ما سَهَوا عن صومِهم ***** وقيــامِهم لتــلاوةٍ وكتــابِ
هم في الضُّحى آسادُ هيجاءٍ لهـــم ***** قَصْفُ الرعودِ و بارقاتُ حِرابِ
لكنَّــهم عنــد الــدُّجى رهبــانُــه ***** يَبكونَ يَنْتَحِبونَ في المــحرابِ
أكرمْ بهمْ في الصائمينَ ومرحباً ***** بقدومِ شهرِ الصِّيــدِ و الأنجابِ

قال (سليمان الداراني) رحمه الله: "من صَفَا صُفِّيَ له، ومن كَـدَّرَ كـُدِّرَ عَلَيْهِ، ومن أحْسَنَ في لَيْلِهِ كُوفِئَ في نَهَارِهِ، ومن أحْسَنَ في نَهَارِهِ كُوفِئَ في لَيْلِهِ". فالجزاء من جنس العمل.
*************
التخلية: وتعني تطهير القوب والنفوس من فساد العقيدة والمعاصي، ومن رذائل الأخلاق، كالحسد والرياء والكبر، وحب الدنيا وغيرها من البدع والعادات السيئة،
التحلية: وتعني تحلية والقلوب والنفوس وتزيينها بفضائل التوحيد، والقيم ولأخلاق والسجايا الفاضلة، والطباع الكريمة كالعفة والشجاعة والحكمة والاحسان وغيرها.
التنمية: ونعني بها تنمية ما جبلت عليه القلوب والنفوس، من صفات وقيم وأخلاق حميدة رسخت من قبل، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق
اللهمَّ آتِ نَفوسنا تَقْوَاها، وزَكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، أنت وَلِيُّها ومولاها.