"تعديل" أجنة بشرية يكشف عواقب جسيمة
17-06-2020, 02:19 PM



وجد علماء في بريطانيا أدلة جديدة على خطورة تقنية (كريسبر)، التي تستخدم لإزالة التشوهات الجينية، وأثارت الجدل حول العالم في السنوات الأخيرة.
وتقنية (كريسبر) هي نوع من "المقصات" الجزيئية، التي تشبه برامج معالجة النصوص، وتستخدم في تعديل الجينات واستبدالها بعناصر أخرى بهدف معالجة أمراض وتشوهات وراثية معينة.
واستخدم فريق باحثين من معهد فرانس بريك في لندن التقنية لإجراء تعديل على أجنة بشرية في المعمل، وجاءت النتائج مخيبة للآمال.
وكان الفريق يحاول من خلال التجربة فهم وظيفة جين POU5F1 في المراحل الأولى من تطور الجنين، ولهذا الغرض تمت إزالته بواسطة هذا المقص لقياس تأثيره، وعندما قاموا بتحليل الأجنة المعدلة ومقارنتها بأخرى لم يتم تعديلها، وجدوا أن حوالي نصف الأجنة المعدلة احتوت على تعديلات غير مقصودة.
واستعان العلماء في التجربة بـ 25 جنينا تم التبرع بها، 18 منها تم تعديلها، وسبعة استخدمت كـ"مجموعة ضابطة" أي لم يتم تعديلها، ووجدوا أن 10 أجنة معدلة تبدو طبيعية لكن ثمانية كانت بها تشوهات في كروموسوم معين.
ومن بين الأجنة الثمانية، حدث لأربعة عمليات إزالة أو إضافات غير مقصودة للحمض النووي المجاور مباشرة للجين المحرر.
موقع onezero الطبي قال إن هذه النتائج تدق ناقوس الخطر من أية محاولات مستقبلية لإحداث حمل بشري وولادة أطفال بأجنة معدلة وراثيا، لأن من شأن ذلك حدوث عيوب خلقية أو مشاكل صحية لهم مثل السرطان في المستقبل.
ويقول التقرير إنه كانت في السابق مخاوف من تعديل يحدث بالخطأ باستخدام هذه التقنية، أي تعديل جينات غير مقصودة، لكن البحث الجديد يشير إلى أنه تم التعديل في المكان الصحيح، أي للجينات المستهدفة، لكن حدثت عواقب غير مقصودة.
وكان علماء من جامعة كامبردج البريطانية ومعهد كارولينسكا السويدي قد حذروا في تجربة سابقة من أن هذه التكنولوجيا قد تتسبب دون قصد في زيادة خطر الإصابة بالسرطان في الخلايا.
ويذكر أنه في نوفمبر 2018 أعلن عالم الوراثة الصيني خه جيان كوي أنه أجرى تعديلا جينيا على توأمتين في أول خطوة من نوعها على أطفال.
وفي مقاطع مصورة منشورة على الإنترنت دافع عالم الوراثة عما زعم أنه حققه، وهو إجراء تعديل جيني على التوأمتين وهما في رحم الأم قبل مولدهما الشهر الجاري بهدف حمايتهما من الإصابة بفيروس (إتش.آي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
وأثارت هذه التجربة جدلا واسعا في الوسط الطبي حول العالم، وحذر البعض من خطورتها ووصفت بأنها "غير أخلاقية".