تسجيل الدخول

لكل فرد غايات وأهداف يروم تحقيقها،ولكل امة كذلك،والنجاح هو أسمى غاية ،واغلى هدف،لكن مفهوم النجاح قضية نسبية تختلف حسب سلم القيم التي اعتمدها الفرد،أو المجتمع في اختياراته،خاصة عندما يكون في موقف تتعارض فيه الواجبات ،أو تتزاحم فيه الأولويات ،وفي الممستوى الذي نعيشه نحن أفرادا وامة،نقف في مفترق طرق بين احياء التراث والإفتخار بالقديم والأجداد،وفي كل جملة نسمع ناس بكري،ونسمع السلف الصالح،أو عصر الصحابة والخلفاء ،أو عندما كنا....ويبذل جهد كبير من أجل احياء الأموات لباسا ومظاهرا و....اي تمثيل أدوارهم في حياتنا اليومية،هذا الطريق في تصوري مسدود لايوصل لأي نجاح لأن التاريخ انتهى والماضي مضى،العودة اليه هو دخول للمتحف إن لم يكن للقبر،والطريق الثاني هو عصر غيرنا من المجتمعات المتحضرة تقنيا خاصة الغربية منها،ومن يجعل نظره في ذلك الطريق يريد صناعة مستقبل من الغاء لحاضره ،ونسخ لحاضر غيره،خاصة مظهريا في طريقة اللباس الأكل ....مثلا يقول أحدهم أتمنى لونصل لماوصل اليه المجتمع الفرنسي في الحريات الفردية،فهو يتخذ حاضر مجتمع آخر مستقبلا له،وهذا كذلك طريقا مسدودالأن نسيج الآخر وتاريخه الذي أوصله الى حاضره مختلف جذريا عن تاريخنا ،الصراع بين مرجعيات الماضي والعمل على اسقاط الماضي في الحاضر عقيم،وومرجعات حاضر الغير ومحاولة اسقاطه على واقعنا عملية جراحية فاشلة،المخرج ،في شعار:أيها المسافرون لايوجد طريق الطريق يصنعه السير،لابد من تحقيق الذات دون تقليد أعمى للتراث أو لحاضر الغير،بل ابداع هوية خاصة بالتفاعل المفيد بين مكونات وعناصر القوة مهما كان مصدرها.

المفكر مالك بين نبي يميز بين الفكرة الصحيحة الصادقة والفكرة المفيدة الفعالة،وكل فرد منا أو مجتمع،يحاول أن يجعل من الفكرة الصادقة هي الفكرة الفعالة ،وهذا يستوجب شعور الناس بالحاجة اليها،وصناعة الحاجات العملية واقعيا هو الغائب في مجتمعاتنا ،بسبب الغاء دور علماء الإجتماع ،وتغييب علماء النفس،بين الحاجات الحقيقية والحاجات الوهمية فرقا أساسيا في صناعة الحاضر والمستقبل سواء للفرد أو للمجتمع.

سطورك راقتني كثيرا
بوركت على انتقائك الراائع و على طيب بوحك
دمت لنا و دام قلمك النازف