عطلة الجمعة والسبت (حرااااااام)
23-07-2009, 06:09 PM
إليكم الأدلة القطعية على تحريم مشاركة اليهود والنصارى في عطلتهم الأسبوعية
أمَّا بعد : فقد كثرت الدعوة في بعض الصحف لجعل إجازتنا الأسبوعية هي يومي الجمعة والسبت , بدلاً مما هي عليه الآن من يومي الخميس والجمعة , وقد قامَ أحدُ الْمُتعالِمين من الصحفيين بلَمْزِ وَرَثةِ الأنبياءِ قديماً وحديثاً لإنكارهم التشبُّه بعطل اليهود والنصارى , كالشيخين ابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله - واللجنة الدائمة , واصفاً فتاويهم : بـ ( الآراء الْمُتشنِّجة ؟ أو التي تختلف فقط من أجل الاختلاف ؟ ) وأوجبَ ذلك الصحفيُّ : بأن يُطرحَ هذا الموضوع في مجلس الشورى ؟ ( 1 ) .

ولبيان حكم هذه المسألة العَقَديَّة أقولُ ومن الله تعالى وحده التوفيق والسداد : إنه مِنَ المعلوم مِنَ الدِّينِ بالضرورة , أنَّ ديننا الإسلامي دينٌ كاملٌ لا يحتاجُ إلى زيادة أو نقصان , صالِحٌ لكلِّ زمان ومكان , وقد حذَّر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من البدع والإحداث في الدين , فقال صلَّى الله عليه وسلَّم :
( مَنْ أحدثَ في أمرنا هذا ما ليسَ منه فهو ردٌّ ) ([2]) .

وإنه لا شيءَ أفسدَ للدين وأشدَّ تقويضاً لبنيانه من البدع والتشبُّه بالكفار , وإنَّ من أشدِّ وأخطر ما تساهلَ فيه بعضُ المسلمين هو التشبه بالكفار في إجازاتهم في أيام أعيادهم الأسبوعية أو السنوية .

ولقد أخبرَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن وقوع التشبُّه بالكفار في هذه الأمة ؟ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
( لا تقومُ الساعةُ حتَّى تأخذَ أُمَّتي بأخذِ القرون قبلَها شبراً بشبرٍ , وذراعاً بذراعٍ , فقيلَ يا رسولَ الله : كفارس والروم , فقال : وَمَنِ الناسُ إلاَّ أولئك ) ([3]) .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
( لَتتَّبعُنَّ سَنَنَ مَنْ كانَ قبلكم شبراً بشبرٍ , وذراعاً بذراعٍ , حتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تبعتموهُم , قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى , قال : فَمَنْ ) ([4]) .

قال النووي رحمه الله تعالى : ( والمرادُ بالشبر والذراع وجُحر الضبِّ : التمثيلُ بشدَّةِ الموافقة لَهُمْ في المعاصي والمخالفات ) ([5])

وقال شيخ الإسلام ت728هـ رحمه الله تعالى : ( وهذا كلُّه خَرَجَ منه مَخْرجَ الْخَبَر عن وقوع ذلك , والذَّمُّ لِمَنْ يفعله , كما كانَ يُخبرُ
r عمَّا يفعله الناسُ بين يَدَيِّ الساعة من الأشراط والأمور المحرَّمات , فَعُلِمَ أنَّ مشابهتها اليهود والنصارى , وفارس والروم , مِمَّا ذمَّهُ الله ورسولُه r , وهو المطلوب ) ([6]) .

وقال رحمه الله : ( فَعُلِمَ بخبره الصِّدْقِ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه في أمته قومٌ متمسِّكونَ بهديه , الذي هو دينُ الإسلام محضاً , وقومٌ منحرفونَ إلى شعبة من شُعَبِ اليهود , أو إلى شُعْبَةٍ مِنْ شُعَبِ النصارى , وإنْ كان الرجلُ لا يكفرُ بكلِّ انحراف , بل وقدْ لا يفسقُ أيضاً , بل قد يكون الانحرافُ كفراً , وقد يكونُ فسقاً , وقد يكون معصيةً , وقد يكونُ خطأً , وهذا الانحراف أمر تتقاضاه الطباع ويُزيِّنه الشيطان , فلذلك أُمِرَ العبدُ بدوام دعاء الله سبحانه بالهداية إلى الاستقامة التي لا يهوديةَ فيها ولا نصرانيةَ أصلاً ) ([7]) .

ومن المعلوم أنَّ ( يوم السبت يوم عبادة اليهود ) ([8]) , ويُحرِّمون فيه العمل , حيث جاء في سفر نحميا : ( وشعوب الأرض الذين يأتون بالبضائع وكل الطعام يوم السبت للبيع , لا تأخذ منهم في سبتٍ , ولا في يوم مُقدَّس ) ([9]) .

بل وجزاء مَن يعمل يوم السبت : القتل , والنفي من بني إسرائيل , فقد جاء النصُّ على ذلك في سفر الخروج : ( فتحفظون السبت , لأنه مُقدَّسٌ لكم , مَن دنَّسه يُقتل قتلاً , إنَّ كلّ مَن صنعَ فيه عملاً تُقطع تلك النفس من بين شعبها .. كلّ مَن صنعَ عملاً في يوم السبت يُقتلُ قتلاً ) ([10]) , فلم يراع اليهود هذه الْحُرمة , بل خالفوا كما هو طبعهم , وذكَرَ اللهُ ما حلَّ بهم بسبب مخالفتهم فقال سبحانه :
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } فالسبتُ إذاً هو عطلة اليهود الذين أشركوا {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ * أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً * وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي [11] * قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى } وهم الذين نسبوا الابن إلى الله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ } وهم الذين وصفوا الله تعالى بالفقر والشحِّ والبخل {لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ }{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } ووصفوا الله بالتعب ([12]){وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ } .

والأحد هو عطلة النصارى الْمُثلِّثة , ويُحرِّمون فيه العمل , حيث جاء النص على تقديسه في وثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بقرار رقم 106 وجاء فيه : ( ومن ثمَّ كان الرَّبُّ في المرتبة الأولى من أيام الأعياد , واليوم الذي يجب أن يُدعى المؤمنون إلى إحيائه وإرساخه في تقواهم , بحيث يُصبح أيضاً يوم بهجة وانقطاع عن العمل , أما الاحتفالات الأخرى فلا يجوز أن تتقدَّم عليه إلاَّ إذا كانت فائقة الأهمية , وذلك لأنَّ يوم الأحد هو أساس السنة الطقسية كلِّها ونواتها ) ([13]) .

فالأحد إذاً عطلة النصارى الْمُثلِّثة
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } وأخصّ أوصافهم الضلاَل : {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ * لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } .

وقد منَّ الله تعالى على أُمَّة محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم بيوم الجمعة , وخصَّه الله بفضائل وعبادات خاصة , فهدانا الله إليه بعد أن أضلَّ عنه اليهود والنصارى , فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمعَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول :
( نحنُ الآخِرونَ السابقونَ يومَ القيامة ، بَيدَ أنَّهم أُوتوا الكتابَ مِنْ قَبلِنا ، ثُمَّ هذا يَومُهُمُ الذي فُرضَ عليهم ، فاختلَفوا فيه فَهَدَانا الله لَهُ ، فالناسُ لنا فيه تَبَعٌ : اليهودُ غداً ، والنصارى بَعْدَ غَدٍ ) ([14]) , وفي رواية : ( أَضَلَّ اللهُ عن الْجُمُعَةِ مَنْ كانَ قبلَنا , فكانَ لليهودِ يومُ السَّبْتِ , وكانَ للنَّصارى يومُ الأحد , فجاءَ اللهُ بنا , فهدَانا اللهُ ليومِ الْجُمُعَةِ , فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ والسَّبْتَ والأَحَدَ , وكذلكَ هُمْ تَبَعٌ لَنا يومَ القيامة , نَحْنُ الآخِرونَ مِن أهل الدُّنيا , والأوَّلَونَ يومَ القيامةِ , الْمقضِـيُّ لَهُم قبلَ الْخَلائقِ ) .

وفي روايةِ واصلٍ :
( الْمَقْضيُّ بينهُم ) ([15]) .

وقد سَمَّى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الْجُمُعَة عيداً في غير موضع , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ :
( إنَّ يومَ الجمعة يومُ عيدٍ , فلا تجعلوا يومَ عيدكم يومَ صيامكم , إلاَّ أنْ تصوموا قبلَه أو بعده ) ([16]) .

ونهى عن إفراده بالصوم لِمَا فيه من معنى العيد , فهو صلَّى الله عليه وسلَّم
( ذكرَ أنَّ الْجُمُعَةَ لنا ، كما أنَّ السبت لليهود ، والأحد للنصارى ، واللام تقتضي الاختصاص ، ثمَّ هذا الكلام يقتضي الاقتسام إذا قيل : هذه ثلاثة أثواب , أو ثلاثة غلمان : هذا لي , وهذا لزيد , وهذا لعمرو , أوجبَ ذلكَ أن يكون كلّ واحد مختصاً بما جُعل له , ولا يشركه فيه غيره , فإذا نحنُ شاركناهم في عيدِهم يومَ السبت ، أو عيد يوم الأحد ، خالفنا هذا الحديث ؟ وإذا كان هذا في العيد الأسبوعي فكذلك في العيد الحولي ) ([17]) .

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله : ( وقد شرعَ اللهُ سبحانه وتعالى لكلِّ أُمةٍ في الأسبوع يوماً يتفرَّغون فيه للعبادة , ويجتمعونَ فيه لتذكُّر المبدأ والمعاد والثواب والعقاب , ويتذكَّرون به اجتماعهم يوم الجمع الأكبر , قياماً بين يدي ربِّ العالمين , وكان أحقُّ الأيام بهذا الغرض المطلوب : اليوم الذي يجمعُ الله فيه الخلائق , وذلكَ يوم الجمعة , فادَّخره الله لهذه الأمة لفضلها وشَرفها , فشرعَ اجتماعهم في هذا اليوم لطاعته , وقدَّر اجتماعهم فيه مع الأمم لنيل كرامته , فهو يومُ الاجتماع شرعاً في الدنيا , وقَدراً في الآخرة , وفي مقدار انتصافه وقت الخطبة والصلاة يكونُ أهل الجنة في منازلهم , وأهل النار في منازلهم , كما ثبت عن ابن مسعود
t من غير وجه أنه قال : « لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في منازلهم , وأهل النار في منازلهم , وقرأ : {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } ([18]) .

وقد دلَّ كتابُ الله تعالى , وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم , واتفاق الصحابة رضي الله عنهم وسائر الفقهاء , والنظر والاعتبار , على تحريم مشابهة اليهود والنصارى في أعيادهم الحولية والأسبوعية , فمن هذه الأدلة على سبيل الاختصار :

دلالة القرآن الكريم :

1 – قال الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }قال ابن جرير الطبري ت310هـ رحمه الله : ( حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين , قال : حدثني حجاج عن ابن جريج عن عكرمة قوله : {ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً } , قال : نزلت في ثعلبة , وعبد الله بن سلام , وابن يامين , وأسد وأسيد ابني كعب , وسَعْبَة بن عمرو , وقيس بن زيد - كلهم من يهود - قالوا : يا رسول الله , يوم السبت يومٌ كنا نُعظِّمه , فدعنا فلنُسبت فيه ! وإن التوراة كتاب الله , فدعنا فلنقم بها بالليل ! فنزلت : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } , فقد صرَّح عكرمة بمعنى ما قلنا في ذلك , من أنَّ تأويل ذلك : دعاء للمؤمنين إلى رَفض جميع المعاني التي ليست من حكم الإسلام , والعمل بجميع شرائع الإسلام , والنهي عن تضييع شيء من حدوده ) إلى أن قال : ( القول في تأويل قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } يعني جلَّ ثناؤه بذلك : اعملوا أيها المؤمنون بشرائع الإسلام كلِّها , وادخلوا في التصديق به قولاً وعملاً , ودَعُوا طرائقَ الشيطان وآثارَه أن تتَّبعوها , فإنه لكم عدوٌ مُبينٌ لكم عداوتَه , وطريقُ الشيطان الذي نهاهم أن يتَّبعوه هو ما خالفَ حكمَ الإسلام وشرائعَه , ومنه تَسْبيتُ السبتِ وسائرُ سُنَن أهل الْمِلَل التي تُخالفُ ملَّة الإسلام ) ([19]) .

قوله : ( ومنه تسبيت السبت ) : السبت : ( اسمٌ ليوم معلوم , مأخوذ من السبت الذي هو القطع , أو من السبات وهو الدَّعة والراحة ) ([20]) , ( وقيل : سُمِّي بذلك لأنَّ اليهود كانوا ينقطعون فيه عن العمل والتصرُّف ) ([21]) ( والمعيشة والاكتساب ) ([22]) , فترك العمل يوم السبت اتباعٌ لطريق الشيطان .

2 - قول الله تعالى :
{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً }.

قال بعضُ السلف : كابن عباس رضي الله تعالى عنهما ت68هـ ([23]) , وأبو العالية ت90هـ ([24]) , والضحاك بن مزاحم الهلالي ت102هـ ([25]) , ومجاهد ت104هـ ([26]) , وطاووس بن كيسان ت106هـ ([27]) , ومحمد بن سيرين ت120هـ ([28]) , والربيع بن أنس ت136هـ ([29]) , وعبد الملك بن حبيب ت233هـ ([30]) , وأحمد بن حنبل ت241هـ ([31]) , وأبو إسحاق الزجاج ت310هـ ([32]) , وأبو الشيخ الأصبهاني ت369هـ ([33]) , ومحمد بن منصور السمعاني ت489هـ ([34]) , وأبو بكر ابن العربي ت543هـ ([35]) , والعز بن عبد السلام 660هـ ([36]) , ومحمد بن مكرم بن منظور ت711هـ ([37]) , وشيخ الإسلام ابن تيمية ت728هـ ([38]) , ومحمد بن يوسف بن حيان ت745هـ ([39]) , وابن القيم ت751هـ ([40]) , وابن مفلح الحنبلي ت762هـ ([41]) , ومحمد مرتضى الزبيدي ت1205هـ ([42]) , وغيرهم : أنَّ المرادَ بالزور في هذه الآية : أعياد المشركين .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( وأمَّا أعيادُ المشركين : فجَمَعَتِ الشبهة والشهوة : وهي باطلٌ : إذ لا منفعة فيها في الدين , وما فيها من اللذة العاجلة : فعاقبتها إلى أَلَمْ , فصارت زوراً , وحضورُها : شهودُها , وإذا كان الله قد مدحَ تركَ شهودِها الذي هو مجرَّد الحضور برؤيةٍ أو سماعٍ , فكيفَ بالموافقة بما يزيدُ على ذلك من العملِ الذي هو عَمَلُ الزور لا مجرَّد شهوده ؟ ) ([43]) .

وإنَّ تعطيل العمل يوم عيد اليهود وهو السبت , أو يوم عيد النصارى يوم الأحد , وجعلهما أو أحدهما عطلة أسبوعية هو أعظم من مجرَّد شهودهما .

3 - قوله تعالى :
{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي ت1393هـ : ( الأظهرُ في معنى قوله : { مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ }( أي : مُتَعَبَّداً هم متعبدون فيه , لأنَّ أصلَ النُّسُك التعَبُّد , وقد بيَّن تعالى أنَّ مَنْسَكَ كلّ أُمَّةٍ فيه التقرُّب إلى الله بالذبح , فهو فردٌ من أفراد النسك , صرَّح القرآنُ بدخوله في عمومه , وذلكَ من أنواع البيان الذي تضمنها هذا الكتابُ المبارك ) ([44]) .

وخصَّه بعض السلف بالعيد : كابن عباس رضي الله عنهما ([45]) , والفرَّاء ت207هـ ([46]) , والعز بن عبد السلام ([47]) , وأحمد بن محمد الهائم ت815هـ ([48]) , والسيوطي ت911هـ ([49]) , وغيرهم , وممن ذكره من أهل العلم : محمد بن عزيز السجستاني ت330هـ ([50]) , وشيخ الإسلام ابن تيمية ([51]) , وعبد الله بن عمر البيضاوي ت791هـ ([52]) , وغيرهم .

دلالة السنة :

حيثُ كان صلَّى الله عليه وسلَّم
( يُحِبُّ مُخالَفةَ اليهود والنصارى ويُرشدُ إليها عُمُوماً وخُصُوصاً ) ([53]) ومن ذلك :

1 - أَمْرُه صلَّى الله عليه وسلَّم الرجلَ أن يَصنعَ مع امرأته الحائض كلَّ شيءٍ إلاَّ الجماع مُخالفةً لليهود : فعن أَنسٍ رضي الله عنه : ( أَنَّ اليهُودَ كَانُوا إذا حَاضَتْ المرأَةُ فيهِمْ لم يُؤَاكِلُوهَا ولم يُجَامِعُوهُنَّ في البيُوتِ , فَسأَلَ أصحَابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأنزلَ الله تَعَالَى :
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ }إلى آخرِ الآيةِ, فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اصنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إلاَّ النِّكَاحَ , فَبَلَغَ ذلك اليَهُودَ , فَقَالُوا : ما يُرِيدُ هذا الرَّجُلُ أَن يَدَعَ من أَمْرِنَا شيئاً إلاَّ خَالَفَنَا فيه ) ([54]) .

( فهذا الحديث يدلُّ على كثرة ما شَرَعَهُ اللهُ لنبِّيه صلى الله عليه وسلم من مُخالفة اليهود , بل على أنه صلى الله عليه وسلم خالفهم في عامَّة أمورهم , حتى قالوا : ما يُريدُ أن يَدَعَ من أمرنا شيئاً إلاَّ خالَفَنا فيه ) ([55]) .

2 - خالفَ هديهُ صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى في النداء للصلاة , فعن ابن عُمَرَ : ( كان الْمُسلمُونَ حين قَدِمُوا الْمَدينَةَ يَجتَمِعُونَ فَيَتَحَـيَّـنُونَ الصَّلاةَ ليس يُنَادَى لها , فَتَكَلَّمُوا يَوْماً في ذلك , فقال بَعْضُهُمْ : اتَّخِذُوا نَاقُوساً مِثلَ ناقُوسِ النَّصَارَى , وقال بَعْضُهُمْ : بَلْ بُوقاً مِثْلَ قَرْنِ اليهُودِ , فقال عُمَرُ : أَولا تَبْعَثُونَ رَجُلاً يُنَادِي بالصَّلاةِ ؟ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : يا بلالُ قُمْ فَنَادِ بالصَّلاةِ ) ([56]) .

وفي رواية : ( فَذُكرَ له الْقُنْعُ - يَعْني الشَّنبورَ - وقال زِيَادٌ : شنبورُ الْيَهُودِ , فلم يُعْجبْهُ ذلك , وقال صلى الله عليه وسلم : « هو من أَمْرِ اليهُودِ » , قال : فَذُكرَ له النَّاقُوسُ , فقال صلى الله عليه وسلم : « هو من أَمْرِ النَّصَارَى » ) ([57]) .

3 - وأُمرَ صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود في استقبال القبلة ([58]) .

4 - ونهى صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها حسماً لمادة المشابهة للكفار , وسدَّاً للذريعة ([59])

5 - ونهى صلى الله عليه وسلم عن قيام المأمومين والإمام قاعد منعاً من التشبُّه بفارس والروم ([60]) .

6 - وأمرَ صلى الله عليه وسلم بالصلاة في النعال مُخالفةً لليهود فقال صلى الله عليه وسلم :
( خَالِفُوا الْيَهُودَ فَإِنَّهُمْ لا يُصَلُّونَ في نِعَالِهِمْ ولا خِفَافِهِمْ ) ([61]) , قال العيني رحمه الله : ( فيكون مستحباً من جهة قصد مُخالفة اليهود ) ([62]) .

7 - ورغَّب صلى الله عليه وسلم في صيام التاسع مع العاشر من شهر الله المحرَّم مُخالفةً لليهود , فقال صلى الله عليه وسلم :
( لَئِنْ بَقيتُ إلى قَابلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ ) ([63]) , وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صوموا يومَ عاشوراء , وخالفوا اليهود , صوموا قبله يوماً , أو بعده يوماً ) ([64]) .

( فتدبَّر : هذا يوم عاشوراء , يومٌ فاضلٌ يُكفِّر سنة ماضية , صامَهُ رسولُ الله
r وأمر بصيامه , ورغَّبَ فيه , ثمَّ لَمَّا قيلَ له قُبَيلَ وفاته : إنه يومٌ تُعظِّمه اليهود والنصارى , أمرَ بمخالفتهم بضمِّ يوم آخر إليه , وعزم على ذلك ) ([65]) .

وقال ابن رجب ت795هـ رحمه الله : ( وهذا يدلُ على النهي عن اتخاذه عيداً , وعلى استحباب صيام أعياد المشركين , فإنَّ الصوم يُنافي اتخاذه عيداً , فيُوافقون في صيامه مع صيام يومٍ آخر , وفي ذلك مُخالفة لهم في كيفية صيامه أيضاً , فلا تبقى فيه موافقة لهم في شيءٍ بالكلية ) ([66]) .

8 - ورغَّب صلى الله عليه وسلم في أكلة السَّحَرِ مُخالفةً لليهود والنصارى , فقال صلى الله عليه وسلم :
( فَصْلُ ما بينَ صيَامِنَا وصيَامِ أَهلِ الْكِتَابِ أَكلَةُ السَّحَرِ ) ([67]) .

9 - ورغَّبَ صلى الله عليه وسلم في تعجيل الفطر مُخالفةً لليهود والنصارى , فقال صلى الله عليه وسلم :
( لا يَزَالُ الدِّينُ ظَاهراً ما عَجَّلَ الناس الْفِطْرَ , لأنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ ) ([68]) .

فـ( قوام الدين الحنيفيِّ على مخالفة الأعداء من أهل الكتاب , وأنَّ في موافقتهم تلَفاً للدين ) ([69]) .

( فربط النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين ظهور الدين ومخالفة اليهود والنصارى , وجعل ظهور الدين مُعلَّقاً بمخالفتهم ومباينتهم , ومفهومه : أنَّ خفاء الدين واندراسه مُتعلِّقٌ بإظهار مشابهتهم , فإذا كان التشبُّه بهم يُساهم في فقدان الدين وعدم ظهوره وجبت مُخالفتهم في كلِّ حال ) ([70]) .

ولأنَّ ( المقصود بإرسال الرسل أن يَظهر دين الله على الدين كلِّه , فتكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة ) ([71]).

10 - ونهى صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم لمخالفة النصارى , فقد روى الإمام أحمد ([72]) : ( عن لَيلَى امرَأَةِ بَشيرٍ قالت :
أَرَدْتُ أن أصوم يَوْمَيْنِ مُوَاصَلَةً , فمنعني بَشيرٌ , وقال : إن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى عنه , وقال : يَفْعَلُ ذلك النَّصَارَى , وقال عَفَّانُ : يَفْعَلُ ذلك النَّصَارَى , وَلَكِنْ صُومُوا كما أَمْرَكُمُ الله عز وجل : { أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ }فإذا كان اللَّيْلُ فَأَفْطِرُوا ) , ( وهذا يقتضي أنَّ العلَّة في النهي عن الوصال مخالفة النصارى في فعلهم له ) ([73]) .

11 - ودفَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في حجِّه من مزدلفة قبل طلوع الشمس مُخالفة للمشركين , فعن عَمْرَو بن مَيْمُونٍ قال :
( شَهِدْتُ عُمَرَ رضي الله عنه صلَّى بجَمْعٍ الصُّبْحَ , ثُمَّ وَقَفَ فقال : إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا لا يُفيضُونَ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ويَقُولُونَ : أَشْرِقْ ثبيرُ , وَأَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خَالَفَهُمْ , ثُمَّ أَفَاضَ قبل أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ ) ([74]) .

فـ( الشريعة قد استقرَّت ولا سيَّما في المناسك على قصد مُخالفة المشركين , فالنسك المشتمل على مخالفتهم أفضل بلا ريب , وهذا واضحٌ ) ([75]) .

12 - ورغَّب صلى الله عليه وسلم في صبغ الشيب مُخالفةً لليهود والنصارى , فقال صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لا يَصبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ ) ([76]) .

وهذا : ( دليلٌ على أنَّ التشبُّه بهم يَحصُلُ بغير قصدٍ منَّا ، ولا فعل , بل بمجرَّد ترك تغيير ما خُلقَ فينا ) ([77]) .

وقال الشوكاني : ( إنَّ العلَّةَ في شَرعيَّةِ الصِّباغِ وتغييرِ الشَّيبِ هيَ مُخالَفَةُ اليهُودِ والنَّصارى ) ([78]) .

13 - ونهى صلى الله عليه وسلم عن مشابهة الكفار في كلِّ ما كانوا عليه من العبادات والعادات , فقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع :
( إِنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيكُمْ , كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا , في شَهْرِكُمْ هذا , في بَلَدِكُمْ هذا , ألاَ كُلُّ شَيْءٍ من أَمْرِ الجاهِليَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ .. ) ([79]) .فقوله صلى الله عليه وسلم : « كلُّ شيءٍ من أمر الجاهلية تحتَ قدميَّ موضوعٌ » ( يَدخلُ فيه ما كانوا عليه من العبادات والعادات .. ولا يدخلُ في هذا اللفظ : ما كانوا عليه في الجاهلية وأقرَّه اللهُ في الإسلام , كالمناسك , وكدية المقتول بمائة من الإبل , وكالقسامة ونحو ذلك , لأنَّ أمرَ الجاهلية معناه المفهوم منه : ما كانوا عليه مما لم يُقرّه الإسلام , فيدخلُ في ذلك : ما كانوا عليه , وإنْ لَمْ يُنه في الإسلام عنه بعينه ) ([80]) .

14 - وأَمَرَ صلى الله عليه وسلم بمخالفة المشركين في أعيادهم عامَّة :

أ - فعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال :
( نَذرَ رَجُلٌ على عَهْدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن يَنحَرَ إِبلاً ببُوَانةَ ([81]) , فأَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ : إنِّي نَذرْتُ أنْ أنحَرَ إبلاً ببُوَانةَ , فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : هَلْ كانَ فيها وثنٌ مِنْ أوثانِ الجاهليةِ يُعبَدُ ؟ قالوا : لا , قال : هلْ كانَ فيها عيدٌ مِنْ أعيادِهم ؟ قالوا : لا , قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : أَوْفِ بنَذرِكَ , فإنه لا وَفَاءَ لنذرٍ في معصية الله , ولا فيما لا يَملِكُ ابنُ آدَمَ ) ([82]) .

قال العلاَّمة علي القاري : ( وهذا كلُّه احترازٌ من التشبُّه بالكفَّار في أفعالهم ) ([83]) .

ب - عن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت :
( كانَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يصومُ يومَ السبت ويومَ الأحد أكثرَ مِمَّا يصومُ من الأيامِ , ويقول : إنهما عيدا المشركين , فأنا أُحِبُّ أنْ أُخالِفَهم ) ([84]) .

قال الحافظ ابن حجر : ( وأشار بقوله صلَّى الله عليه وسلَّم :
« يوما عيد » إلى أنَّ يوم السبت عيدٌ عند اليهود , والأحد عيدٌ عند النصارى , وأيام العيد لا تُصام فخالفهم بصيامها ) ([85]) .

وقال الإمام ابن القيم : ( فهذا نصٌّ في استحباب صوم يوم عيدهم لأجل مخالفتهم ) ([86]) .

وقال الذهبي ت748هـ رحمه الله : ( فهذا القول منه صلى الله عليه وسلم يُوجبُ اختصاص كلِّ قومٍ بعيدهم , كما قال تعالى :
{لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} فإذا كان للنصارى عيد , ولليهود عيد , مُختصين بذلك , فلا يشركهم فيه مسلمٌ , كما لا يشاركهم في شرعتهم , ولا في قبلتهم ) ([87]) .

ت - عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فَهُوَ مِنْهُم ) ([88]) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وهذا الحديثُ أقلُّ أحواله أنْ يقتضي تحريمَ التَشَبُّهَ بهم ، وإنْ كان ظاهره يقتضي كفرَ المتشبِّه بهم ، كما في قوله تعالى :
{وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ([89]) .

وقال ابن كثير ت774هـ رحمه الله تعالى : ( ففيه دلالةٌ على النهي الشديد , والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم , وأفعالهم , ولباسهم , وأعيادهم , وعباداتهم وغير ذلك من أمورهم التي لَمْ تُشرع لنا ولا نُقرُّ عليها ) ([90]) .

وقال ابن القيم : ( فلأنَّ المشابهةَ في الزيِّ الظاهرِ تدعو إلى الموافقة في الهدي الباطن ، كما دلَّ عليه الشرعُ والعقلُ والحِسُّ ، ولهذا جاءت الشريعة بالمنع من التشبه بالكفار والحيوانات والشياطين والنساء والأعراب , وكلِّ ناقص ) ([91]) .

وقال : ( وسرُّ ذلك : أنَّ المشابهةَ في الهدي الظاهر ذريعةٌ إلى الموافقة في القصدِ والعمل ) ([92]) , وقال الصنعاني ت1182هـ : ( والحديثُ دالٌّ على أنَّ مَن تشبَّه بالفساق كان منهم ، أو بالكفار أو بالمبتدعة في أيِّ شيءٍ مما يختصُّون به من ملبوسٍ أو مركوبٍ أو هيئةٍ ، قالوا : فإذا تشبَّه بالكافر في زيٍّ ، واعتقدَ أنه يكونُ بذلك مثله كفرَ ، فإنْ لِمْ يعتقد ففيه خلافٌ بين الفقهاء ، منهم من قال يكفرُ ([93]) وهو ظاهرُ الحديث ، ومنهم من قال لا يكفرُ ولكنْ يُؤَدَّب ) ([94]) .

ج - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :
( ليسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بغيرنا ، لا تشَبَّهُوا باليهودِ ولا بالنصارى ) ([95]) .

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في مثل هذه النصوص : ( هذا من نصوص الوعيد ، وقد جاء عن سفيان الثوري وأحمد : كراهةَ تأويلها ليكونَ أوقعَ في النفوس ، وأبلغ في الزجر ، وهو يدلُّ على أنه يُنافي كمالَ الإيمانِ الواجب ) ([96]) .

وقال ابن القيم : ( والمقصودُ الأعظم : ترك الأسباب التي تدعو إلى موافقتهم ومشابهتهم باطناً ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم سنَّ لأمته ترك التشبُّه بهم بكلِّ طريق ، وقال صلى الله عليه وسلم :
« خالفَ هَديُنا هَدْيَ المشركين » ([97]) , وعلى هذا الأصل أكثر من مئة دليل ، حتى شرع لنا في العبادات التي يُحبُّها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، تجنُّبَ مشابهتهم في مجرَّد الصورة ) ([98]) .

وقال الشيخ أحمد شاكر : ( ولَمْ يختلف أهل العلم منذ الصدر الأول في هذا ، أعني في تحريم التشبه بالكفار ، حتى جئنا في هذه العصور المتأخرة ، فنبتت في المسلمين نابتةٌ ذليلةٌ مُستعبَدةٌ ، هُجَيْرَاها وديدَنُها التشبُّه بالكفار في كل شيء ، والاستخدام لهم والاستعباد , ثم وَجَدُوا من الملتصقين بالعلم ، المنتسبين له من يُزَيِّنُ لهم أمرهم ، ويُهَوِّنُ عليهم أمرَ التشبه بالكفار في اللباس والهيئة ، والمظهر والخُلُق ، وكل شيء ، حتى صرنا في أمةٍ ليس لها من مظهر الإسلام إلاَّ مظهرَ الصلاة ، والصيام ، والحجِّ ، على ما أدخلوا فيها من بدعٍ ، بلْ من ألوانِ التشبه بالكفار أيضاً ) ([99]) .

ح - عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
( أَبغضُ الناسِ إلى الله ثلاثةٌ : مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ , ومُبْتَغٍ فِي الإسلامِ سُنَّةَ الجاهليةِ , وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بغيرِ حَقٍّ لِيُهْرِيقَ دَمَهُ ) ([100]) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فكلُّ مَن أرادَ في الإسلام أنَ يَعمل بشيءٍ مِنْ سُنَنِ الجاهليةِ دَخَلَ في هذا الحديث ) ([101]) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ( وقيل : المرادُ من يريدُ بقاء سيرة الجاهلية , أو إشاعتها , أو تنفيذها , وسنة الجاهلية اسمُ جنسٍ يَعُمُّ جميعَ ما كان أهل الجاهلية يعتمدونه .. ) ([102]) .

خ - قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( اجتنبوا أعداءَ الله في عيدهم ) ([103]) .

أليس في قول عمر رضي الله عنه ( نهيٌ عن لقائهم والاجتماع بهم فيه , فكيف بمَنْ عَمِلَ عيدهم ) ([104]) .

فهذا قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه , والذي قال عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم :
( إنَّ الله جعلَ الحقَّ على لسانِ عُمَرَ وقلْبهِ ) ([105]) .

وأمَرَنا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به وبصاحبه أبي بكر , فقال صلى الله عليه وسلم :
( اقتدوا باللذَيْنِ مِنْ بعدي أبي بكر وعمر ) ([106]) .

قال الإمام ابن القيم رحمه الله : ( ومِنَ الْمُحالِ أنْ يكونَ الخطأُ في مسألةٍ أفتَى بها مَنْ جعلَ اللهُ الحقَّ على لسانه وقلبه حظه , ولا يُنكره عليه أحدٌ مِن الصحابة , ويكون الصوابُ فيها حظَّ مَنْ بعدَه هذا مِن أَبيَنِ الْمحال ) ([107]) .

و - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( .. ولا تدخلوا على المشركينَ فِي كنائسهم يومَ عيدهم , فإنَّ السُّخطَةَ تَنْزِلُ عليهم ) ([108]) .

قال البيهقي رحمه الله : ( وفي هذا كراهةٌ لتخصيص يوم بذلك لَمْ يجعله الشرع مخصوصاً به ) ([109]) .

فأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه نَهَى عن مُجرَّد دخول الكنيسة عليهم يومَ عيدهم , فكيفَ بفعل بعضِ أفعالهم ؟ أو بفعل ما هو من مقتضياتِ دينهم ؟ .

أليست موافقتهم في بعض أعمال عيدهم أعظم من مُجرَّد الدخول عليهم في عيدهم ؟ وإذا كانَ السَّخَطُ يَنْزلُ عليهم يومَ عيدهم بسبب عملهم , فمَنْ يشركهم في العمل أو بعضه أليسَ قد تعرَّض لعقوبة ذلك ([110]) .

د - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : ( مَنْ بَنَى ببلادِ الأعاجمِ , وصَـنَعَ نَيْرُوزَهُم ([111]) , ومهرَجَانَهُم ([112]) , وتَشَبَّهَ بهِم حتَّى يَموت وَهُوَ كذلكَ , حُشِرَ معهم يومَ القيامة ) ([113]) .

قال شيخ الإسلام قدَّسَ الله روحه : ( وهذا يقتضي أنه جَعَلَهُ كافراً بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور , أو جعلَ ذلك من الكبائر الموجبة للنار , وإنْ كان الأولُ ظاهرُ لفظه , فتكونُ المشاركةُ في بعض ذلك معصيةٌ , لأنه لو لَمْ يكن مُؤَثِّراً في استحقاق العقوبة لَمْ يَجُزْ جعله جزءاً من المقتضى , إذ المباح لا يُعاقبُ عليه , وليس الذمُّ على بعض ذلك مشروطاً ببعض , لأنَّ أبعاض ما ذكره يقتضي الذم مفرداً , وإنما ذكر - والله أعلم - مَنْ بَنَى ببلادهم , لأنَّهم على عهدِ عبد الله بن عمرو وغيره من الصحابة كانوا ممنوعين مِن إظهار أعيادهم بدار الإسلام , وما كانَ أحدٌ من المسلمين يَتَشَبَّهُ بهم في عيدهم , وإنما كان يتمكنُ مِن ذلك بكونه في أرضهم ) ([114]) .

دلالة الإجماع :

لقد اتفق ( الصحابةُ وسائرُ الفقهاء بعدَهم : أنَّ أهل الذمة مِن أهل الكتاب لا يُظهِرون أعيادَهم في دار الإسلام , وسَمَّوا الشعانين ([115]) , والباعوث ([116]) , فإذا كانَ المسلمونَ قد اتفقوا على منعهم مِنْ إظهارها , فكيفَ يَسُوغُ للمسلمينَ فعلُها , أَوَ ليسَ فِعلُ المسلمِ لِهَا أشدُّ مِن فعل الكافر لَها , مُظهراً لها ؟ ) ([117]) .

واتفقَ أهلُ العلم أيضاً : على أنه لا يجوزُ للمسلم رجلاً كان أو امرأةً ، أن يَتَشَبَّهَ بالكافرين في عباداتهم ، وعاداتهم ، وأنماط سلوكهم ([118]) .

دلالة الاعتبار ([119]) :

1 - أنَّ أعيادَ الأسبوع ( الجمعة للمسلمين , والسبت لليهود , والأحد للنصارى ) من جملة الشرع والمناهج والمناسك ، التي قال الله سبحانه وتعالى :
{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ} , كالقبلة والصلاة والصيام ، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد ، وبين مشاركتهم في سائر المناهج ، فإنَّ الموافقة في جميع العيد ، موافقةٌ في الكفر ، والموافقةُ في بعض فروعه ، موافقة في بعض شُعَبِ الكفر ، بل الأعيادُ هي مِن أخصِّ ما تتميزُ به الشرائع ، ومِنْ أظهرِ ما لَها من الشعائر ، فالموافقةُ فيها موافقةٌ في أخصِّ شعائر اليهود والنصارى ، وأظهرِ شرائعه .

2 - أنَّ ما يفعلونه في يوم السبت والأحد معصيةٌ لله , لأنَّه إما مُحدَثٌ مبتدعٌ ، وإما منسوخٌ ، وأحسنُ أحواله - ولا حُسْنَ فيه - أنْ يكونَ بمنزلة صلاة المسلم إلى بيت المقدس , هذا إذا كان المفعولُ مِمَّا يُتديَّن به ، وأمَّا مَا يتبعُ ذلك من التوسُّع في العادات من اللعب والراحة ، فهو تابعٌ لذلك العيدِ الدينيِّ ، كما أنَّ ذلك تابعٌ له في دين الله : الإسلام , فيكون بمنزلة أنْ يتخذَ بعضُ المسلمين عيداً مُبتدَعاً يَخرجُ فيه إلى الصحراء ، ويفعلُ فيه من العبادات والعادات من جنس المشروع في يَوْمَيِ الفطر والنحر ، أو مثل أن ينصب بُنيَة يُطاف بها وتُحَجُّ ، ويَصنعُ لِمَنْ يفعلُ ذلك طعاماً ونحو ذلك , فلو كَرِهَ المسلمُ ذلك ، لكانَ غيَّرَ عادَتَهُ ذلك اليوم ،كما يُغَيِّرُ أهلُ البدعة عادتهم في الأمور العادية أو بعضها ، بصنعة طعام وزينة لباس ، وتوسيع في نفقة ونحو ذلك ، من غير أن يَتعبَّدَ بتلك العادة الْمُحدَثة ، ألَمْ يكن هذا من أقبح المنكرات ؟ .

فكذلكَ مُوافقةُ هؤلاء المغضوبِ عليهم والضالِّينَ في ترك العمل يوم عيدهم أشدُّ , وأهلُ الكتاب يُقَرُّونَ على دينهم المبتدَع والمنسوخ مُسْتَسِرِّين به ، والمسلم لا يُقَرُّ على مُبتَدَعٍ ولا منسوخٍ ، لا سِرَّاً ولا علانية ، وأمَّا مُشابهة الكفار فكمشابهة أهلِ البدع وأشدُّ .

3 - أنه إذا سُوِّغَ جعل الإجازة يوم السبت ، أدَّى إلى جعل الإجازة يوم الأحد أيضاً ([120])،ثم إذا اشتُهِرَ الشيء دخَلَ فيه جميع الشركات والمؤسسات والدوائر الحكومية ، وتناسَوا أصلَه ، حتى يَصيرَ عادةً للناس , بل عيداً ، حتى يُضاهَى بعيد الله ، بل قد يُزاد عليه حتى يكاد أن يُفضي إلى موت بعض شعائر الإسلام ، كما قد سوَّله الشيطانُ لكثيرٍ مِن الأقطار الإسلامية , ومن هنا جاء باب سدّ الذرائع المفضية إلى المفاسد أو المؤدية إلى إهمال أوامر الشرع ، أو التحايل عليها ولو بغير قصد ([121]) .

و ( سدُّ الذرائع معناه : حسم مادة وسائل الفساد دفعاً لها ) ([122]) .

4 - إنَّ جعل العطلة الأسبوعية في عيد اليهود , أو عيد النصارى ينتجُ عنه فتور الرغبة في العيد الشرعي ومَحبَّته , وهو يوم الجمعة , فالعبدُ إذا أَخذَ من غير الأعمال المشروعة بعضَ حاجته ، قلَّت رغبتُه في المشروع وانتفاعه به ، بقدر ما اعتاض من غيره ، بخلاف من صَرَفَ نهمته وهمَّته إلى المشروع ، فإنه تَعْظُمُ مَحبتُه له ومنفعته به ، ويتمُّ دينه ويَكملُ إسلامه , ولذا تَجدُ مَنْ أكثرَ سَمَاعَ القصائد لِطَلَبِ صلاح قلبه ، تنقصُ رغبته في سماع القرآن ، حتى رُبَّما كَرِهَهُ , ولهذا عظَّمت الشريعةُ النكيرَ على مَنْ أَحدَث البدع ، وكرهتها , لأنَّ البدع لو خرجَ الرجلُ منها كفافاً لا عليه ولا لَهُ ، لكانَ الأمرُ خفيفاً ، بلْ لا بُدَّ أنْ يُوجبَ له فساداً ، منهُ : نقصُ منفعة الشريعة في حقِّه , إذ القلبُ لا يَتَّسِعُ للعوض والمعوض منه , ولهذا قال صلَّى الله عليه وسلَّم في العيدين الجاهليين :
« إنَّ الله قد أبدَلَكُم بهما خيراً منهما » ([123]) , فيبقى اغتذاء قلبه من هذه الأعمال المبتدَعة مانعاً من الاغتذاء ، أو مِنْ كمال الاغتذاء بتلك الأعمال الصالحة النافعة الشرعية ، فيَفسُدُ عليه حالُه مِن حيثُ لا يشعر ، كما يَفسُدُ جَسَدُ المغتذي بالأغذية الخبيثة من حيث لا يشعر ، وبهذا يتبيَّن لنا بعض ضَرَر البدع .

5 - أنَّ مُشابَهة اليهود أو النصارى في جعل العطلة الأسبوعية يوم عيدهم يُوجبُ سُرورَ قلوبهم بما هم عليه من الباطل , ويُوجب قوَّة قلوبهم ، وانشراحَ صدورهم ، وربما أطمَعَهم ذلكَ في انتهاز الفُرَص ، واستذلالِ الضعفاء من المسلمين ، وهذا أيضاً أمرٌ محسوسٌ ، لا يستريبُ فيه عاقلٌ , فكيف يجتمع ما يقتضي إكرامَهم بلا مُوجبٍ ، معَ شَرْعِ الصَّغَارِ فِي حَقِّهِم ؟ .

6 - أنَّ موافقة اليهود أو النصارى في عطلتهم الأسبوعية يُلَبِّسُ على عموم المسلمين دينَهُم , حتَّى لا يُميِّزوا بين المعروف والمنكر .

7 - أنَّ الله تعالى جبل بني آدم - بل سائر المخلوقات - على التفاعل بين الشيئين الْمُتشابهين ، وكلَّما كانت الْمُشابهةُ أكثر كان التفاعلُ في الأخلاق والصفات أتمّ ، حتَّى يَؤولَ الأمرُ إلى أن لا يَتميَّزَ أحدهما عن الآخر إلاَّ بالعين فقط , فالْمُشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة ، تُوجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي , ويَظهرُ هذا في اليهود والنصارى الذين عاشروا المسلمين ، فهم أقل كفراً من غيرهم ، والمسلمون الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنصارى ، هم أقلّ إيماناً من غيرهم ممن جرَّد الإسلام ، والمشاركة في الهدي الظاهر توجب أيضاً مناسبة وائتلافاً ، وإنْ بَعُدَ المكان والزمان .

فمشابهتهم في جعل العطلة الأسبوعية يوم السبت والأحد - أو أحدهما - هو سببٌ لنوعٍ مَا مِن اكتساب أخلاقهم التي هي مذمومةٌ ، وما كان مظـنَّة لفساد خفيّ غير منضبط ، عُلِّقَ الحكم به ، وأُديرَ التحريم عليه ، فنقولُ : مشابهتهم في الظاهر سبب ومظنة لمشابهتهم في عين الأخلاق والأفعال المذمومة ، بل في نفس الاعتقادات ، وتأثير ذلك لا يظهر ولا ينضبط , ونفس الفساد الحاصل من المشابهة قد لا يظهر ولا ينضبط ، وقد يتعسَّر أو يتعذر زواله بعد حصوله لو تُفطِّنَ له ، وكل ما كان سبباً إلى مثل هذا الفساد فإن الشارع يُحرِّمه كما دلَّت عليه الأصول المقرَّرة .

8 - أنَّ مشابهة اليهود أو النصارى في عطلتهم الأسبوعية تُورثُ نوعَ مودَّةٍ ومحبة ، وموالاةٍ في الباطن ، كما أنَّ المحبة في الباطن تُورثُ المشابهة في الظاهر , وهذا أمرٌ يَشهدُ به الحسُّ والتجربة ، حتَّى إنَّ الرجلين إذا كانا من بلدٍ واحدٍ ، ثم اجتمعا في دارِ غُربة ، كان بينهما من المودَّة والائتلاف أمرٌ عظيمٌ ، وإنْ كانا في مِصرهما لم يكونا متعارفين ، أو كانا مُتهاجرين , وكذلك نجدُ أرباب الصناعات الدنيوية يألفُ بعضهم بعضاً ما لا يألفون غيرهم , وكذلك الملوك والرؤساء وإنْ تباعدت ديارُهم وممالكهم , إلاَّ أنْ يَمنع من ذلك دِينٌ أو غَرَضٌ خاصٌّ , فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تُورث المحبة والموالاة لهم ، فكيفَ بالمشابهة في أمور دينيَّة ؟ فإنَّ إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشدّ ، والمحبة والموالاة لهم تُنافي الإيمان , قال الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ }المائدة وقال تعالى فيما يُذمُّ به أهل الكتاب : {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ* وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } المائدة81, فبيَّن I أنَّ الإيمانَ بالله والنبيِّ صلى الله عليه وسلم وما أُنزل إليه مُستلزمٌ لعدم ولايتهم ، فثبوتُ ولايتهم يُوجبُ عدمَ الإيمان , لأنَّ عدمَ اللازم يقتضي عدم الملزوم , وقال الله تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } المجادلة22, فأخبر سبحانه أنه لا يُوجدُ مؤمنٌ يُوادُّ كافراً ، فمن وادَّ الكفار فليس بمؤمن ، والمشابهةُ الظاهرةُ مَظنةُ الموادَّة ، فتكونُ محرَّمة ، كما تقدَّم تقريرُ مثل ذلك , ولنعلم : أنَّ وجوه الفساد في مشابهتهم كثيرةٌ ، فلنقتصر على ما نبَّهنا عليه , وفيه ما يُقنعُ العاقلَ إن شاء الله تعالى .

الخاتمة :

لقد تبيَّن لنا فيما مضى تحريم جعل العطلة الأسبوعية كعطلة اليهود يوم السبت , أو كعطلة النصارى يوم الأحد , وممن صرَّح بذلك من أهل العلم :

1 - ابن جرير الطبري حيث ذكر كما تقدَّم أنَّ ترك العمل يوم السبت من طرائق الشيطان الذي نهانا اللهُ أن نتَّبعه .

2 - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيثُ ذكرَ رحمه الله أنَّ من التشبُّه بالنصارى : ( تركُ الوظائف الراتبة من الصنائع والتجارات , أو حِلَقِ العلم في أيام عيدهم , واتخاذه يوم راحةٍ وفُرجة , وغير ذلك ) ([124]) .

وقال أيضاً : ( لا يَحلُّ للمسلمين أن يتشبَّهوا بهم في شيء , مما يختصُّ بأعيادهم , لا من طعام , ولا لباس ولا اغتسال , ولا إيقاد نيران , ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة , أو غير ذلك ) ([125]) .

3 - سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله , حيث قال : ( ومن ذلك : اعتياد تعطيل ([126]) , وتغيير الزي في أعيادهم , أو زياراتهم , أو زيارة مَحلِّ أعيادهم ، والحال أنك تجدُ أكثر الناس في أيام أعياد الكفار يفعلون كلّ ما يفعله الكفار , وقد صرَّحت الأدلة بالنهي عن ذلك وتحريمه ) ([127]) .

4 - اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن باز , وعضوية نائبه سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي , وعبد الله بن قعود رحمهم الله , وعبد الله الغديان وفقه الله , حيث قالوا : ( لا يجوز تخصيص يوم السبت أو الأحد بالعطلة , أو تعطيلهما جميعاً , لِما في ذلك من مشابهة اليهود والنصارى , فإنَّ اليهود يُعطِّلون يوم السبت , والنصارى يُعطلون يوم الأحد , تعظيماً لهما , وقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
« بُعثتُ بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له , وجُعل رزقي تحت ظل رمحي , وجُعل الذلُّ والصغار على مَن خالف أمري , ومن تشبَّه بقوم فهو منهم » رواه أحمد , وأبو يعلى , والطبراني , وابن أبي شيبة , وعبد بن حميد ([128]) , قال شيخ الإسلام : « وسنده جيد » , فهذا الحديث فيه النهي عن التشبه بغير جماعة المسلمين , فيدخل فيه النهي عن التشبه باليهود والنصارى عموماً في كل ما هو من سماتهم , ومن ذلك تعطيل اليهود : يوم السبت , والنصارى : يوم الأحد ) ([129]) .

5 - سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عضو هيئة كبار العلماء - رحمه الله تعالى حيثُ قال : ( وقالت اليهود أيضاً : إن الله عاجز ، لأنه حين خلق السماوات والأرض ، استراح يوم السبت ، وجعل العطلة محلّ عيد ، فصار عيدهم يوم السبت , قاتلهم الله !! ) ([130]) .

6 - فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك - الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً - وفقه الله تعالى حيثُ قال : ( لم يكن المسلمون في عصورهم الأُولى يخصُّون يوماً يُترك العمل فيه , ولهذا عدَّ بعض العلماء العطلة يوم الجمعة نوعاً من التشبُّه بالكفار ([131]) , لأنَّ من عادتهم ترك العمل في عيدهم الأسبوعي كالسبت لليهود , والأحد للنصارى , وقد سرى في العالم الإسلامي ترك العمل الرسمي وشبه الرسمي كالشركات في يوم الجمعة , وكان من الشبهات للتعطيل في يوم الجمعة أنَّ فيه تفرُّغاً لصلاة الجمعة , فلهذا صار عرفاً لا يُستنكر , ويُبعده عن صورة التشبه أنَّ يوم الجمعة هو عيد المسلمين الأسبوعي ، فهو اليوم الذي هدى الله إليه هذه الأمة وأضلَّ عنه اليهود والنصارى ، فلليهود يوم السبت ، وللنصارى يوم الأحد , ولكن لَمَّا اشتدَّ داءُ التشبه في الأمة الإسلامية تنوَّعت طرقهم في التقرب إلى مناهج الأمم الكافرة ، فمنهم من جعل عطلة الأسبوع السبت والأحد موافقة للدولة اليهودية والنصرانية ، وهذا أقبح أنواع التشبه في هذه المسألة ، ومنهم من جعل عطلة الأسبوع يومي الجمعة والسبت ، ولا أظنُّ أحداً جعل عطلة الأسبوع ثلاثة أيام ، ومنهم مَن كفاه في التشبه الموافقة في العدد , عدد أيام إجازة الأسبوع , فجعل إجازة الأسبوع يوم الخميس ويوم الجمعة ، وهذا أهونها ، وفي تطويل الإجازة مفاسد كثيرة ليس هذا موضع تفصيلها ، والله أعلم ) ([132]) .

7 - الشيخ مصطفى بن محمد عماره المصري رحمه الله , حيثُ قال : ( فليتنبَّه المسلمون ولا يُجاروا الأجانب في أعيادهم ، ولا يتحلَّون بأنواع الزينة يومي السبت والأحد ، ولا يُظهرون أيّ سرور فيهما اتقاء مشاركتهم ، ويجبُ العملُ فيهما ، وعدم إقفال الدكاكين وإبطال المصانع
{ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة232

8 - الأستاذ الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل - الأستاذ بجامعة الإمام - وفقه الله , حيثُ قال : ( وكما أنَّ في الإسلام عيداً أسبوعياً هو يوم الجمعة , فليس للدول الإسلامية أن تجعلَ عيدَ عُطلتها الأسبوعيّ في غير هذا اليوم , كما تفعلُ بعضُ الدول في العالم الإسلامي تقليداً إمَّا لليهود بتعطيل يوم السبت , أو للنصارى بتعطيل يوم الأحد ) ([133]) .

9 - الدكتور سليمان بن سالم السحيمي - الأستاذ بالجامعة الإسلامية - وفقه الله , حيثُ قالَ عن الأعياد التي وقَعَت المشابهة والمشاركة من بعض المسلمين للكفَّار فيها : ( الاحتفال بيومي السبت والأحد : فالسبت عيد الأسبوع عند اليهود , والأحد عند النصارى , وقد شاركهم بعض المسلمين في الاحتفال بهما , ومن أوجه المشابهة والمشاركة : تعطيل الدوائر والمحلاَّت التجارية في بعض البلاد الإسلامية , وكونه يوم إجازة رسمية , وما هذا الفعل إلاَّ تعظيماً لهما , مُخالفين بذلك فعله صلى الله عليه وسلم , حيث كان يتعمَّد مُخالفة اليهود والنصارى بصومهما , ويقول :
« إنهما يوما عيدٍ للمشركين , فأنا أُحبُّ أن أُخالفهم » فنصَّ صلى الله عليه وسلم على مشروعية مُخالفتهم في ذلك ) ([134]) .

وقد يقول قائلٌ : نحنُ لا نقصد بإجازة يوم السبت أو الأحد التشبُّه باليهود والنصارى ؟ .

فنقولُ : إنَّ تحريم التشبُّه بالكفَّار لا يُشترط فيه قصد التشبُّه ، وهذا هو سرُّ المسألة ، فمتى حَصلَ التشبُّه في الظاهر ثبتَ حكمه ، ولهذا لو أنَّ إنساناً تشبَّه بامرأةٍ في لباسها , أو في شعرها , أو ما أشبهَ ذلك , وقال : ما أردتُّ التشبُّه ، قلنا له : قد حصلَ التشبه ، سواء أردته أم لم تُرده , وهذا أمرٌ واضحٌ للبصير , قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : ( واعلم أنَّ التشبُّه بالكفار يكونُ بمجرد عمل ما يعملون ، قَصَدَ المشابهة ، أو لا ) ([135]) .

فإن قيل : إنَّ إبقاء العطلة الأسبوعية يومي الخميس والجمعة له مفاسد اقتصادية ؟ .

فنقول : على فرض صحَّة هذا الادِّعاء , فإنه إضافةً إلى ما تقدَّم ذكره من أدلة تحريم جعل العطلة الأسبوعية كعطلة اليهود أو النصارى فإنَّ ترك العمل في أيام الأعياد الثلاثة ( يوم الفطر والأضحى والجمعة ) ليس مطلوباً شرعاً , ولذا كره السلف ترك العمل فيها , ومما يدلُّ على عدم الإمساك فيها عن العمل : قوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

وقالت أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
( كان الناسُ أَهْلَ عَمَلٍ ولم يَكُنْ لهم كُفَاةٌ , فَكَانُوا يكُونُ لهم تَفَلٌ , فَقِيلَ لهم : لو اغْتَسَلْتُمْ يوم الْجُمُعَةِ ) ([136]) .

قال النووي رحمه الله : ( قوله :
« ولم يكن لهم كُفاة » هو بضم الكاف , جمع كاف , كقاض وقضاة , وهم الخدم الذين يكفونهم العمل , قوله: « لهم تَفَل » هو بتاء مثناة فوق ثم فاء مفتوحتين , أي : رائحة كريهة ) ([137]) .

فإذا كرهَ السلفُ تركَ العمل في أيام الأعياد الشرعيَّة بُعداً عن مشابهة المشركين , كان موافقتهم في أعيادهم في ذلك أشدّ .

وأمَّا دعوى تأثُّر الاقتصاد فمردودة , لأنه ليس في شرعنا أمرٌ بترك العمل التجاري في أيام الأعياد , وعليه : فمن أسباب نموِّ الاقتصاد وازدهاره العمل التجاري في جميع الأيام .

فإن قيل : لا بُدَّ من راحةٍ لموظَّفي الأعمال التجارية ؟ فنقولُ : لا بأسَ بالعمل بنظام النوبات , أوْ ما يُسمَّى بالورديات , والذي تسلكه المستشفيات , ووسائل النقل الجوية والبرية والبحرية , والأسواق التجارية الكبرى ... إلخ , فهي لا تتعطَّل , لأنَّ المصلحة في عملها , فالبنوك وغيرها مما له تعاملات مع جهات تعمل في أيام إجازتنا الأسبوعية , لهذه الأقسام أن تعمل في جميع أيام الأسبوع مع ابتعادها عمَّا حرَّم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الربا , والمعاملات المحرمة .

ويُقال أيضاً : نحنُ أمام أمرين : مصلحة اقتصادية مظنونة , ومفسدة دينية مُتحقِّقة , والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتقدِّم :
( لا يَزَالُ الدِّينُ ظَاهراً ما عَجَّلَ الناس الفِطرَ , لأنَّ اليهُودَ والنصَارَى يُؤَخِّرُونَ ) فرَبطَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين ظهور الدين ومُخالفة اليهود والنصارى , وجعلَ ظهور الدين مُعلَّقاً بمخالفتهم ومباينتهم , ومفهومه : أنَّ خفاء الدين واندراسه مُتعلِّقٌ بإظهار مشابهتهم , ولا شكَّ أنَّ مشابهتهم في العطلة الأسبوعية يومَ عيدهم أظهر وأقوى في المشابهة من تأخير الفطور , فالمفسدة الدينية الحاصلة في التشبُّه أعظم من المصلحة الاقتصادية المظنونة , فيجبُ أن ندرأَ المفسدة ولا نبالي بفوات المصلحة , لأنَّ « درأ المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح » ([138]) , قال الله تعالى : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }البقرة219

حرَّمهما لأنَّ مفسدتهما أكبر من منفعتهما , أمَّا منفعة الخمر : فبالتجارة ونحوها , وأمَّا منفعة الميسر : فبما يأخذه القامر من المقمور , وأمَّا مفسدة الخمر : فبإزالتها العقول , وما تُحدثه من العداوة والبغضاء , والصدِّ عن ذكر الله وعن الصلاة , وأمَّا مفسدة القمار : فبإيقاع العداوة والبغضاء , والصدِّ عن ذكر الله وعن الصلاة , وهذه مفاسد عظيمة لا نسبة إلى المنافع المذكورة إليها , ولا يشكُّ مَن له أدنى نصيبٍ من علمٍ : أنَّ المصلحة الشرعية في مُخالفة الكفار في أعيادهم أعظم من تفويت بعض المصالح الاقتصادية المظنونة , فكلُّ ما غلَبَ إثمه على نفعه فالعقلُ يقتضي تجنُّبه ([139]) .

على أننا لا نُسلِّمُ بما ذُكر من التأثُّر الاقتصادي , لأنَّ الخير كلّه في اتباع أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق3

وانظر إلى قول الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله : ( وقوله : { وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً }يقول للمؤمنين : وإن خفتم فاقة وفقراً بمنع المشركين من أن يَقربوا المسجد الحرام { فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }... وإنما قيل ذلك لهم : لأنَّ المؤمنين خافوا بانقطاع المشركين عن دخول الحرم انقطاع تجاراتهم , ودخول ضرر عليهم بانقطاع ذلك , وأمَّنهم الله من العيلة , وعوَّضهم مما كانوا يكرهون انقطاعه عنهم ما هو خير لهم منه ... عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا } قال : لَمَّا نفى الله المشركين عن المسجد الحرام ألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزن , قال : من أين تأكلون , وقد نُفي المشركون , وانقطعت عنكم العير , فقال الله : هَـذَا {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } فأمرهم بقتال أهل الكتاب , وأغناهم من فضله ... عن عكرمة في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا } قال : كان المشركون يجيئون إلى البيت , ويجيئون معهم بالطعام , ويتَّجرون فيه , فلمَّا نُهوا أن يأتوا البيت , قال المسلمون : من أين لنا طعام ؟ فأنزل الله : {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } فأنزلَ عليهم المطر , وكثر خيرهم حين ذهب عنهم المشركون ) ([140]) .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي ت1373هـ رحمه الله : ( وقوله :
{وَإِنْ خِفْتُمْ } أيها المسلمون {عَيْلَةً } أي فقراً وحاجةً من منع المشركين من قربان المسجد الحرام , بأن تنقطع الأسباب التي بينكم وبينهم من الأمور الدنيوية فليسَ الرزق مقصوراً على بابٍ واحدٍ , ومحلٍ واحدٍ , بل لا ينغلقُ بابٌ إلاَّ وفتح غيره أبواب كثيرة , فإنَّ فضلَ الله واسعٌ , وجوده عظيمٌ , خصوصاً لِمَن تركَ شيئاً لوجه الله الكريم , فإنَّ اللهَ أكرم الأكرمين , وقد أنجز الله وعده , فإن الله قد أغنى المسلمين من فضله , وبسطَ لهم من الأرزاق ما كانوا به من أكبر الأغنياء والملوك , وقوله { فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ }تعليقٌ للإغناء بالمشيئة , لأنَّ الغنى في الدنيا ليسَ من لوازم الإيمان , ولا يدلُّ على محبة الله , فلهذا علَّقه الله بالمشيئة , فإن الله يُعطي الدنيا مَن يُحبُّ ومَن لا يُحبُّ , ولا يُعطي الإيمان والدين إلاَّ مَن يحب { إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة28أي علمه واسعٌ يعلمُ مَن يليقُ به الغنى , ومَن لا يليق , ويَضعُ الأشياءَ مواضعها , ويُنزلها منازلها ) ([141]) .

ويُقالُ أيضاً : أنَّ تركَ مشابهتهم في العطلة الأسبوعية في سنواتنا الماضية أثمرَ بركاتٍ عظيمة , وخيراتٍ كثيرة على بلادنا , إضافة إلى أنَّ قيام دولتنا من أول أمرها على يد الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب كانت على التزام التوحيد والسنة , ومُحاربة البدعة والتشبُّه باليهود والنصارى , أثمرَ ثماراً يانعةً , وما نعيشه اليوم من خيرٍ وأمنٍ , وسَعَة رزقٍ , ورَغَد عيشٍ , ما هو إلاَّ من ثمرات ذلك المنهج القويم , والحمدُ لله فالدولة وفقها الله مضى عليها أكثر من مائة سنة وأمورها على التَّمام , فما علَّة أكثر الداعين لجعل الإجازة يومي الجمعة والسبت إلاَّ عقدة التبعيَّة والتشبُّه .

ويُقال أيضاً : إنَّ في التشبُّه باليهود أو النصارى في عطلتهم الأسبوعية تبعيَّة اقتصادية لهم , ولعلَّ الداعين لذلك يجهلون أو يتجاهلون , ويُطلق تعبير التبعيَّة الاقتصادية : ( على وصف حالة اقتصاد بلد من البلدان , ويعني بذلك مُختلف أشكال الالتحاق والخضوع التي تُميِّز علاقة هذا الاقتصاد باقتصاد أقوى يُهيمنُ عليه , ويُمكنُ اعتبار الاستعمار الاقتصادي بمثابة الحدِّ الأقصى لعلاقة التبعيَّة الاقتصادية ) ([142]) .

وبذلكَ يتضحُ لكلِّ مَن له أدنى بصيرةٍ , ورغبةٍ في الحقِّ ، وإنصافٍ في طلبه : أنَّ جعل الإجازة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت أو الأحد بدعةٌ في الدين , وتشبُّهٌ باليهود والنصارى .

وإنَّ واجبَ الحكام والعلماء وطلاب العلم أكبر من واجب غيرهم ، في إنكار هذا المنكر ومنعه , ومنع الداعين إليه , لقدرتهم على ذلك ، فالحكام بسلطانهم والعلماء بعلمهم , فإذا اجتمعَ السُّلطان والعلم كان الجهد أكبر ، والفائدة أكثر في قمع بدعة تغيير الإجازة إلى يومي الجمعة والسبت , أو السبت والأحد , وإظهار السُّـنَّة , والشواهد على ذلك من التاريخ كثيرة , وقد روي عن عمر وعثمان رضي الله عنهما أنهما قالا :
( إنَّ اللهَ يَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن ) ([143]) , قال ابن كثير : ( أي ليمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام ما لا يمتنع كثيرٌ من الناس بالقرآن وما فيه من الوعيد الأكيد , والتهديد الشديد , وهذا هو الواقع ) ([144]) .

وقال شيخ الإسلام : ( وينبغي على ولاة الأمور التشديد في نهي المسلمين عن كلِّ ما فيه عزٌّ للنصارى ) ([145]) .

فعلى حملَة الشريعة إقامة الْحُجَّة على الْخَلْق حَسَبَ الوسع , وهذا من طاعة الله تعالى , وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في الأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر , الذي فيه صلاحُ المعاش والمعاد , وأمَّا السكوتُ عن بيان الأحكام فهو من أعظم أسباب الفتن , واختلاط الأحوال , وخَفَاء الشريعة , وتقلُّص نورها , وظهور البدع والضَّلالات وأهلها , وإلى الله تعالى وحده الْمُشتَكى مِنْ أُناسٍ يَعكسُون القضيَّة , ويَطيبُ لَهُم التشبُّه بحَطَبِ جهنَّم , مِنَ الْمَغضوب عليهم ( اليهود ) ومن الضالين ( النصارى ) وكيفَ نعتقدُ كُفرهُم , ونُعلنُ البراءَة منهم , ثمَّ يقوم بعض المسلمين بالنَّوْبَةِ عنهم , بالدعوة إلى التشبُّه بهم في أعيادهم الحولية أو الأسبوعية , والمسلمُ مَنْ إذا ذُكِّرَ تَذكَّر , وإذا بُصِّرَ تبَصَّرَ , والحمد لله فلا يزال في هذه الأمة طائفة متمسكة بالحق الذي بعثَ اللهُ به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة , قال صلى الله عليه وسلم :
( لا تَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قائمةٌ بأمرِ الله لا يَضُرُّهُم مَنْ خَذلَهُم , ولا مَنْ خَالَفَهُمْ , حتَّى يأتيَهُمْ أمرُ الله وهُم على ذلك ) ([146]) .

رزَقَنا الله جميعاً البصيرة في دينه القويم , ولا حولَ ولا قوة إلاَّ بالله العزيز الحكيم ([147]) ,
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }هود88, وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلَّم .


--------------------------------------

( [1] ) جريدة الوطن عدد 2163 في 8/8/1427هـ مقال : الجمعة والسبت , لعلي الخشيبان .
( [2] ) رواه البخاري ح2550 بابُ إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود , ومسلم ح1718 باب نقض الأحكام الباطلة وردِّ محدثات الأمور .
( [3] ) رواه البخاري ح6888 باب قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : لتتبعن سنن من كان قبلكم .
( [4] ) رواه البخاري في الباب السابق ح6889 , ومسلم ح2669 باب اتباع سنن اليهود والنصارى .
( [5] ) شرح صحيح مسلم للنووي ج16/219-220 .
( [6] ) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ج1/147-149 .
( [7] ) اقتضاء الصراط المستقيم ج1/70 , ويُشيرُ رحمه الله تعالى إلى دعاء المسلم ربَّه تعالى في كلِّ يوم وليلة في صلاة الفريضة سبع عشرة مرة : (( اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ )) لآيتان 6-7 من سورة الفاتحة .
( [8] ) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج1/149 لابن عطية ت546هـ , الجامع لأحكام القرآن ج1/407 لمحمد بن أحمد القرطبي ت631هـ , يُنظر : إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ج3/284 لأبي السعود محمد بن محمد العمادي .
( [9] ) الإصحاح ( 10 ) الفقرة ( 31 ) .
( [10] ) الإصحاح ( 31 ) الفقرة ( 14 , 16 ) ويُنظر : سفر العدد الإصحاح ( 15 ) الفقرة ( 32-36 ) والخروج ( 35 ) الفقرة ( 2-3 ) .
[11] ) في غير ما موضع من كتبه , وخاصة كتابه العظيم : اقتضاء الصراط المستقيم .
( [12] ) جاء في سفر التكوين , الإصحاح الثاني , الآيتان 1 , 2 : ( فأكملت السموات والأرض وكل جندها , وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل , فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل ) تعالى الله عن قول الكافرين علواً كبيراً .
( [13] ) وثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ج2/536 لمجموعة من علمائهم , وراجع صياغته أبوهم د/يوحنا قلته .
( [14] ) رواه الإمام البخاري واللفظ له ح876 بابُ فرض الجُمُعَةِ , والإمام مسلم ح855 باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة .
( [15] ) رواه الإمام مسلم ح856 بابُ هداية هذه الأمة ليوم الجمعة .
( [16] ) رواه الإمام أحمد ح8012 , وإسحاق بن راهوية ح524 , وابن خزيمة ح2161 باب الدليل على أن يوم الجمعة يوم عيد , وأن النهي عن صيامه إذ هو عيد , والفرق بين الجمعة وبين العيدين , والحاكم وصحَّحه ح1595 كتاب الصوم , وابن الضحاك في الآحاد والمثاني ح2512 .
وحسَّن إسناده الهيثمي في مجمع الزوائد ج3/199 , وصحَّحه القاري في مرقاة المفاتيح ج4/482 .
( [17] ) اقتضاء الصراط المستقيم ج1/451 .
( [18] ) زاد المعاد ج1/421 , ويُنظر قول ابن مسعود
t : تفسير سفيان الثوري ص226 , جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج23/65 لمحمد بن جرير الطبري , تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم ج2/534 لنصر بن محمد بن أحمد أبو الليث السمرقندي ت393هـ .
( [19] ) تفسير ابن جرير ج3/595-603 , ويُنظر : تفسير القرآن ج1/205 للعز بن عبد السلام ت660هـ .
( [20] ) التبيان في تفسير غريب القرآن ص92 لأحمد بن محمد الهائم ت815هـ , ويُنظر : المفردات في غريب القرآن ص221 لأبي القاسم الحسين بن محمد , النهاية في غريب الحديث ج2/331 لابن الأثير , تاج العروس من جوهر القاموس ج4/534 لمحمد مرتضى الزبيدي ت1205هـ , القاموس المحيط ص195 لمحمد بن يعقوب الفيروز آبادي ت817هـ , مختار الصحاح 119 للرازي .
( [21] ) لسان العرب ج2/38 لمحمد بن مكرم بن منظور ت711هـ .
( [22] ) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ج1/262 لأحمد المقري الفيومي .
( [23] ) يُنظر : تاريخ بغداد ج12/13 لأحمد بن علي الخطيب البغدادي , وتفسير القرطبي ج13/79 , وأحكام أهل الذمة ج3/1244 للإمام ابن القيم ت751هـ , والدر المنثور ج6/282 لعبد الرحمن بن الكمال السيوطي ت911هـ .
( [24] ) يُنظر : تفسير القرآن العظيم ج3/329-330 لإسماعيل بن عمر ابن كثير ت774هـ .
( [25] ) يُنظر : تفسير ابن كثير ج3/329-330 , وتفسير القرآن ج8/2737 لابن أبي حاتم ت327هـ , ومجموع فتاوى ابن تيمية ج25/327 , والفتاوى الكبرى ج2/101 , وأحكام أهل الذمة ج3/1244 .
( [26] ) يُنظر : مجموع فتاوى ابن تيمية ج25/327 , وتفسير ابن كثير ج3/330 , وتفسير البغوي ج3/378 لحسين بن مسعود البغوي ت516هـ.
( [27] ) يُنظر : تفسير ابن كثير ج3/329-330 .
( [28] ) يُنظر : تفسير ابن كثير ج3/329-330 , وتفسير ابن أبي حاتم ج8/2737 .
( [29] ) يُنظر : تفسير ابن كثير ج3/330 , ومجموع فتاوى ابن تيمية ج25/327 , وزاد المسير ج6/109 عبد الرحمن بن علي الجوزي ت597هـ .
([30] ) يُنظر : الفتاوى الكبرى ج2/100 .
( [31] ) يُنظر : مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج25/326 .
( [32] ) يُنظر : المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده ج9/102 .
( [33] ) يُنظر : مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج25/327 .
( [34] ) يُنظر : تفسير القرآن ج4/35 لأبي المظفر منصور بن محمد السمعاني ت489هـ .
( [35] ) يُنظر : أحكام القرآن ج3/453 لأبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي .
( [36] ) يُنظر : تفسير العز بن عبد السلام ج2/434 .
( [37] ) يُنظر : لسان العرب لابن منظور ج4/337 .
( [38] ) في غير ما موضع من كتبه , وخاصة كتابه العظيم : اقتضاء الصراط المستقيم .
( [39] ) يُنظر : تفسير البحر المحيط لأبي حيان ج6/473 .
( [40] ) يُنظر : إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ج1/241 .
( [41] ) يُنظر : الفروع ج5/235 , والآداب الشرعية والمنح المرعية ج3/416 .
( [42] ) يُنظر : تاج العروس ج11/462 للزبيدي .
( [43] ) اقتضاء الصراط المستقيم ج1/429 .
( [44] ) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ج5/298 .
( [45] ) يُنظر : تفسير الطبري ج17/198 , التفسير الكبير ج23/56 لفخر الدين الرازي ت604هـ , الكشف والبيان ( تفسير الثعلبي ) ج7/33 لأحمد بن محمد الثعلبي ت427هـ , تفسير البغوي ج3/297 , تفسير القرآن ج3/454 للسمعاني , معاني القرآن الكريم ج4/409 لأحمد بن محمد النحاس ت338هـ , أحكام القرآن ج5/85 لأحمد بن علي الرازي الجصاص , الدر المنثور للسيوطي ج6/47 , فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ج3/453 لمحمد بن علي الشوكاني ت1250هـ .
( [46] ) يُنظر : تفسير القرطبي ج12/58 , تفسير البحر المحيط لأبي حيان ج6/341 , أحكام القرآن لابن العربي ج3/289 , فتح القدير ج3/452 .
( [47] ) ( قال : حَجَّاً أو ذبحاً أو عيداً ) تفسير العز بن عبد السلام ج2/354 .
( [48] ) يُنظر : التبيان في تفسير غريب القرآن لابن الهائم ص304 .
( [49] ) يُنظر : الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1/322 .
( [50] ) يُنظر : غريب القرآن للسجستاني ص410و421 .
( [51] ) يُنظر : اقتضاء الصراط المستقيم ج1/207 .
( [52] ) يُنظر : تفسير البيضاوي ج4/139 .
( [53] ) يُنظر : نيل الأوطار للشوكاني ج2/157 .
( [54] ) رواه مسلم ح302 بَاب الاضْطِجَاع مع الحائِضِ في لِحَافٍ وَاحِدٍ .
( [55] ) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ج1/187 .
( [56] ) رواه البخاري واللفظ له ح579 باب بدأ الأذان , ومسلم ح377 باب بدأ الأذان , ويُنظر : اقتضاء الصراط ج1/313-314 .
( [57] ) رواه أبو داود 498 باب بدأ الأذان , والبيهقي في الكبرى ح1704 باب بدأ الأذان , وقال ابن عبد البر في التمهيد ج24/20 : ( والأسانيد في ذلك متواترة حسان ثابتة , ونحن نذكر في هذا الباب أحسنها إن شاء الله ) وذكر هذه الرواية .
( [58] ) كما عند البخاري ح390 باب التوجه نحو القبلة حيث كان , ومسلم ح525 باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة , ويُنظر : فتح الباري ج1/599 .
( [59] ) كما في صحيح الإمام البخاري ح3099 باب صفة إبليس وجنوده , وصحيح الإمام مسلم ح612 باب أوقات الصلوات الخمس , ويُنظر : الاستنفار لغزو التشبه بالكفار ص33 لأحمد الغماري .
( [60] ) كما في صحيح الإمام مسلم ح413باب ائتمام المأموم بالإمام , ويُنظر : الفتح الرباني ج5/285 .
( [61] ) رواه أبو داود ح652 باب الصلاة في النعل , وابن حبان ح2186 ذكر الأمر بالصلاة في الخفاف والنعال إذا أهل الكتاب لا يفعلونه , وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع ح3210 .
( [62] ) عمدة القاري ج4/119 .
( [63] ) رواه الإمام مسلم ح1134 بَاب أَيُّ يَومٍ يُصَامُ في عَاشُورَاءَ .
( [64] ) رواه ابن خزيمة ح2095 باب الأمر بأن يُصام قبل عاشوراء يوماً أو بعده يوماً مخالفة لفعل اليهود في صوم عاشوراء .
( [65] ) اقتضاء الصراط المستقيم ج1/249 .
( [66] ) لطائف المعارف ص52 .
( [67] ) رواه الإمام مسلم 1096 بَاب فَضْلِ السُّحُورِ وَتَأكيدِ استحبَابهِ وَاستحبَابِ تَأخيرِهِ وَتَعجيلِ الفِطرِ .
( [68] ) رواه الإمام أحمد ح9809 , وأبو داود ح2353 باب ما يستحب من تعجيل الفطر , وغيرهما .
( [69] ) قاله الحافظ الطيبي , نقلاً عن عون المعبود ج6/344 , ومرقاة المفاتيح ج4/427 .
( [70] ) مظاهر التشبه بالكفار في العصر الحديث وأثرها على المسلمين ص118 لأشرف بن عبد الحميد بارقعان .
( [71] ) اقتضاء الصراط المستقيم ج1/209 .
( [72] ) ح22005 , والطبراني في الكبير ج2/31 , وصحّح إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج4/202 .
( [73] ) طرح التثريب في شرح التقريب ج4/127 للحافظ العراقي .
( [74] ) رواه الإمام البخاري ح1600 باب متى يُدفع من جمع .
( [75] ) حاشية ابن القيم على سنن أبي داود ج5/146 .
( [76] ) رواه الإمام مسلم ح2103 بَاب في مُخَالَفَةِ اليَهُودِ في الصَّبغِ .
( [77] ) اقتضاء الصراط المستقيم ج1/215 .
( [78] ) نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار ج1/148 .
( [79] ) رواه الإمام مسلم ح1218 باب حجَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم .
( [80] ) اقتضاء الصراط المستقيم ج1/301-302 .
( [81] ) بُوانة : ( هضبة وراء ينبع قريبة من ساحل البحر ) معجم البلدان ج1/505 لياقوت بن عبد الله الحموي .
( [82] ) رواه أبو داود ح3313 باب ما يُؤمر به من الوفاء , والبيهقي في الكبرى ح19926 باب من نذر أن ينحر بغير مكة , والطبراني في الكبير ج2/75 , وصحَّح إسناده النووي في المجموع ج8/358 , وابن دقيق العيد كما في سبل السلام ج4/114 , وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( أصل هذا الحديث في الصحيحين , وهذا الإسناد على شرط الصحيحين , وإسناده كلهم ثقاتٌ مشاهيرٌ , وهو متصلٌ بلا عنعنة ) الاقتضاء ج1/436 , وصحَّحه ابن حجر في تلخيص الحبير ج4/180 , وابن الملقن في خلاصة البدر المنير ج2/422 , والشوكاني في الدراري المضية ج1/358 , واللجنة الدائمة ج26/407 .
( [83] ) مرقاة المفاتيح ج6/551 .
( [84] ) رواه الإمام أحمد ح26793 , والنسائي في الكبرى ح2667 , والطبراني في الكبير ج23/402 , وابن حبان ح3646 ذكر ما يُستحب للمرء أن يصوم يوم السبت والأحد إذ هما عيدان لأهل الكتاب , والحاكم وصحَّحه ووافقه الذهبي ح1593 كتاب الصوم , وابن خزيمة ح2167 باب الرخصة في يوم السبت إذا صام يوم الأحد بعده , والنسائي في الكبرى ح2776 صيام يوم الأحد , والبيهقي في الكبرى ح8280 باب ما ورد من النهي عن تخصيص يوم السبت بالصوم , وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( وصحَّحه بعض الحفاظ ) الاقتضاء ج2/575 , وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : ( رواه الطبراني في الكبير , ورجاله ثقات , وصحَّحه ابن حبان ) وجوَّد إسناده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ح2451 مجموعة الحديث .
( [85] ) فتح الباري ج10/362 .
( [86] ) حاشية ابن القيم ج7/52 .
( [87] ) تشبُّه الخسيس بأهل الخميس في ردِّ التشبُّه بالمشركين للذهبي رحمه الله ص27 .
( [88] ) رواه الإمام أحمد ح5114 , وأبو داود ح4031 باب في لبس الشهرة , وابن أبي شيبة ح33016 , وعبدالرزاق ح20986 , والطحاوي في مشكل الآثار ج1/88 , وأبو نعيم في أخبار أصفهان ج1/129 , والقضاعي في مسند الشهاب ح390 , ورواه الطبراني في المعجم الأوسط عن حذيفة ح8327 , والبزار في مسنده ح2966 رحمهم الله , وصحَّح سنده الحافظ العراقي رحمه الله في المغني عن حمل الأسفار في الأحياء من الأخبار ج2/65 , وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح ج6/98 , وذكر في بلوغ المرام ( سبل السلام ج4/230 ) أنَّ ابن حبان صحَّحه , وصحَّح إسناده البهوتي في الروض المربع ج1/145 وكشاف القناع ج1/286 , وابن مفلح في الفروع ج1/317 , وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، مجموع مؤلفات الشيخ ، قسم الحديث ج1/108 , والشيخ أحمد شاكر في حاشيته على المسند ج8/57 .
( [89] ) اقتضاء الصراط المستقيم ج1/237-238 .
( [90] ) تفسير ابن كثير ج1/149 .
( [91] ) الفروسية ص121-122 ، ويُنظر : إعلام الموقعين ج3/112 .
( [92] ) أعلام الموقعين لابن القيم ج3/140
( [93] ) وهو قول جمهور الفقهاء ، يُنظر : الموسوعة الفقهية ج26/99 كلمة شعار .
( [94] ) سبل السلام ج4/348 .
( [95] ) رواه الترمذي وضعَّف إسناده ح2695 باب ما جاء في كراهية إشارة اليد بالسلام , والطبراني في الأوسط ح7380 ج7/238 , والقضاعي في مسند الشهاب ح1191 ج2/205 , وجوَّده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ج25/331 , وقال في الاقتضاء ج1/85 : ( وإن كان فيه ضعفٌ فقد تقدَّم الحديث المرفوع : من تشبه بقوم فهو منهم , وهو محفوظ عن حذيفة بن اليمان أيضاً من قوله , وحديث ابن لهيعة يصلحُ للاعتضاد , كذا كان يقولُ أحمد وغيره ) وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية ج3/496 : ( وهو حسنٌ بما قبله ) أي بحديث : من تشبه بقوم .. , وحسنه المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير ج2/329 , والألباني في صحيح سنن الترمذي ح2168 ، والسلسلة الصحيحة ح2194 .
( [96] ) فتح المجيد ص339 .
( [97] ) رواه البيهقي ح9304 كتاب الحج ، باب الدفع من المزدلفة قبل طلوع الشمس , بلفظ : ( .. هدينا مخالف هديهم .. هدينا مخالف لهديهم .. ) وأبو داود في مراسيله ح151 بلفظ : ( فخالفَ هديُنَا هديَ أهلَ الشركِ والأوثان ) , وصحَّحه الحاكم ح3097 , ووافقه الذهبي ج2/304 .
( [98] ) أحكام أهل الذمة ج3/1282- 1286 .
( [99] ) من تعليق الشيخ على مسند الإمام أحمد رحمهما الله تعالى ح6513 ج10/19 .
( [100] ) رواه البخاري ح6882 بابُ مَنْ طلبَ دَمَ امرئٍ بغيرِ حَقٍّ .
( [101] ) اقتضاء الصراط المستقيم ج1/76 .
( [102] ) فتح الباري ج12/211 .
( [103] ) رواه البخاري في التاريخ الكبير ح1804 , والبيهقي في السنن الكبرى ح18641 باب كراهية الدخول على أهل الذمة في كنائسهم والتشبه بهم. ..
( [104] ) اقتضاء الصراط المستقيم ج1/455 .
( [105] ) أخرجه الإمام أحمد ح9202 , والترمذي وقال : حديث حسن ح3682 باب في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وابن حبان ح6889 ذكر إثبات الله جلَّ وعلا الحق على قلب عمر ولسانه , والحاكم ح4501 وصحَّحه , وابن أبي شيبة ح31986 ما ذكر في فضل عمر بن الخطاب
t , وغيرهم .
( [106] ) رواه الأئمة : أحمد ح23293 , والترمذي ح3662 باب : في مناقب أبي بكر وعمر , والبزار ح2827 , والبيهقي في الكبرى ح16367 باب ما جاء في تنبيه الإمام على من يراه أهلاً للخلافة بعده , والحاكم في مستدركه ج4/370 كتاب الفرائض , وغيرهم , رحمهم الله تعالى .
وقال الصنعاني رحمه الله تعالى : ( وله طُرُقٌ فيها مقال إلاَّ أنه يُقوِّي بعضها بعضاً ) سبل السلام شرح بلوغ المرام ج2/11 .
( [107] ) إعلام الموقعين ج4/141 .
( [108] ) رواه الأئمة : البيهقي في الكبرى ح18640 باب كراهية الدخول على أهل الذمة , وعبدالرزاق ح1609 باب الصلاة في البيعة , وابن أبي شيبة ح26281 , وصحَّح إسناده شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم ج1/455 , وابن القيم في أحكام أهل الذمة ج3/1246 .
( [109] ) السنن الكبرى ج9/235 .
( [110] ) يُنظر : اقتضاء الصراط المستقيم ج1/459 , والفتاوى الكبرى ج2/99 .
( [111] ) النيروز : هو عيد رأس السنة , ومعناه : اليوم الجديد , وهو أول يوم تتحول فيه الشمس إلى برج الحمل , ويكون في أول فصل الربيع من كلِّ سنة , ومدة احتفالهم به ستة أيام تبدأ من اليوم السادس من شهر حُزيران , وقال مقاتل رحمه الله : بأنه يوم الزينة الذي واعدَ فيه موسى
r فرعون وقومه ( التفسير الكبير ج22/63 , ويُنظر : لسان العرب ج5/416 , والقاموس المحيط ج2/200 باب الزاي فصل النون ( النرز ) , وبلوغ الأرب للألوسي ج1/348 , وعيد اليوبيل للعلامة بكر بن عبد الله أبو زيد ص15 .
( [112] ) المهرجان : أصله : ( مهركان ) بالفارسية , وهو اسم للشهر الذي مات فيه أحد ملوك الفرس , وهو أول يوم تتحول فيه الشمس إلى برج الميزان , وهو يوافق السادس والعشرين من أكتوبر , ومدة إقامته : ستة أيام ( يُنظر : عيد اليوبيل ص15 , ونخبة الدهر للأنصاري ص379 , وصبح الأعشى للقلقشندي ج2/420-421 , وبلوغ الأرب للألوسي ج1/351-354 ) .
( [113] ) رواه البيهقي في السنن الكبرى ح18642 باب كراهية الدخول على أهل الذمة في كنائسهم والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم .
وصحَّح إسناده شيخ الإسلام في الاقتضاء ج1/457-458 .
( [114] ) الاقتضاء ج1/459-460 .
( [115] ) الشعانين : عيدٌ للنصارى يُقيمونه يوم الأحد السابق لعيد الفصح , ويحتفلون فيه بحمل السعف , ويزعمون أنَّ ذلك ذكرى لدخول المسيح بيت المقدس ( يُنظر : المعجم الوسيط ج1/488 , والاقتضاء ج1/478 ) .
( [116] ) هو خروج النصارى واجتماعهم كما يخرج المسلمون يوم الأضحى والفطر ( الاقتضاء ج1/321 ) .
( [117] ) اقتضاء الصراط المستقيم ج1/454 .
( [118] ) يُنظر : رد المحتار لابن عابدين ج1/624 ، والمدونة برواية سحنون عن ابن القاسم ج1/63 ، 109 ، ومغني المحتاج للشربيني ج1/139 ، ومسائل الإمام أحمد برواية أبي داود ص261 ، واقتضاء الصراط ج1/363 .
( [119] ) يُنظر : اقتضاء الصراط المستقيم : ج1/471-490 .
( [120] ) قال الإمام الذهبي : ( وفعل اليسير من ذلك يجرُّ إلى الكثير , فينبغي للمسلم أن يسدَّ هذا الباب أصلاً ورأساً , ويُنفِّر أهله وأولاده من فعل الشيء من ذلك , فإنَّ الخير عادة , وتجنُّب البدع عبادة ) تشبه الخسيس ص37 .
( [121] ) يُنظر : الموافقات ج4/199 ، الاستصلاح والمصالح المرسلة في الشريعة الإسلامية وأصول فقهها ص45 لمصطفى الزرقاء .
( [122] ) الفروق ج2/32 للقرافي المالكي ت684هـ , ويُنظر : مقاصد الشريعة الإسلامية ص118 للطاهر بن عاشور ت1393هـ .
( [123] ) رواه الإمام أحمد ح12025 , وعبد بن حميد ح1392 , وأبو داود ح1134 باب صلاة العيدين , والنسائي ح1556 كتاب صلاة العيدين , وأبو يعلى ح3841 , والحاكم وصحَّحه ح1091 كتاب صلاة العيدين , والبيهقي في شعب الإيمان ح3710 في ليلة العيد ويومهما .
وصحَّحه النووي في خلاصة الأحكام ح2883 , والبغوي في شرح السنة ج4/292 , وابن تيمية في الاقتضاء ج1/432 , والحافظ في الفتح ج2/442 , والعيني في عمدة القاري ج6/270 , واللجنة الدائمة في مجموع فتاويها ج26/407 .
( [124] ) ذم خميس النصارى لشيخ الإسلام رحمه الله , تحقيق الوليد الفريان , مجلة البحوث الإسلامية : عدد 44 ص365 .
( [125] ) مجموع فتاوى ابن تيمية ج25/329 .
( [126] ) أي : من أنواع التشبُّه بالكفار تعطيل الأعمال في أيام مُعيَّنة .
( [127] ) مجموع فتاوى سماحته رحمه الله تعالى رقم 1022 ج4/82 .
( [128] ) أحمد ح5667 , والطبراني في مسند الشاميين ح216 , وابن أبي شيبة ح19401 , وعبد بن حميد ح848 , وقد تقدَّم تخريجه .
( [129] ) إجابة السؤال الثالث من الفتوى رقم 3326 مجموع فتاوى اللجنة ج2/75 .
( [130] ) شرح العقيدة الواسطية ج1/295 .
( [131] ) قال الإمام مالك رحمه الله تعالى : ( وبلغني أن بعض أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كانوا يكرهونَ أنْ يَترُكَ الرَّجُلُ العملَ يومَ الْجُمُعَةِ , كما تَرَكَتِ اليهودُ والنصارى العملَ في السبتِ والأحد ) المدونة الكبرى ج1/154 , ويُنظر : اقتضاء الصراط المستقيم ص135 ت/محمد حامد الفقي , وتنوير الحوالك ج1/94 , وشرح الزرقاني ج1/300 , وفيض القدير ج4/430 , وتيسير العزيز الحميد ص320 , والمدخل لابن الحاج ج2/153 .
( [132] ) نُشرت هذه الفتوى في 19/11/1427هـ بموقع المسلم , رقم السؤال 13274 .
( [133] ) التقليد والتبعية وأثرهما في كيان الأمة الإسلامية ص64 للشيخ ناصر العقل .
( [134] ) الأعياد وأثرها على المسلمين ص144 رسالة ماجستير .
( [135] ) مجموع فتاوى سماحته رحمه الله ج4/ رقم 1022 .
( [136] ) رواه الإمام مسلم ح847 بَاب وُجُوبِ غُسلِ الجمُعَةِ على كل بَالِغٍ من الرِّجَالِ وبَيَانِ ما أُمِرُوا بهِ .
( [137] ) شرح مسلم ج6/134.
( [138] ) هذه القاعدة : من مسائل الإجماع عند العلماء ، الثابتة بالكتاب , والسنة , والعقل , يُنظر : الموافقات في أصول الشريعة ج4/ 194-201 .
فالشريعة الإسلامية مبناها على جلب المصالح وتكميلها , ودفع وتعطيل المفاسد وتقليلها ، فما غلبت مصلحته أباحته ، وما غلبت مفسدته منعته ( يُنظر : أصول الفقه ص 308 لمحمد البرديسي ) فالمأمورات والمنهيات في الشريعة تشتمل كل منهما على مصالح ومضار ، والحكم في كل منها على الأغلب ( يُنظر : مجموع الفتاوى ج1 / 265 , قواعد الأحكام في مصالح الأنام ج1/ 12 لابن عبد السلام ت660هـ ، وفقه الأولويات ص225 لمحمد الوكيل ) .
( [139] ) يُنظر : قواعد الأحكام في مصالح الأنام ج183-84 لأبي محمد السلمي , المفردات في غريب القرآن ص188 لأبي القاسم الحسين بن محمد .
( [140] ) تفسير الطبري ج11/499-501 .
( [141] ) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ج3/218-219 .
( [142] ) قاموس المصطلحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ص113 لسامي دبيان وآخرين , نقلاً عن كتاب تسامح الغرب مع المسلمين في العصر الحاضر دراسة نقدية في ضوء الإسلام ص229 لعبد اللطيف بن إبراهيم الحسين .
( [143] ) يُنظر : تاريخ بغداد ج4/107 , البداية والنهاية ج2/10 , الجد الحثيث ح57 ص60 للعامري ت1143هـ .
( [144] ) تفسير ابن كثير ج3/60 .
( [145] ) مختصر الفتاوى المصرية ص519 لبدر الدين أبي عبد الله محمد بن علي الحنبلي البعلي ت777هـ .
( [146] ) رواه الإمام البخاري رحمه الله ح3641 بابُ : سؤالِ المشركينَ أنْ يُريَهُمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم آيةً , فأراهُمُ انشقاقَ القَمَر .
( [147] ) يُنظر : عيد اليوبيل بدعة في الإسلام للعلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ص5-27 .