"أين هو تسامحكم؟؟؟"
27-05-2013, 09:50 AM
"أين هو تسامحكم؟؟؟"
يذكر المتصوفة – خاصة – أصحاب:"وحدة الوجود": بأن
دعوتهم القائمة على تربية النفس والزهد في الدنيا: دعوة هادئة متسامحة مع الخلق أجمعين،ولهم في ذلك أقوال مأثورة وقواعد مشهورة،لكن إذا تعلق الأمر بدعاة التوحيد: يتحولون إلى استئصاليين من الدرجة الأولى،أقول هذا الكلام بكل أسف بعد قراءتي لتعليق:" ابن عربي" الذي خالف أصول شيوخه في موضع كان سيحمد لو تمسك بهديهم السابق ذكره!!!!؟؟؟؟.
لقد دعا إلى التحريض على العنف علنا عند حديثه عن السلفيين مخالفا بذلك مقاصد النقاش الفكري، وأهداف الحوار العلمي.
وقد ذكرني صنيعه هنا بملاحظة سديدة أبداها له مشرفنا الفاضل:
" عمر القبي" حين قال له معقبا على مقاله:" الولاء الوطني بين الصوفية والسلفية":{ يا عمري عليك شحال حنون...قلبك اتسع حبا للبشرية جمعاء حتى النصارى و وجدت لهم الأعذار لكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن كي لحقت للسلفية أضحى قلبك ضيق كسكنات ديار الشمس!!!؟؟؟}.
وكلامه المقصود جاء تعليقا على قول الأخت الفاضلة:" رحيل" في مقالها:" اللحية فوبيا"،حين كتبت: { ...يمكنني تفهم خوف الطفلين، و قد عشت سنوات من طفولتي سوداء كسوداوية تلك العشرية التي حرمتنا من الأمن و اللعب بأمان و العيش في سلام، و لكن ذلك العهد ولى و مضى، و التخويف من الملتحين لم يعد له معنى ...}.
فقال "ابن عربي" معلقا:{... الذنب ليس ذنب اللحية، فيقال زينه الرجال اللحاء، و اللحية ليست سوى شعر ينبت في الذقن، الذنب ذنب الإرهاب السلفي...}،ثم أضاف بعدها:{... وإذا كان النظام فبرك قصة المصالحة مع الإرهاب، فإن الشعب لم يصالح، ولن يصالح، وسيظل يطالب بالقصاص من قتلته، ومن الإرهابيين الذين دمروا بلاده.
لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب. أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..
لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم.. جئناك. كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلِك!
لا تصالح ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ والرجال التي ملأتها الشروخ هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم قد نسيت سنوات الشموخ لا تصالح فليس سوى أن تريد أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد وسواك.. المسوخ! }.
أقول:[ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ].
لم تختلف في دعوتك هاته- التي كتبتها بلون الدم – عن الخوارج التكفيريين إلا في كونك:" صوفيا"،وتلك هي:" المفارقة!!!؟؟؟"
ويصدق عليك هنا المثل القائل:" رمتني بدائها وانسلت!!؟".
أتفهم جيدا جدا:" مغالطتكم الدؤوبة!!؟": بوصف الخوارج التكفيريين الإرهابيين بوصف:" السلفية!!؟"،وهو نظير وصف الغرب للإسلام ب:" دين الإرهابيين" عقب هجمات:"11 سبتمبر"،فالقصد واحد:" تشويه السلفية هنا،والإسلام هناك!!؟".
وأفهم تماما أيضا تهجمكم على:" السلفية" بالباطل، فقد بين ذلك أحد الأفاضل قائلا:{...يَخافون السلفية لأنها تفضح العقائد المنحرفة وتكشف زيفها، فلا يكاد يظهر انحراف في الأفق إلا وقد وقف له السلفيون بالمرصاد، وكشفوا زيفه ، ولا يُحْدِث ُ بعض الناس بدعة ضلالة، إلا حُدِّدت معالِمها بميزان الشرع، فهذا الذي أثارَ ذعرًا وخوفًا في أوساط أهل البدع من طريقة السلفيين أصحاب الحديث والأثر، فلا يَملك هذه الآلة والأدوات إلا السلفيون، فهم أصحاب العلم وطلاب المعارف، أفنوا الأعمار في الدفاع عن حياض الإسلام، والذب عن السنة، وغيرهم شُغلوا بترديد الأوراد والأناشيد من كلام الأولياء وأقطاب الطرق ورؤوس المذاهب}.
نعم: صدق ذلك الفاضل في تشخيص سبب كل تلك المعاداة للسلفيين،ذلك أن السلفيين لا يريدون من وراء دعوتهم: حطام الدنيا،إنما غايتهم وطموحهم يضيف ذلك الفاضل:{ طموح السلفيين وغايتهم توحيد الله ، وعبادةٌ مبناها على السنة والاتباع لا على الهوى والابتداع، ويبتغون صلاح الراعي والرعية، في مُجمتع ينعم بأمن وأمان، يَحفظ الدين والأموال والأعراض والعقول ويعصم الدماء (النفس) ، لا مطمع لهم في منصب ورياسة، والحمد لله على توفيقه ومنِّه وإحسانه }.
وأمام عجز هؤلاء عن مواجهة السلفية علميا وفكريا: لجؤوا إلى دليل العاجز،وسلوى الناشز،وأقصد هنا:" الافتراء والبهتان" كما قرأناه،ولازلنا نقرؤه من أقوال القوم ومؤلفاتهم.
ولأننا – نحن السلفيون - : تعودنا منكم تلك الافتراءات،فإننا نتقبلها منكم،لكن لن نقبل بتاتا،ومعنا أغلب الجزائريين دعوتكم التحريضية إلى إحياء الأحقاد،وإذكاء نار الفتنة بين الجزائريين
وأنت تعلم بأن:" الفتنة نائمة!!؟"،وتعلم تمام الحكمة!!؟، فهل تريد أن يصيبك تمامها!!!؟؟؟.
عجيب والله أمر أهل الأهواء، ينتقلون بأهوائهم بين الآراء، وصدق من قال فيهم:" من جعل دينه عرضة للرأي: أكثر التنقل!!؟".
لقد دافع" ابن عربي" عن النظام في حربه للجماعات المسلحة
وذلك في مقاله:" الولاء الوطني بين الصوفية والسلفية"، بينما نراه هنا يقول عن نفس النظام بأنه:{... فبرك قصة المصالحة مع الإرهاب، فإن الشعب لم يصالح، ولن يصالح!!!؟؟؟}.انتهى كلامه.
إن:" المصالحة والأمن والوئام": لا تروق للذين تعودوا الصيد في المياه العكرة!!؟، ومعلوم أن الخفافيش لا تستطيع العيش إلا في الظلام!!؟،ذلك أن:" نور الأخوة والاتحاد حول توحيد رب العباد،وسنة خير من وطئ الأرض المهاد": تشمئز منه نفوس قال الله تعالى عنها:[ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ]،وقال
أيضا:[ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ].
لقد استفتى رئيس الجمهورية – حفظه الله وعافاه – الشعب الجزائري في مشروع الوئام المدني، فكانت الأغلبية الساحقة موافقة له في مسعاه، وقد ساهم في إنجاحه أيضا العديد من الشخصيات الوطنية التي لها وزن وثقل تاريخي،ولا يخفى هذا الأمر على أبسط مثقف جزائري.
إن هذا الفكر:"الوزغي!!؟:( ابحث عن معناه ودلالته هنا): هو الذي عمق جراح الجزائريين، وأطال من عمر الأزمة.
بعد قراءتي تحريض:"ابن عربي": تذكرت أما جزائرية ثكلت أيام الفتنة العمياء الصماء البكماء التي مرت بها الجزائر في ابنين من أبنائها الأربعة:(أحدهما شرطي و الثاني من الجماعات المسلحة)،
ولما خيرت بين مسألة العفو ومسألة مواصلة حل:"الكل أمني"
قالت:" فقدت ابنين من أبنائي الأربعة، ولا أريد فقدان الاثنين الباقين، العفو أحب إلي ولباقي أبناء الجزائر".
لما قرأت تحريض:"ابن عربي"، وتذكرت قول تلك الحرة الجزائرية الأمية، قلت في نفسي:" إن بعض الجهل خير من كثير مما يعد ثقافة أو علما!!!؟؟؟؟".
يقول:"ابن عربي":"لا تصالح على الدم.. حتى بدم، لا تصالح! "
والله تعالى يقول:[ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)]،ويقول:[ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (129) ]،ويقول:[ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ]،ويقول:[ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)].
قال الشيخ:"السعدي" في شرح الآية الأولى:(1/800):" هذا متضمن لنهي المؤمنين عن أن يبغي بعضهم على بعض، ويقاتل بعضهم بعضًا، وأنه إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين، فإن على غيرهم من المؤمنين أن يتلافوا هذا الشر الكبير، بالإصلاح بينهم، والتوسط بذلك على أكمل وجه يقع به الصلح، ويسلكوا الطريق الموصلة إلى ذلك".
ذلك هو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال من إذكاء نار الفتن بين المؤمنين، ونشر الأحقاد والعداوات فيما بينهم.
أقول هذا الكلام ليس دفاعا عمن ضلت به السبل من أبناء هذا الوطن، فرفع السلاح في وجه أهله بغير حق، فأحدث فسادا سماه "جهادا!!؟"،لكن الخطأ لا يعالج بالخطأ،قال عليه الصلاة والسلام:
" انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، قلنا:" يا رسول الله: نصرته مظلوما، فكيف أنصره ظالما"، قال:" تكفه عن الظلم فذاك نصرك إياه". متفق عليه.
لست داعيا هنا إلى قطع تلك الصفحة السوداوية من تاريخ الجزائر،وإرغام المكلومين على نسيان جراحهم،لأنني أعلم أن الجروح عميقة ومؤلمة،ولكنني أدعو إلى طي الصفحة دون نسيانها بشرط : أن يصحب ذلك فكر سديد نحو أفق أرحب،ونظر أعمق: يلم شمل الجزائريين الذين يبنون الجزائر جميعا كما حرروها جميعا،وليكن لنا في الصحابة رضوان الله عليهم الذين اقتتلوا في موقعتي:"صفين" و"الجمل"،لكن ذلك لم يمنعهم من التآخي مجددا، والمساهمة في بناء مجد الإسلام. ولا نتحرج من ضرب المثل بدولة:" جنوب إفريقيا": التي عانت لعقود نظام التمييز العنصري:"الأبارتايد"،وحصل بينهم قتل كبير،لكنهم في الأخير توصلوا إلى وجوب المصالحة،وتصنف: "جنوب إفريقيا":اليوم من الدول ذات الاستقرار،وقوة الاقتصاد.
أقول في الختام:" إن الجزائر بحاجة إلى أبنائها جميعا خاصة في هذا الظرف الحساس جدا، فالأعداء يتربصون بنا من كل جانب من:" إرهاب متعدد الجنسيات في الجنوب إلى استفزاز الجار الغربي إلى عدم الاستقرار الأمني عند جارتي الشرق دون نسيان
المعضلات الداخلية التي تؤجج الغليان الاجتماعي".
ف:" اللهم احفظ الجزائر وسكانها، وأصلح بينهم، ووحد قلوبهم، وألف بينهم، واجمع على الحق كلمتهم، واجعل تدبير أعدائهم في نحورهم، واكفهم شرهم، وآخر دعائنا أن:" الحمد لله رب العالمين".
يذكر المتصوفة – خاصة – أصحاب:"وحدة الوجود": بأن
دعوتهم القائمة على تربية النفس والزهد في الدنيا: دعوة هادئة متسامحة مع الخلق أجمعين،ولهم في ذلك أقوال مأثورة وقواعد مشهورة،لكن إذا تعلق الأمر بدعاة التوحيد: يتحولون إلى استئصاليين من الدرجة الأولى،أقول هذا الكلام بكل أسف بعد قراءتي لتعليق:" ابن عربي" الذي خالف أصول شيوخه في موضع كان سيحمد لو تمسك بهديهم السابق ذكره!!!!؟؟؟؟.
لقد دعا إلى التحريض على العنف علنا عند حديثه عن السلفيين مخالفا بذلك مقاصد النقاش الفكري، وأهداف الحوار العلمي.
وقد ذكرني صنيعه هنا بملاحظة سديدة أبداها له مشرفنا الفاضل:
" عمر القبي" حين قال له معقبا على مقاله:" الولاء الوطني بين الصوفية والسلفية":{ يا عمري عليك شحال حنون...قلبك اتسع حبا للبشرية جمعاء حتى النصارى و وجدت لهم الأعذار لكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن كي لحقت للسلفية أضحى قلبك ضيق كسكنات ديار الشمس!!!؟؟؟}.
وكلامه المقصود جاء تعليقا على قول الأخت الفاضلة:" رحيل" في مقالها:" اللحية فوبيا"،حين كتبت: { ...يمكنني تفهم خوف الطفلين، و قد عشت سنوات من طفولتي سوداء كسوداوية تلك العشرية التي حرمتنا من الأمن و اللعب بأمان و العيش في سلام، و لكن ذلك العهد ولى و مضى، و التخويف من الملتحين لم يعد له معنى ...}.
فقال "ابن عربي" معلقا:{... الذنب ليس ذنب اللحية، فيقال زينه الرجال اللحاء، و اللحية ليست سوى شعر ينبت في الذقن، الذنب ذنب الإرهاب السلفي...}،ثم أضاف بعدها:{... وإذا كان النظام فبرك قصة المصالحة مع الإرهاب، فإن الشعب لم يصالح، ولن يصالح، وسيظل يطالب بالقصاص من قتلته، ومن الإرهابيين الذين دمروا بلاده.
لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب. أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..
لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم.. جئناك. كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلِك!
لا تصالح ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ والرجال التي ملأتها الشروخ هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم قد نسيت سنوات الشموخ لا تصالح فليس سوى أن تريد أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد وسواك.. المسوخ! }.
أقول:[ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ].
لم تختلف في دعوتك هاته- التي كتبتها بلون الدم – عن الخوارج التكفيريين إلا في كونك:" صوفيا"،وتلك هي:" المفارقة!!!؟؟؟"
ويصدق عليك هنا المثل القائل:" رمتني بدائها وانسلت!!؟".
أتفهم جيدا جدا:" مغالطتكم الدؤوبة!!؟": بوصف الخوارج التكفيريين الإرهابيين بوصف:" السلفية!!؟"،وهو نظير وصف الغرب للإسلام ب:" دين الإرهابيين" عقب هجمات:"11 سبتمبر"،فالقصد واحد:" تشويه السلفية هنا،والإسلام هناك!!؟".
وأفهم تماما أيضا تهجمكم على:" السلفية" بالباطل، فقد بين ذلك أحد الأفاضل قائلا:{...يَخافون السلفية لأنها تفضح العقائد المنحرفة وتكشف زيفها، فلا يكاد يظهر انحراف في الأفق إلا وقد وقف له السلفيون بالمرصاد، وكشفوا زيفه ، ولا يُحْدِث ُ بعض الناس بدعة ضلالة، إلا حُدِّدت معالِمها بميزان الشرع، فهذا الذي أثارَ ذعرًا وخوفًا في أوساط أهل البدع من طريقة السلفيين أصحاب الحديث والأثر، فلا يَملك هذه الآلة والأدوات إلا السلفيون، فهم أصحاب العلم وطلاب المعارف، أفنوا الأعمار في الدفاع عن حياض الإسلام، والذب عن السنة، وغيرهم شُغلوا بترديد الأوراد والأناشيد من كلام الأولياء وأقطاب الطرق ورؤوس المذاهب}.
نعم: صدق ذلك الفاضل في تشخيص سبب كل تلك المعاداة للسلفيين،ذلك أن السلفيين لا يريدون من وراء دعوتهم: حطام الدنيا،إنما غايتهم وطموحهم يضيف ذلك الفاضل:{ طموح السلفيين وغايتهم توحيد الله ، وعبادةٌ مبناها على السنة والاتباع لا على الهوى والابتداع، ويبتغون صلاح الراعي والرعية، في مُجمتع ينعم بأمن وأمان، يَحفظ الدين والأموال والأعراض والعقول ويعصم الدماء (النفس) ، لا مطمع لهم في منصب ورياسة، والحمد لله على توفيقه ومنِّه وإحسانه }.
وأمام عجز هؤلاء عن مواجهة السلفية علميا وفكريا: لجؤوا إلى دليل العاجز،وسلوى الناشز،وأقصد هنا:" الافتراء والبهتان" كما قرأناه،ولازلنا نقرؤه من أقوال القوم ومؤلفاتهم.
ولأننا – نحن السلفيون - : تعودنا منكم تلك الافتراءات،فإننا نتقبلها منكم،لكن لن نقبل بتاتا،ومعنا أغلب الجزائريين دعوتكم التحريضية إلى إحياء الأحقاد،وإذكاء نار الفتنة بين الجزائريين
وأنت تعلم بأن:" الفتنة نائمة!!؟"،وتعلم تمام الحكمة!!؟، فهل تريد أن يصيبك تمامها!!!؟؟؟.
عجيب والله أمر أهل الأهواء، ينتقلون بأهوائهم بين الآراء، وصدق من قال فيهم:" من جعل دينه عرضة للرأي: أكثر التنقل!!؟".
لقد دافع" ابن عربي" عن النظام في حربه للجماعات المسلحة
وذلك في مقاله:" الولاء الوطني بين الصوفية والسلفية"، بينما نراه هنا يقول عن نفس النظام بأنه:{... فبرك قصة المصالحة مع الإرهاب، فإن الشعب لم يصالح، ولن يصالح!!!؟؟؟}.انتهى كلامه.
إن:" المصالحة والأمن والوئام": لا تروق للذين تعودوا الصيد في المياه العكرة!!؟، ومعلوم أن الخفافيش لا تستطيع العيش إلا في الظلام!!؟،ذلك أن:" نور الأخوة والاتحاد حول توحيد رب العباد،وسنة خير من وطئ الأرض المهاد": تشمئز منه نفوس قال الله تعالى عنها:[ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ]،وقال
أيضا:[ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ].
لقد استفتى رئيس الجمهورية – حفظه الله وعافاه – الشعب الجزائري في مشروع الوئام المدني، فكانت الأغلبية الساحقة موافقة له في مسعاه، وقد ساهم في إنجاحه أيضا العديد من الشخصيات الوطنية التي لها وزن وثقل تاريخي،ولا يخفى هذا الأمر على أبسط مثقف جزائري.
إن هذا الفكر:"الوزغي!!؟:( ابحث عن معناه ودلالته هنا): هو الذي عمق جراح الجزائريين، وأطال من عمر الأزمة.
بعد قراءتي تحريض:"ابن عربي": تذكرت أما جزائرية ثكلت أيام الفتنة العمياء الصماء البكماء التي مرت بها الجزائر في ابنين من أبنائها الأربعة:(أحدهما شرطي و الثاني من الجماعات المسلحة)،
ولما خيرت بين مسألة العفو ومسألة مواصلة حل:"الكل أمني"
قالت:" فقدت ابنين من أبنائي الأربعة، ولا أريد فقدان الاثنين الباقين، العفو أحب إلي ولباقي أبناء الجزائر".
لما قرأت تحريض:"ابن عربي"، وتذكرت قول تلك الحرة الجزائرية الأمية، قلت في نفسي:" إن بعض الجهل خير من كثير مما يعد ثقافة أو علما!!!؟؟؟؟".
يقول:"ابن عربي":"لا تصالح على الدم.. حتى بدم، لا تصالح! "
والله تعالى يقول:[ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)]،ويقول:[ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (129) ]،ويقول:[ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ]،ويقول:[ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)].
قال الشيخ:"السعدي" في شرح الآية الأولى:(1/800):" هذا متضمن لنهي المؤمنين عن أن يبغي بعضهم على بعض، ويقاتل بعضهم بعضًا، وأنه إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين، فإن على غيرهم من المؤمنين أن يتلافوا هذا الشر الكبير، بالإصلاح بينهم، والتوسط بذلك على أكمل وجه يقع به الصلح، ويسلكوا الطريق الموصلة إلى ذلك".
ذلك هو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال من إذكاء نار الفتن بين المؤمنين، ونشر الأحقاد والعداوات فيما بينهم.
أقول هذا الكلام ليس دفاعا عمن ضلت به السبل من أبناء هذا الوطن، فرفع السلاح في وجه أهله بغير حق، فأحدث فسادا سماه "جهادا!!؟"،لكن الخطأ لا يعالج بالخطأ،قال عليه الصلاة والسلام:
" انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، قلنا:" يا رسول الله: نصرته مظلوما، فكيف أنصره ظالما"، قال:" تكفه عن الظلم فذاك نصرك إياه". متفق عليه.
لست داعيا هنا إلى قطع تلك الصفحة السوداوية من تاريخ الجزائر،وإرغام المكلومين على نسيان جراحهم،لأنني أعلم أن الجروح عميقة ومؤلمة،ولكنني أدعو إلى طي الصفحة دون نسيانها بشرط : أن يصحب ذلك فكر سديد نحو أفق أرحب،ونظر أعمق: يلم شمل الجزائريين الذين يبنون الجزائر جميعا كما حرروها جميعا،وليكن لنا في الصحابة رضوان الله عليهم الذين اقتتلوا في موقعتي:"صفين" و"الجمل"،لكن ذلك لم يمنعهم من التآخي مجددا، والمساهمة في بناء مجد الإسلام. ولا نتحرج من ضرب المثل بدولة:" جنوب إفريقيا": التي عانت لعقود نظام التمييز العنصري:"الأبارتايد"،وحصل بينهم قتل كبير،لكنهم في الأخير توصلوا إلى وجوب المصالحة،وتصنف: "جنوب إفريقيا":اليوم من الدول ذات الاستقرار،وقوة الاقتصاد.
أقول في الختام:" إن الجزائر بحاجة إلى أبنائها جميعا خاصة في هذا الظرف الحساس جدا، فالأعداء يتربصون بنا من كل جانب من:" إرهاب متعدد الجنسيات في الجنوب إلى استفزاز الجار الغربي إلى عدم الاستقرار الأمني عند جارتي الشرق دون نسيان
المعضلات الداخلية التي تؤجج الغليان الاجتماعي".
ف:" اللهم احفظ الجزائر وسكانها، وأصلح بينهم، ووحد قلوبهم، وألف بينهم، واجمع على الحق كلمتهم، واجعل تدبير أعدائهم في نحورهم، واكفهم شرهم، وآخر دعائنا أن:" الحمد لله رب العالمين".