الوظيفة العمومية تقصي أساتذة ناجحين.. عشية الدخول المدرسي!
06-09-2015, 11:07 AM

نشيدة قوادري
صحافية بالقسم الوطني في جريدة الشروق، مهتمة بالشؤون التربوية
شرعت، المديرية العامة للوظيفة العمومية، من خلال مفتشياتها الولائية، في غربلة قوائم الناجحين في مسابقات التوظيف في سلك الأساتذة التي نظمت مارس الماضي، بحيث أقصت عديد الناجحين بعد استكمالها للرقابة "الآنية" بسبب "بريكولاج" مديريات التربية في عملية دراسة الملفات. في الوقت الذي ذهب المترشح ضحية التجاوزات، أين وجد نفسه مقصى عشية الدخول المدرسي.
علمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن عديد المترشحين عبر الوطن والذين شاركوا ونجحوا بعدها في مسابقات التوظيف للالتحاق برتبة أستاذ في أحد الأطوار التعليمة الثلاثة، وكانوا قد استفادوا من تكوين "بيداغوجي إلزامي" لمدة 15 يوما، بمعاهد تكوين المكونين وتحسين مستواهم، الموزعة عبر الوطن، قد تفاجؤوا بمديريات التربية تبلغهم عشية الدخول المدرسي، بأنهم "مقصون" بقرار من المديرية العامة للوظيفة العمومية، وليسو بناجحين، موضحة في ذات السياق بأن هذه "التجاوزات" قد حصلت بسبب "تمرد" بعض مديريات التربية للولايات وليس كلها على تعليمة وزارة التربية الوطنية المتضمنة ضرورة القيام بالمراقبة الآنية لملفات المترشحين المودعة والتدقيق فيها قبل الإعلان عن النتائج بصفة نهائية و رسمية، لتفاد الوقوع في الأخطاء، غير أن الذي حدث فعلا في الميدان هو أن مصالح المديريات شرعت في نشر قوائم الناجحين دون تأشيرة الوظيفة العمومية واعتبرت أن القائمة المعنية للناجحين معنية أيضا بالتكوين، في الوقت الذي قامت مفتشيات الوظيفة العمومية الولائية بمراسلة مديريات التربية المعنية ووزارة التربية الوطنية، على التجاوزات الخطيرة التي رفعتها ودونتها في تقرير مفصل تضمن قبول ملفات غير مطابقة إطلاقا للمنشور الوزاري المحدد للشهادات و المؤهلات المطلوبة للتوظيف في السلك البيداغوجي، وأخطاء "فادحة" في احتساب الخبرة المهنية، وهو ما جعل الوظيفة العمومية تلجأ إلى إلغاء القوائم المنجزة من قبل مديريات التربية وتعلن عن قوائم جديدة وصحيحة للناجحين بعد استكمالها لرقابتها "الآنية".

وأكدت، المصادر نفسها، أن هذه التجاوزات قد ذهب ضحيتها المترشح، الذي وجد نفسه "مقصى" بعدما كان ناجحا في المسابقة، وبعدما استفاد أيضا من تكوين "بيداغوجي إلزامي"، غير أن المؤكد في القضية هو أن التجاوزات المسجلة ليست بالجديدة على الإطلاق، لكن الملفت فيها هو أن الإقصاء قد جاء مبكرا عشية الدخول المدرسي، أين تم إعداد قوائم صحيحة لناجحين حقيقيين بعد "الرقابة الآنية" للوظيفة الوظيفة، على اعتبار أن الإقصاء كان يتم بعد مرور سنة كاملة من التوظيف لأنها مفتشياتها الولائية كانت تعتمد على ما يصطلح عليه "بالرقابة البعدية" للملفات.

ومعلوم، أن المديرية العامة للوظيفة العمومية، كانت قد رفعت "تقريرا أسود" عن مسابقات توظيف الأساتذة، عقب التجاوزات التي سجلتها لدى انتهائها من "الرقابة الآنية" للملفات، أين تم اكتشاف قبول ملفات غير مطابقة إطلاقا للمنشور الوزاري المحدد للمؤهلات والشهادات المطلوبة للتوظيف، في الوقت الذي تحركت الوزارة الوصية ونصبت لجانا للتحقيق في الملف ابتداء من اليوم.