تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
موقف الإمام الإبراهيمي من الاستشراق
14-06-2017, 01:10 PM
موقف الإمام الإبراهيمي من الاستشراق
(1/2)


الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

سنستعرض بتوفيق الله في هذا المتصفح بعض أقوال الشيخ العلامة:" محمد البشير الإبراهيمي" رحمه الله المتعلقة بالاستشراق والمستشرقين، فقد كشف رحمه الله في فترة مبكرة:" مكر هؤلاء وكيدهم بالإسلام والقرآن وسنة النبي العدنان"، وذلك في زمن: كان فيه الكثير من مفكري العرب والمسلمين مغالطين بحقيقة هؤلاء الماكرين المخادعين.
ويحسن بنا ابتداء: أن نبين بعض حقائق هؤلاء الأفاكين، لنفهم على ضوء ذلك رأي الشيخ العلامة:" محمد البشير الإبراهيمي" رحمه الله في الاستشراق والمستشرقين، فإلى الجزء الأول من الموضوع:

قبل وأثناء وبعد:" فترة الاستدمار": التي جثمتْ على البلاد والشعوب العربيَّة والإسلاميَّة: كانتْ هناك حركة مُريبة يقوم بها جُملة من القساوسة والباحثين الغربيين في دراسة المجتمعات المسلمة دراسةً تفصيليَّة"، ولقد بدأتْ بدراسة اللغة العربية والإسلام، إلاَّ أنَّها بعد ذلك: امتدَّتْ إلى كلِّ ما يتعلَّق بالشرق:( شعوبهم وتاريخهم، وأديانهم ولُغاتهم، وأوضاعهم الاجتماعيَّة، وبُلدانهم وسائر أراضيهم، وما فيها من كنوز وخيراتٍ وحضاراتهم، وكل ما يتعلَّق بهم)، وسُموا ب:" المستشرقين"؛ لأنهم يقومون بدراسة الشرق، وللإنصاف، فإنَّ عددًا منهم: كانتْ دراسته بحثًا عن الحقيقة، وبمنهجيَّة علميَّة: انتهتْ ببعضهم إلى الهداية إلى الإسلام، غير أنَّ هؤلاء:" قلَّة قليلة": لا يُذكرون أمام تلك الأعداد التي كانتْ دراستُهم لأهداف أخرى يَجمعها:" هدفُ الطَّعْن والتشكيك في نبوَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم -، والتشكيك في أنَّ الإسلام دينٌ من عند الله:﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾.
وقد سلكوا في ذلك طُرقًا، وولَجُوا أبوابًا: زيَّفوا فيها حقائقَ، وتعسَّفوا في تأويل مواقفَ، وأنكروا حُججًا ظاهرة، وقدَّموا وأخَّروا، وشكَّكوا ونَفوا، ومن أكبر ما تعرَّض لجرائمهم تلك:( التراث: تراث الأمة العظيم الممتد من قرون طويلة، والمحفوظ في الصدور والسطور، والمملوء بصفحات بيضاءَ ناصعة، أرادوا إضعاف - بل نزْع - ثِقة المسلمين في تراثهم الذي يُمثِّل: أُسَّ تكوينهم، وتصريح صلاحيتهم، وعُنوان شَرفهم).
والمرء - من أيِّ دينٍ وبلد كان - إذا انْتُزِعتْ ثقتُه بتراثه، فلنْ يحمل له أيَّ ولاءٍ، ولنْ يَفْخر به، بل لن يتردَّدَ في تَرْك الانتماءِ له، إنْ لَم ينقلبْ عدوًّا له يَسعى في مُحاربته!!؟- كما نلاحظه من بعضهم!!؟-.
والهجوم على التراث في نتاج المستشرقين: واضحٌ وكثير بما لا يَحتاج إلى استشهادٍ؛ فقد جَمَعوا في ذلك كمًّا ليس بقليلٍ، بل يكاد يَنْحصر عملُهم فيه، ومَن قرأ عن:" الاستشراق والمستشرقين": يَلْمح بسهولة أمثلةً لذلك.
ومعركتُنا معهم مستمرَّة، وهذه:" سُنَّة التدافُع والصراع بين الحقِّ والباطل".
إن هؤلاء المستشرقين ذوو قلوب مريضةٍ طافحةٍ بالتعصب الممقوت، والتحاملِ الظالمِ ضد الإسلام، فلا يرى أصحابُها الأشياءَ على حقيقتها، ومن ثَمّ تهيمن على منهج البحثِ لديهم:" روحٌ خبيثةٌ شريرة تكره الحقَّ، وتعمل جاهدة على إطفاء نوره، أو حجْبِ سُمُوِّه وإشراقه، ما استطاعت إلى ذلك سبيلا!!؟".
إنهم كمن ينظر في كتاب جميل، فلا يعنيه إلا أن يرى النقطَ السوداءَ التي لا يتجاوز عددُها في الكتاب كلِّه: أصابعَ اليد الواحدة!!؟؛ بينما يتعامى عن رؤية ألوف السطورِ الوضّاءةِ التي تُزين صفحات الكتاب بجمال أساليبها، وعذوبة كلماتها، وعظمة معانيها ومضمونها.
فنرى منهجهم قائما على التشكيك بصحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ومصدرها الإلهي، فجمهورهم: ينكر أن يكون الرسول نبينا موحى إليه من عند الله جل شأنه، ويتخبطون في تفسير مظاهر الوحي التي كان يراها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً، وبخاصة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فمن المستشرقين: من يرجع ذلك إلى ((صرع!!؟)) كان ينتاب النبي صلى الله عليه وسلم حيناً بعد حين، ومنهم: من يرجعه إلى تخيلات كانت تملأ ذهن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم: من يفسرها بمرض نفسي، وهكذا، كأن الله لم يرسل نبياً قبله حتى يصعب عليهم تفسير ظاهرة الوحي، ولما كانوا كلهم ما بين يهود ومسيحيين: يعترفون بأنبياء التوراة، وهم كانوا أقل شأناً من محمد صلى الله عليه وسلم في التاريخ والتأثير والمبادئ التي نادى بها، كان إنكارهم لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم: تعنتاً مبعثه التعصب الديني الذي يملأ نفوس أكثرهم كرهبان وقسس ومبشرين.
ويتبع ذلك: إنكارهم أن يكون القرآن كتاباً منزلاً عليه من عند الله عزوجل، وحين يفحمهم ما ورد فيه من حقائق تاريخية عن الأمم الماضية: مما يستحيل صدوره عن أمي مثل: محمد صلى الله عليه وسلم، يزعمون ما زعمه المشركون الجاهليون في عهد الرسول من: أنه استمد هذه المعلومات من أناس كانوا يخبرونه بها، ويتخبطون في ذلك تخبطاً عجيباً!!؟.
وحين يفحمهم ما جاء في القرآن من حقائق علمية: لم تعرف وتكتشف إلا في هذا العصر: يرجعون ذلك إلى ذكاء النبي صلى الله عليه وسلم، فيقعون في تخبط أشد غرابة من سابقه!!؟، ويتبع إنكارهم لنبوة الرسول وسماوية القرآن:

1 –: إنكارهم أن يكون الإسلام ديناً من عند الله، وإنما هو ملفق – عندهم – من الديانتين اليهودية والمسيحية، وليس لهم في ذلك مستند يؤيده البحث العلمي، وإنما هي: ادعاءات تستند على بعض نقاط الالتقاء بين الإسلام والدينين السابقين.
ويلاحظ أن المستشرقين اليهود – أمثال: جولدزيهر وشاخت – هم: أشد حرصاً على ادعاء استمداد الإسلام من اليهودية وتأثيرها فيه، أما المستشرقون المسيحيون، فيجرون وراءهم في هذه الدعوى، إذ ليس في المسيحية تشريع: يستطيعون أن يزعموا تأثر الإسلام به وأخذه منه، وإنما فيه مبادئ أخلاقية زعموا أنها أثرت في الإسلام، ودخلت عليه منها، كأن المفروض في الديانات الإلهية: أن تتعارض مبادؤها الأخلاقية!!؟، وكأن الذي أوحى بدين هو: غير الذي أوحى بدين آخر!!؟، فتعالى الله عما يقولون علواً كبيرا.

2 التشكيك في صحة الحديث النبوي الذي اعتمده علماؤنا المحققون، ويتذرع هؤلاء المستشرقون بما دخل على الحديث النبوي من وضع ودس: متجاهلين تلك الجهود التي بذلها علماؤنا لتنقية الحديث الصحيح من غيره، مستندين إلى قواعد بالغة الدقة في التثبت والتحري، مما لم يعهد عندهم في ديانتيهم عشر معشاره في التأكد من صحة الكتب المقدسة عندهم، وقد ناقشتهم في ذلك نقاشاً علمياً في كتابي: ((السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي)).
والذي حملهم على ركوب متن الشطط في دعواهم هذه، ما رأوه في الحديث النبوي الذي اعتمده علماؤنا من ثروة فكرية وتشريعية مدهشة، وهم لا يعتقدون بنبوة الرسول، فادعوا: أن هذا لا يعقل أن يصدر كله عن محمد الأمي، بل هو: عمل المسلمين خلال القرون الثلاثة الأولى، فالعقدة النفسية عندهم هي: عدم تصديقهم بنبوة الرسول، ومنها ينبعث كل تخبطاتهم وأوهامهم.

3التشكيك بقيمة الفقه الإسلامي الذاتية، ذلك التشريع الهائل الذي لم يجتمع مثله لجميع الأمم في جميع العصور.
لقد سقط في أيديهم حين إطلاعهم على عظمته، وهم: لا يؤمنون بنبوة الرسول، فلم يجدوا بداً من الزعم: بأن هذا الفقه العظيم: مستمد من الفقه الروماني!!؟، أي أنه: مستمد منهم – الغربيين!!؟ –، وقد بين علماؤنا الباحثون تهافت هذه الدعوى، وفي البحث الممتع الذي نشرناه للدكتور:" معروف الدواليبي" حول هذا الموضوع في أعداد المجلة للسنة الأولى: ما يكشف تهافت تلك الدعوى، وفيما قرره:" مؤتمر القانون المقارن المنعقد بلاهاي" من أن:{ الفقه الإسلامي فقه مستقل بذاته، وليس مستمداً من أي فقه آخر}: مما أفحم المتعنتين منهم، وأقنع المنصفين الذين لا يبغون غير الحق سبيلا.

4 التشكيك في قدرة اللغة العربية على مسايرة التطور العلمي، لنظل عالة على مصطلحاتهم التي تشعرنا بفضلهم وسلطانهم الأدبي علينا، وتشكيكهم في غنى الأدب العربي، وإظهاره: مجدباً فقيراً لنتجه إلى آدابهم، وذلك هو: الاستعمار الأدبي الذي يبغونه مع الاستعمار العسكري الذي يرتكبونه.

إن المستشرقين لا يكتفون بتقمّم المثالب - في ظنهم - وحجْب الحقائق عن القارئ في كتاباتهم؛ بل يُرهِبون مَن تُسوِّل له نفسُه أن يَعرِض الحقيقة بإشراقها، أو يصورَ المنهجَ الإسلاميَّ تصويرًا أمينًا صادقًا.
فإن كان عالماً من بني جِلْدتهم: رمَوْه بالتعاطف مع المسلمين تارة!!؟، وبمخالفة المنهج العلميِّ أخرى!!؟، وبالعداء للكنيسة ثالثة!!؟، بالإضافة إلى التضييق عليه!!؟، والحيلولة بين بحوثه وبين الرواج والانتشار!!؟، وإن كان طالبًا: ساقه حظُّه إلى العثِر إلى أن يتلقى العلمَ في معاهدهم، فلا يمكن أن يُسمَح له بإنصاف الإسلام، وذكر الحق مجردًا من كل هوى، وإلا تعرّض للرسوب والحرمان من الشهادة التي تقدم لنيلها غير مأسوف عليه!!؟، وقد استغلوا كثيرا من الطلبة المسلمين لخدمة أغراضهم الخبيثة!!؟.
يقول:( المستشرق: ماسينيون):
" إن هؤلاء الطلاب المسلمين الذين يصلون إلى فرنسا، يجب أن يصاغوا صياغة غربية خالصة؛ حتى يكونوا أعوانًا لنا في بلادهم".[من التبعية إلى الأصالة في مجال التعليم واللغة والقانون، أنور الجندي، ص 16].
ويقول:( المستشرق المنصر: صمويل زويمر):
" تنصير المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم، ومن بين صفوفهم؛ لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أعضائها".[ الغارة على العالم الإسلامي، ص 30].
وهذه شهادة - بل وثيقة - صدرت عن:( أحد دعاة التخريب والإفساد في العالم، وهو: الوجودي الانحلالي: جان بول سارتر): تكشف عن اهتمامهم بصناعة:"المفكر المستغرب": الذي يقوم بترديد آراء الغربيين، وتسويقها بين قومه الشرقيين، وهي في ذات الوقت:" شهادة واحد من أهلها"، فيقول - مشيرًا إلى:" بعض طرق صناعة المفكر الشرقي في الغرب، ومجال استخدامه -:
" كنا نحضر رؤساء القبائل وأولاد الأشراف، والأثرياء والسادة من إفريقيا وآسيا، ونطوف بهم بضعة أيام في أمستردام ولندن والنرويج وبلجيكا وباريس، فتتغير ملابسهم، ويلتقطون منا بعض أنماط العلاقات الاجتماعية الجديدة، ويتعلمون منا طريقة جديدة في الرواح والغدو، ويتعلمون لغتنا، وأساليب رقصنا وركوب عرباتنا، وكنا ندبر لبعضهم أحيانًا زيجات أوروبية، ثم نلقنهم أسلوب الحياة الغربية...
كنا نضع في أعماق قلوبهم الرغبة في أوروبا، ثم نرسلهم إلى بلادهم، وأي بلاد!!؟، بلاد كانت أبوابها مغلقة في وجوهنا، ولم نكن نجد منفذًا إليها، كنا بالنسبة إليها رجسًا ونجسًا، لكن منذ أن أرسلنا المفكرين الذين صنعناهم إلى بلادهم؛ كنا نصيح من أمستردام أو برلين أو باريس: " الإخاء البشري"، فيرتد رجع أصواتنا من أقاصي إفريقيا والشرق الأوسط أو شمالي إفريقيا..
كنا نقول: " ليحل المذهب الإنساني أو دين الإنسانية محل الأديان المختلفة"، وكانوا يرددون .. هذه أصواتنا من أفواههم، وحين نصمت يصمتون!!؟، إلا أننا كنا واثقين من أن هؤلاء المفكرين: لا يقولون كلمة واحدة غير ما وضعنا في أفواههم!!؟". [شبابنا في وجه الإعصار الغربي، عبد القادر عبار، مقال في مجلة الأمة، ص 21].

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: موقف الإمام الإبراهيمي من الاستشراق
21-06-2017, 02:06 PM
موقف الإمام الإبراهيمي من الاستشراق
(2/2)

قال الشيخ العلامة المصلح:" محمد البشير الإبراهيمي" رحمه الله
مبينا حقيقة دور المستشرقين الخبيث:

" نحن نعد هذه اللجنة:( لجنة فرانس - إسلام ):تدجيلة جديدة في السياسة الفرنسية الاستعمارية تفتّق عنها ذهن مستشرق "حكومي":( المستشرق المقصود هو: لويس ماسينيون) من الذين يجعلون الاستشراق ذريعة لاستهواء الشرقيين المفتونين بالغرب، الخاضعة عقولهم وأفكارهم لعقوله وأفكاره، وأنا أسمي ثلة من هؤلاء المستشرقين "حكوميين" تسمية صادقة أصدر فيها عن روية وتثبّت، فما هم: إلا أذناب لحكوماتهم، وما هم إلا موظفون أو مستشارون حكوميون، وما هم إلا "تراجمة" للحكومات الاستعمارية وأدلاء، يترجمون لها معاني الشرق، ويدلّونها على المداخل إلى نفوس أبنائه وإلى استغلال أوطانه، وما هم إلا آلات في أيدي وزارات الخارجية، تستعملها لإبطال حق الشرق، وإحقاق باطله، ولبقاء الأمم الضعيفة في الاستعباد، أو إرجاعها إلى الاستعباد.
فالاستشراق في هؤلاء عند الحكومات الاستعمارية معناه: معرفة مداخل أوطان الشرق، ودخائل أبناء الشرق، وابتكار الوسائل لاستعمار العقول أولًا والأوطان ثانيًا، فهم روّاد عقليون قبل القوّاد العسكريين: ولذلك نرى هؤلاء المستشرقين الحكوميين يبنون أمرهم في الشهرة بين الشرقيين على الأبحاث العلمية الخالصة، ويغطون ضراوة الحجاج بطراوة "الحلاج"؛ فإذا طارت الشهرة في الآفاق، ووقع على الثقة بهم الإصفاق، أصبحوا سهامًا
نافذة لدولهم في جنب الشرق، وأدلاء بارعين على عورات الشرق، ومن هذه الطائفة صاحب فكرة "فرانس- إسلام".
من الطبيعي أن تكون أذهان هؤلاء المستشرقين المأجورين منصرفة إلى الاختراع كأذهان الكيماويين والميكانيكيين، وأن تكون هممهم متوجّهة إلى الاكتشاف كهمم الروّاد والفلكيين، ولكن هل يُكتب الخلودُ ورفع الذكر لمن اكتشف "وقف أبي مدين" في القدس كما كتبا لمن اكتشف أميركا ورأس الرجاء الصالح في الأرض، أو لمن اكتشف كواكب المجرّة في السماء!!؟.
إن هذا الصنف من المستشرقين هم: الذين سخروا العلم للسياسة، وهم الذين رضوا للعلم بالامتهان، وهم الذين لم يعتصموا بالاستقلال العلمي، فعصفت بهم الأهواء، فأصبحوا مبشّرين بالاستعمار، داعين إلى ضلاله، فهم غير أهل لاحترام العالم العلمي وإجلاله، وهم- من منازل الاعتبار- في المنزلة الدنيا بين ذوي الوظائف السياسية الرسمية، ولست أدري لماذا فوّتوا على أنفسهم أبّهة الوظيفة ومظاهرها!!؟.
كوّن هذا المستشرق لجنته في فرنسا التي هي أحد طرفي الاسم، وأوحى إلى المغرورين به في شمال أفريقيا ما أوحى، فإذا الدعاية قائمة، وإذا الاسم دائر على الألسنة، ولكن الأغراض غير محددة ولا مفهومة، وانتظر الناس الأعمال التي تفسّر المقاصد، والمقدّمات التي تشعر بالنتائج، فكانت المقدمات أحاديث ومناشير وبرقيات عن فلسطين، وعن قضية المشرّدين، وعن وقف أبي مدين (الجزائري)، ثم انتقلت إلى "تدويل القدس"، وهنا فهم مَن لم يكن يفهم، وضاع الفهم ممن كان فاهمًا، أهذه "شكشوشة" أديان؟، فلماذا- إذن- ذكرت فرنسا في الاسم، ولم تذكر المسيحية!!؟".

وقال رحمه الله:

" وأما هيأة (فرنسا- الإسلام-) التي ذكرت "الزهرة" أن العقبي مبعوث من طرفها فإننا لا نعرفها، ولا نؤمن بها، فإن كانت موجودة، فهي لِشَرّالإسلام لا لخيره، وللإضرار به لا لنفعه، وإننا نعتقد أن فرنسا أكبر عدوّ للإسلام، وهل يأتي من العدوّخير!!؟.
إن هذه الهيأة- التي لم نتبيّن إلى الآن حقيقتها- "تدجيلة" جديدة لم يَخْلُ زَمنٌ من أشباهها، ابتكرها بعض المستشرقين الذين يجعلون الاستشراقذريعة لاستِهْوَاء المفتونين من الشرقيين، ويُغَطّون لهم به ضراوة الحَجّاج، بطراوة "الحَلّاج"، ويبكون لهم على لَيْلَاهم، وهم الذين قتلوها.
أين كان هذا المستشرق يوم شاركت دولته في جريمةفلسطين، وإخراج الإسلام منها، بموافقتها على التقسيم، وبمساعداتها المفضوحة لليهود من يوم وُلدت القضية إلى الآن!!؟، إنه كان ساكتًا سكوت المغتبط بتلك الأدوارالأثيمة، لأن الإحساس المتنبّه فيه إذ ذاك هو: إحساسه الفرنسي، فلما تمّت الأدوار، وبلغت نهايتها، وعلم أن اليهود سَيأخذون المسالك على دينه ودولته معًا- تَنَبَّه إحساسه المسيحي الحانق على اليهود، وجاء يُعَزِّي المسلمين البسطاء تعزية الشامت!!؟، ويُنَبِّه دولته إلى أن هناك منفذًا تدخل منه أصبعها في فلسطين، وهو: وَقْفُ أي مدين "الجزائري"، وأن هناك ميدانًا تسترجع فيه عطف المسلمين الأغرار، وهو: قضية المشرّدين، وأن ذلك لا يتمّ إلّا بتدوبل القدس، فكأن هذا المستشرق: لم يَكْفِهِ استغلال دولته للأحياء منّا، فابْتَكَرَ لها طريقةً لاستغلال الأموات، وإنَّ هذه لَإحْدى فوائد الاستشراق لهم ... ولنا!!؟، وعلى كل حال، فهو قَدْ رَمَى الشبكة، وأصاب ما قُدِرَ له من الرزق ومن ضلّ، فإنما يضل على نفسه".(الآثار:2/340).


وقال رحمه الله:

" ولم نجد في التاريخ قديمه وحديثه عالمًا غير مسلم حذق العربية فهمًا، وأتقنها حفظًا، وغاص على أسرارها، ولابست روحه روحها، ثم لم تهده إلى حقائق الإسلام، ولم تقف به على بابه، وأقلّ المراتب التي يضعه علمه الكامل بالعربية فيها أن يكون فيه صغو إلى الإسلام، وسير في اتجاهه، وتفتّح ذهن إلى فهمه، وبشاشة نفس مع أبنائه، كأنه يحسّ أنهبمقربة منهم، وأن بينهم وبينه رحمًا واصلة، ونسبًا جامعًا، وقد امتحنا هذا الأصل فيمن عرفناه- بخبره أو أثره- من المستشرقين الفرنسيين الذين يأتوننا موظفين، أو تجّار "استشراق"، فوجدناهم شذوذًا في القاعدة، فعلمنا أن ضعف تلك العاطفة فيهم آتٍ من ضعف نصيبهم من العربية، والحقيقة هي تلك ...
وما كنا نظنّ أن مستشرقًا ما من هؤلاء: يستخفّنا برقاه، أو يسترهبنا بسحره، لأننا عرفناهم بسيماهم، وعرفناهم في لحن القول، فساء ظننا بهم تبعًا لسوء ظننا بالاستعمار الذي جعلهم جوارح لصيده، ووسائل لكيده؛ ما كنا نتوهّم ذلك حتى جاء المستشرق صاحب فكرة "فرانس- إسلام"، وقعقع الشنّ، فخيّب الظن".( الآثار: 3/351-353).


وقال رحمه الله:

" تعددت جرائم الاستعمار في هذه العصور الأخيرة، واشتدّ تكالبه على الأمم الضعيفة، فما سمعنا صيحة استنكار من هؤلاء المستشرقين على دولهم، أو على أممهم، وإن لهم عند دولهم، وبين أممهم المنزلة الرفيعة، والكلمة المسموعة، فعلمنا أن بعض أسباب ما ينعمون به من منزلة وسمعة هو: سكوتهم عن تلك الجرائم، بل تزيينها، بل الإعانة عليها، وعلمنا أن الاستشراق أصبح (صنعة) لا علمًا، وأن الاستعمار ينشطها لمآرب له فيها؛ وعلمنا أنه- لأمر ما- كان ازدهار الاستشراق مقارنًا لازدهار الاستعمار.
ونحن نعلم- مع هذا- أنالمستشرقينأصناف؛ فمنهم: من يطلب العلم رغبة في العلم، وشوقًا إلى المعرفة، وآية هذا الصنف أن يُترجم عن لغات الشرقخير ما فيها، لينقل إلى أمّته غذاءً نافعًا، ويضيف إلى معارفها بابًا من المعرفة جديدًا، وهذا الصنف هو: موضعُ إجلالنا واحترامنا، ومنهم: من يحيي أثرًا من آثار الشرقيين بنصّه ولغته، وهذا الصنف لم ينفع أمّته بعلمه، وإنما نفع نفسه عندنا بما نسبغه عليه من نعوت الإعجاب والتقدير بمبالغتنا الشرقية التي زادها الاستعمار الفرنسي في عقولنا تمكّنًا ورسوخًا؛ ولو أوتينا ما أوتي هذا الصنف من تيسّر الأسباب: لفعلنا ما لم يفعلوا؛ ومنهم: من يعمد إلى عوراتالشرقيين فيفضحها لقومه، وإلى مواقع الضعف فيهم، فيدل قومه عليها، و:(هذا الصنف هو: الكثرة الكاثرة!!!!!!؟؟؟؟؟ وهو: هدف انتقادنا، ومبعث سوء اعتقادنا.
لا نلوم من يخدم وطنه، وينفع أمّته، ولكننا نلوم من يستهزئ بنا فيغشّنا، ومن يتظاهر بنفعنا، وهو يعمل لضرّنا!!؟، ومن يعلن في معاملتنا خلاف ما يبطن، فبعض الإنصاف- أيها القوم- ولا تلوموا من ضاق ذرعه بالاستعمار فغلب صبره، فباح بشكواه، فاعترضته أعمالكم، فلمسكم لمسة، مهما تكن غير خفيفة، فلا تقولوا إنها غير عفيفة؛ وقليل لمن مسستموه بنصب وعذاب، أن يمسّكم بنقد وعتاب، ولئن كتبنا عليكم الكلمات، فلطالما كتبتم عنّا الأسفار". ( الآثار: 3/355).


وقال في( الآثار: 1/413):

" افتراء مستشرق*
وهل أتاك نبأ المغرور ÷ وما أتى من كذب وزور
معلولة الآراء والأنظار ÷ عارية السوءات للنظّار
لقيطة لقيها كفاحي ÷ مريبة كالنسل من سِفاحِ
جانبت الحقائق الملموسَهْ ÷ وجافت الوقائع المحسوسَهْ
ضمّنها أحكامه على الأمم ÷ تبًّا له من حاكم وما حكم
مقدمات بعدها نتائج ÷ لكنها محلولة الوشائج
عدا على التاريخ وهو أبلج ÷ لكن بيان المفترين يحلَج
وأنكر الخصائص المسلمة ÷ لمن غدوا نور العصور المظلمة
وخص بالذم وبالتنقيص ÷ سامًا وابْنيه على التخصيص
ومن يكن ذا نسب لصيق ÷ أزرى بكل نسب عريق
يا غر مهما زدت في التسامي ÷ لن تدرك الأصل المنيف السامي
وهل لجنسكُم من النّبوَّة ÷ ومن زكاء النبت والبنوَّة
ومن سمو الريح والضمير ÷ ومن رقي الفكر والتفكير
بعض الذي أورثنا الخليل ÷ ونسله المبارك الجليل
وهل لكم ما شاد إسرائيل ÷ وما بنى للحقّ إسماعيل
يا غر أو يا هر إن الهِرَّا ÷ ليس يخيف الليث أن أهرا
يا غر إنّ المجد لا يجتلبْ ÷ بذمّكَ الغير ولا يُسْتَلَبْ
يا غر لو مَجَّدْتَ قومك بما ÷ فيهم ولم تزد لكان أسْلَما
__________
يُرَجّح أن يكون هذا المستشرق هو: ألْفِرْد بِلْ ( alfred bel)، ولعله هو.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 01:23 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى