ملامـــــــح الســـــــــاحل الآخــــــــــــــــــــر !!
20-10-2018, 08:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم






ملامـح السـاحل الآخـــــر !!
لقد أفرط الشيب في الملاحقة .. وتمادت الأوصال بالشكاوى .. وفقدت النفس شهية اللحاق بالحياة .. وهي التي كانت تركض طوال العمر بذلك الإفراط والشغف !! .. فإذا بالنفس والحواس تفقد الحماس في مواصلة المشوار .. وتلمح بعدم الكفاءة والمقدرة بنفس المعيار .. وذاك الأديم بدأ يفقد النضار واللمعان .. يشتكي من تجاعيد لم تكن يوماً في الحسبان .. ومباهج الدنيا بدأت تفتقد حلاوة المذاق .. وتلك علامات تؤكد اقتراب نهاية المآل .. وأسبابها هي تلك الأيام التي تتلاحق لتصبح تلك السنوات .. والسنوات تتلاحق لتدخل في خيمة الذكريات .. ولا تزال دواليب العمر والحياة تدور وتتسارع بوتيرة الجريان .. حيث اشراقات شمس لا تكف يوماً عن الدوران .. وتلك سنن الكون التي لا بد أن تواصل حكاية السريان .. ومطية الحياة سرج لا بد أن يخلو يوماً من صاحب الكيان !.. نواقيس تدق وتعلن لحظة الاقتراب .. حيث الساحل الذي يقترب رويداً ورويداً ولا بد من كل حي أن يطرق تلك الأبواب .. والمرء لا يملك الخيار في اليد ليجادل أو يبدل لحظة الاختيار .. فهو ذلك المجبر الذي يلبي مشيئة الأقدار .. فلا بد لسفينة الحياة أن ترسو يوماً بالحي عند ميناء الإقبار .. ذلك الساحل المجهول الذي يفتقد مواصفات الأحوال .. والأمر الذي يحير الناس هو أن المسافر لذلك الساحل لا يعود يوماً ليخبر بالأسرار !.. بل يتوارى غموضاً وعجباً في برزخ مجهول المآل .. وكأنه يغيب في متاهة عجب لا تسمح بلحظة عودة وابتعاد !.. ولسان حاله يقول : ( كم أنتم في غفلة يا أيها الأحياء !! ) .. حيث عالم البرزخ الذي لا يليق بأهل الدنيا والمعاصي .. فلما العجالة يا أهل الدنيا والمصير لا بد يوماً أن يجيب على السؤال ؟! .. هو ساحل غير مرغوب في أكثر الأحيان .. ولكن تلك سمة مفطورة في بني الإنسان .. حيث ذلك الإنسان الذي يستقبل الدنيا يوم مولده بالبكاء .. وكذلك هو الذي يستقبل الآخرة يوم رحيله بالبكاء !!.. ولا يرتاد المصائر إلا مجبراً بحبال الانقياد .
ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد