البيت الإسلامـــــي السعيد..
27-08-2016, 09:24 PM
البيت الإسلامـــــي السعيد..


مرت البشرية بأحوال وأهوال.... سكنوا المغارات والكهوف والجحور التي في الجبال.. نصبوا أعمدة غطوها بجلد ما يصطادون وحشروا فيها جماعة وفرادى
إناثا وذكورا .. كبارا وصغارا’ مؤمنين وكفارا.. من بينهم أغنياء وأكثرهم فقراء
أما عن الخيمة والخيّم لا تسأل ’ هي بيوت الكرم والقول والفعل والأصالة والأصل
شمس تشرق وأخرى تغرب ’ نهار يحل وليل يهل’ وتأكل السنوات بعضها وتنقضي القرون تباعا’ فتبنى البيوت وتشيد القصور وتعلوا الأبراج عنادا وتباه ’ فيتنافس المتنافسون ويتطاول الحفاة الرعاة العراة فتحجب عن ديار البائسين أشعة الشمس ’ وهكذا دواليك تسابق وتلاحق ’ زينة زينتها مساحيق رياء وبصمتها شفاه حمراء بتشدق والكلمة بالكلمة ترشق
فعم الجفاف وطغى بين أفراد الأسرة الواحدة الجفاء’ تغرب الأقرباء وذُبح الحياء وساد اللئيم فأهين الحليم ’ ليس بعد من كرامة وعفة وأخلاق’ كتلكم التي هي توأم لخلق المصطفى رسول الله محمد – صلاة ربي وسلامه عليه- إلا من رحم ربك’ فراح النظر يعشق شغفا المظاهر ’ راحت مياه الوجوه تسقي أرضا لا تنبت زرعا ولا تجلب ضرعا ’ لا لشيئ إلا لكون صاحبها ذو مال أو جاه أو سلطان ’ وعن الخُلُق الكريم لا تسأل ’...
هنا وبعد أن بات الحال على هذا المنوال ’ هزني وازع من إيمان لأرحل بحثا عن خيمة فيها أجد راحة البال’ فيها أجد طمأنينة النفس’ فيها أجد السعادة والهناء ...
وبعد سير ومسيرة’ بعد عناء وصبر ’ وجدتها ’ أجل وجدتها ’ ها هي أمامي تلمع دون شعاع ’ تنير وكأن البدر حط فوقها’ تشع وكأني بها تناديني أنا هنا’ أنا هنا ’ أنا هنا
الحمد لله إنها بيت سكنها الإيمان وزينها الاسلام ’ وأنار ظلام وحشتها الرحمن ’ حيث القناعة’ حيث الرضا ’ حيث الصدق وطيب اللسان’ حيث تلبية النداء حين يرفع الأذان
بيت لطالما حلمت به وما كنت لأدركه لولا عناية الله ورحمته..
الحمد لله ’ كفاني ربي ووقاني لا من غناء ولامن غلو’ لا من نطح ولا من فضح’ لا مسلسلات شرقية أو غربية أو حتى تلكم التركية ’ بل مصاحف وكتب ومحابر وأقلام ’ هنيئا لكل مؤمن ومؤمنة بهذا البيت الذي فيه نما وينمو ابناء وبنات الاسلام
الله المستعان