تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Ayate.dz
Ayate.dz
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 27-03-2017
  • الدولة : الجزائر (جيجل)
  • المشاركات : 2,091
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • Ayate.dz will become famous soon enough
الصورة الرمزية Ayate.dz
Ayate.dz
شروقي
من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
02-04-2018, 07:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غـــزوة الـــســويق



وقعت غزوة السويق في ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة.

حصلت هذه الوقعة لما رجع أبو سفيان إلى مكة من غزوة بدر فخرج في مائتي راكب فنزل طرف العريض وبات ليلة واحدة في بني النضير عند سلام بن مشكم، فسقاه ونطق له من خبر الناس ثم أصبح في اصحابه وأمر بقطع أصوارا من النخل وقتل رجلا من الأنصار وحليفا له.

ثم كرر راجعا ونذر به محمد فخرج في طلبه والمسلمون فبلغ قرقرة الكدر وفاته أبو سفيان والمشركون وألقوا شيئا كثيرا من أزوادهم من السويق، فسميت غزوة السويق.

جاء في "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي قوله:

"سببها أن أبا سفيان حرم الدهن بعد بدر حتى يثأر من محمد وأصحابه فخرج في مائتي راكب إلى أن بقي بينه وبين المدينة ثلاثة أميال فقتل رجلًا من الأنصار وأجيرًا له وحرق أبياتًا هناك وتبنًا ورأى أن يمينه قد حلت ثم ولى هاربا‏.

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج في أثره في مائتي رجل من المهاجرين والأنصار واستخلف أبا لبابة بن عبد المنذر على المدينة فجعل أبو سفيان وأصحابه يتخففون للهرب فيلقون جرب السويق وكانت عامة أزوادهم فأخذها المسلمون فسميت غزاة السويق فلم يلحقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف إلى المدينة وكانت غيبته خمسة أيام‏.

وجاء في "الكامل في التاريخ" لابن الأثير:

"كان أبو سفيان قد نذر بعد بدر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدًا فخرج في مائتي راكب من قريش ليبر يمينه حتى جاء المدينة ليلًا واجتمع بسلام بن مشكم سيد النضير فعلم منه خبر الناس ثم خرج في ليلته فبعث رجالًا من قريش إلى المدينة فأتوا العريض فحرقوا في نخلها وقتلوا رجلًا من الأنصار وحليفًا له واسم الأنصاري معبد بن عمرو وعادوا ورأى أن قد بر في يمينه‏.

وجاء الصريخ فركب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه فأعجزهم وكان أبو سفيان وأصحابه يلقون جرب السويق يتخففون منها للنجاة وكان ذلك عامة زادهم فلذلك سميت غزوة السويق‏.

ولما رجع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمون قالوا‏:‏ يا رسول الله أتطمع أن تكون لنا غزوة قال‏:‏ نعم‏.

وقال أبو سفيان بمكة وهو يتجهز‏:‏ كرّوا على يثربٍ وجمعهم فإنّ ما جمّعوا لكم نفل إن يك يوم القليب كان لهم فإنّ ما بعده لكم دول آليت لا أقرب النّساء ولا يمسّ رأسي وجلدي الغسل حتى تبيروا قبائل الأوس وال خزرج إنّ الفؤاد يشتعل فأجابه كعب بن مالك بقوله‏:‏ إذ يطرحون الرّجال من سئم الطّير ترقّى لقّنّة الجبل جاؤوا بجمعٍ لو قيس مبركه ما كان إلاّ كمفحص الدّئل عارٍ من النّصر والثّراء ومن أبطال أهل البطحاء والأسل".

وجاء في "تـاريخ الأمم والملوك" المجلد الثاني للطبري:

"وهي غزوة النبي صلى الله عليه وسلم بدراً الثانية لميعاد أبي سفيان.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من غزوة ذات الرقاع، أقام بها بقية جمادى الأولى وجمادى الآخرة ورجب، ثم خرج في شعبان إلى بدر لميعاد أبي سفيان حتى نزله، فأقام عليه ثماني ليالٍ ينتظر أبا سفيان، وخرج أبو سفيان في أهل مكة.

حتى نزل مجنة من ناحية مر الظهران - وبعض الناس يقول: قد قطع عسفان - ثم بدا له الرجوع، فقال: يا معشر قريش، إنه لا يصلحكم إلا عامٌ خصب ترعون فيه الشجر، وتشربون فيه اللبن؛ وإن عامكم هذا عام جدب؛ وإني راجع فارجعوا. فرجع ورجع الناس، فسماهم أهل مكة جيش السويق. يقولون: إنما خرجتم تشربون السويق.

فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بدر ينتظر أبا سفيان لميعاده، فأتاه مخشي بن عمرو الضمري، وهو الذي وادعه على بني ضمرة في غزوة ودان، فقال: يا محمد، أجئت للقاء قريش على هذا الماء ؟ قال: نعم يا أخا بني ضمرة؛ وإن شئت مع ذلك رددنا إليك ما كان بيننا وبينك، ثم جالدناك. حتى يحكم الله بيننا وبينك.

فقال: لا والله يا محمد، مالنا بذلك منك من حاجة، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظر أبا سفيان؛ فمر به معبد بن أبي معبد الخزاعي، وقد رأى مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقته تهوى به فقال:

قد نفرت من رفقتى محـمـد وعجوةٍ من يثربٍ كالعنـجـد

تهوي على دين أبيها الأتـلـد قد جعلت ماء قديدٍ موعـدي

وماء ضجنان لها ضحى الغد

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شيئ قدير"
التعديل الأخير تم بواسطة Ayate.dz ; 08-07-2020 الساعة 11:49 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Ayate.dz
Ayate.dz
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 27-03-2017
  • الدولة : الجزائر (جيجل)
  • المشاركات : 2,091
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • Ayate.dz will become famous soon enough
الصورة الرمزية Ayate.dz
Ayate.dz
شروقي
رد: من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
07-07-2018, 04:12 PM
غــــزوة الأبـــــــواء

معركة الأبواء أو غزوة ودان هي أولى المعارك التي خاضها محمد رسول الإسلام، وكانت في شهر صفر سنة 2هـ/ 623 م. في ودّان.

ودان (بفتح الواو وتشديد الدال) موضع يبعد 12 كلم إلى الجنوب الشرقي لمستورة ويبعد عن المدينة 250 كلم.

والأبواء وادي بالحجاز يبعد 28 كلم إلى الشرق من مستورة و 43 كلم عن رابغ، به قبر آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم.

غزوة وَدَّان أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان سببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه مرور عِيْر لقريش بالأبواء ووجود بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة في المنطقة.

فخرج لذلك بعد أن استخلف على المدينة سعد بن عبادة رضي الله عنه حتى بلغ " وَدَّان " - وهي قرية جامعة بين مكة والمدينة - ولما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني ضمرة وادعته هذه القبيلة بواسطة سيدهم مخشي بن عمرو الضَّمْرِيّ على أن لا يغزوهم ولا يغزوه ولا يُكَثِّروا عليه ولا يُعينوا عليه أحدا وكتب بينهم كتابا بذلك .

وفاتته عير قريش فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلقَ كيدا غير أنه أقام ب " الأبواء " - وهي قرية من أعمال الفُرْع من المدينة بينها وبين الجُحْفَة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا - بقية صفر وعاد في ربيع الأول .

وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة أبيض اللون يحمله عمه حمزة رضي الله عنه ، وكانت غيبته صلى الله عليه وسلم عن المدينة خمس عشرة ليلة .

وتُعرف هذه الغزوة ب " غزوة ودان " كما تعرف ب " غزوة الأبواء " لقرب المسافة بينهما .

وقد جاء في تـاريخ الأمم والملوك للطبري (الجزء الثاني) قوله عن غزوة الأبواء (ودّان):

"حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في شهر ربيع الأول لاثنتى عشرة ليلة مضت منه، فأقام بها ما بقي من شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر وجماديين ورجب وشعبان ورمضان وشوالا وذا القعدة وذا الحجة - وولى تلك الحجة المشركون - والمحرم.

وخرج في صفر غازياً على رأس اثنى عشر شهراً من مقدمه المدينة، لاثنتى عشرة ليلةٍ مضت من شهر ربيع الأول؛ حتى بلغ ودان؛ يريد قريشاً وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة؛ ويه غزوة الأبواء، فوادعته فيها بنو ضمرة؛ وكان الذي وادعه منهم عليهم سيدهم كان في زمانه ذلك مخشى بن عمرو، رجل منهم.

قال: ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ولم يلق كيداً، فأقام بها بقية صفر وصدراً من شهر ربيع الأول.

وبعث في مقامه ذلك عبيدة بن الحارث بن المطلب في ثمانين أو ستين راكباً من المهاجرين؛ ليس فيهم من الأنصار أحدٌ، حتى بلغ أحياء ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة، فلقى بها جمعاً عظيماً من قريش؛ فلم يكن بينهم قتال؛ إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمى يومئذ بسهم؛ فكان أول سهم رمي به في الإسلام.

ثم انصرف القوم عن القوم وللمسلمين حاميةٌ، وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني حليف بني زهرة، وعتبة بن غزوان بن جابر حليف بني نوفل بن عبد مناف - وكانا مسلمين؛ ولكنهما خرجا يتوصلان بالكفار إلى المسلمين - وكان على ذلك الجمع عكرمة بن أبي جهل.

قال محمد: فكانت راية عبيدة - فيما بلغني - أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام لأحد من المسلمين.

وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: وبعض العلماء يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعثه حين أقبل من غزوة الأبواء قبل أن يصل إلى المدينة.

قال: وبعث حمزة بن عبد المطلب في مقامه ذلك إلى سيف البحر من ناحية العيص في ثلاثين راكباً من المهاجرين؛ وهي من أرض جهينة ليس فيهم من الأنصار أحدٌ، فلقى أبا جهل بن هشام بذلك الساحل في ثلثمائة راكب من أهل مكة فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني، فكان موادعاً للفريقين جميعاً، فانصرف القوم بعضهم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال.

قال: وبعض القوم يقول: كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من الملسمين، وذلك أن بعثه وبعث عبيدة بن الحارث كانا معاً، فشبه ذلك على الناس.

قال: والذي سمعنا من أهل العلم عندنا أن راية عبيدة بن الحارث كانت أول راية عقدت في الإسلام".

وجاء في سيرة ابن هشام لابن هشام قوله:

" قال ‏:‏ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الإثنين ، حين اشتد الضحاء ، وكادت الشمس تعتدل ، لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول ، وهو التاريخ ، فيما قال ابن هشام ‏.‏

عمره صلى الله عليه وسلم حين الهجرة قال ابن إسحاق ‏:‏ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ابن ثلاث وخمسين سنة ، وذلك بعد أن بعثه الله عز وجل بثلاث عشرة سنة ، فأقام بها بقية شهر ربيع الأول ، وشهر ربيع الآخر ، وجماديين ، ورجبا ، وشعبان ، وشهر رمضان ، وشوالا ، وذا القعدة ، وذا الحجة - وولي تلك الحجة المشركون - والمحرم ، ثم خرج غازيا في صفر على رأس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة ‏.‏

قال ابن هشام ‏:‏ واستعمل على المدينة سعد بن عبادة ‏.‏ غزوة ودان ، وهي أول غزواته عليه الصلاة والسلام موادعة بني ضمرة و الرجوع من غير حرب قال ابن إسحاق ‏:‏ حتى بلغ وَدّان ، وهي غزوة الأبواء ، يريد قريشا وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، فوادعته فيها بنو ضمرة ، وكان الذي وادعه منهم عليهم مخَشيّ بن عمرو الضمري ، وكان سيدهم في زمانه ذلك ‏.‏

ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ولم يلق كيدا ، فأقام بها بقية صفر ، وصدرا من شهر ربيع الأول ‏.‏ قال ابن هشام ‏:‏ وهي أول غزوة غزاها ‏.‏ سرية عبيدة بن الحارث ، وهي أول راية عقدها عليه الصلاة والسلام.

قال ابن إسحاق ‏:‏ وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في مُقامه ذاك بالمدينة عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ، ليس فيهم من الأنصار أحد ، فسار حتى بلغ ماء بالحجاز ، بأسفل ثنيِّة المرة ، فلقي بها جمعا عظيما من قريش ، فلم يكن بينهم قتال ، إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمي يومئذ بسهم ، فكان أول سهم رمي به في الإسلام ‏.‏

من فر من المشركين إلى المسلمين في هذه السرية ثم انصرف القوم عن القوم ، وللمسلمين حامية ‏.‏ وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني ، حليف بني زهرة ، وعتبة بن غزوان بن جابر المازني ، حليف بني نوفل بن عبد مناف ، وكانا مسلمين ، ولكنهما خرجا ليتوصَّلا بالكفار ‏.‏ وكان على القوم عكرمة ابن أبي جهل ‏.‏

قال ابن هشام ‏:‏ حدثني ابن أبي عمرو بن العلاء ، عن أبي عمرو المدني ‏:‏ أنه كان عليهم مِكْرز بن حفص بن الأخيف ، أحد بني معيص بن عامر ابن لؤي بن غالب بن فهر" ‏.‏

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شيئ قدير"
التعديل الأخير تم بواسطة Ayate.dz ; 08-07-2020 الساعة 11:47 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Ayate.dz
Ayate.dz
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 27-03-2017
  • الدولة : الجزائر (جيجل)
  • المشاركات : 2,091
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • Ayate.dz will become famous soon enough
الصورة الرمزية Ayate.dz
Ayate.dz
شروقي
رد: من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
06-04-2020, 04:33 AM
غزوة مؤتة

في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة جهز رسول الله عليه وسلم جيشاً للقصاص ممن قتلوا الحارث بن عمير الذي كان رسول الله عليه وسلم قد بعثه إلى أمير بصرى داعياً له إلى الإسلام .

وأمر على الجيش زيد بن حارثة ، وقال عليه الصلاة والسلام : " إن أصيب زيدٌ فجعفر بن أبي طالب ، وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة ، فإن أصيب عبد الله فخالد بن الوليد" .

وانطلق الجيش وبلغ عددهم ثلاثة آلافٍ من المهاجرين والأنصار . وأوصاهم الرسول عليه الصلاة والسلام بأن لا يقتلوا امرأةً ولا صغيراً ، ولا شيخاً فانياً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً .

ووصل الجيش إلى مكان يدعى " معان " في أرض الشام . وكان هرقل قد حشد مائتي ألف مقاتل لقتال المسلمين .

والتقى الجيشان غير المتكافئين عدداً أو عدة . وقاتل المسلمون قتال الأبطال . وصمدوا أمام هذا الجيش الضخم .

وقاتل زيد بن حارثة حامل اللواء حتى استشهد ، فتولى القيادة جعفر بن أبي طالب ، وحمل اللواء بيمينه فقطعت ، ثم حمله بشماله فقطعت ، فاحتضنه بعضديه حتى ضربه رجلٌ من الروم فاستشهد ، فسمي بذي الجناحين حيث أبدله الله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء .

ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة وقاتل حتى استشهد . فأخذ الراية خالد بن الوليد . واستعمل دهاءه الحربي ، حتى انحاز بالجيش ، وأنقذه من هزيمة منكرة كادت تقع .

فانتهز خالد فرصة قدوم الليل فغير نظام الجيش ، فجعل ميمنة الجيش ميسرة ، وميسرته ميمنة ، كما جعل مقدمة الجيش في المؤخرة ، ومؤخرة الجيش في المقدمة .

فلما أطل الصباح ، أنكرت الروم ما كانوا يعرفون من راياتهم ، وسمعوا من الجلبة وقعقعة السلام ، فظنوا أنهم قد جاءهم مدد .

فرعبوا وانكشفوا ، وما زال خالد يحاورهم ويداورهم ، والمسلمون يقاتلونهم أثناء انسحابهم بضعة أيامٍ حتى خاف الروم أن يكون ذلك استدراجاً لهم إلى الصحراء . فتوقف القتال .

وهكذا تبدلت هزيمة جيش المسلمين إلى نصرٍ . وأي نصرٍ أكبر من صمود جيشٍ يبلغ عدده ثلاثة آلاف مقاتلٍ أمام جيشٍ عدده مائتا ألف مقاتلٍ .

وإنه لشيءٌ نادرٌ أن يقف جنديٌ واحدٌ أمام سبعين من الجنود المحملين بالسلاح ، ولكن قوة الإيمان هي التي جعلت المسلمين يصمدون أمام جيش العدو .

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شيئ قدير"
التعديل الأخير تم بواسطة Ayate.dz ; 08-07-2020 الساعة 11:45 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Ayate.dz
Ayate.dz
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 27-03-2017
  • الدولة : الجزائر (جيجل)
  • المشاركات : 2,091
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • Ayate.dz will become famous soon enough
الصورة الرمزية Ayate.dz
Ayate.dz
شروقي
رد: من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
08-07-2020, 11:43 PM
غزوة بني النضير


وهم قوم من اليهود بالمدينة. وفي كلام بعضهم: بنو النضير هؤلاء حي من يهود خيبر، أي وقريتهم كان يقال لها زهرة. كانت تلك الغزاة في ربيع الأول: أي من السنة الرابعة. وقيل كانت قبل وقعة أحد، قال: وبه قال البخاري. قال ابن كثير: والصواب إيرادها بعد أحدكما كما ذكر ذلك ابن إسحاق وغيره من أئمة المغازي انتهى.

أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لحرب بني النضير والسير إليهمواختلف في سبب ذلك؟ فمن جملة ما قيل: إنه ذهب إليهم ليسألهم كيف الدية فيهم؟ أي لأنه كان بينهم وبين بني عامر قبيلة الرجلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري عند رجوعه من بئر معونة غيلة حلف وعقد.

وقيل ذهب إليهم ليتسعين بهم في دية الرجلين المذكورين، أي وكان أخذ العهد على اليهود أن يعاونوه في الديات.

وقيل لأخذ دية الرجلين منهم، لأن بني النضير كانوا حلفاء لقوم الرجلين المذكورين وهم بنو عامر، كذا في الأصل فليتأمل.

فإن فيه أخذ الدية من حلفاء المقتول وسار إليهم في نفر من أصحابه: أي دون العشرة، فيهم أبو بكر وعمر وعلي رضي الله تعالى عنهم، فقالوا له: نعم يا أبا القاسم حتى تطعم وترجع بحاجتك، وكان جالسا إلى جنب جدار من بيوتهم.

فخلا بعضهم ببعض وقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل هذه الحالة، فمن رجل يعلو هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه؟ فقال أحد ساداتهم: أنا لذلك أي وهو عمرو بن جحاش، وقال لهم سلام بن مشكم: لا تفعلوا والله ليخبرن بما هممتم به، إنه لنقض للعهد الذي بيننا وبينه، فلما صعد ذلك الرجل ليلقي الصخرة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما أراد القوم.

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي مظهرا أنه يقضي حاجته، وترك أصحابه في مجالسهم ورجع مسرعا إلى المدينة ولم يعلم من كان معه من أصحابه، فقاموا في طلبه في مجالسهم ورجع مسرعا إلى المدينة ولم يعلم من كان معه من أصحابه، فقاموا في طلبه لما استبطؤوه فلقوا رجلا مقبلا من المدينة فسألوه، فقالوا: رأيته داخل المدينة، فأقبل أصحابه حتى انتهوا إليه، فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أرادت بنو النضير.

وقد أشار إلى ذلك الإمام السبكي في تائيته بقوله: وجاء وحي بالذي أضمرت بنو النـ ** ـنضير وقد هموا بإلقاء صخرةأي وفي رواية لما رأوا قلة أصحابه قالوا نقتله ونأخذ أصحابه أسارى إلى مكة، فنبيعهم من قريش.

أي ولا مانع من وجود الأمرين. وقيل السبب في خروجه إليهم أنهم أرسلوا إليه أن أخرج إلينا في ثلاثين من أصحابك، وليخرج منا ثلاثون حبرا فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا بك، فلما غدا عليهم في ثلاثين من أصحابه قال بعضهم لبعض: كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون كل يحب أن يموت قبله، فأرسلوه إليه أن أخرج في ثلاثة من أصحابك ويلقاك ثلاثة من علمائنا، فإن آمنوا بك اتبعناك ففعل.

واشتملت اليهود الثلاثة على الخناجر فأرسلت امرأة من بني النضير لأخ لها مسلم تعلمه بذلك، فأعلم أخوها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فرجع، ولا مانع من وجود ذلك مع ما تقدم، لكن في السيرة الهشامية أن خبر ذلك بلغه قبل وصوله إليهم فرجع، فبينما بنو النضير على ذلك: أي على إرادة إلقاء الحجر والتهيؤ لإلقائه.

إذ جاء جاءٍ من اليهود من المدينة فقال لهم: ما تريدون؟ فذكروا له الأمر، فقال لهم: أي محمد؟ قالوا: هذا محمد، فقال لهم: والله لقد تركت محمدا داخل المدينة، فأسقط في أيديهم وقالوا: قد أخبر بأمرنا، فأرسل إليهم محمد بن مسلمة رضي الله تعالى عنه أن أخرجوا من بلدي يعني المدينة لأن قريتهم من أعمالها، فلا تساكنوني بها، فقد هممتم بما هممتم به من الغدر.

أي وأخبرهم بما هموا به من ظهور عمرو بن جحاش على ظهر البيت ليطرح الصخرة، فسكتوا ولم يقولوا حرفا، قال: ويقول لكم: قد أجلتكم عشرا، فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه، واقتصاره على ذلك لا ينافي ما تقدم من إرادة قتله أيضا، قيل وأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ همّ قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم} ولا ينافي ذلك ما تقدم من نزولها في حق دعثور في غزوة ذي أمرّ، لجواز تكرار النزول، فأرسلوا في إحضار الإبل، فأرسل إليهم المنافقون أن لا تخرجوا من دياركم ونحن معكم: إن قوتلتم فلكم علينا النصر، وإن أخرجتم لن نتخلف عنكم، خصوصا عبدالله بن أبي ابن سلول لعنه الله، فإنه أرسل لهم: لا تخرجوا من دياركم وأقيموا في حصونكم، فإن معي ألفين من قومي وغيرهم من العرب يدخلون حصونكم ويموتون عن آخرهم قبل أن يوصل إليكم، وتمدكم قريظة وحلفاؤكم من غطفان، فطمع بنو النضير فيما قال ابن أبي، فأرسلوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدا لك، فأظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم التكبير وكبر المسلمون لتكبيره وقال: حاربت يهود.

قال: والمتولي أمر ذلك سيد بني النضير حيي بن أخطب والدصفية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، وقد نهاه أحد سادات بني النضير وهو سلام بن مشكم وقال له: منتك نفسك والله يا حيي الباطل، فإن قول ابن أبي ليس بشيء، وإنما يريد أن يورطك في الهلكة حتى تحارب محمدا فيجلس في بيته ويتركك؛ ألا ترى أن أرسل إلى كعب بن أسد القرظي سيد بني قريظة أن تمدكم بنو قريظة، فقال له: لا ينقض رجل واحد منا العهد فأيس من بني قريظة.

وأيضا قد وعد حلفاءه من بني قينقاع مثل ما وعدك حتى حاربوا ونقضوا العهد وحصروا أنفسهم في صياصيهم أي حصونهم، وانتظروا ابن أبي فجلس في بيته وسار إليهم محمد حتى نزلوا على حكمه.

فإذا كان ابن أبي لا ينصر حلفاءه ومن كان يمنعه من الناس ونحن لم نزل نضربه بسيوفنا مع الأوس في حروهم.

أي فإنه إذا كان بين الأوس والخزرج حرب خرجت بنو قينقاع مع الخزرج، وخرجت بنو النضير وقريظة مع الأوس، فكيف يقبل قوله، فقال حيي: نأبى إلا عداوة محمد وإلا قتاله.

قال سلام: فهو والله جلاؤنا من أرضنا، وذهاب أموالنا وشرفنا، وسبي ذرارينا مع قتل مقاتلينا، فأبى حيي إلا محاربة رسول الله.

وقالت له بنو النضير: أمرنا لأمرك تبع لن نخالفك، فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ذكر ا هـ، فتهيأ الناس لحربهم.

فلما اجتمع الناس خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وحمل رياته علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وسار بالناس حتى نزل وصلى بهم العصر بفنائهم، وقد تحصنوا وقاموا على حصنهم يرمون بالنبل والحجارة.

أي وفي كلام بعضهم أنه أمر أصحابه رضي الله عنهم بالمسير إلى بني النضير فسار بهم إليهم، فوجدهم ينوحون على كعب بن الأشرف أي الآتي قتله في السرايا، قالوا: يا محمد داعية إثر داعية وباكية إثر باكية، ذرنا نبكي شجونا ثم ائتمر أمرك، فقال لهم: اخرجوا من المدينة، قالوا: الموت أهون من ذلك ثم تبادروا بالحرب، هذا كلامه.

قال: ولما جاء وقت العشاء رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته في عشرة من أصحابه عليه الدرع وهو على فرس، واستعمل على العسكر علي بن أبي طالب ويقال أبا بكر وبات المسلمون يحاصرونهم ويكبرون حتى أصبحوا ثم أذن بلال بالفجر، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه الذين كانوا معه فصلى بالناس، وأمر بلالا فضرب القبة، وهي قبة من خشب عليها مسوح، فدخل فيها، وكان رجل من يهود يقال له غزول، وكان أعسر راميا يبلغ نبله ما لا يبلغه نبل غيره، فوصل نبله تلك القبة، فأمر بها فحولت.

وفي ليلة من الليالي فقد علي رضي الله تعالى عنه قرب العشاء، فقال الناس: يا رسول الله ما نرى عليا، فقال: دعوه أي اتركوه، فإنه في بعض شأنكم، فعن قليل جاء برأس الرجل الذي يقال له غزول الذي وصل نبله قبته، كمن لي عليّ حين خرج يطلب غرة من المسلمين ومعه جماعة، فشد عليه فقتله وفرّ من كان معه، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عليّ أبا دجانة وسهل بن حنيف في عشرة، فأدركوا أولئك الجماعة الذين كانوا مع غزول وفروا من عليّ فقتلوهم انتهى.

وذكر بعضهم أن أولئك الجماعة كانوا عشرة، وأنم أتوا برؤوسهم فطرحت في بعض الآبار.

وفي هذا ردّ على بعض الرافضة حيث ادعى أن عليا هو القاتل لأولئك العشرة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع النخل، أي ويحرقها بعد أن حاصرهم ست ليال وقيل خمسة عشر يوما: أي وقيل عشرين ليلة، وقيل ثلاثا وعشرين ليلة، وقيل خمسا وعشرين ليلة.

وكان سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه في تلك المدة يحمل التمر للمسلمين: أي يجاء به من عنده.

قال: واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على قطع النخل أبا ليلى المازني وعبدالله بن سلام.

وكان أبو ليلى يقطع العجوة وعبدالله يقطع اللين ويقال له اللون، وهو ما عدا العجوة، والبرني من أنواع التمر بالمدينة، ومن أنواع تمر المدينة الصيحاني. وجاء عن علي كرم الله تعالى وجهه.

قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصاحت نخلة بأخرى: هذا النبي المصطفى وعلي المرتضى، فقال يا علي إنما سمي نخل المدينة أي هذا النوع صيحانيا، لأنه صاح بفضلي، وهو حديث مطعون فيه، قيل إنه كذب.

والبرن بالفارسية: حمل مبارك أو جيد.

وفي شرح مسلم للنووي أنها مائة وعشرون نوعا.

أي وفي تاريخ المدينة الكبير للسيد السمهودي أن أنواع التمر بالمدينة التي أمكن جمعها بلغت مائة وبضعا وثلاثين نوعا، ويوافقه قول بعضهم اختبرناها فوجدناها أكثر مما ذكره النووي.

قال: ولعل ما زاد على ما ذكره حدث بعد ذلك.

أي وأما أنواع التمر بغير المدينة كالمغب فلا تكاد تنحصر.

فقد نقل أن عالم فاس محمد بن غازي أرسل إلى عالم سلجماسة إبراهيم بن هلال يسأله عن حصر أنواع التمر بتلك البلدة، فأرسل إليه حملا أو حملين من كل نوع تمرة واحدة، وكتب إليه هذا ما تعلق به علم الفقير {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.

ثم رأيت في نشق الأزهار أن بهذه البلدة رطبا يسمى البتوني، وهو أخضر اللون، وأحلى من عسل النحل، ونواه في غاية الصغر، وكانت العجوا خير أموال بني النضير، أي لأنهم كانوا يقتاتونها.

وفي الحديث «العجوة من الجنة، وثمرها يغذي أحسن غذاء»أي وتقدم أن آدم نزل بالعجوة من الجنة.

وفي البخاري «من تصبح كل يوم على سبع تمرات عجوة لم يصبه في ذلك اليوم سم ولا سحر» أي وقد جاء في عجوة العالية شفاء وأنها ترياق أول البكرة من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سمّ ولا سحر».

أي وفي كلام بعضهم: العجوة ضرب من التمر أكبر من الصيحاني تضرب إلى السواد وهو مما غرسه النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة بالمدينة.

أي وقد علمت أنها في نخل بني النضير.

وفي العرائس عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما «هبط آدم من الجنة بثلاثة أشياء: بالآسة، وهي سيدة ريحان الدنيا.

والسنبلة، وهي سيدة طعام الدنيا.

والعجوة، وهي سيدة ثمار الدنيا».

وروي عن ابن عباس وعائشة وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن العجوة من غرس الجنة وفيها شفاء، وإنها ترياق أول البكرة، وعليكم بالتمر البرني فكلوه فإنه يسبح في شجره، ويستغفر لآكله» هذا كلام العرائس.

وفي حديث وفد عبد القيس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم ذلك، وذكر البرني أنه من خير تمركم، وأنه دواء وليس بداء» وجاء «بيت لا تمر فيه جياع أهله» قال ذلك مرتين.

ولما قطعت العجوة شق النساء الجيوب، وضربن الخدود، ودعون بالويل، أي وذلك البعض الذي حرق كان بمحل يعرف بالبويرة ا هـ أي والبويرة تصغير بورة.

وهي هنا الحفرة، ويقال لها البولة باللام بدل الراء وعند ذلك نادوه أي يا محمد.

وفي رواية: يا أبا القاسم.

قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخل وتحريقها؟ أي وفي رواية: ما هذا الفساد؟ وفي لفظ قالوا: يا محمد زعمت أنك تريد الصلاح، أفمن الصلاح قطع النخل؟ وهل وجدت فيما زعمت أنه أنزل عليك الفساد في الأرض؟ وقالوا للمؤمنين: إنكم تكرهون الفساد وأنتم تفسدون.

وحينئذ وقع في نفوس بعض المسلمين من ذلك شيء، فأنزل الله تعالى {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين} أي في قولهم إن ذلك من الفساد.

قال بعضهم: جميع ما قطعوا وحرقوا ست نخلات، ولا زال عبدالله بن أبي ابن سلول يبعث لبني النضير أن اثبتوا وتمنعوا، فإنكم إن قوتلتم قاتلنا معكم وإن أخرجتم خرجنا معكم، أي ومعه على ذلك جمع من قومه، فانتظروا ذلك، فخذلهم ولم يحصل لهم منه شيء، أي وجعل سلام بن مشكم وكنانة بن صوريا يقولان لحيي أين نصر بن أبيّ الذي زعمت؟ فيقول حيي: ما أصنع، هي ملحمة كتبت علينا.

ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم حصارهم، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة: أي آلة الحرب ففعل، فاحتملوا النساء والصبيان، وحملوا من أموالهم غير الحلقة ما استقلت به الإبل وكانت ستمائة بعير، فكان الرجل يهدم بيته عما استحسن من خشبه كبابه وكنجاف به أي أسكفته فيضعه على ظهره بغيره فينطلق به.

أي وفي لفظ: صاروا ينقضون العمد والسقوف، وينزعون الخشب حتى الأوتاد، وينقضون الجدران حتى لا يسكنها المسلمون حسدا وبغضا.

وفي رواية: جعل المسلمون يهدمون ما يليهم من حصنهم، ويهدم الآخرون ما يليهم.

قال: وفي رواية أنهم خرجوا مظهرين التجلد: خرجت النساء على الهوادج وعليهن الديباج والحرير وقطف الخز الأخضر والأحمر وحلي الذهب والفضة، وخلفهم القيان بالدفوف والمزامير، ومنهم سلمى أم وهب.

وقال ابن إسحاق أم عمرو صاحبة عروة بن الورد الذي قيل فيه: من قال إن حاتما أسمح العرب فقد ظلم عروة بن الورد.

أغار عروة على قومها فسباها ثم اتخذها حليلة له فجاءت منه بأولاد.

ثم إن بعض بني النضير اشتراها من عروة بعد أن سقاه الخمر، ثم لما أفاق ندم.

ثم اتفق هو ومن اشتراها على أن تكون عند من تختاره، فخيرها فاختارت من اشتراها.

وقيل إن قومها جاؤوا إليه بفدائها، فخيرها وكان لا يظن أن تختار عليه أحدا، فاختارت قومها فندم.

وعند مفارقتها له قالت له: والله ما أعلم امرأة من العرب أرخت سترا على بعل مثلك، أغض طرفا ولا أندى كفا، ولا أغنى غناء، وإنك لرفيع العماد، كثير الرماد، خفيف على ظهور الخيل، ثقيل على متون الأعداء، وأحنى على الأهل والجار، وما كنت لأوثر عليك أهلي لولا أني كنت أسمع بنات عمك يقلن: قالت أم عروة وفعلت أم عروة فأجد من ذلك الموت، والله لا يجامع وجهي وجه أحد من أهلك فاستوص ببنيك خيرا.

ثم تزوجت في بني النضير، وشقوا سوق المدينة وصف لهم الناس، فجعلوا يمرون قطارا في أثر قطار، وإن سلام بن أبي الحقيق رافع جلد جمل أي أو ثور أو حمار مملوء حليا، وينادي بأعلى صوته: هذا أعددناه لرفع الأرض وخفضها، وإن كنا تركنا نخلا ففي خيبر النخل، وحزن المنافقون لخروجهم أشد الحزن انتهى.

وهذا الحلي كانوا يعيرونه للعرب من أهل مكة وغيرهم، وكان يكون عند آل أبي الحقيق، وسيأتي في غزوة خيبر أنه عبر عن هذا الحلي بالآنية والكنز وأنه كان سببا لقتل ولدي أبي الحقيق لما كتماه عنه.

فمنهم من سار إلى خبير، أي ومن جملة هؤلاء أكابرهم حيي بن أخطب، وسلام ابن أبي الحقيق، وكنانة بن أبي الربيع بن أبي الحقيق. فلما نزلوا خيبر دان لهم أهلها.

ومنهم من سار إلى الشام: أي إلى أذرعات.

وكان فيهم جماعة من أبناء الأنصار، لأن المرأة من الأنصار كان إذا لم يعش لها ولد تجعل على نفسها إن عاش لها ولد تهوده، فلما أجليت بنو النضير قال آباء أولئك: لا ندع أبناءنا، وأنزل الله تعالى {لا إكراه في الدين} وهي مخصوصة بهؤلاء الذين تهودوا قبل الإسلام، وإلا فإكراه الكفار الحربيين على الإسلام سائغ، ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان: وهما يامين بن عمير، وأبو سعد ابن وهب.

قال أحدهما لصاحبه: والله إنك لتعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ننتظر أن نسلم فنأمن على دمائنا وأموالنا، فنزلا من الليل وأسلما فأحرزا أموالهما.

أي وجعل يامين لرجل من قيس جعلا أي وهو عشرة دنانير، وقيل خمسة أوثق من تمر على قتل عمرو بن جحاش الذي أراد أن يلقي الحجر على رسول الله، فقتله غيلة أي بعد أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليامين: ألم تر ما لقيت من ابن عمك وما همّ به من شأني؟ فسر بذلك النبي، ونزل في أمر بني النضير سورة الحشر، ولذلك كان يسميها ابن عباس رضي الله تعالى عنهما سورة بني النضير كما في البخاري.

وفي كلام السبكي رحمه الله: لم يختلفوا أن سورة الحشر نزلت في بني النضير.

وقد أشار لقصتهم صاحب الهمزية بقوله خدعوا بالمنافقين وهل ينـ * ـفق إلا على السفيه الشقاء ونهيتم وما انتهت عنه قوم * فأبيد الأمار والنهاء أسلموهم لأوّل الحشر لا ميـ * ـعادهم صادق ولا الإيلاء سكن الرعب والخراب قلوبا * وبيوتا منهم نعاها الجلاء أي وخدعهم قول المنافقين إنهم يكونون معهم وينصرونهم على النبي، وما يروج الشقاء إلا على السفيه.

والمراد بالمنافقين عبدالله بن بي ابن سلول ومن كان معه على النفاق، لأنه كما تقدم لا زال يرسل لهم أن اثبتوا وتمنعوا، فإنكم إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن خرجتم خرجنا معكم.

ونهاهم عن موافقته سلام بن مشكم، فلم ينتهوا أسلمهم أولئك المنافقون لأول الحشر.

وهو أي الحشر جلاؤهم وخروجهم من ديارهم، فميعادهم لهم بأن ينصروهم على النبي، غير صادق وكذا حلفهم لهم على ذلك غير صادق أيضا.

ذكر موسى بن عقبة أنهم كانوا من سبط لم يصبهم جلاء قبلها، فلذلك قال لأول الحشر. والحشر: الجلاء.

وقيل المراد بالحشر، فإنهم قالوا إلى أين نخرج يا محمد؟ قال: إلى الحشر، يعني أرض المحشر.

والحشر الثاني: هو حشر النار التي تخرج من قعر عدن، فتحشر الناس إلى الموقف.

وقيل الحشر الثاني لهم كان على يد سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه، أجلاهم من خيبر إلى تيمياء وأريحاء، وسيأتي ذكره.

وسكن الرعب: وهو خشية انتقامه منهم قلوبهم، وسكن الخراب بيوتهم.

وقد أخبر تلك البيوت بموت أهلها خروجهم وجلاؤهم من أرضهم، وأنزل الله تعالى {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب} وهم بنو النضير {لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم ولا نطيع فيكم} أي في خذلانكم {أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون: لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم} مثلهم {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال أني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين} ووجد من الحلقة: أي آلة السلاح خمسين درعا، وخمسين بيضة، وثلاثمائة وأربعين سيفا، ولم يخمس ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أي كما خمس أموال بني قينقاع.

قال: وقد قال له عمر رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله ألا تخمس ما أصبت: أي كما فعلت في بني قينقاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أجعل شيئا جعله الله لي دون المؤمنين بقوله تعالى {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى} الآية كهيئة ما وقع فيه السهمان أي فكان أموال بني النضير وعقارهم فيئا لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، وتقدم التنبيه على ذلك في غزوة بني قينقاع، وفسرت القرى بالصفراء ووادي القرى أي ثلث ذلك كما في الإمتاع وينبع، وفسرت القرى ببني النضير وخيبر: أي بثلاث حصون منها.

وهي الكتيبة والوطيح وسلالم كما في الإمتاع، وفدك: أي نصفها كما في الإمتاع، ذكره الرافعي في شرح مسند إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه.

أقول: قال بعضهم: وهذا أول فيء حصل لرسول الله.

ويرده ما تقدم في غزوة بني قينقاع، إلا أن يقال: المراد أوّل فيء اختص به ولم يقسمه قسمة الغنيمة على ما تقدم.

ثم دعا الأنصار الأوس والخزرج فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله.

ثم ذكر الأنصار وما صنعوا بالمهاجرين، من إنزالهم في منازلهم، وإيثارهم على أنفسهم بأموالهم.

ثم قال لهم: إن إخوانكم المهاجرين ليس لهم أموال، فإن شئتم قسمت هذه الأموال: أي التي أفاء الله عليّ وخصني بها مع أموالكم بينكم جميعا، وإن شئتم أمسكتم أموالكم وقسمت هذه فيهم خاصة، فقالوا: بل اقسم هذه فيهم، واقسم لهم من أموالنا ما شئت.

وفي رواية: إن أحببتم قسمت بينكم وبين المهاجرين ما أفاء الله على من بني النضير، وكان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في منازلكم وأموالكم: أي الأرض والنخل، لأنه لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بأيديكم شيء.

وكان الأنصار أهل الأرض والعقار: أي النخل، فآثروهم بمتاع من أشجارهم، فمنهم من قبلها منيحة محضة ويكفونه العمل، ومنهم من قبلها بشرط أن يعمل في الشجر والأرض وله نصف الثمار، ولم تطب نفسه أن يقبلها منيحة محضة، لشرف نفوسهم وكراهتهم أن يكونوا كلا وإن أحببتم أعطيتهم أي وخرجوا من دوركم، أي وأموالكم، فتكلم سعد بن عبادة وسعد بن معاذ.

فقالا: يا رسول الله بل تقسم بين المهاجرين ويكونون في دورنا كما كانوا، بل نحب أن تقسم ديارنا وأموالنا على المهاجرين الذين تركوا ديارهم وأموالهم وعشائرهم وخرجوا حبا لله ولرسوله، ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها، ونادت الأنصار: رضينا وسلمنا يا رسول الله.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار.

زاد في رواية: وأبناء أبناء الأنصار.

وقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرا، أي وأنزل الله تعالى فيهم {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} أي ولو كان بهم فاقة وحاجة إلى ما يؤثرون به، فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بين المهاجرين.

أي وفي كلام بعضهم أنه لم يعم المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار إلا رجلين كانا محتاجين: أي وهما سهل بن حنيف وأبو دجانة رضي الله تعالى عنهما، وبعضهم ضم إليهما ثالثا وهو الحارث بن الصمة ونظر فيه بعضهم بأنه قتل في بئر معونة.

وأعطى سعد بن معاذ سيف ابن أبي الحقيق أحد سادات بني النضير وكان سيفا له ذكر عندهم، وكان يزرع أرضهم التي تحت النخل، فيدّخر من ذلك قوت أهله سنة، وما فضل يجعله في الكراع: أي الخيل والسلاح عدة في سبيل الله تعالى.

أقول: فيه تصريح بأنه لم يقسم الأرض، ويحتمل أن المراد بقوله كان يزرع أرضهم التي تحت النخل: أي بعض أرضهم، ويدل له ما يأتي، ولم أقف على كيفية زرعه للأرض من مزارعة أو غيرها.

وفي الخصائص الكبرى عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان نخل بني النضير لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، أعطاه الله تعالى إياه وخصه بها، فأعطى أكثرها المهاجرين وقسمها بينهم، وقسم منها لرجلين من الأنصار.

وهذا السياق يدل على أن مراده بنخل بني النضير أموالهم كما تقدم في الروايات، لا خصوص النخل.

ثم رأيت في عبارة بعضهم: وأكثر الروايات على أن أموال بني النضير: أي من مواشيهم كالخيل ومزارعهم وعقارهم حق لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة له، خصه الله تعالى بها، لم يخمسها ولم يسهم منها لأحد، وأعطى منها ما أراد ووهب العقار للناس.

وأعطى أبا بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف وصهيبا وأبا سلمة بن عبد الأسد ضياعا معروفة من ضياع بني النضير.

ولعل المراد بالضياع الأراضي، ويدل لذلك ما في البخاري «أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير أرضا من أراضي بني النضير» كما أن ذلك هو المراد بقول الإمتاع وكانت بنو النضير من صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلها حبسا لنوائبه.

وكان ينفق على أهله منها وكانت صدقاته منها.

وقد يقال: لا منافاة، لأنه يجوز أن يكون أعطى بعض أراض وأبقى بعضها يزرع له.

ولما أعطى المهاجرين أمرهم بردّ ما كان للأنصار لاستغنائهم عنهم ولأنهم لم يكونوا ملكوهم ذلك، وإنما كانوا دفعوا لهم تل النخيل لينتفعوا بثمرها، وظنت أم أيمن أن ذلك ملك لها فامتنعت من رده، أي لأن أم أنس كانت أعطته نخلات، فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن ولم ينكر عليها ذلك تطيبيا لقلبها لكونها حاضنته، وصار يعطيها وهي تمتنع من رده إلى أن أعطاها عشرة أمثاله أو قريبا من ذلك.

وذكر هذا في بني النضير يخالف ما في مسلم أن ذلك كان عند فتح خيبر، حيث ذكر أنه لما فرغ من قتال أهل خيبر وانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارها، وذكر قصة أم أيمن، فليتأمل والله أعلم.

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شيئ قدير"
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-03-2012
  • الدولة : وهران
  • المشاركات : 3,073
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • أبوهبة will become famous soon enough
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
رد: من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
09-07-2020, 12:37 AM
السلام عليكم
بارك الله فيك أختنا أيات على ذكرك لنا لإحدى غزوات النبي صل الله عليه وسلم، للأسف أحنا في مناهجنا التربوية ركزنا على تاريخ الغرب وأهملنا تارخنا الأصيل حتى لما كبرنا صرنا نبحث عليه.
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Ayate.dz
Ayate.dz
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 27-03-2017
  • الدولة : الجزائر (جيجل)
  • المشاركات : 2,091
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • Ayate.dz will become famous soon enough
الصورة الرمزية Ayate.dz
Ayate.dz
شروقي
رد: من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
09-07-2020, 01:09 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهبة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
بارك الله فيك أختنا أيات على ذكرك لنا لإحدى غزوات النبي صل الله عليه وسلم، للأسف أحنا في مناهجنا التربوية ركزنا على تاريخ الغرب وأهملنا تارخنا الأصيل حتى لما كبرنا صرنا نبحث عليه.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله أخي وثبت خطاك وجعل الجنة مثواك ..

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شيئ قدير"
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 06:10 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى