هل نتعرض لمؤامرة خارجية!!؟
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
ابتداءا: نشاطر رأي من يقرر بأن لا نعلق كل مشاكلنا وإخفاقاتنا على:" مشجب المؤامرة الخارجية!!؟"، ولكننا لسنا أيضا من:" الصنف الذي ينفيها بإطلاق!!؟، ويحاول جاهدا:" تبرئة أعداء الدين منالكيد للإسلام والمسلمين!!؟".
وفيما يخص:" تربص أعداء المسلمين بالإسلام وأهله" الذي ينفيه ذلك الصنف!!؟، نقول:
لسنا بحاجة:" لفذلكة فلان، ونباهة علان!!؟"، ليبين لنا بأن أعداءنا: ليسوا بحاجة للتأمر علينا!!؟، فذلك:" أمر ثابت" عندنا بيقين بدرجة لا يتطرق إليها أدنى شك، ودليل إثباتنا لذلك هو شهادة:" عالم الغيب والشهادة الخبير الحكيم في القرآن العظيم"، إذ يقول- وهو أصدق القائلين -:
[وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ].
جاء في:(التفسير الوسيط:1/377) ما يأتي:
{وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حتى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ: بيان لشدة عداوة الكفار للمؤمنين ودوامها.
أي: ولا يزال المشركون يقاتلونكم أيها المؤمنون، ويضمرون لكم السوء، ويداومون على إيذائكم: لكي يرجعوكم عن دين الإِسلام إلى الكفر إن استطاعوا ذلك، وقدروا عليه.
والتعبير بقوله:{ وَلاَ يَزَالُونَ }: المفيد للدوام والاستمرار: للإِشعار بأن عداوة المشركين للمسلمين: لا تنقطع، وأنهم لن يكفوا عن الإِعداد لقتالهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، فعلى المؤمنين ألا يغفلوا عن الدفاع عن أنفسهم}.
وهذه الآن بعض الآيات المحكمات الدالة على:"شدة عداوة اليهود والنصارى والمشركين للإسلام وأهله!!؟"، وسنذكرها باختصار دون تفسيرها، لأن منطوقها يدل على معناها، وقد حصل المقصود بتفسير قوله تعالى:
[ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حتى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ]، وسيأتي مزيد بيان لها بإذنه تعالى، فإلى الآيات الكريمات:
قال:" الخبير العليم في القرآن العظيم":
[وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ].
[وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً].
[وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ].
[إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا . وَأَكِيدُ كَيْدًا . فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا].
[يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ].
[يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ].
إلى غير ذلك من:" الآيات المحكمات، والبراهين البينات": التي قطعت:" لجاج المتفذلكين والمتفذلكات!!؟".
إن واقع:" الإسلام والمسلمين" عبر التاريخ أثبت لنا:" تآمر أعداء الإسلام على المسلمين": بدءا من:" تآمر اليهود مع قريش" قبل:" غزوة الأحزاب: الخندق" لغزو المدينة!!؟: مما دفع الرسول عليه الصلاة والسلام لإجلائهم عنها، واستمر:" الكيد اليهودي" مع:" عبد الله بن سبأ ": الذي أله الخليفة الراشد:" عليا رضي الله عنه"، وأحدثت:" أفعاله الشيطانية: فتنة عظيمة بين المسلمين!!؟"، وقبله كان دور:" أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي": الذي قتل الخليفة الراشد:" عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، وفتح باب الفتن على المسلمين.
وإذا تقدمنا في السلم الزمني، فسنجد بأن من أهم أسباب سقوط:" بغداد الرشيد والخلافة العباسية وقتل الخليفة" على يد:" مغول التتار": إنما كان بسبب:" تآمر كل من الوزير: ابن العلقمي، وشيخه: نصير الدين الطوسي مع التتار" على:" الخلافة العباسية".
ولا يخفى على أي عاقل بأن:" الحملات الصليبية الأولى" على ديار الإسلام: لم تحث صدفة!!؟، بل:" كان الشأن مخططا له بإحكام وبتواطؤ وتنسيق كامل بين الدول الصليبية!!؟".
ونفس الكلام يقال عن:" الحملات الصليبية الثانية" في العصر الحديث:( القرن:19/20)، والتي احتلت بسببها الدول الغربية الصليبية دول المسلمين، ولا تزال آثارها المشؤومة باقية إلى اليوم، ومن ذلك:" تفريخها لعقول تقرر بأن الغرب لا يتآمر على الإسلام وأهله!!؟"، ونعتقد بأن ذلك الصنف الذي فرخه المستدمر الغربي يقرر بأن:" اتفاقيات سايكس بيكو" لتقسيم العالم الإسلامي: لم تكن مؤامرة على المسلمين!!؟.
وإذا وصلنا إلى وقتنا الحاضر، وبعد:" غزو العراق وأفغانستان": يجدر بنا أن نذكر بمشروع هام جدا سبق ثورات الربيع العربي!!؟، وهو مشروع:
" الشرق الأوسط الكبير الجديد!!؟": الذي رسم خريطة مطورة لخريطة:" اتفاقيات سايكس بيكو!!؟".
ثم جاءت الوقائع بعد طرح المشروع ببضع سنوات، لتؤكد ذلك، فسمعنا بمشاريع تقسيم العراق لدويلات ثلاثة:( سنة – أكراد- شيعة)، وسوريا إلى دولتين – على الأقل-:( سنة – علويين)، و:" دولة الطوارق الكبرى!!؟" في شمال إفريقيا، وقد صرح مؤخرا مسؤول غربي كبير بأن:" دولتين عربيتين" ستختفيان قريبا!!؟.
ولا ننسى أن نذكر من نسي!!؟: بأن ذلك المخطط المؤامرة الرهيب قد سبقه تطبيق عملي في دولتين مسلمتين: آسيوية وإفريقية!!؟:
فأما:" الآسيوية"، فهي:" إندونيسيا" التي فصلت منها:" تيمور الشرقية" كدولة صليبية مستقلة!!؟.
وأما:" الإفريقية"، فهي:" السودان" الذي فصل منه:" جنوب السودان" كدولة صليبية مستقلة!!؟.
وبعد كل تلك:" الحقائق الدامغة" يأتي بعض:" المتفذلكين والمتفذلكات"، ليحاولوا:" تنويم عقولنا، وتخدير أفهامنا!!؟": قائلين لنا:" الإسلام والمسلمون لا يتعرضون لمؤامرة خارجية!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟".
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.