التلفزيون خطر خفي يتربص بالأطفال
24-10-2008, 11:01 AM
رغم ما للشاشة الفضية من سحر تفتن به مشاهديها وهي تزخر بالالوان والصور الباهرة وطواعيتها لرغبة المتلقي كذلك برامجها التي لا تعد ولا تحصى فانها تحمل بذات الوقت ما يكدّر الخاطر وما يسبب المشاكل الصحية وخصوصا للاطفال الذين تصل رغبتهم في مشاهدة التلفزيون الى حد الادمان.
ففضلا عن التأثير العضوي وتعرضهم لإشعاعاته الضارة فان المخاطر الناجمة عن المشاهدة المفرطة للتلفزيون تتجلى في ظهور سلوكيات غير صحية على مستوى الاطفال الذاتي والعملي المتمثل بالدراسة وتلقي العلم او في تعاملهم مع الآخرين.
وقد اكدّت دراسة كندية أمريكية مشتركة نشرت مؤخرا على وجود علاقة بين طول الفترة الزمنية التي يشاهد الطفل خلالها برامج التلفاز في مرحلة ما قبل المدرسة، واحتمالية معاناته من مشاكل سلوكية ترتبط بضعف الانتباه وفرط الحركة. بحسب الـcnn.
وأجرى فريق ضم باحثين من جامعة “ويندسير” الكندية، وبمعاونة مختصين من جامعة مدينة نيويورك دراسة شملت مجموعة من الأطفال في مرحلة الروضة، حيث تضمنت رصد تقييم الأهالي والمدرسين حول ما إذا كان الطفل يظهر سلوكيات ترتبط بفرط الحركة وضعف الانتباه أو السلوك المتهور، والتي تشكل الأركان الرئيسية في تشخيص اضطراب ضعف الانتباه المصاحب لفرط الحركة عند الأطفال.
كما قام الباحثون وبمساعدة الوالدين بجمع معلومات حول عدد الساعات التي كان يشاهد الطفل خلالها برامج التلفاز في مراحل عمرية مبكرة.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها دورية “علم النفس الطفولي” في عددها الصادر لشهر مايو/ أيار من العام ،2007 إلى أن معاناة الطفل من تلك الفئة العمرية من سلوكيات فرط الحركة وضعف الانتباه، ارتبط بزيادة تعرضه لمشاهدة برامج التلفاز.
ونوّه القائمون على الدراسة بأهمية نتائجها باعتبارها تؤكد على العلاقة بين اضطراب ضعف الانتباه المصاحب لفرط الحركة أو ما يعرف باسم adhd، وزيادة تعرض الطفل لمشاهدة البرامج التلفزيونية في عمر مبكر، الأمر الذي أشارت إليه دراسات سابقة.
وبحسب رأيهم فلا تزال طبيعة تلك العلاقة مجهولة، حيث توضح الدراسات بعد أن كانت مشاهدة الطفل لبرامج التلفاز في مراحل عمرية مبكرة ولفترات طويلة تتسبب في حدوث هذا الاضطراب، أم أن الأطفال الذين يعانون من هذا المرض يبدون استعداداً أكبر لمشاهدة التلفاز لفترات طويلة في سن مبكرة.
من جهة ثانية كشفت دراسة أمريكية أجريت مؤخراً أن الأطفال الدارجين، والذين تتراوح أعمارهم ما بين عام وثلاثة أعوام، يملكون القدرة على مراقبة من حولهم لاكتساب الخبرة في الاتصال العاطفي، من خلال التعلم من تجارب الآخرين في محيطهم. بحسب فرانس برس.
وبحسب ما أوضح الباحثون فإن الأطفال في هذه المرحلة العمرية ليسوا مضطرين دائماً إلى ارتكاب الأخطاء أو خوض التجارب حتى يتعلموا حول طرق الاتصال العاطفي، وإنما قد يقومون بمراقبة من حولهم بشغف و”يسترقون” السمع لما يدور بين الأفراد في محيطهم، فيفيدوا من ذلك في تعديل سلوكهم من خلال ما اكتسبوه من المعرفة في هذا الجانب.
وأجرى فريق البحث الذي ضم علماء من “جامعة واشنطن الأمريكية” دراسة شملت 198 طفلاً ممن بلغت أعمارهم 18 شهراً، وقد تضمنت الدراسة إجراء تجربتين الأولى تألفت عينة المشاركين فيها من 96 طفلاً، أما الثانية فقد ضمت عينتها 72 طفلاً، وقد كانت نسبة الذكور والإناث متساويتين في كلتا العينتين.
وانطوت التجربة الأولى على قيام أحد البالغين باللعب بدمية بطريقة محددة، وطلب إلى شخص بالغ آخر إظهار مشاعر الغضب - أمام الطفل - تجاه تصرف الشخص الأول، مبيناً بذلك عدم موافقته على استخدام الدمية، ومن ثم وعند إعطاء الدمية للطفل قام الشخص الثاني (الغاضب) بمغادرة الغرفة، أو الجلوس أمام الطفل دون أن يظهر أي ردة فعل من خلال ملامح وجهه. أما في التجربة الأخرى فلم يقم الشخص الثاني بإظهار ردود فعل سلبية تجاه لعب الشخص الأول بالدمية، كما قام بالاستدارة عند وضع الدمية أمام الطفل أو النظر إليه
بوجه لا يحمل تعبيرات محددة.
وبحسب الدراسة فقد تعلم الأطفال من كلا الجنسين من تجربة البالغين، حيث ترددوا في التقاط الدمية عند وضعها أمامهم في التجربة الأولى، على الرغم من أنهم أظهروا رغبة في اللعب بها قبل أن يبدي الشخص الثاني غضبه، أما في التجربة الثانية فقد كان واضحاً أنهم كانوا يحاولون تقليد ما فعله الشخص الأول بعد أن قام بالتقاط الدمية.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها “دورية تطور الطفل” في إصدارها لشهري مارس/ آذار وابريل/ نيسان عام ،2007 إلى أن الأطفال يستطيعون فهم الحالة الانفعالية للآخرين في عمر مبكر جداً.
وطبقاً للنتائج فإن الأطفال في هذه المرحلة من العمر يمتلكون القدرة على استشعار العواطف التي يظهرها الأفراد من محيطهم، وذلك من خلال رصد سلوكياتهم.
وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات أشارت إلى تأثير التواصل العاطفي بين الآباء والأطفال في سلوك الطفل، وفقاً لرأي الباحثين، إلا أنها المرة الأولى التي يظهر فيها بأن الطفل قد يعدل من سلوكه بالاعتماد على تجارب الآخرين في الاتصال العاطفي، حتى لو لم يكن هو طرفاً فيها.
وتعلق على نتائج الدراسة الدكتورة “بيتي ريباكولي”، المختصة بعلم النفس من الجامعة وعضوة فريق الدراسة، إن مراقبة وتحليل السلوك الانفعالي للآخرين يمّكن هؤلاء الأطفال من تعلم بعض الدروس الهامة بسرعة، مضيفةً بأنهم قد “ينصتون” إلى الاتصال الشعوري بين الأفراد، بهدف تجنب عواقب سلبية قد تظهر لدى خوضهم تجارب مماثلة.
واظهرت دراسة اميركية ان الكثير من الاهالي يتركون اطفالهم يشاهدون التلفزيون رغم تحذيرات اطباء الاطفال التي تؤكد ان التلفزيون يمكن ان يترك اثارا سلبية على نمو دماغ الاطفال الصغار. بحسب الفرانس برس.
وافادت الدراسة التي نشرت في "جورنال اوف اميركان اسوسييشنز اركايفز" لطب الاطفال والمراهقين ان حوالى 40% من الاطفال البالغة اعمارهم ثلاثة اشهر و90% من الاطفال البالغة اعمارهم سنتين يشاهدون التلفزيون بانتظام، واوضحت: ان غالبية الاطفال الاميركيين يبدأون بمشاهدة التلفزيون في عمر تسعة اشهر.
وكشفت الدراسة انه في عمر ثلاثة اشهر يشاهد الاطفال التلفزيون ما معدله اقل من ساعة في اليوم وفي عمر سنتين يصل هذا المعدل الى ساعتين ونصف الساعة.
واجريت هذه الدراسة على عينة من 1009 اشخاص من اهالي اطفال تتراوح اعمارهم بين شهرين و24.
واكد غالبية الاهالي ان اولادهم لا يشاهدون سوى برامج تثقيفية لكن 21% منهم اعترفوا بانهم يستخدمون التلفزيون كوسيلة لالهاء الطفل، ويرى 29% من الاهالي ان التلفزيون مفيد لنمو دماغ اطفالهم.
لكن فريديرك زيمرمان من جامعة ولاية واشنطن والمعد الرئيسي للدراسة خلص الى ان مشاهدة التلفزيون قبل عمر سنتين ونصف السنة يضر بنمو الدماغ لدى الاطفال.
واظهرت دراسة اخرى نشرت في المجلة نفسها ان المراهقين الذين يشاهدون التلفزيون لاكثر من ثلاث ساعات في اليوم يواجهون احتمال الرسوب في المدرسة اكثر من غيرهم.
واوضحت انه حتى ان المراهقين الذين لا يشاهدون التلفزيون الا ساعة في اليوم يواجهون احتمال الرسوب في المدرسة اكثر من اولئك الذين لا يشاهدون التلفزيون على الاطلاق.
وخلصت الى ان المراهقين الذين يشاهدون التلفزيون لساعات طويلة هم عرضة اكثر من غيرهم لاضطرابات في السلوك وصعوبات في التركيز وميلهم للملل في المدرسة.