عبثية الوقت
11-05-2020, 09:16 AM
عبثية الوقت
...............
حين كنت أمتطي صهوة اللغة ، و سيف القصيدة في يدي لم أكن أفكر في عبور المسافات و محاربة الجيوش ، بل كنت أحاول عبور الزمن و محاربة العوز ، كنت أفكر في قصة ابن زريق البغدادي الذي طالما شغفت بيتيمته لا تعذليه ، تلك القصيدة التي شغفتُ بها و شغفت بي فكتبت :
--------------
مـــنْ عــزّه شـهـوة الأطـمـاع تـخـلعهُ
و عـقـرب الـسـاعة الـخـرساء يـلسعهُ
بــغــداد يـتـركـهـا يـمـضـي لأنــدلـس
و الـشـوق يـذهـبه مـضنى و يـرجعهُ
يـمـشي الـهوينى كـريم فـي مـرابضه
إن راح يـركض طـرْف الـثوب يوقعهُ
يـمـشـي و آمــالـه الـكـبـرى تـسـابـقه
بـشـدّة الـجـوع قـمـح الـفـقر يـشـبعهُ
لــوّ أنّ يــا بـن زريـق الـعشق يـفطمنا
فـمـا لـنـا غـيـر ضـرع الـصبر نـرضعهُ
لـمّـا قـطفنا تـمور الـنبض فـي شـغف
نـخـل الـهـوى بـرمـال الـقـلب نـزرعـهُ
مــا بـالـها أحـرفـي ظـمـأى إذا كـتبتْ
أبــعـدك الـشـعـر فـيـنـا جــفّ مـنـبعهُ
و العشق منْ دون عشق في مشاعرنا
و الـعشق فـيك بـعشق العشق تبدعهُ
كـمثل يـعقوب يـغزوك الأسـى فـرِحا
لا شــيء غـير قـميص الـحِبّ يـردعهُ
كـغـربـة الـثـلـج بـالـصـحراء صـائـفـة
كـنت الـغريب الـذي قـد تـاه مخدعهُ
إن كـنت مـن كـفّه لـلجود قدْ بسطتْ
بـقـبضة الـريـب كـفّ الـبخل يـصفعهُ
يـنـام فــي جـنّـة الـفردوس دون غـد
و ضـيّـعتْ فـي الـهوى حـوّاءَ أضـلعهُ
بــــدتْ لــــه يـــده الـبـيـضاء قـاتـمـة
آوى لــه مــن هـمـوم الـهـجر أنـصـعهُ
نـمـرّ مــن كـشْفنا الـصوفيّ دون رؤى
فـــأيّ ســـرّ لــديـك - الـلّـه - يـودعـهُ
يـا أنـت خـلتُ شـفاهي بسمة سفكتْ
و الـحـلـم قـهـقـهة الـحـرمان تـقـمعهُ
حـظـي و حـظـك فــي دنـيا مـراوغة
حــــظ تـبـعـثـر و الأنّــــات تـجـمـعـهُ
ركـبـت خـيـل الـمـعاني أرتـجي أمـلا
مــا غـيـر قـيـثارة الـتـهميش تـسمعهُ
يـا بـن الـزريق كـلانا فـي الهوى رجل
أزرى بــه مــنْ قـصـيد الـشعر أروعـهُ
.
.
...............
حين كنت أمتطي صهوة اللغة ، و سيف القصيدة في يدي لم أكن أفكر في عبور المسافات و محاربة الجيوش ، بل كنت أحاول عبور الزمن و محاربة العوز ، كنت أفكر في قصة ابن زريق البغدادي الذي طالما شغفت بيتيمته لا تعذليه ، تلك القصيدة التي شغفتُ بها و شغفت بي فكتبت :
--------------
مـــنْ عــزّه شـهـوة الأطـمـاع تـخـلعهُ
و عـقـرب الـسـاعة الـخـرساء يـلسعهُ
بــغــداد يـتـركـهـا يـمـضـي لأنــدلـس
و الـشـوق يـذهـبه مـضنى و يـرجعهُ
يـمـشي الـهوينى كـريم فـي مـرابضه
إن راح يـركض طـرْف الـثوب يوقعهُ
يـمـشـي و آمــالـه الـكـبـرى تـسـابـقه
بـشـدّة الـجـوع قـمـح الـفـقر يـشـبعهُ
لــوّ أنّ يــا بـن زريـق الـعشق يـفطمنا
فـمـا لـنـا غـيـر ضـرع الـصبر نـرضعهُ
لـمّـا قـطفنا تـمور الـنبض فـي شـغف
نـخـل الـهـوى بـرمـال الـقـلب نـزرعـهُ
مــا بـالـها أحـرفـي ظـمـأى إذا كـتبتْ
أبــعـدك الـشـعـر فـيـنـا جــفّ مـنـبعهُ
و العشق منْ دون عشق في مشاعرنا
و الـعشق فـيك بـعشق العشق تبدعهُ
كـمثل يـعقوب يـغزوك الأسـى فـرِحا
لا شــيء غـير قـميص الـحِبّ يـردعهُ
كـغـربـة الـثـلـج بـالـصـحراء صـائـفـة
كـنت الـغريب الـذي قـد تـاه مخدعهُ
إن كـنت مـن كـفّه لـلجود قدْ بسطتْ
بـقـبضة الـريـب كـفّ الـبخل يـصفعهُ
يـنـام فــي جـنّـة الـفردوس دون غـد
و ضـيّـعتْ فـي الـهوى حـوّاءَ أضـلعهُ
بــــدتْ لــــه يـــده الـبـيـضاء قـاتـمـة
آوى لــه مــن هـمـوم الـهـجر أنـصـعهُ
نـمـرّ مــن كـشْفنا الـصوفيّ دون رؤى
فـــأيّ ســـرّ لــديـك - الـلّـه - يـودعـهُ
يـا أنـت خـلتُ شـفاهي بسمة سفكتْ
و الـحـلـم قـهـقـهة الـحـرمان تـقـمعهُ
حـظـي و حـظـك فــي دنـيا مـراوغة
حــــظ تـبـعـثـر و الأنّــــات تـجـمـعـهُ
ركـبـت خـيـل الـمـعاني أرتـجي أمـلا
مــا غـيـر قـيـثارة الـتـهميش تـسمعهُ
يـا بـن الـزريق كـلانا فـي الهوى رجل
أزرى بــه مــنْ قـصـيد الـشعر أروعـهُ
.
.
