"الكان" بدأت قبل كأس أوروبا للأمم
17-01-2015, 09:06 PM

مازالت إفريقيا متأخرة بسنوات ضوئية في عالم الكرة عن أوروبا، سواء تعلق الأمر بالنتائج، حيث تمتلك أوروبا كؤوسا عالمية فازت بها منتخبات ألمانيا وإيطاليا وانجلترا وفرنسا وإسبانيا على مدار 84 سنة، وبلغت النهائي تشيكوسلوفاكيا والمجر والسويد وهولندا، واحتضنت المونديال إيطاليا والسويد وألمانيا وسويسرا وفرنسا وانجلترا وإسبانيا وستحتضنها روسيا بعد ثلاث سنوات، بينما لم يحدث أبدا وأن اجتاز أي منتخب إفريقيا ربع النهائي من منافسة المونديال، ولم تنعم سوى جنوب إفريقيا بالتنظيم بعد مرور ثمانين سنة كاملة عن انطلاق البطولة، أو تعلق الأمر بالمستوى والإمكانات حيث يبقى حلم أي لاعب إفريقي متألق هو اللعب في أي بطولة أوروبية ولو كانت متواضعة، بحثا عن الشهرة والمتعة وخاصة المال، أو من حيث الملاعب التحفة المتواجدة في كل بقاع أوروبا، حيث يعرف كل العالم نوكامب وملعب فرنسا في باريس ووامبلي وبرنابيو والأولمبيكو، ولا أحد يعرف أي ملعب في إفريقيا، بالرغم من تطور مصر والمغرب وجنوب إفريقيا في هذا المجال.

هذه المقدمة لا تعني أن البطولة الإفريقية للأمم في كرة القدم، تأخرت عن الظهور فهي عكس تلك الخاصة بالأندية انطلقت عام 1957، أي ثلاث سنوات قبل انطلاق البطولة الأوروبية للأمم عام 1960، وهي حاليا تُجرى بمعدل دورة كل سنتين، بينما تُلعب البطولة الأوربية للأمم مرة كل أربع سنوات، وكان من المفروض أن تبدأ أولى الدورات بأربع منتخبات وهي السودان البلد المنظم، ومصر وإثيوبيا وجنوب إفريقيا، وتنقل فعلا منتخب جنوب إفريقيا إلى الخرطوم للعب الدورة، ولكن البساط سُحب من تحت قدميه بسبب قضية "الأبارتايد" وسياسة الميز العنصري التي جعلت جنوب إفريقيا، تُحرم من الكثير من المشاركات وفي كل الرياضات، ولُعبت الدورة في ستة أيام فقط، حيث خسرت السودان بهدفين مقابل واحد أمام مصر، وفازت على البساط إثيوبيا بثلاثية مقابل لا شيء أمام الغائب جنوب إفريقيا، لتلاقي مصر منتخب إثيوبيا في 16 من شهر فيفري 1957 وسحقته برباعية نظيفة سجلها لاعب واحد هو الديبة، وهو هداف الدورة بخمسة أهداف، والغريب أن الدورة شارك فيها ثلاثة منتخبات وجرت فيها ثلاث مباريات وأدارها ثلاثة حكام، فكانت دورة رمزية لم يرتق فيها المستوى إلى المتوسط والسبب هو عدم مشاركة منتخبات قوية مثل المغرب ونيجيريا وغينيا، إذ لم يكن حينها الأفارقة يشاركون في المونديال، بدليل أن كأس العالم في السويد أجريت بعد سنة، فشارك الجوهرة السوداء بيلي ولم تشارك القارة السوداء ولو بمنتخب واحد، لأجل ذلك اعتبرت الدورة لقاء سياسيا بين دول حوض النيل، فالسودان التي احتضنت أول كأس للأمم الإفريقية منذ قرابة السبعين سنة لا تستطيع الآن احتضان هذه الدورة بسبب تواضع ملاعبها.