الكلاب تتجنب من يسيء معاملة أصحابها
07-07-2015, 10:33 PM
ميشيل دوغلاس
صحفية علمية


ربما تصبح الكلاب حساسة بشكل خاص تجاه الكيفية التي يتعامل بها الناس مع أصحابها

إذا رفضتَ أن تساعد صاحب كلب ما، فستلقى في المقابل تجاهلا متعمدا من ذلك الحيوان الأليف، وسيخبرك معظم الذين يملكون كلاباً أن حيواناتهم الأليفة وفية، وذكية اجتماعيا أيضا.
كشف علماء في اليابان، خلال الشهر الماضي، عن أن الكلاب الأليفة تتجنّب الناس الذين لا يتعاونون مع مالكي تلك الحيوانات. وقد برهنوا على ذلك باستخدام اختبار بارع.
تم إعداد الاختبار ليساعد في التعرف على ما إذا كانت الكلاب قادرة على تقييم التعامل المتبادل بين الناس بخصوص شيء ما.
وقد أظهرت النتائج أن معظم الكلاب تجنّبت أخذ الطعام من شخص رأوه يتصرف بشكل سلبي مع أصحابها. ويعني ذلك في هذه الحالة أن الكلاب تبدي إهمالا واضحا لمثل ذلك الشخص.
خلال الاختبار، راقبت الكلاب مالكيها وهم يحاولون استعادة لفافة من وعاء شفاف مغلق. في تلك اللحظة، يميل أصحاب الكلاب نحو "ممثل" يجلس بالقرب منهم، ويطلبون منه العون.
في الحالة الأولى، رفض الممثل "غير المتعاون" تقديم المساعدة، وابتعد عن المكان. وفي التجربة الثانية، أمسك ممثل آخر "متعاون" الوعاء بثبات عندما طُلب منه العون. في تلك الأثناء، قام صاحب الكلب بفتح غطاء الوعاء واستعاد اللفافة منه.
وفي اختبار آخر "معياري"، ابتعد ذلك الممثل دون أن يطلب منه صاحب الكلب أي مساعدة.
وفي كل تجربة من هذه التجارب، جلس شخص آخر محايد في الجانب الآخر من صاحب الكلب، ولم يتفاعل بأي شكل من الأشكال مع ما يحدث.
وفور انتهاء تلك الاختبارات، قدم كل ممثل وشخص محايد طعاماً للكلب الذي يمر بالاختبار. كانت الكلاب تميل إلى تجنب الشخص "غير المتعاون"، والذي تصرّف بسلبية مع اصحابها.
وفي المقابل، لاحظ الباحثون أن الكلاب في الغالب تقبل الطعام من الشخص "المتعاون" ، ومن الشخص المحايد.
وقد شارك 54 كلباً ـ من سلالات متنوعة ـ مع أصحابهم في هذه الدراسة. جدير بالذكر أن الدراسة نُشرت في مجلة "سلوك الحيوانات" في شهر يونيو/حزيران من هذا العام.


تميل الكلاب للتصرف بسلبية تجاه من تراه يرفض مساعدة أصحابها

إن تفادي كلب لشخص تصرف بشكل سلبي مع صاحبه يشير إلى أنه ربما يفهم تصرفات وعلاقات الأشخاص من حوله. و يُعرف هذا بتعبير "التنصت الاجتماعي".
ويُعتقد أن قلة من الحيوانات من رتبة اللارئيسيات (القرود والبشر) تسترق السمع.
المثال الآخر المثير للدهشة هو ظاهرة تحدث مع أسماك تعرف باسم "أسماك التنظيف" ذات الخطوط الزرقاء.
إذ تفضل أنواع الأسماك المختلفة التي تمر بجوار ذلك النوع من السمك أن تبقى قريبة منه لأنه نوع "متعاون" أكثر من غيره من الأسماك "المخادعة"، التي شوهدت وهي تزيل المخاط فقط وليس الطفيليات من أجساد الأسماك المضيفة.
إن أعداد المتنصتين اجتماعياً بين البشر هي أكثر من غيرهم. غالباً ما نساعد الآخرين بدون منفعة جلية. يساعدنا هذا في العمل ضمن ما يسميه فريق الدراسة "مجتمعات تعاونية واسعة النطاق".
في حالة البشر، تبدأ الحساسية تجاه التصرفات بين الآخرين منذ سن مبكرة جداً. يمكن للرضع في سن ستة أشهر أن يحكموا على الآخرين استناداً إلى سلوكهم الاجتماعي.
ذلك ما أشارت إليه إحدى الدراسات التي أظهرت أن الأشخاص يميلون بشكل عام تجاه الشخص "المتعاون"، وذلك بعكس الشخص "المؤذي".
من المعروف أن الكلاب حساسة جداً تجاه تصرفات البشر الموجهة نحوهم. إلا أن قدرتها على تقييم تصرفات أشخاص آخرين كانت موضع جدل. إن الدراسة الجديدة تضيف أدلة إلى ما يشير على قدرتها على القيام بذلك بالتحديد.
يلفت بعض العلماء الانتباه إلى حقيقة أن مشاركة مالكي الكلاب في التعامل مع تلك التصرفات قد يكون لها تأثير على النتائج.
فقد جاء في الدراسة: "ربما تكون الصلات بين الكلاب وأصحابها قوية. لعل الكلاب حساسة بشكل خاص تجاه الكيفية التي يتصرف بها الآخرون مع مالكيهم."
لذا، فإن كان لديك كلب أليف، ما عليك إلا أن ترتاح، فلو أزعجك شخص ما، سيكون هناك على الأقل "صديق" يقف بجانبك.