الجزائر تبحث عن شركاء بعيدا عن فرنسا
09-12-2020, 02:46 AM
كشف وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، عن بعض الدول الأوروبية التي تتفهم المطالب الجزائرية بمراجعة بعض بنود اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، وكان لافتا في ذلك، غياب فرنسا، التي كانت إلى وقت قريب تربطها بالجزائر “شراكة استثنائية” وفق تعبير الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند.
وزير الخارجية وفي التصريح الذي أدلى به لوكالة الأنباء الجزائرية، قال: “خلال محادثاته مع ممثلي العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على غرار ألمانيا، إيطاليا، البرتغال، والمجر، عبر هؤلاء عن وعيهم بخصوص عدم توازن اتفاق الشراكة الذي يبقى في صالح أوروبا”.
كلام رئيس الدبلوماسية الجزائرية، بالإشارة إلى بعض الدول المتفهمة للانشغال الجزائري على صعيد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، أراد توجيه رسالة ضمنية، مفادها أن الطرف الفرنسي غير متفهم للمطالب المشروعة للجزائر، لأن هناك بندا في الاتفاق يخول لأي طرف من الطرفين طلب المراجعة، في حال تعرضه لخسائر.
وتتفق الجزائر وبروكسل على أن اتفاق الشراكة سبب خسائر فادحة للجزائر بسبب الاختلال الحاصل في الميزان التجاري، بالنظر للفارق الهائل في حجم المؤسسات الأوروبية مقارنة بنظيرتها الجزائرية العاجزة عن المنافسة، الأمر الذي رفع حجم الخسائر إلى ما يناهز الثلاثين مليار دولار، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في سبتمبر 2005.
تصريحات وزير الخارجية تؤكد أن الجزائر متجهة نحو قطيعة اقتصادية مع المستعمر السابق، وقد لاحت هذه القطيعة من خلال الإشارات التي حملتها زيارة وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، مطلع هذا الأسبوع إلى الجزائر، وانتقاله إلى بعض مشاريع البنى التحتية في العاصمة، مثل مشروع توسعة خطوط الميترو، ودعا الشركات الإيطالية إلى الاستثمار بقوة في الجزائر.
وكانت السلطات الجزائرية قد رفضت تجديد عقد الشركة الفرنسية “را تي بي” التي كانت تسير “ميترو العاصمة”، والذي انتهى بداية الشهر المنصرم، لتحل محلها شركة عمومية، فيما ينتظر أن لا يتم تجديد عقد شركة “سويز” الفرنسية التي تعكف على تسيير قطاع المياه في العاصمة وتيبازة، الذي سينتهي في نهاية أفريل من العام المقبل.
وفي السياق ذاته، اقترحت الجزائر على تركيا إنشاء تكتل شركات مختلطة لدخول أسواق دولية، وذلك بالتزامن مع بداية التحضيرات لإطلاق منطقة تبادل تجاري حرة إفريقية، في جانفي المقبل، وجاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع وزير التجارة، كمال رزيق، ونائبه المكلف بالتجارة الخارجية، عيسى بكاي، مع السفيرة التركية لدى الجزائر، ماهينور أوزديمير غوكطاش، وفق بيان للوزارة، الذي تحدث أيضا عن “تنظيم لقاءات بين رجال أعمال البلدين، لبحث فرص شراكة جديدة بعد جائحة كورونا”.
وقال وزير التجارة إن “كل الظروف مهيأة لرفع حجم المبادلات التجارية بين الجانبين، خاصة بعد دخول منطقة التبادل الحر الإفريقية حيز التنفيذ شهر يناير المقبل”، وشدد على “ضرورة تفعيل مجلس الأعمال الجزائري التركي”.
وتعتبر تركيا من الدول التي توجد في خصومة كبيرة مع فرنسا، بسبب العديد من الملفات والقضايا الإقليمية، كما أن إيطاليا لها خلافات مع باريس في العديد من الملفات، وبلغت الحرب الكلامية بينهما مستويات غير مسبوقة، عندما اتهمت إيطاليا فرنسا بسرقة ثروات مستعمراتها في إفريقيا، ما يعني أن الجزائر تتجه نحو توطيد علاقاتها مع المحور الذي يكن الود لباريس.