“الكان” يخطف الأضواء من الحراك ويخرج الجزائريين إلى الشارع من جديد
12-07-2019, 03:41 AM



خطفت كأس أمم إفريقيا الـ “كان” الأضواء من الحراك الشعبي لدى كثير من الجزائريين الذين لا تخلو جلساتهم وأحاديثهم من التعليق على مختلف مباريات كرة القدم التي تخوضها مختلف الفرق، لاسيما الفريق الوطني الجزائري بعد ارتفاع أسهمه في بورصة “الكان” وفوزه في مباريات مصيرية رفعت سقف الطموحات عاليا، ما قد يسهم في رسم البسمة على وجوه أحزنتها السياسة والسياسيون كثيرا…
ظلّ الجزائريون على طوال الأسابيع والأشهر الماضية مشغولين بقضايا الحراك وتفاصيله المختلفة يتابعونه عبر الفضائيات والجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي ويقتفون كل آثاره وشعاراته، إلى أن برز تفوق الفريق الوطني في الـ “كان” وتأهّله للنهائيات ومعها آمال الفوز باللقب القاري هذا الموسم مع أشبال بلماضي ما أعاد الفرحة والبهجة في نفوس المواطنين لما تمر به البلاد من ظروف صعبة وعدم استقرار يجعلها برأي كثير من المختصين واللاعبين بحاجة إلى فرحة بهذا الحجم.
“الكان” في كل مكان..
في اللقاءات العائلية وفي أماكن العمل.. على الشواطئ وفي المنتزهات في وسائل النقل والساحات وحتى المستشفيات لا يملأ ساعات الانتظار سوى الاستئناس بالحديث عن كرة القدم وما حققه اللاعبون في المنتخب الوطني، البعض ينتقد أداء فلان أو علاّن والبعض الأخر يثني عليهم ويبدي تفاؤلا كبيرا بما يعيد الأمل في تحقيق نصر لهذه البلاد التي أحزنها السياسيون كثيرا…
ويبدو جليا في مختلف الأماكن التي نقصدها انشغال المواطنين بالتعليق على مباريات كرة القدم التي تحتضنها مصر هذا العام، وعن توقعاتهم بالفوز في المباريات المتبقية وحظوظ الفريق الوطني، حتى إنهم باتوا يملكون ثقافة رياضية واسعة يناقشون من خلالها خطط المدربين ولعب الفرق المنافسة التي قد تواجهها الجزائر…
بعد الحراك.. “الكان” يخرج المغتربين للاحتفال في المهجر
لم تفوت الجالية الجزائرية في المهجر فرصة الاحتفال بمرور الفريق الوطني للنهائيات وخرجت في عديد الدول سواء في فرنسا أم بريطانيا وفي كندا كما في أمريكا للشوارع والساعات في مظاهر احتفالية أدهشت كل من رآها.
وردّد المحتفلون أغاني رياضية رائجة رقصوا على إيقاعاتها كثيرا وتعالت صيحاتهم اعتزازا وافتخارا بما حققه منتخب بلادهم.
الأغنية الرياضية تنتعش من جديد..
انتعشت الأغنية الرياضية من جديد ودوّت أهازيجها وإيقاعاتها المدرجات في مصر وفي مختلف شوارع العاصمة الجزائرية، كما انبعثت من سيارات الكثيرين خاصة وأنها تضمنت مختلف الطبوع الفنية وزاوجت في أحيان كثيرة بين عبارات الحراك التي شهدت إسقاطات كثيرة على مختلف الأغاني مع لقطات من مختلف المسيرات الشعبية ولعل أشهرها أغنية “نربحوهم قاع ونفرحو قاع” للشاب توفيق وكذا أغنية “الشعب يريد لاكوب دافريك” للشاب سفيان عسلة.
صفحات تشجيع الخضر تفجر مواقع التواصل الاجتماعي
أغرقت صفحات تشجيع الخضر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “الفايسبوك” و”تويتر” وحملت في مجملها منشورات تشجيعية وأدعية لتأهل الفريق الوطني إلى الدور نصف النهائي تفاعل معها كثيرون ومن التريندات التي حلت في المراكز الأولى على موقع تويتر نذكر “شجع الخضر” و”المنتخب الجزائري” و”محاربي الصحراء” و”وان تو ثري فيفا لالجيري”.
ومن التعليقات الواردة من قبل بعض روّاد الانترنيت نذكر “يا ديوان الصالحين وعلى الكوت ديفوار امعولين والله مارانا راجعين إلا بالكأس بين ليدين” وكذا “هيا أيها الأبطال إلى الأمام واصنعوا فرحة الشعب من جديد” و”على ربي وعليكم رانا معولين فرحونا يا ليجان” وغيرها من العبارات التحفيزية التي تشحذ الهمة وتزيد من العزيمة والإصرار.
النساء في الصفوف الأولى للمشجعين للخضر
بات الجنس اللطيف مع مرور الوقت أكثر دراية وخبرة بمجريات كرة القدم وحيثياتها، وقد كشفت مباريات الفريق الوطني في الـ”كان” عن اطلاع واسع للجزائريات بأسماء اللاعبين ومواقعهم في الفريق، كما أصبحن يخضن نقاشات واسعة في خطة المدرب ومكانة منافسيه ومنهن من يقدمن توقعات بالنتيجة المسبقة للمقابلة.
نقاشات النساء في المقابلات بلغت مستوى عاليا أدخلها في جدال مع كثير من الرجال الذين انزعجوا لما يعتبرونه “حشرية من المرأة في مجال لا يعنيها ولا تفقه فيه” ناصحينها بالانشغال في مجالاتها الكلاسيكية.