ملك المغرب يتمسّك بالإحتلال و"يتوسّل" الإتحاد الإفريقي!
31-07-2016, 06:18 AM


عبد السلام سكية

صحافي ورئيس قسم القسم الدولي بجريدة الشروق اليومي

أكد الرئيس بوتفليقة إرادته على العمل مع ملك المغرب محمد السادس، من أجل الارتقاء بالعلاقات بين بلاده والمغرب إلى ما يحقق طموحات شعبي البلدين وتطلعاتهما للعيش في "كنف التضامن والإخاء
وشدد بوتفليقة، في برقية تهنئة بعث بها إلى الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ17 لاعتلائه العرش، السبت، "عزمه الراسخ على العمل معكم من أجل تحقيق أهدافنا الثنائية، والمغاربية، والارتقاء بعلاقاتنا إلى ما ترنو إليه شعوب المنطقة من سلام واستقرار وتطور"، واستطرد يقول: "إنها لفرصة سانحة نجدد لكم فيها عزمنا على القيام بكل ما من شأنه أن يزيد وشائج القربى والمحبة التي تجمع بين شعبينا متانة ويحقق تطلعاتهما وآمالهما للعيش في كنف التضامن والإخاء". كما أعرب عن أمله في تحقيق ما يصبو إليه الشعبان الجزائري والمغربي ويسهم في بناء صرح اتحاد المغرب العربي الكبير.
وإن كانت الرسالة التي بعث بها بوتفليقية "اعتيادية" في مثل هذه المناسبات، وتندرج في إطار ما بات يعرف بـ"دبلوماسية الرسائل"، ولا تخفي حالة الخلاف بين البلدين، خاصة من استعمار المغرب للصحراء الغربية، حيث تعتبر الجزائر الموضوع بمثابة قضية تصفية استعمار يتعين حلها، وفقا للأعراف والمواثيق الدولية، فيما تصر المغرب على اعتبار التراب الصحراوي" من أقاليمها الجنوبية".
وجدد الملك محمد السادس أطروحاته الاستعمارية من القضية الصحراوية، في خطابه، أمس، بمناسبة عيد العرش- تولي السلطة خلفا لوالده الحسن الثاني-، حيث قال: "سنتخذ التدابير اللازمة لمواجهة أي انزلاقات لاحقة... لن نرضخ للضغط أو الابتزاز في قضية مقدسة لدى المغاربة. نحن منفتحون في الحوار البناء لإيجاد حوار للنزاع، ولا تنازل عن مغربية الصحراء" على حد زعمه. ووظف المتحدث عبارات عدائية جدا في خطابه، ومنها خصوم الوحدة الترابية، ويستعمل الساسة المغاربة هذه العبارة عند الحديث عن الجزائر، حيث ذكر الملك: "أجدد دعوة الجميع إلى مواصلة اليقظة لمواجهة خصوم المغرب، فصاروا مسعورين أمام التقدم في الصحراء الغربية، هذه المؤامرات المفضوحة لن تنال من عزمنا في مواصلة نموذج تنمية الأقاليم الجنوبية".
وفيما يشبه التحدي للجزائر، التي أعلنت رفض الشروط المسبقة التي وضعها المغرب، للانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، ومنها طرد العضو المؤسس في الاتحاد، جبهة البوليزاريو، وهو الموقف الذي عبر عنه كل من الوزير الأول عبد المالك سلال والوزيرين لعمامرة ومساهل، ذكر محمد السادس أن قرار بلاده العودة إلى الاتحاد الإفريقي لا يعني تخليه عن حقوقه في الصحراء أو الاعتراف بالبوليساريو، وزعم أن ذلك "تعزيز" لسياسة الإفريقية الصادقة". وتابع: "هذا القرار لا يعني أبدًا تخلي المغرب عن حقوقه المشروعة، أو الاعتراف بكيان وهمي يفتقد أبسط مقومات السيادة، تم إقحامه في منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حاليًا)، في خرق سافر لميثاقها".
ويحمل حديث المعني مغالطات بالجملة، فهو لم يتقدم بطلب للعودة أبدا، مثلما أكدته مفوضية الاتحاد الإفريقي، التي نفت تلقيها طلبا مغربيا في هذا الخصوص، والمسألة الثانية أن المغرب وإن أراد العودة إلى الاتحاد، فإن ذلك يكون عبر انضمام جديد، لأن المملكة انسحبت من منظمة الوحدة الإفريقية التي حلت، وأسس بعدها هيكل جديد عام 2002 يسمى الاتحاد الإفريقي، الذي يضم في عضويته الجمهورية العربية الصحراوية، ويعني انضمام المغرب، إن حصل، اعترافا تلقائيا بالجمهورية الصحراوية وبحدودها وسيادتها، لكن بالنسبة إلى العاهل المغربي، فإن رجوع المغرب إلى الاتحاد الذي غادره عام 1984 بعد قبول المنظمة عضوية البوليساريو بها، يعكس حرص المغرب على مواصلة الدفاع عن مصالحه، من داخل الاتحاد الإفريقي، وعلى تقوية مجالات التعاون مع شركائه، سواء على الصعيد الثنائي أم الإقليمي، والمسألة الأخرى إنكار محمد السادس أن غالبية الدول الإفريقية تعترف بجبهة البوليزاريو والجمهورية العربية الصحراوية، باستثناء 6 دول تقف إلى جانب الطرح المغربي من الملف الصحراوي.