السلفية ...... بين الحــــقيقة و الاصطلاح
10-03-2013, 12:14 PM
السلفية ...... بين الحــــقيقة و الاصطلاح





ان المتتبع لما يحدث من جدل قائم حول السلفية هذا الجدل الذي ارتقى الى اعلى المستويات من رجال سياسيين و من صحفيين و مثقفين طرحوا العديد من التساؤلات من حيث انها مصدر خطر على البلاد و العباد او العكس
فكانت الاراء تدور حول ثلاثة مواقف متباينة
موقف جبهة الصحوة الحرة لمؤسسها زراوي حمداش الذي يدعوا الى ضرورة اشراك السلفيين في مصير البلاد
و بين المجلس الوطني للائمة معلنا ابتعاده عن السياسة مع التنويه على خطر استغلال المساجد من طرف السلفيين المولين للخارج حسب زعهمهم
و طرف ثالث رســـــــــمي و هو وزارة الشؤون الدينية و الاوقاف متمسكة بموقفها بان السلفيين خطرا على البلاد و حجتهم في ذلك انهم مبتدعة
(فكرة مقتبسة )
ثلاثة مواقف متباينة تعالج السلفية على اساس انها مصطلحا مهملة او متناسية عمدا او جهلا المعنى الحقيقي للمنهج السلفي
الذي من بين مبادئه المهمة عدم التورط في السياسة و التحزب و كل مظاهر الاحتجاج من مظاهرات او اعتصامات و سب الحاكم او التشهير به علنا و كل ما من شانه ان يثير فتنة او يؤدي الى ذلك من قريب او بعيد كما ان الطريقة المثلى لنشر هذه التعاليم هــــي الدعوة بالتي هي احسن بشرط ان يتسم صاحبها بالاخلاق الحسنة و المعاملة الجيدة قبل ان يهمس بنت شفة او يقدم على أي تصرف
يجهل نتائجه
و المبدا الاساسي للمنهج السلفي هو اتباع الكتاب و السنة على فــهم السلف الصالح و ذلك لانهم عاشوا مع النبي صلى الله عليه و سلم فهم الذين تفردوا و تميزوا بفهم المعاني السامية لتعاليم الدين اكثر من غيرهم و هم من يعود الفضل اليهم في نقل الرسالة الدينية من جيل الى جيل الى يومنا هــــــــــذا
فهل هذا يعد ابتداعا حسب زعم البعض ؟؟؟
و من يعرف تاريخ جمعية العلماء المسلمين التي هي مرجعية دينية جزائرية بكل جدارة و هو امر لا يختلف عليه اثنان و يطلع على اراء مؤسسيها يرى ان منهجها سلفي بكل معنى الكلمة
فلم يطعن الطاعنون بان السلفية ليس لها مرجع ديني في الجزائر و اراء ابن باديس و اصحابه مازالت مدونة الى اليوم الا من يعتبرهم عكس ذلك كما ان من يطلع على ممارسات الاستعمار الفرنسي بل و من بين اهم ممارساته نشر التخلف و الجهل و المعتقدات الدينية المتخلفة التي هي اقرب الى الوثنية منها الى الوسطية الاسلامية الحقة و هذا لعلمهم الدقيق و لتسخيرهم للبحوث المختلفة و في شتى الميادين لما يسمون بالمستشرقين بمكامن القوة و القضاء عليها و بمــــــــكامن الضعف و العمل على اظهارها و تقويتها باساليب شيطانية جد ذكية هذا دليل على ان هذه الامور مستحدثة و لم تكن اصيلة في الجزائريين مادام ان هدف المستعمر هو محو الهوية الوطنية
كما ان المنهج السلفي ليس حديث الظهور او امر مستحدث بل هو من غابر العصور و ديدن العلماء الربانيين المجددين الذين يعودون الى الظهور بين الحقبة الزمنية و الاخرى يلهجون بنفس اللسان عاملين على احياء سنن المصطفى كلما كادت ان تافل نجومها و غشت الغيوم شمسها لتعود الى السطوع من جديد
فهي اذا ليست حكرا على السعوديين او الخليجيين او المشارقة لياتي مــــــــدع كالغريق الذي يتمسك بكل قشة لكي يطعن في ولاء البعض
الحقيقة ان السلفية اصبحت تعامل في هذه الايام بالضبط على اساس الاصطلاح اكثر من حــقيقتها و هذا ظلم في حقها
اذ ليس من العدل ان نصدر احكاما و نتصدر مجالسا ان ننشئ احزابا او هيئات معينة باسم فكرة او حقيقة علمية معينة ضاربين بحقيقتها عرض الحائط محرفينها على مسارها الحقيقي ربما لاغراض شخصية او لاسباب غير موضوعية او لخلفيات كامنة في الصدور
قد تعدى عليها الزمن قصد احيائها من جديد
===========================

الكاتب كريم ابن كريم 10*03*2013
ياحي يا قيوم
برحمتك استغيث
اصلح لي شاني كله و لا تكلني الى نفسي
طرفة عين