تسجيل الدخول

مدينة يوكوهاما.. قلبت العلاقة بين السيارة والمنزل
لندن – يوكوهاما (اليابان):
يبدو أن حسنات السيارة الكهربائية لن تقتصر على مساهمتها الفعالة في الحفاظ على البيئة وخفض الضوضاء في المدن المزدحمة ومستوى تلوث هوائها بثاني أكسيد الكربون.. بل ستتجاوز ذلك إلى لعب دور «الرديف» لشركات الكهرباء. هذا ما توصل إليه مسؤولو ثاني أكبر مدينة في اليابان، يوكوهاما، فقد تنبهوا إلى أهمية دور مواز لدور النقل الذي تلعبه هذه السيارة اليابان هو الإسهام في توليد الكهرباء.
أما المعادلة فهي بسيطة جدا ونظرا لأن السيارات الكهربائية، التي يطلق عليها اختصارا اسم «آي في» تعمل بالبطارية فهي قادرة، من الناحية النظرية، على تخزين الطاقة وإعادة تغذية المنزل بها (عبر مقبس المرآب مثلا) أو حتى تزويد حي بكامله بالكهرباء إذا تم ربطها بما يعرف «بشبكة ذكية».
ويوكوهاما واحدة من أربع مدن اختارتها وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية لاختبار فكرة «المدينة الذكية» التي تضم شركات بينها شركات كهرباء وإلكترونيات.
وتوفر شركة «نيسان موتور» السيارات الكهربائية إلى جانب الأفكار بشأن أفضل الأماكن لوضع نقاط الشحن في أنحاء المدينة. ومن المعروف أن الرئيس التنفيذي للشركة، كارلوس غصن، كان من أوائل المنادين باعتماد الطاقة الكهربائية في تسيير السيارات وأن «ليف» سيارة «نيسان» الكهربائية بنسبة 100 في المائة، حازت على جائزة سيارة عام 2011 الأوروبية متفوقة على عدة علامات تجارية منافسة، بينها «ألف روميو» و«ستروين» و«داسيا» و«فورد» و«أوبل/ فوكسهول» و«فولفو».
وفي تصورها للمدينة الذكية سيتم ربط المنازل والشركات بشبكة ذكية تجمع بين الكهرباء والاتصالات بهدف تحقيق أفضل معدل لكفاءة استهلاك الطاقة في منطقة.
وسيتم تركيب لوحات طاقة شمسية فوق الأسطح وبدلا من امتلاك وحدة تخزين منفصلة ستجمع السيارات الكهربائية تلك الطاقة.
وبفعل ذلك، فإن السيارة لن تعمل فقط بالاعتماد على الطاقة النظيفة وإنما ستكون أيضا قادرة على تغذية الأجهزة المنزلية بالكهرباء إذا دعت الضرورة، مما يعني أن السيارة الكهربائية قد تصبح مصدرا للعرض والطلب في «الشبكة الذكية».
وتهدف يوكوهاما، التي تضم المقر العالمي لـ«نيسان» على مدى خمس سنوات إلى أن يتم استخدام 2000 سيارة «آي في» في ثلاث ضواح تضم 170 ألف أسرة تشمل 420 ألف ساكن. ويتطلع المسؤولون عن المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 3.7 مليون نسمة، إلى خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2020 مقارنة مع مستوياتها في 1990 وبنسبة 80 في المائة بحلول عام 2050.
وتقول «نيسان» إن السيارة «آي في» عند استخدامها في شبكة «مترابطة» يمكن أن تتيح احتمالات أخرى للمواصلات التي تعتمد على السيارات مثل تحسين كفاءة أنشطة سيارات الأجرة، فعوض أن تستمر سيارات الأجرة في جولاتها بحثا عن الركاب، الأمر الذي يهدر وقودا يمكن لوحدة البيانات المركزية التابعة لـ«نيسان» والتي سيتم ربطها بجميع سياراتها «آي في» أن توضح أي سيارات الأجرة متاحة في أي وقت حيث يمكن للركاب «الاتصال» بها من خلال مركز للحجز عبر أجهزة الكومبيوتر أو الهواتف الجوالة.
وبدلا من التجول بحثا عن الركاب يمكن لسيارات الأجرة الكهربائية التوقف بمواقع الشحن عند محطات القطارات أو المستشفيات مثلا.
وطموحات المدينة تتجاوز حدودها. وترغب المدينة في الوصول إلى أفضل نموذج لمجتمع منخفض انبعاثات الكربون وتصدير حزمة البنية التحتية، التي تشمل المدينة برمتها إلى آسيا أولا ثم إلى الأسواق الخارجية فيما بعد، مما قد يتيح لها فرصة تصميم مدينة عصرية مهيأة لوسائل النقل التي تعتمد على الكهرباء.