أبو زرعة الرازي و التحديث حتى الممات ..
23-09-2016, 10:45 AM
أبو زرعة الرازي

هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ أبو زرعة الرازي الحافظ الإمام الثقة. مولده بعد نيف ومائتين في مدينة الري، ولها ينسب.

طلبه للعلم

طلب العلم وهو صغير وارتحل في طلبه إلى الشام و الحجاز ومصر والعراق وخرسان. وسمع من موسى بن إسماعيل والقعنبي وأحمد بن حنبل وخلاد بن يحيى وعمرو بن هاشم وقبيصة بن عقبة وغيرهم.

قال صالح بن محمد جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف حديث، وعن أبي بكر بن أبي شيبة مائة ألف حديث. قال أبو زرعة: كتبت بالري قبل أن أخرج إلي العراق عن نحو ثلاثين شيخًا، منهم عبد الله بن الجراح وعبد العزيز بن المغيرة وغيرهم. وقال أيضا:

رأيت فيما يرى النائم كأني في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وكأني أمسح يدي علي منبر النبي صلى الله عليه وسلم موضع المقعد والذي يليه والذي يليه ثم أمسكته، فقصصته على رجل من أهل سجستان، فقال: أنت تُعنى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وكنت أذ ذاك لا أحفظ كثير شيء من مسائل الأوزاعي ومالك والثوري وغيرهم ثم عنيت به.

ثناء العلماء عليه


قال أحمد بن حنبل: ما جاوز الجسر أحد أحفظ من أبي زرعة. وقال عبد الواحد بن غياث: ما رأى أبو زرعة بعينه مثل نفسه أحدًا. وقال عمرو بن سهل بن صرخة: ما ولد في خمسين ومائة سنة مثل أبي زرعة. قال أبو بكر بن أبي شيبة: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة الرازي. وقال إسحاق بن راهوية: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي فليس له أصل.

وفاته رحمه الله


قال أحمد بن إسماعيل (ابن عم أبي زرعة): سمعت أبا زرعة يقول في مرضه الذي مات فيه:
اللهم أني اشتاق إلي رؤيتك، فإن قال لي بأي عمل اشتقت إلي؟ قلت: برحمتك يا رب.
قال الحافظ أبو جعفر محمد بن علي التستري ورّاق أبي زرعة: حضرنا أبا زرعة (من الاحتضار)، وكان في السَّوق، وعنده أبو حاتم، ومحمد بن مسلم، والمنذر بن شاذان، وجماعة من العلماء، فذكروا حديث التلقين، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)، قال: فاستحيوا من أبي زرعة وهابوه أن يلقنوه. فقالوا: تعالوا نذكر الحديث.
فقال محمد بن مسلم بن وارة: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح”، وجعل يقول: “ابن أبي”، ولم يجاوز. وقال أبو حاتم: “حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح”، ولم يجاوز. والباقون سكتوا، فقال أبو زرعة وهو في السَّوق:
حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)

وتوفي أبو زرعة رحمه الله. قال محمد بن مسلم: رأيت أبا زرعة رحمه الله في المنام، فقلت: ما فعل بك ربك؟ فقال: قربني وأدناني وقربني وأدناني حتى هكذا، وأومأ بيده، ثم قال لي: يا عبيد الله تدرعت بالكلام؟ قلت: لأنهم حاولوا دينك، قال: ألحقوه بأبي عبد الله وأبي عبد الله وأبي عبد الله. قال محمد بن مسلم: فوقع في نفسي في النوم أن أبا عبد الله سفيان الثوري، وأن أبا عبد الله مالك بن أنس، وأن أبا عبد الله أحمد بن حنبل.


للامانة العلمية منقول
المصدر : أمة بوست
للمتابعة عبر حسابي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01

قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .