تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
فتنة الشرك
20-07-2017, 09:41 AM
فتنة الشرك
( 1 )
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني



الحمدُ للهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللهِ، وعَلى آلهِ وصَحبهِ ومَنْ وَالاهُ، أَمَّا بَعدُ:

كثيرا ما يتكلم الناس عن الفتن بأنواعها، والظلم بأشكاله، والفساد بألوانه، بغض النظر - هنا - عن المسلك المتبع في ذلك!!؟، وقل من يتحدث عن أقبح ذلك شرعا، ويهتم بالتحذير منه، ألا وهو:( فتنة الشرك، وظلم الشرك، و: فساد الشرك!!؟) مع أن جعل الند لله تعالى هو: أعظم ما كان يُتعب قلب رسول الله - عليه الصلاة والسلام -.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - :
" ما كان شيء أتعب لقلب النبي - عليه الصلاة والسلام - من بقاء ما يشرك - بضم الياء وفتح الراء - به من دون الله تعالى".( الفتح / حديث : 4355).

قال تعالى: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ).
قال العلامة السعدي - رحمه الله - في تفسير الآية:
" أخبر تعالى أن المفسدة بالفتنة عنده بالشرك، والصد عن دينه: أشد من مفسدة القتل".( تيسير الكريم الرحمن: 1/89).

وقال تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير الآية:
" .. ولهذا أوصاه - أي في وصية لقمان لولده - أولا بأن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ، ثم قال محذرا له:( إن الشرك لظلم عظيم )، أي: هو أعظم الظلم ".( تفسير القرآن العظيم: 6/336).

وقال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا).
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - عند هذه الآية :
" .. فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به هو: أعظم فساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو: بالشرك به ومخالفة أمره؛ قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) ".( بدائع الفوائد: 3/14).

فالأوجب علينا :( الدعوة للتوحيد)، و:( التحذير من الشرك)، وصيرورة ذلك ظاهرا في صرح الدعوة، والاستمرار عليه في سائر مراحلها على وفق منهاج النبوة.
فتأمل وبالعلم تجمل، فإن النبي - عليه الصلاة والسلام -: ما دعا للتوحيد ثم انتقل إلى غيره، وإنما انتقل مع الدعوة للتوحيد إلى غيره.
فتذكر ولا تتنكر.
فالله الله في:( تجريد التوحيد) الذي هو: أساس العزة والشرف، وهو أمر أكيد.
قال الأديب الأريب مصطفى لطفي المنفلوطي - رحمه الله - :
" والله، لن يسترجع المسلمون سالف مجدهم، ولن يبلغوا ما يريدون لأنفسهم من سعادة الحياة وهناءتها، إلا إذا استرجعوا قبل ذلك: ما أضاعوه من عقيدة التوحيد ".( من مقال بعنوان: دمعة على الإسلام).

ولذا أحببت المشاركة بهذه السلسلة العقدية التي عنونة لها ب:( فتنة الشرك ) - وهذه الحلقة الأولى منها -، نهدف من وراء ما سننشره بتوفيق الله تعالى:" تصحيح المعتقد " الذي هو: مبدأ كل صلاح وإصلاح.
قال العلامة ابن عاشور - رحمه الله -:
" وكان إصلاح الاعتقاد: أهم ما ابتدأ به الإسلام، وأكثر ما تعرض له، وذلك لأن إصلاح الفكرة هو: مبدأ كل إصلاح، ولأنه لا يرجى صلاح لقوم: تلطخت عقولهم بالعقائد الضالة، وخسئت نفوسهم بآثار تلك العقائد المثيرة: خوفا من لا شيء، وطمعا في غير شيء!!؟، وإذا صلح الاعتقاد: أمكن صلاح الباقي، لأن المرء: إنسان بروحه لا بجسمه ".( التحرير والتنوير 3/ 194).
يتبع إن شاء الله.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: فتنة الشرك
22-07-2017, 02:17 PM
فتنة الشرك
( 2 )

من المقررات الشرعية الأثرية المحكمة:( التوحيد: أولا ).
قال ابن الحاج المالكي - رحمه الله -: " إن الله - عز وجل - أمر الناس أولا بالتوحيد لا غير، ثم أمرهم بعد ذلك بأمور الدين بالتدريج ".( المدخل: 3/152).
فالتوحيد في رياض الشريعة الغراء يُعد أصلا مقابل غيره من قضاياها ومسائلها، و:" ترك الترتيب بين الخيرات من جملة الشرور".
قال العلامة السفاريني - رحمه الله - ناظما :
وبعد فاعلم أن كل العلم ** كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي
وعليه فأولية التوحيد: علما وعملا ودعوة: تستلزم أولية التحذير من فتنة الشرك.
ف:" أصل الصلاح: التوحيد والإيمان، وأصل الفساد: الشرك والكفر": كما قال شيخ الإسلام: ابن تيمية - رحمه الله – في:( الفتاوى: 18/213).
ولما كان الموضوع أهم المهمات، فإن الشيطان حريص كل الحرص على أن يُنسيٓ الناس:( فتنة الشرك) و:( تجريد التوحيد).
ففي البخاري:( كتاب التفسير: 4920 ) عند ذكر عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – ل:( وٓد ) و:( سُواع ) و:( ويٓغوث ) و:( يٓعوق ) و:( نٓسرا ) قال عنهم : " .. أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم، أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتٓنٓسخ العلم عُبدت".
قال أبو الحسن المنوفي المالكي - رحمه الله – في:( معونة القاري لصحيح البخاري: 8/203):"( تٓنٓسخ ): بلفظ الماضي، أي: تغير علمهم بصورة الحال، وزال علمهم بذلك، فجعلوها معابيد بعد ذلك".
فسبب كونها عُبدت - إذن - من دون الله تعالى وحده= فتنة الشرك: تغير العلم بالتوحيد ونسيانه".
وتنبه - يا رعاك الله - إلى قوله: " تٓنٓسخ العلم "، يعني: ذهب شيئا فشيئا، للدلالة على أن العلم بالتوحيد لا يذهب - عموما - جملة من الناس ابتداء، وإنما يذهب شيئا فشيئا.
وبذهاب العلم بالتوحيد شيئا فشيئا ونسيانه، تٓحل:( فتنة الشرك ).
وسر ذلك: عدم الحرص على الدعوة إلى أصل التوحيد، وإهمال:( إنكار فتنة الشرك )، مما يستوجب كثرة الكلام في ضرورة تجريد العبادة لله وحده دون سواه، والتحذير من:( فتنة الإشراك بالله )، وإعادة ذلك كله وتٓكراره: كما هو هدي النبي - عليه الصلاة والسلام -.
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - : " فعرف – أي: النبي عليه الصلاة والسلام - الناسٓ ربهم ومعبودهم غاية ما يمكن أن تناله قواهم من المعرفة، وأبدأ وأعاد واختصر وأطنب في ذكر أسمائه وصفاته وأفعاله، حتى تجلت معرفته سبحانه في قلوب عباده المؤمنين".(جلاء الأفهام: ص: 179).

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: فتنة الشرك
01-08-2017, 01:41 PM
فتنة الشرك
( 3 )


اعلم - يا رعاك الله - أن الاعتناء بإصلاح عقيدة المسلمين بسبب ما دخلها من مخالفات شركية هو: رأس المال.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" قال الحافظ ابن هبيرة رحمه الله: تصحيح العقائد الفاسدة في المسلمين هو بمثابة: رأس المال، ودخول الكافر في الإسلام هو: بمثابة الربح، ولا شك أن حفظ رأس المال مقدم على طلب الربح".(الفتح: 12/301).

وعليه ؛ فاحذر ممن يُزهد في التحذير من الشرك والاشتغال بذلك بدعوى: أن التوحيد فهمناه!!؟، أو أن أمر التوحيد وما يضاده يُعلم في دقائق!!؟، أو أن الواقع الدعوي المعاصر فيه مشاكل أكبر من ذلك تستوجب الاعتناء أولا!!؟، وهكذا دواليك.
قال الله تعالى على لسان نبيه إبراهيم - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - : ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام).
قال إبراهيم التيمي - رحمه الله - عند هذه الآية : " ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم!!؟". رواه ابن جرير وابن أبي حاتم - رحمهما الله -.
قال الإمام ابن عطية الأندلسي المالكي - رحمه الله - في تفسير الآية :
" و( اجنبني ) معناه: امنعني، يقال:جنبه كذا وجنبه - بتشديد النون – وأجنبه: إذا منعه من الأمر وحماه منه، و:( بني ): أراد بني صلبه، ولذلك أجيبت دعوته فيهم، وأما باقي نسله، فقد عبدوا الأصنام، وهذا الدعاء من الخليل - عليه الصلاة والسلام - يقتضي إفراط خوفه على نفسه ومن حصل في رتبته، فكيف يخاف أن يعبد صنما؟، لكن هذه الآية ينبغي أن يقتدى بها في الخوف وطلب حسن الخاتمة ".( المحرر الوجيز: 8/250-251).
وعند البخاري ومسلم - رحمهما الله - من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا:
" لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة ... ".
أخرجه البخاري في:( الفتن: 7116): باب تغير الزمان حتى تُعبد الأوثان.
ومسلم في:(الفتن:2906) : باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة .
فالواجب علينا - إذن - الحذر والتحذير من الوقوع في الشرك بتعلمه وتعليمه والاستدامة على ذلك - خاصة ونحن في زمن-: شاع فيه صرف صُنوف العبادات لغير الله وحده، وانتشرت فيه الشركيات بأنواعها في المشاهد والأضرحة والقباب على وجه الخصوص، والله المستعان!!؟.
قال الشيخ أبو السمح عبد الظاهر رحمه الله: " فمن الجهل وعدم الفقه في الدين: أن يلومنا اللائمون على تقرير التوحيد كل ليلة في دروسنا، وكثرة اشتغالنا به في كل أحوالنا، في خطبنا ومقالاتنا وصحفنا، وأنا أتحدى اللائم، فليأتنا بآية من كتاب الله تخلو من ذكر الله وتوحيده، ولنفرض أنني كما يقول اللائم: أكرر التوحيد وأقرره، وأنفي عنه شوائب الشرك، أيلام محب بذكر محبوبه!!؟.
أنا رجل أحب الله، ومن أحب شيئا: أكثر من ذكره.
أجد الملامة في هواك لذيذة ***حبا لذكرك فليمني اللُوم
إننا في عصر أصبح الشرك فيه توحيدا، والتوحيد شركا، والسنة بدعة والبدعة سنة، والحق باطلا، والباطل حقا!!؟".( مقالاته ص: 181)

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: فتنة الشرك
05-08-2017, 08:31 AM
فتنة الشرك
(4)

مما يستدعي الخوف والوجل من الوقوع في الشرك بالله تعالى: دلالة قوله جل وعلا: ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ).
قال العلامة جمال الدين القاسمي - رحمه الله - في تفسير الآية :
" قيل: كان الظاهر( لو أشركت)، لأن:( إن) تقتضي احتمال الوقوع، وهو هنا مقطوع بعدمه.
فالجواب: أن هذا الكلام وارد على سبيل الفرض، والمحالات يصح فرضها لأغراض.
والمراد به: تهييج الرسل وإقناط الكفرة، والإيذان بغاية قبح الإشراك، وكونه بحيث ينهى عنه: من لا يكاد يمكن أن يباشره، فكيف بمن عداه؟". (محاسن التأويل: 8/295).
فمن الضروري - إذن - شهود مشهد:( حق الله على العباد = أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)، والحذر من الغفلة عن هذا المقام الجلل- خاصة- في زمن انتشرت فيه الشركيات جهلا وبفاسد التأويلات، وأهملت فيه الدعوة إلى توحيد رب الأرض والسماوات!!؟.
قال العلامة ابن عاشور - رحمه الله -:
" قال تعالى:( إن الشرك لظلم عظيم)، لأنه أكبر الاعتداء، إذ هو: اعتداء على المستحق المطلق العظيم؛ لأن من حقه: أن يفرد بالعبادة اعتقادا وعملا وقولا، لأن ذلك حقه على مخلوقاته، ففي الحديث:" حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا".( التحرير والتنوير: 7/332).
ومع وجود مثل هذه الأدلة الكثيرة الواضحة المحذرة من الشرك بالله، إلا أن بعض الناس قد استهانوا بهذا الباب بدعوى: أن هذه الأمة لا يخاف عليها وقوع الشرك فيها!!؟، وقد استندوا في هذا إلى قوله عليه الصلاة والسلام: " والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي". متفق عليه.
والجواب عن هذه الشبهة: بما ذكره الحافظ ابن حجر - رحمه الله - حيث قال في شرح الحديث:
" أي: على (مجموعكم)، لأن ذلك قد وقع من البعض، أعاذنا الله تعالى منها".( الفتح: 3/211).
وانظر في تقرير هذا الوجه كذلك:( عمدة القاري: 8/157): للعلامة العيني رحمه الله، و:( شرح العلامة الكرماني على البخاري رحمهما الله: 7/123)، و:( شرح مسلم للعلامة النووي رحمهما الله: 15/59).
أو يقال: إنه في الصحابة رضي الله عنهم خاصة، قال الحافظ: ابن حجر رحمه الله:" فيه إنذار بما سيقع، فوقع كما قال صلى الله عليه وسلم، وأن الصحابة لا يشركون بعده، فكان كذلك.. ".( الفتح: 6/614).
والله المستعان.
يتبع بإذن الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: فتنة الشرك
08-08-2017, 12:47 PM
فتنة الشرك
(5)

الغاية - أصالة - من الحذر والتحذير من الشرك هي: تجريد التوحيد، وتحقيق التفريد: لتزكية النفوس قصد إصلاح القلوب، وحملها على التعلق بعلام الغيوب، وهو: أمر أساس، أما الجدال عن ذلك ومنازعة الناس - بشرطه - فعارض كما قرره الأكياس.
وعليه؛ فبالتوحيد والإيمان:طهارة النفس من دناسة الإشراك بالله تعالى.
ولذا سمى الله تعالى الشرك:"رجسا"، فقال سبحانه:( فاجتنبوا الرجس من الأوثان).
قال العلامة البيضاوي - رحمه الله - عند تفسير الآية:
" فاجتنبوا الرجس الذي هو: الأوثان كما تجتنب الأنجاس، وهو غاية المبالغة في النهي عن تعظيمها والتنفير عن عبادتها ".( تفسير البيضاوي: 4/71).
كما وسم الله المشركين ب:"النجاسة" فقال جل وعلا:( إنما المشركون نجس).
قال العلامة السعدي - رحمه الله - عند تفسير الآية:
" إنما المشركون بالله الذين عبدوا معه غيره نجس، أي: خبثاء في عقائدهم وأعمالهم، وأي نجاسة أبلغ ممن كان يعبد مع الله آلهة لا تنفع ولا تضر، ولا تغني عنه شيئا".( تيسير الكريم الرحمن: 3/645).

فالتوحيد الخالص - إذن - ألطف وأعظم: ما تزكى به النفوس وتزكو به القلوب، ولأجله سمى الله تعالى:" التوحيد في كتابه: زكاة "، قال تعالى:
( وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون).
قال الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:
( لا يؤتون الزكاة):" لا يشهدون أن لا إله إلا الله ".( الفتاوى لشيخ الإسلام رحمه الله: 10/633).
وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - تعليقا على الآية :
" قال أكثر المفسرين من السلف ومن بعدهم: هي التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان الذي به يزكو القلب، فإنه يتضمن نفي إلهية ما سوى الحق من القلب، وذلك طهارته وإثبات إلهيته سبحانه، وهو أصل كل زكاة ونماء، فأصل ما تزكو به القلوب والأرواح هو: التوحيد".( إغاثة اللهفان: 1/49).
والله المستعان.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: فتنة الشرك
11-08-2017, 04:44 PM

فتنة الشرك
(6)

لا سمو للنفس، ولا رقي للأمم، مع وجود التلبس بمادة الشرك بالله، فهي: الظلمة للقلوب، وأساس البعد عن علام الغيوب، والمذلة البالغة، والفوضى العارمة للشعوب.
وبالشرك تقابل أعمال الأفراد والجماعات بالترك من الله تعالى.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال:
" يقول الله: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه ". رواه مسلم.
قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - في معنى الحديث :" أي: لم أثبه على عمله الذي أشرك فيه.
وقد يصل هذا الشرك إلى حد الكفر، فيترك الله جميع أعماله؛ لأن الشرك يحبط الأعمال إذا مات عليه ".( القول المفيد: 2/343).

واعلم - علمني الله وإياك -: أنه لعلة خفاء مسارب الشرك، مع تسويل الشيطان، وخداع النفس، ودفاع القبوريين والمتأولين عنه: يقع الناس فيه بسهولة!!؟.
ومما هو مقرر شرعا: ضرورة اتقاء الشرك: لشهود مشهد التفريد، ولتجريد التوحيد.
وعليه؛ فما أحوجنا إلى مزيد التيقظ والاحتراز والتحفظ منه، بل هذا: أوجب الواجبات.
وأمانة الإرشاد لذلك - قصد الحذر منه - على أكتاف المرشدين والمصلحين بالدرجة الأولى.
قال العلامة: مبارك الميلي المالكي الجزائري- رحمه الله -:
" وكان من آيات المرشد النصوح وأخص مظاهره ونصحه: أن يجعل أولى ما يتقدم به إلى العامة، وأول ما يقرع به أسماعهم: التحذير من الشرك ومظاهره، وبيان مدلوله وأنواعه، ثم الصبر على ما يلحقه لذلك من أذى جاهل متحمس، ومغرض متعصب، وضال متأول، كما هي جميع الرسالات؛ قال الله تعالى:[ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ] ".( رسالة الشرك ومظاهره - تهذيبها - ص: 13-14).

فالحذر الحذر من: إهمال بيان حقيقة الشرك وأقسامه لمعرفته، والحذر الحذر من: إهمال تعلم ذلك: لاجتنابه، فقد:" نتج عن قلة الخوض في هذا الموضوع: أن صار الشرك أخفى المعاصي معنى، وإن كان أجلاها حكما". (رسالة الشرك ومظاهره - تهذيبها - ص: 16).
والله المستعان.
يتبع بإذن الله.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: فتنة الشرك
20-08-2017, 04:51 PM
فتنة الشرك
( 7 )
من آثار ( ضعف العلم ) في الأمة غاية: ظهور الشركيات من جراء انتشار الجهالات، وذيوع الخرافات، والتمسك بالترهات، والتعلق بالشبهات...
ولا تطهر الأرجاء، ولا يتحقق للعقول الجلاء، ولا تتسم القلوب بالصفاء إلا ببيان:
- الحقيقة الشرعية للشرك.
- وأقسام ذلك وأنواعه.
- والكشف عن عموم أفراده.
- وأسباب الشرك ومادته.

كل ذلك قصد:( تصفية التوحيد)، و( تحقيق التجريد )، و( شهود مشهد التفريد)، و العودة إلى ( نقاء الفطرة) من جديد.
وهذا: أوجب الواجبات في مفهوم:" حفظ الشريعة"، وهو أمر أكيد.
قال العلامة: مبارك الميلي المالكي الجزائري- رحمه الله - :
" حق الله على عباده: أن يعبدوه لا يشركوا به شيئا ، وإن مثل الشرك من التوحيد: كمثل الليل من النهارـ والعمى من الإبصار؛ يعرض للأمم الموحدة كما يعرض الظلام للضياء، ويطرأ عليها كما تطرأ الأسقام على الأجسام.
غير أن الظلام باعث لنوم الأبصار: لإفادة الراحة للأجساد، أما الشرك، فعلة لنوم البصائر: الموجب لشقاء العباد.
وإذا كان حفظ الصحة بالغذاء والدواء، فإن حفظ التوحيد يكون بالعلم والدعوة، ولا يحفظ التوحيد علم: كعلم الكتاب والسنة، ولا تجلي الشرك دعوة: كالدعوة إليهما وبهما ".( الشرك ومظاهره،التهذيب ص: 910).

والغاية: أن إيضاح الشرك ومتعلقاته هو: لأجل بيان المراد الشرعي في الموضوع، بغض النظر عن الحكم على المتلبس بذلك من الأعيان والجماعات، فهذا شأن آخر يتعلق بحق الخلق.
فالمتلبس بذلك: لا يحكم عليه بموجبه حقيقة - من صاحب أهلية - إلا مع توفر الشروط، وزوال الموانع: كما هو مقرر معلوم عند أهل الشأن.
قال الناظم:

ولا يتم الحكم حتى تجتمع * كل الشروط والموانع ترتفع

وسر هذا المرقوم: ملاحظة ما يرد على حال المكلف مما يصطلح عليه ب:( عوارض الأهلية)، كالخطأ، والجهل، والتأويل، وما أشبه، فمراعاتها: أصل شرعي معتبر.
قال العلامة: علاء الدين البخاري - رحمه الله -:
" وسميت هذه الأمور التي لها تأثير في تغيير الأحكام: عوارض، لمنعها الأحكام التي تتعلق بأهلية الوجوب، أو أهلية الأداء عن الثبوت ".( كشف الأسرار: 4/370)
فالله الله في تكاتف الجهود: لبيان ماهية الشرك ومظاهره وأقسامه وبواعثه: لإعلاء راية التوحيد وأعلام دلائله، والعيش تحت مظلة شواهده وأنواره.
والله المستعان.
يتبع بإذن الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: فتنة الشرك
07-11-2017, 03:16 PM
فتنة الشرك
(8)

مما يدل على عظيم عناية سلفنا الصالح بالتوحيد، والحذر من فتنة الشرك والتنديد: قول عمرو بن العاص - رضي الله عنه - : " إن أفضل ما نعد: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ". رواه مسلم.
وحقيقة مفهوم كلمة الإخلاص:( لا إله إلا الله): لا معبود بحق إلا الله..

قال العلامة: القرافي المالكي - رحمه الله - :
" والإله: المعبود، وليس المراد: نفي المعبود كيف كان: لوجود المعبودين في الوجود، كالأصنام والكواكب، بل ثم صفة مضمرة تقديرها: لا معبود مستحق للعبادة إلا الله، و من لم يضمر هذه الصفة: لزمه أن يكون تشهده كذبا".( الذخيرة: 2/ 57 ).
وهذا البيان الشرعي لماهية مفهوم:( لا إله إلا الله) يستدعي البراءة من جميع وجوه الشرك وصوره وأنواعه والمباينة لذلك، مصداقا لقوله تعالى : [وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ].
قال العلامة: ابن باديس المالكي - رحمه الله - عند هذه الآية :
" وهذه البراءة والمباينة - وإن كانت مستفادة من أنه يدعو إلى الله وينزهه – فإنها: نص عليها بالتصريح، لتأكيد أمر مباينة المشركين، والبعد عن الشرك بجميع وجوهه وصوره جليه وخفيه، في جميع مظاهر شركهم.
ولما كانت هذه المباينة والبراءة داخلة في الدعوة إلى الله وتنزيهه، فالمسلمون المتبعون لنبيهم - عليه الصلاة والسلام - كما يدعون إلى الله على بصيرة، وينزهونه - يباينون المشركين في عقائدهم وأعمالهم وأقوالهم -، ويطرحون الشرك بجميع وجوهه، ويعلنون براءتهم وانتفاءهم من المشركين ".( الدرر الغالية في آداب الدعوة والداعية، ص: 2123).
وإذا كان الشرك انتكاسة عن الفطرة، ومرضا يصيب القلوب، فمهم جدا أن نتعرف على ما يبعث على حصول ما يفسد الفطرة، وينحرف بالقلوب عن نور التوحيد إلى ظلمات التنديد.

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه *** ومن لم يعرف الخير من الشر يقع فيه

فمن:" لم يعرف الجاهلية والشرك، وما عابه القرآن وذمه: وقع فيه وأقره، ودعا إليه وصوبه وحسنه، وهو لا يعرف أنه هو: الذي كان عليه أهل الجاهلية ".( مدارج السالكين، للإمام ابن القيم - رحمه الله - 1/ 352353).

وعليه؛ فلنعلم - علمني الله وإياكم - أن جماع أسباب الشرك ومادته:
- الجهل.
- الكبر.
- اتباع الهوى.
- الغلو في الصالحين.
- التقليد وتحكيم العادات.
- بدع القبور.
- التعلق بالصور.
- التعلق بالعالم الغيبي أو العلوي.
- الميل إلى الإيمان بالمحسوس.
- الاعتماد على المنامات والروايات الضعيفة والموضوعة.

والله المستعان.

يتبع .. بإذن الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: فتنة الشرك
16-11-2017, 09:31 AM
فتنة الشرك
(9)

الشرك نجاسة تدنس الفطرة، وتذهب صفاءها، ولهذا حذر الله منه ونفر، حيث أخبر - سبحانه - عن المشركين بالمصدر:( نَجَسٌ) للمبالغة، ولتقرير كونهم في حكم عين النجاسة، أو المراد:( ذو نجس): لوساخة بواطنهم، وخبث عقيدتهم، أو لأنهم تلبسوا بالشرك الذي هو بمثابة ما هو نجس.
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ).
قال العلامة السعدي رحمه الله:
" يقول تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ): بالله الذين عبدوا معه غيره، (نَجَسٌ) أي: خبثاء في عقائدهم وأعمالهم، وأي نجاسة أبلغ ممن كان يعبد مع الله آلهة لا تنفع ولا تضر، ولا تغني عنه شيئا ؟".( تيسير الكريم الرحمن: 2/ 230).
وفي الحديث القدسي قوله تعالى:
" أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ". رواه مسلم:( 2985 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي لفظ ابن ماجة:( 4200 ) في الزهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه كذلك بإسناد صحيح على شرط مسلم:
" أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل لي عملا أشرك فيه غيري، فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك".

قال العلامة النووي - رحمه الله - في شرح الحديث:
" ومعناه: أنا غني عن المشاركة وغيرها، فمن عمل شيئا لي ولغيري لم أقبله، بل أتركه لذلك الغير، والمراد أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ، ويأثم به ".( شرح مسلم: 6/ 96).

والشرك ( لغة): اسم للذي يكون بين أكثر من واحد، بحيث لا ينفرد به أحدهم، تقول: قد اشترك الرجلان، وتشاركا، وشارك أحدهما الآخر.
وتقول: اشتركا وتشاركا في كذا، ورغبنا في شرككم، أي: في مشاركتكم. وشركه في الأمر يشركه: إذا دخل معه فيه.
وأشرك بالله: جعل له شريكا، فهو: مشرك.
أنظر:( تهذيب اللغة للأزهري 16/10، و القاموس المحيط للفيروز أبادي ص: 1220، ولسان العرب لابن منظور: 10/ 448، وتاج العروس للزبيدي: 7/ 148).

أما ( شرعا ): فالمتتبع للنصوص الشرعية يجد أن لفظة ( الشرك) تطلق على معنيين:

الأول: إثبات شريك لله تعالى فيما هو من خصائصه تعالى، وهو ما اصطلح عليه ب:( الشرك الأكبر ).
وفيه قال العلامة الشنقيطي رحمه الله هو:" صرف حق من حقوق الله لغيره".( أضواء البيان: 3/614).
ويدخل في حق الله قول الشنقيطي رحمه الله من المصدر نفسه:
" كل ما لا يقدر عليه إلا الله، فلا يطلب إلا منه عز وجل، فإذا طلب من غيره: كان صرفا لخصائص الله لغيره".
ومن التعاريف الجامعة الجيدة للشرك الأكبر:
" أن يجعل لله تعالى ندا أو شريكا في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته، بحيث يصرف لغيره ما هو من خصوصياته سبحانه على وجه الاشتراك أو التفرد ".
( الشرك بالله أنواعه وأحكامه ص: 38 لماجد محمد علي أحمد شبالة).

الثاني: مراعاة غير الله تعالى في بعض الأمور، وهو ما اصطلح عليه ب:
( الشرك الأصغر).
وفيه قال العلامة الشوكاني رحمه الله :
" كل ما ينافي كمال التوحيد، ويقدح فيه مما لم يبلغ حد الشرك الأكبر".
( الدر النضيد ص: 25).
وعرفه العلامة السعدي رحمه الله بقوله :
" كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة ".( القول السديد ص: 43).
والله المستعان.

يتبع .. بإذن الله ..
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: فتنة الشرك
22-01-2018, 12:09 PM
فتنة الشرك
(10)



ضابط الشرك الأكبر: مضادته لأصل التوحيد ومنافاته له = نقض التوحيد، بخلاف الشرك الأصغر، فلا يضاد أصل التوحيد ولا ينافيه = نقص التوحيد.
ولا يلزم من هذه الحقيقة التي تخص الشرك الأصغر: التساهل فيه، وعدم خطورته.
فالشرك الأصغر: وسيلة وذريعة للوقوع في الشرك الأكبر، على غرار قولة السلف والعلماء:" المعاصي بريد الكفر، والبدعة قنطرة الشرك ".
قال عليه الصلاة والسلام:" إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟، قال: الرياء، يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء". رواه الإمام أحمد:(23680)، والإمام المنذري:(1/34)، وقال: رواه أحمد بإسناد جيد، وصححه الإمام الألباني في صحيح الجامع:(1555).
ف:" لا شك أن الشرك الأصغر من الموضوعات المهمة التي يحتاج إلى معرفتها كل مسلم، نظرا لخطورته على عقيدة المسلم، وكذا لخفائه، وشدة وعيده، حيث خافه الرسول - عليه الصلاة والسلام - على صحابته – وهم: أكمل الأمة إيمانا - رضي الله عنهم جميعا - وأيضا لكثرة من يقع فيه من المسلمين، فلا يكاد أحد ينجو منه إلا من عصم الله".( الشرك بالله أنواعه وأحكامه: لماجد محمد علي أحمد شبالة ص: 657).
وليعلم: أن الأدلة الشرعية دلت على وجود فروق مهمة بين الشرك الأكبر والأصغر، وهي:
أولا: الشرك الأكبر يخرج صاحبه من الملة، بخلاف الشرك الأصغر.
ثانيا: الشرك الأكبر محبط للأعمال كلها، بخلاف الشرك الأصغر.
ثالثا: الشرك الأكبر يوجب الخلود الأبدي في النار، بخلاف الشرك الأصغر، فإنه لا يوجب ذلك إجماعا، وإنما يستحق مرتكبه النار، على الفرق بين ما يستدعي (خلود أبد) و ما يستحق صاحبه (خلود أمد).
رابعا: الشرك الأكبر لا يغفر لصاحبه إن مات عليه، وأما الأصغر، فصاحبه تحت المشيئة كما هو مذهب الأكثر، وذهب طائفة إلى أنه لا يغفر.
خامسا: الشرك الأكبر تحل به النفوس والأموال بضابطه الشرعي، وأما الأصغر، فلا تحل به.
سادسا: صاحب الشرك الأكبر يحرم أن يتزوج بمسلمة، كما يحرم أن يتزوج المسلم صاحبة الشرك الأكبر، إلا إذا كانت كتابية، فجائز بشرطه، أما مع الشرك الأصغر فحسب، فعلى خلاف ذلك.
سابعا: صاحب الشرك الأكبر إذا مات فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، بخلاف صاحب الشرك الأصغر.

والله المستعان.
يتبع بإذن الله.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:45 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى