رد: ㊗㊘㊜㊝㊞㊟ الامازيغي 52 ㊗㊘㊜㊝㊞㊟
28-04-2014, 01:14 PM
اكمل استاذي الفاضل........... انت شخص رائع جدااااا
22
20
°°شهادة الأهلية هي شهادة (لمن لم تتفرق بهم السبل) ، هي شهادة المترشحين الأحرار الذين يتوقف مسارهم الدراسي ليتوجهوا إلى الحياة العملية .
النجاح في الأهلية خلال العشرية الأولى لاستقلال الوطن وإن كان حلما في الأصل ، فهو في حقيقته منغص ، لغياب أدوات التوجيه المدرسي السليم. °°أكثر القطاعات استقطابا في ذلك الوقت ( التربية والتعليم ) ، فالوطن في بداية استقلاله وبنمو ديموغرافي ملفت (لتعويض خسائر الثورة المجيدة )، فكانت الحاجة للمدرسين جد متفاقمة ، ففي أواخر الستينات تأسس ما يسمى ( المعاهد التكنولوجبة للتربية ) في المدن الكبرى ، توسعت تدريجيا نحو كل ولايات القطر ، قرأت في عمود إشهاري لجريدة ( الشعب ) آنذاك ، إعلانا لتكوين المعلمين في ولاية الأصنام ( الشلف حاليا ) على أمل استكمال دراستي بطريقة نظامية ، فأرست طلبي مرفوقا بمؤهل ( شهادة الأهلية ) فقوبل طلبي دون الحاجة لاحتبارات القبول ، فأرسلت لي قوائم تحضير والمستلزما ت ( trousseau) ، حيث أجبر الوالدُ على شرائها مرغما لعوزه الماد ي . حدد لي يوم الدخول في استدعاء خاص في (المعهد التكنولوجي للتربية ، خميس مليانة ) ، فكان ذاك الموسم الدراسي ، حافلا بالمغامرة التعليمية لكن لسنة واحدة فقط !. ما أن دقت أجراس الدخول المدرسي ، حتى جهزت نفسي للسفرية مثقلٌ بحاجياتي على ظهر قطار مزدحم الركاب حطني في محطة ( خميس مليانة) بحثت عن طاكسي الذي نقلني وحاجياتي حيث عنوان المعهد الوحيد في المنطقة . °°محط الترحال ، [خميس مليانة ] التي كانت تابعة إداريا لولاية ( الأصنام) تقع في سهل فسيح ، وهي ملتقى للطرق بين عديد الولايات ، ونقطة عبور مهمة بين العاصمة ووهران على مسار الطريق الوطني الرابع ( 4) بها آنذاك مصنع للقرميد ، تطل عليها مدينة [مليانة ] من ناحية الشمال بعراقتها حيث كانت تأوي مصنعا للبارود زمن مقاومة الأمير عبد القادر ، وبقربها جبل [ زكار ] الغني بمعدن الحديد . محطة القطار ( بخميس مليانة ) التى كانت تسمى في العهد الفرنسي ( affreville ). من مآثر وذكريات مدينة خميس مليانة . بعد ليلة صاخبة وسط زحمة الوافدين أمثالي من كل الولايات ، حجزنا الأماكن داخل المراقد ، ونمنا نومة عميقة وكلنا شوق لمعرفة ما سنلقاه على مستوى الدراسة التنظيرية والتطبيقية . °° لم تكن عنايتنا منصبة على وسائل الإستقبال المادية من مرقد وإطعام ، فقد كنا مدربين على قبول أبسط الوسائل الممكنة ، غير أننا كنا تواقين للظفر بتكوين معرفي محكم ورزين يشبع النهم المعرفي بداخلنا ، ويسد ثغرات العوز المعنوي الذي نتوق إليه . مباشرتنا الدراسة لم تكن في حجم تطلعاتنا ، فقد ظهرت الإرتجالية في التسيير ، ونقص فادح في التأطير ، لعل حداثة المعهد كان سببا مؤثرا في ذلك ، المهم أننا شعرنا بأننا مقبلين على مهنة التعليم لتربية وتكوين أجيال الجزائر المستقلة . °° جل الأساتذة المكونين من المشارقة ( مصر ، سوريا ، العراق ) ،ومن الفرنسيين ، وكنا موزعين على فرقتين ألسنيا ، ( معربون ) و ( مفرنسون ) ، وعلى مقاعد الدراسة تعرفت على طالب صلد شغوف بالأدب والشعر والنثر والذي كان مناصرا لفريق مولودية وهران لكرة القدم، هو خلاص جيلالي [1] . °° وبعد تكوين تربوي وعلمي لمدة سنة ، متبوعة بتطبيقات عملية ميدانية داخل المدارس الإبتدائية ، وبعد ورشة عمل صيفية أقيمت لصالح المتخرجين في مدينة [ مليانة ] على سفح جبل زكار . في ظلال هذه الأشجار العملاقة كنا نحتسي أكواب الشاي المنعنعة في عز أيام الصيف ، فما أروع المدينة بهوائها الجبلي الذي يستمدد نسيمة من جبل زكار . من هذا الصرح تخرجنا بشهادة التأهيل ( كمدرسين في الطور اٌلإبتدائي ). .... في انتظار [ التعيين] لبداية مهنة الذين يحترقون ليضيئوا درب الأجيال القادمة . ____________________ [1]جيلاي خلاص ـ أديب روائي وقاص جزائري . .../.... |