حديث الصباح.. نحن و أمير المؤمنين
12-10-2017, 09:46 AM
ليس الحديث طبعا عن صحابة الرسول (ص)، و نشوء الصراع بينهم في موقع السقيفة بعد وفاة الرسول (ص)، و إنما عن ملك المغرب محمد السادس الذي وضع نفسه وصيّا على شعوب المغرب العربي، يوم أطلق عليه لقب أمير المؤمنين، و نحن كجزائريين مازلنا نتذكر كيف انقلب ملك المغرب محمد السادس على الرئيس الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة، بعدما أثنى عليه في أوّل حوار صحفي له مع التايمز الأمريكية بالقاهرة بعد جلوسه على العرش الملكي في جويلية 1999، و هي السنة التي تم فيها انتخاب الرئيس الجزائري، و تحدث ملك المغرب عن قضايا عديدة لاسيما مسالة الديمقراطية، و قال بالحرف الواحد : مخطئ كل من يحاول تطبيق النظام الديمقراطي الغربي على دولة عربية مسلمة، مع احترامه للبلاد التي تطورت فيها الديمقراطية و وصلت إلى مستويات رفيعة، محمد السادس كان مغربيا أرضا و انتماءً، لكنه كان اسبانيًّا فكرًا و ثقافةً، و هو الذي صرّح أنه معجب بملك اسبانيا خوان كارلس، بل كان يضعه في مرتبة العمّ ، حيث كان يلقبه بـ: " العمّ خوان"، و وصل مستوى هذا الإعجاب إلى درجة استشارته و إرشاده في القضايا التي تخص المغاربة، سعيا منه في وضع النموذج الإسباني للديمقراطية في المغرب.
الملك محمد السادس الذي وضع نفسه في مرتبة أميرا للمؤمنين صرّح في الكثير من المرات أنه لا مشكلة بينه و بين الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، و اتهم الجزائر في ابتكار هذه المشكلة، في الوقت الذي أثنى على الرئيس بوتفليقة و قال أنه معجب به و أنه واجب أن تقف الغرب مع الجزائر في محنتها للخروج من الوضع الصعب الذي ورثته خلال العشرية السوداء، و إن كان هذا موقف نبيل في تعامله مع القضايا التي تخص شعوب المغرب العربي، و ليس الملفات كما قال هو، لكن نبوءته أثبتت بطلانها يوم قال : أننا كملوك و حكام لا نتوقع أن جيلا جديدا من العرب سيقلب الأوضاع رأسا على عقب أو يخضع كل شيئ للبحث، في هذه السنة بالذات ( 1999) كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد حضر تشييع جنازة ملك المغرب الحسن الثاني و قدّم تعازيه للوريث الجديد محمد السادس بحضور إيهود باراك، و علق الجميع أن انقلاب محمد السادس على الرئيس بوتفليقة بسبب مصافحة هذا الأخير إيهود باراك في المسيرة الجنائزية لملك المغرب الحسن الثاني، و إن كان الشعب الجزائري قد استاء لتصرف رئيسه، و لكن محمد السادس استعمل صفة أمير المؤمنين، ليحشر نفسه في ما لا يعنيه، و تجاهل أن الأمر يخص الجزائريين وحدهم.

عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..