أحلام مستغانمي للشروق لن أسكت عن حقي ولا أطالب لا بالدولار ولا بالدينار وسأتبرع بالمبلغ
03-02-2016, 09:06 PM

زهية منصر

صحافية مختصة في الشؤون الثقافية




قالت أحلام مستغانمي إن الدعوة القضائية التي تعتزم رفعها ضد دار الهدى بسبب نشر كتاب يتضمن إبداعاتها بدون الرجوع إليها، خطوة اتخذتها عن قناعة ومبدأ وليس من أجل المال، مؤكدة في تصريح خصت به الشروق أنها
القضائية التي تعتزم رفعها ضد دار الهدى بسبب نشر كتاب يتضمن إبداعاتها بدون الرجوع إليها، خطوة اتخذتها عن قناعة ومبدأ وليس من أجل المال، مؤكدة في تصريح خصت به الشروق أنها

"لم تطالب لا بدولار ولا بمليار ولن يدخل حسابها فرنك واحد من هذا التعويض" لكنها في المقابل قالت إنها لن تسكت عن حقها وطالبت بالاطلاع على العقد الذي أبرمته دار الهدى مع الوزارة.
وتعويضها سيكون تماما مثلما تقاضاه وستقدمه مساعدة لمؤسسة فورام التي تعتبر هي سفيرتها منذ 5 أعوام، والتي تضم 7000 يتيم وهي مؤسسة لا تتلقى أي مساعدة من قبل الدولة ويرأسها الدكتور مصطفى خياطي .
وأضافت صاحبة الثلاثية أن كتاب "أحلام مستغانمي هكذا تكلمت.. هكذا كتبت" الذي وقعته زهرة ديك الكتاب صدر في 2013 تحت إشراف الوزارة في عهدة الوزيرة خليدة التومي ويضم 528 صفحة لم تستشار فيه وهو في الحقيقة من تأليفها وإعداد زهرة ديك على اعتبار أن المؤلف ضم مقالات لها أخذت من النات "أعيد رقنها ونشرها في مواقع أدبية، قراء هواة بكثير من الأخطاء، وقصائد منقولة في الكتاب تمامًا كما نُشرت كيفما اتفق لأن الانترنت قام بعجن الكلمات وحوّلها إلى نص نثريّ. ومقابلات ملفقة نُسبت لي ولم ألتق بأصحابها، وإذا بها موّثقة في كتاب.
وسيرة ذاتية ناقصة وغير دقيقة، لم يتم مراجعتي في كتابتها. ولضرورة تضخيم حجم الكتاب، أضيف إليه فصول كاملة من رواياتي.." مؤكدا في السياق ذاته أن الكتاب أساء إليها لأنه "أصبح مرجعا أكاديميا للطلبة الذين يعدون عني أطروحات وأنه بالتالي ألحق ضررًا كبيرًا حتى بالأبحاث التي تتمّ حول أعمالي لتواجده في المكتبات الجامعية".
وتعجبت أحلام متسائلة "كيف تمّ التعامل معي وكأنني متُ ولا داعي لاستشارتي في شيء، برغم أن عنواني معروف لدى الجميع، فبأي حق يتمّ انتهاك سيرة وأعمال كاتب دون العودة إليه للتدقيق، برغم أن الهدف المعلن هو تخليد وتوثيق إنتاج كبار الكتاب الجزائريين؟" وقد حملت أحلام وزارة الثقافة جزءا من المسؤولية في تكرار حوادث نهب حقوق الكتاب واعتبارها طرفا مدانا في هذه القضية، من خلال لجنة القراءة، والمشرفين على تمويل هذه الإصدارات ولابدّ أن تشملها الدعوى قائلة "ألا يكفي أنني على مدى عهود لم أكسب يومًا مليماً من وزارة الثقافة، لكن يعتبرون السطو على أعمالي حقا مشروعا، فمن الواضح أن هناك غنيمة تم اقتسامها في هذا المشروع" مؤكدة أنها اتجهت إلى الديوان الوطني لحقوق التأليف بعدما حدثت في الأمر كلا من الوزيرة تومي في عهدها عند صدور الكتاب، ونادية لعبيدي في نفس الموضوع أيضا.
وشددت مستغانمي اللهجة تجاه تكرار حوادث السطو واستغلال جهود الكتاب والمبدعين قائلة "ليعلم الجميع أنني لن أسكت عن حقي ولن أتساهل فيه. إنها قضية مبدأ لا قضية مبلغ، وأيا كان المبلغ سأقدمه مساعدة لمؤسسة (فوريم) لرعاية اليتامى التي يُشرف عليها البروفيسور مصطفى خياطي والتي أنا سفيرتها، وهو تمامًا ما قمت به حين كسبت قبل عامين دعوى في السعودية ضد ناشر تعدّى على حقوقي" وتضيف أحلام "نهب الكاتب مرتين، وهو المنكوب والمنهوب أصلاً من وزارة تعتبره وسيلة وذريعة للسطو على الميزانيات الضخمة المخصصة لرفع شأن الأدب والقراءة".
وللتدليل على حجم التجاوزات في حق الكتاب والتساهل في موضوع السرقات الأدبية في بلادنا قالت مستغانمي في تصريحها للشروق إن "دار بلومسبري في لندن التي ترجمت أعمالها للإنجليزية، أخبرتها انه عليها أن تدفع حقوق التأليف عن 4 جمل وردت في كتابها أخذتها في حوار من فيلم "حلقة الشعراء الذين اختفوا" في روايتها "فوضى الحواس" وعندما أبدت تعجبها قالت إنها ملكية فكرية لكاتب السيناريو وأن في كل طبعة سيتم اقتطاع مبلغ من مداخيلي لدفعها للمؤلف، وفي نفس السياق كشفت المتحدث أن "مؤخراً صدر كتاب في لندن جمع مقاطع من كتابات 60 كاتبا عربيا كانت واحدة منهم وكتب يطلب إذنًا مكتوبًا بالسماح له بترجمة صفحتين، وضمها إلى كتابه للتعريف بالأدب العربي".

مدير دار الهدى مصطفى قلاب لـ "الشروق":
طبعنا لـ "زهرة ديك" ولا علاقة للمؤلف بـ "أحلام مستغانمي"
مدير دار الهدى مصطفى قلاب، من جهته، أكد لـ "الشروق" أن وضع الدار من الناحية القانونية سليم ولا تشوبه أي شائبة لأن منشورات الهدى لم تطبع مؤلفا لأحلام مستغانمي ولكنها طبعت كتابا لمؤلفة اسمها زهرة ديك، متسائلا: هل جمع حوارات وما كتبه النقاد عن أدب أحلام مستغانمي هو مؤلف لها؟ في السياق ذاته، قال قلاب إن دار الهدى طبعت الكتاب في إطار مشروع قدم إلى الوزارة بمناسبة خمسينية الاستقلال اسمه "هكذا كتب، هكذا تكلم" وشمل عدة أسماء جزائرية منها أحلام مستغانمي، حيث قامت زهرة ديك بجمع ما كتب حول أدب مستغانمي ومجموع حواراتها وتصريحاتها الإعلامية وصدرت في كتاب. وأضاف قلاب أن الدار تبقي أبواب النقاش مفتوحة لإيجاد حل وتسوية لهذا الإشكال لأنها تنشط في إطار القانون. وهي ترحب باقتراحات ديوان حقوق التأليف لدراسة هذه القضية وإيجاد مخرج لها.