متى يمكنك القول لمديرك "هذا ليس من مهام عملي"؟
16-12-2014, 08:24 AM
من إعداد : إلزابيث غارون - كاتبة حرة



إذا طلب منك رئيسك في العمل أن تفعل شيئا ليس من مهامك الوظيفية ذات مرة، فقد تشعر أنه لا خيار لديك إلا أن تفعله.
الرؤساء غير المناسبين في كل مكان في العمل، هذا ما تقوله جانيت سكاربره سيفيتيللي، أخصائية علم النفس والخبيرة في مجال الوظائف.
إذا كان الطلب لمرة واحدة، ربما تنفذه كإسداء لمعروف، ولا تفكر فيه أكثر من ذلك. ولكن ماذا لو أصبح نمطا؟
فذات يوم، قد يطلب منك مديرك إرسال ملابسه إلى محل غسل الملابس للتنظيف الجاف كحالة طارئة. وفي اليوم التالي قد يطلب منك توصيل أطفاله من ملعب كرة القدم إلى المنزل أو إخراج القمامة منه. ففي أي مرحلة تعد هذه الطلبات غير لائقة؟
المشكلة مع هذه الأعمال للأسف أنها في أحيان كثيرة ليست منعزلة. وقد كتبت سكاربره سيفيتيللي، أخصائية علم النفس في بيئة العمل في أوستن في ولاية تكساس الأمريكية، في رسالة إلكترونية تقول: "إذا فعل رئيسك أو رئيستك ذلك، فعلى الأرجح أنهما سينتهكان الحدود المهنية بطرق أخرى أيضا، لذا فقد لا يكون ذلك التحدي الوحيد أمامك في عملك".
"السياق هو كل شيء" كما قالت ماري شيفر، مستشارة إدارة المواهب من فيلادلفيا، في رسالة إلكترونية. وأضافت: "يعتمد الأمر على علاقتك مع رئيسك ونمط سلوكك معه حتى الآن. أولا، هل تريد فعل ذلك؟ ثانيا، هل يبدو أنه لا خيار لرئيسك إلا أن يطلب منك؟ ثالثا، ما هي العواقب المحتملة بالنسبة لك إن لم تنفذ الطلب؟"
الحد الفاصل
تقول سيفيتيللي: "لا تعتقد أن تلك مشكلة بالنسبة لشركات معينة فحسب. إنها مشكلة قائمة في الشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء. وأضافت: "الرؤساء غير المناسبين موجودون في كل مكان".
من الضروري جدا إقامة حدود ووضع خطوط حمراء في مرحلة مبكرة. واقترحت سيفيتيللي قول شيء على غرار: "أود تقديم المساعدة، ولكني أعتقد أنه قد يكون لدينا توقعات مختلفة، وأرجو أن نناقش الموضوع حتى نتمكن من الوصول إلى توافق بشأن ما ينطوي عليه عملي؟"


من الضروري جدا إقامة حدود ووضع خطوط حمراء في مرحلة مبكرة.

كلما تمكنت من الابقاء على المحادثة أكثر ودية وخالية من العواطف، كلما سارت الأمور على نحو أفضل. وتقول سيفيتيللي: "إما أن تصلا إلى قرار تتفقان عليه بشكل متبادل أو أنك ستجد أن هذه الوظيفة تتطلب منك شيئا يشعرك بعدم الارتياح، وعندئذ عليك أن تزن إيجابيات وسلبيات البحث عن وظيفة أخرى".
خطة بديلة
تقول شيفر: "يمكنك وضع الحد الفاصل أينما أردت. إذا لم تكن تريد فعل شيء ما، وتعتقد أنك ستفقد وظيفتك إن قلت لا، ولكنك لست على استعداد لترك العمل، فهناك قرار عليك اتخاذه. فقد تقبل في تلك اللحظة وتمضي في عملك ومن ثم تضع استراتيجية حول كيفية المتابعة حتى لا يحصل ذلك مرة أخرى".
وإذا كان المشرف على عملك شخصا منطقيا، فربما يمكنك عرض مناقشة البدائل أو حتى مساعدته على اتخاذ تدابير أخرى، كما تقترح شيفر التي تؤيد بشدة مناقشة التوقعات، بغض النظر عما يبدو من تفاهتها أو غرابتها، في وقت مبكر "عندما تكون العلاقة ودية ومتوازنة، ولا يوجد موضوع ساخن للنقاش وقتئذ".
في كثير من الحالات، قد لا يدرك الرؤساء أنهم تجاوزوا حدودهم. وتقول الدكتورة لورين تلبري، مؤسسة شركة هورس بور انترناشونال للتطوير الشخصي والمهني ومقرها وادي لوار في فرنسا، إن زوجها طلب ذات مرة من المرأة التي وظفاها لتنظيف منزلهما أن تلمع أحذيته.
فرفضت المرأة ذلك، وشرحت له أنها منظفة وليست خادمة. وأضافت تلبري أنه لم يكن لدى زوجها فكرة أن تلك المرأة سترد على طلبه على ذلك النحو، قائلة: "إنه تفهم موقفها ولم يطلب منها فعل ذلك مرة أخرى إطلاقا. وأحيانا كثيرة لا يدرك صاحب الطلب أنه قد تجاوز الحدود إلى حين إعلامه بذلك".
تقول شيفر إن أي نقاش يجب أن يتضمن متطلبات وظيفتك. وتضيف: "إذا كان لرئيس العمل شكوك بشأنها، فاعمل على استخلاصها منه، كأن توجه أسئلة مثل: ما الذي كان يقوم به الشخص السابق في هذا الدور؟ وما الذي فعله وتريد أن تتأكد من أنه سيستمر؟ وما هو الشيء الوحيد الذي ستغيره في مسؤوليات هذه الوظيفة الآن بعدما تسلمها شخص جديد؟"
المتابعة
وبحسب شيفر، فعليك ألا تتوقف عند ذلك. اكتب مسودة فقرة بناء على نقاشك مع الرئيس وأرسلها بالبريد الإلكتروني وضمنه ملاحظة تقول: "هكذا ألخص ما سمعته منك حول ما تتوقعه من دوري الوظيفي. وإذا كان هناك شيء لم أدونه بدقة أو لم أذكره، أرجو منك إعلامي به".
من خلال توثيق المعلومات، يمكنك العودة إليها إذا ما احتجت لها يوما ما. وتقول شيفر: "الناس المنطقيون يكرهون مناقضة أنفسهم".


في كثير من الحالات، قد لا يدرك الرؤساء أنهم تجاوزوا حدودهم.

إضافة إلى ذلك، فإن التوثيق يعزز موقفك فعلا. وأضافت: "عندما كنت مديرة موارد بشرية، كان ملفتا بالنسبة لي أن الموظفين في أحيان عديدة لا يسمعون ردود فعل على أدائهم إلا إذا شاهدوه على الورق. إنه أمر يتعلق بكيفية عمل الدماغ، ويعمل بشكل جيد ومتساو عندما تحاول أن تكون على نفس المستوى من التوافق مع رئيسك".
إذا استمر رئيسك في عدم التجاوب، قد يكون من المفيد الحصول على رأي ثان من شخص تثق به، كما اقترحت شيفر التي أضافت قائلة: "ليس ضروريا أن تروي القصة كاملة، ولكن ربما يمكنك إشراك أحد مديريك السابقين الذين كنت تكن لهم الاحترام والذي بإمكانه أن يوجهك بشأن الوقت الذي يتعين عليك فيه تصعيد الأمور".
وأردفت شيفر تقول إذا استمرت مخاوفك من عدم استجابة رئيسك الحالي واستمررت في تلقي طلبات غريبة، فقد تكون مراجعة دائرة الموارد البشرية خيارك التالي. وتأكد فقط من أن تكون وثائقك في متناول يدك.
الاختلافات الإقليمية
في بعض البلدان، الحدود ليست مرسومة بشكل واضح، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتجارة عائلية أو شركات صغيرة.
ويقول ستيفن يونغ، مدرب التوظيف في شركة "هوف" للاستشارات في سنغافورة في رسالة إلكترونية: "(في آسيا) قد يكون تجاوز ما وظفت لأجله القاعدة في بعض الأحيان. وفي كثير من الأحيان، قد يتعين على مديري التسويق والمبيعات جلب أطفال رؤسائهم من أندية لعب كرة القدم.
وتضيف: "ويمكن أن يكون من الصعب جدا على المرؤوسين أن يقولوا ’لا‘ لرؤسائهم حتى ولو كان ذلك مع الكثير من الدبلوماسية والودية".
وفي هذه الحالات، يقول يونغ إنه شاهد العديد من الموظفين يتخلون عن وظائفهم بدلا من مناقشة الأمور مع رؤسائهم.
لكن في فرنسا، تميل الحدود إلى أن تكون أكثر وضوحا مع إقرار قانون العمل مدة 35 ساعة في الأسبوع قبل عقد ونصف العقد، حسب تلبري التي قالت إن ذلك اضطر أصحاب الأعمال الصغيرة إلى ضمان أن الموظفين الذين تدفع رواتبهم بالساعة يركزون بالأساس على مسؤوليات عملهم المباشرة بهدف تفادي دفع أموال كبيرة مقابل ساعات العمل الإضافي.
وتضيف تلبري أن ذلك لا يعني أن الرؤساء قد لا يطلبون أمورا غير اعتيادية، ولكنه يجعل رفض تنفيذ مثل تلك الطلبات أسهل.
وتقول تلبري إنه من المهم أن تثق بحدسك. فإذا شعرت بالقلق حيال أمر ما، فربما كان قلقك في محله فعلا.
وتضيف: "حال اتخاذك القرار بأن هناك حاجة لإعادة رسم الحدود، تواصل مع الشخص المعني بشكل بناء وبأسرع ما يمكن. إذ أن الانتظار لمناقشة المشكلة سيزيد من مستوى الإحباط والغضب لديك."
وتتابع: "وذلك قد يؤدي إلى شعور بالانفجار غير البناء على المدى الطويل. وهنا تكمن أهمية مناقشة أي قضية بأسرع ما يمكن".