الشأن الدعوي وأصل التزكية
06-01-2018, 01:53 PM
الشأن الدعوي وأصل التزكية

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

من الأصول التي يجب أن يقوم عليها الشأن الدعوي:" أصل التزكية "، فبضعفه غاية: تطفح على سطح ميدان الدعوة: رعونات النفوس، ويظهر على جبينها: الفجور السلوكي، ويتبدى على ظهرها: الفساد الأخلاقي، وتجليات ذلك في:
- تنافر القلوب.
- والافتراق والشقاق.
- والظلم والعدوان.
- والإجحاف وعدم الإنصاف.
- وضياع الصدق وفقدان الأمانة.
- وسوء الخلق وقلة الأدب.
وهكذا دواليك.
وهذه المعضلات حاصلة بسبب حدوث الفساد في :
- قوة الفكر =(العلم والحكمة).
- والقوة الدافعة =(الصبر والتؤدة).
- والقوة الطلبية =(المجاهدة والعفة).
وبفساد هذه القوى يصاب( الصرح الدعوي ) بالخلل والوهن والاضطراب، فنهرول في غير المسعى بمبعدة عن إرشادات وإشراقات السنة والكتاب.
ويضاف إلى هذا الذي ذكرت في خصوص أهمية( التزكية ) في الشأن الدعوي خاصة: أن يعلم أن عدم مجاهدة النفس، وترك الارتقاء بها في مدارج الإيمان مدعاة ل " قسوة القلوب "، وهذه لها الأثر البليغ في ( تحريف معاني الشريعة ) - وكل بحسبه - مما يجعل الأنظار الدعوية على خلاف " الفهوم السلفية " فتفسد الطرائق، ونتنكب الحقائق.
فتأمل - يا رعاك الله - عند هذا الحرف من الكلام قوله تعالى:
(وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه).
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير الآية:
"( وجعلنا قلوبهم قاسية )، أي: فلا يتعظون بموعظة لغلظها وقساوتها.
( يحرفون الكلم عن مواضعه ) أي:
- فسدت فهومهم.
- وساء تصرفهم في آيات الله.
- وتأولوا كتابه على غير ما أنزله.
- وحملوه على غير مراده.
- وقالوا عليه ما لم يقل.
عياذا بالله من ذلك ". انتهى.

وجُمَّاع المقصود من هذا المرقوم:
أن القلوب التي لم تلقح ب( العلوم والمجاهدات ) تصير حاضنة للشكوك والشبهات، ومرتعا للأهواء والشهوات تطفح على واجهة الدعوة زمن الفتن والبليات.
أصلحنا الله جميعا.
كتبه: أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله عنه -