تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> " العلمانية "، فهل أتاك حديثها؟

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
" العلمانية "، فهل أتاك حديثها؟
15-07-2015, 11:56 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كم تعبَ ذوو الحجى والجنان، وقد " تاه" أصحاب اليراع والبنان.
حين رأوا كل من هب ودب
" يصول " في تخرصاته و " يجول "
وهو لا يدري ما يقول.
أنتم أولئك خبّرونا عن " العلمانية " إن كانت بها " فوائد "
ويا هؤلاء " علّمونا عن " اللائكية " وما بها من " مفاسد.
وليتكم ترجعون بنا إلى المنبع فربما فيه ما يُشفي الغليل.
ودعكم ما قال عنها من يجهلها فهو في تفسيرها عليل.
فإن ما قرأناه فليس كما يقول كلا الطرفين.
أما ترانا مع تعلمناه قد نسيناه.
ولطفًا ورجاءً
الابتعاد من القص واللصق.
فالمراد من الحوار .. أنهم قال غيرنا من اهل العلم
العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح.
فهل أتاك حديث ذلك؟
تحياتي.



التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 16-07-2015 الساعة 12:09 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: " العلمانية "، فهل أتاك حديثها؟
16-07-2015, 12:03 AM
لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 2 والزوار 9)
‏اماني أريس*, ‏أبو اسامة

يبدو أنه مضماري
[SIGPIC][/SIGPIC]
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: " العلمانية "، فهل أتاك حديثها؟
16-07-2015, 01:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كمدخل للموضوع أردت أن اضبط باختصار المصلحات التالية من القواميس واصطلاحيا نظريا بعيدا عن الاصطلاحات المنتشرة في الويب المنطلقة من خلفيات واضعيها :

العَلمانية أو اللائكية (la laïcité) : ويرتبط هذا المصطلح في قواميس التعريب المضبوطة بالعالم وهو مصطلح أطلق على قضية العلاقة بين الدولة و الدين بدراسات تفضي إلى قوانين للحياة المشتركة العامة ولا تعنى بالفردية وذلك في إطار دنيوي بحت يعتمد على معطيات واقعية.*1

أما العلاقة بين المجتمع والدين فتلك تعرف بالدّهرنة أو الزمنية (la sécularisation)

عِلمانية بكسر العين : وهو مصطلح يتعلق بالعلم وتعود أصول اللفظة إلى السريانية واختلف نطقها من لغة متفرعة الى اخرى مثلا الآرامية تنطق ألام الفينيقية تنطق علام وفي لغة الاقباط تنطق عالم وتعني كلها معرفة الكون ماديا بعيدا عن ربطه بالغيبيات لذلك هناك من يطلق عليها مصطلح المادية matérialisme *2
-------------------
بعد هذا الضبط في المصطلحات نأتي للحديث عنها كواقع ممارس، الاصوليين في جميع العقائد رفضوا العَلمانية اي فصل السياسة عن الدين لانها لا تخدم مناهجهم وتقطع الطريق نحو شموليتهم اما المنصفين فرفضوها لانها سلطوية تصوغ قوانين مفروضة على الجميع بالقوة وهي لا تختلف عن شمولية المتعصبين الأصوليين.

أما عن الدّهرنة فهي نمط حياة لمجتمع ما وهي ليست لها تاريخ معين بل تواجدت منذ أن بدأت الديانات والعقائد حيث دائما هناك علاقة بين أفراد المجتمع وعقيدته السائدة وتكون هذه العلاقة متباينة من شخص إلى آخر ودائما تنتهي إلى سيادة الصبغة النمطية التي أملتها الظروف والتحولات السلسة وتكون لها الغلبة، لذلك فالحكومات قد تكون ليست عَلمانية لكن الشعوب تمارس علمانيتها ومن هنا بدأت مقاربات المفكرين للبحث عن حلّ ومقاربات للتعايش السلمي بين الناس، فطالما كانت المقدّسات العقائدية في المجتمعات تغلّف المصالح الذاتية وحتى الأزمات النفسية*3 ولم يكن هناك حل سوى فصل الدين وحكم رجاله عن الحياة المشتركة بين الناس، سيما المدارس والمؤسسات الحكومية وهذا الفصل كان شكليا وليس جوهريا لذلك اصطلح عليها العَلمانية الشكلية.
ولان الاصوليين في جميع الديانات لهم توجهات شمولية رفضوا العَلمانية وخاضوا فيها بطريقة غير موضوعية، وحاولوا ايهام العوام ان الغرب هو من صدّرها لنا واستهلكها عملاءهم من الحكومات في بلاد الاسلام من أجل القضاء على الاسلام ، وهذا تحليل وتأويل تسطيحي لا يقف عند جوهر النظام العَلماني ويعتمد على فذلكات جاهزة .
فخلاصة القول يا استاذ أن المجتمع عندما يتحول بسلاسة الى ممارسة علمانيته ويعتبر سلوكاته شيء يمليه الواقع لا وجود للاعتبار العقائدي له في تحدياته مع ذاته فهل يبقى هناك معنى للحديث عن منهج دوغماتي لعقيدة ما ؟ وهل تحتاج العقائد الى انتصارات لفظية ام تحتاج الى انتصارات سلوكية ؟ من هذه النقطة جاءت فكرة ضرورة التسويغ العقلاني والمنطقي المساير للواقع وفق نتائج ابستيمولوجية لقوانين أحب شخصيا ان أسميها موضوعية ومقاصدية ، فيما يسميها التسطيحيين علمانية هادمة للدين ، رغم أنها في دول العالم الاسلامي تطبق بشكل يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المجتمع في اغلبيته، وخلاصة القول ان العلمانية جزء لا يتجزء من روح الشريعة السلامية وكل الشرائع السماوية العادلة لانّ لها نظرة موازنات وعقلنة وفقا لما يحقق المصالح العظمى العامة.
تبقى ممارسات العَلمانية التي تشوبها المصالح والذاتيات لا تصلح لتكون معيارا نحكم به على فسادها كجوهر ونظرية لأنها تختلف في شيء عن الممارسات الدينية المستندة أيضا إلى وعيد اللاهوتيين، ومنظومات فقهية تجاوزتها العصور .
سؤالي المطروح على كل من يعارض العَلمانية كحلّ يقتضيه العصر معلّق ولم أجد إلى حد الآن من يفيدني ببديل عادل وتحقق به المجتمعات غايات الخلق الدنيوية والدينية
-----------------------------------------

*1 ظهرت في أروبا أول مرة نتيجة تحكم الكنسية في جميع شؤون الحياة مما ادى الى تحنط الحياة وانتشار الخرافات والظلم وكان في بدايته يدعو إلى فصل التعليم عن الكنيسة لأنها كانت تحرّم حتى علوم الدنيا ثم شمل أيضا إقصاءها من شؤون السياسة
*2- المصطلحات الثلاث ( لغة واصطلاحا ) من قاموس المنهل – فرنسي عربي – الحجم الكبير دار الآداب بيروت
*3 - رواية الوردة لمؤلفها أمبيرتو ايكو رواية رائعة تلخص المعنى المدرج في الفقرة أعلاه
----------------------------------------
على هامش الهامش :

شكرا على فتح هذه المساحة النوعية للنقاش في موضوع كهذا وفي المواقع الالكترونية تحديدا يبدو مستهلكا ومحسوما ومجترّا غير أنه في الحقيقة ليس كذلك لسببين :

الاول : الخلط او المعرفة المنفصلة في معاني المصطلحات والفهم السطحي لها

الثاني : الدوغما، الحكم المسبق، الذاتيات، البعد عن جدية الهدف فمن يناقش عادة في المنتديات ؟ مراهقين (ات) حقيقة وحكما يشعرون بذواتهم في ارضاء من يثنون عليهم بكليمة وسرعان ما ما تجد انقلابهم بزوال ذلك والأدلة في المنتدى لا تحصى ولا تعد. لذلك لا يصلحون لأخذ آراءهم دليلا على القناعة بما يتم طرحه.

أعتذر على الإطالة تحياتي
[SIGPIC][/SIGPIC]
التعديل الأخير تم بواسطة اماني أريس ; 16-07-2015 الساعة 01:37 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: " العلمانية "، فهل أتاك حديثها؟
16-07-2015, 02:55 PM

بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كثر الكلام عن العلمانية في المجتمعات الشرقية العربية..
وانقسم الناس حولها الى قسمين:
فهناك من يرى أنّ العلمانيةَ هي المنقذ والمخلّص للنهوض بالمجتمعات العربية إلى ما هو أفضل.
بينما يرى الفريق الآخر أن العلمانيةَ ما هي سوى فكر دخيل على المجتمعات العربية يجب التصدى لها والوقوف أمام وجه انتشارها.
وتاه المواطن العربي بين الموقفين.
ولم يدرِ أي الموقفين أصدق وأرجح.. وبقي المواطن البسيط يتأرجح بين الرأيين.
وكثر اللغط والغلط حول العلمانية.
ثم أن العرضَ من طرح مقالة كهذه، إنما هو تثقيفي وذلك بتبسيط المفاهيم، لا كما يريد البعض إلاّ الهجوم وتسفيه رأي الآخر.
فمن يبحث عن المعلومة فبحول الله سوف تتقارب الآراء، ومن ليس في جعبته إلاّ خلفية مؤدلجة، فالعاقل من ينأى بنفسه عن الخوض في تلك المهاترات.
ربما بتلك الصفات بالفكر نرتقي، كي نؤتي ثمار النقاش وهومثمر ونقي.
دون لف أو دوران.. أو اظهار العضلات في المنتدى، بلا درايةٍ أو هدى .
فلن ينجح حوارٌ تُبنى أفكار طرف فيه على خلفيات أو أغراض مسبقة، أو يحاول طرفٌ الغاء رأي الآخر لحاجة في النفس يخفيها
وحتى يبقى وحتى تبقى مُدارسة الفكرة في لب الموضوع.
لابد من وضع الصورة في اطارها والفكرة في مسارها.
واتكلم هنا عن التيارين. وكيفية نظرتهما للعلمانية على ضوء ما قيل عنها من منبعها
تُرى هل وُفِّقا في نظرة كل واحدٍ للعلمانيةمن الطرفين؟
ومتى حصل اللغط والغلط؟
وكيف؟.
بقي أن أقول:
أنه هناك من يسيء للاسلام عندما يجعل منه وكأنه في الجهة المقابلة سواء للعلمانية أو أي تيا فكر آخر.
لأن الإسلام أجل وأشرف من أن تقابله أو تساويه من تقابله حركة فكرية.
بل حتى الديانة المسيحية والديانة اليهودية مجتمعة لا تقابلاه كندٍّ مضادٍّ له.
وذلك بنص قرآني ..من يريد برهاناً فما عليه إلا أن يعود إلى قوله جلّ في علاه حيث يقول:
" وأَنزلنا إِلَيك الكتاب بالحقّ مصدّقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً علَيه ".
وإنما الذي يقابل كمضادٍ للإسلام هو الكفر، لأن الإسلام بُعث الى الناس كافة.
وحتى الجن و كائنات العالم غير المرئي .
وحتى الحيوانات البكماء.. وإن شئتم عودوا الى النص القرآني أو سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والقرآن يقول:
"وما من دابّة في الأَرضِ، ولاَ طائرٍ يطيرُ بجناحهِ، إلاَّ أُممٌ أَمثالكم، ما فرَّطنا في الكتاب من شيءٍ، ثمّ إِلى ربّهم يحشرون"
إذًا لا داعي لاسقاط الاسلام على المفهوم سواء كان ضدًّا أو موافقةً
هذا ما اردتُ الادلاء به، قبل مدارسة الأمور، والمرور إلى الإتيان بالمصطلحات ومقولات ذوي الشأن في ذلك.
وعاودتكم السعود، ما عاد عيد وأخضرّ عود.
إن كنا في الغد من "العايدين"

تحياتي

التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 16-07-2015 الساعة 05:40 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: " العلمانية "، فهل أتاك حديثها؟
16-07-2015, 05:42 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماني أريس مشاهدة المشاركة
لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 2 والزوار 9)
‏اماني أريس*, ‏أبو اسامة

يبدو أنه مضماري


مرحبًا بالفاضلة / أماني أريس.
قال أهل العلم.
إنّ الكلامَ نشرٌ والسكوتَ طيٌّ، ولا يفهم الكلام إلاّ بنشره.
فانشري ـــ لا أبا لك ــ يا بنت الكرام.
ولكِ المضمار والميدان، يا فارسة البيان.
ودعينا نكون وكأننا أفراس رهان.
لنتدارسَ عن هذا التيار.
فالكل قال فيه مقال.
ولكن البعض دأبهم أن كلّ أحدٍ يتغنى بليلاه.
وما جنّد من أجله.
تحياتي يا فاضلة



  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: " العلمانية "، فهل أتاك حديثها؟
16-07-2015, 08:17 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماني أريس مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كمدخل للموضوع أردت أن اضبط باختصار المصلحات التالية من القواميس واصطلاحيا نظريا بعيدا عن الاصطلاحات المنتشرة في الويب المنطلقة من خلفيات واضعيها :

العَلمانية أو اللائكية (la laïcité) : ويرتبط هذا المصطلح في قواميس التعريب المضبوطة بالعالم وهو مصطلح أطلق على قضية العلاقة بين الدولة و الدين بدراسات تفضي إلى قوانين للحياة المشتركة العامة ولا تعنى بالفردية وذلك في إطار دنيوي بحت يعتمد على معطيات واقعية.*1

أما العلاقة بين المجتمع والدين فتلك تعرف بالدّهرنة أو الزمنية (la sécularisation)

عِلمانية بكسر العين : وهو مصطلح يتعلق بالعلم وتعود أصول اللفظة إلى السريانية واختلف نطقها من لغة متفرعة الى اخرى مثلا الآرامية تنطق ألام الفينيقية تنطق علام وفي لغة الاقباط تنطق عالم وتعني كلها معرفة الكون ماديا بعيدا عن ربطه بالغيبيات لذلك هناك من يطلق عليها مصطلح المادية matérialisme *2
-------------------
بعد هذا الضبط في المصطلحات نأتي للحديث عنها كواقع ممارس، الاصوليين في جميع العقائد رفضوا العَلمانية اي فصل السياسة عن الدين لانها لا تخدم مناهجهم وتقطع الطريق نحو شموليتهم اما المنصفين فرفضوها لانها سلطوية تصوغ قوانين مفروضة على الجميع بالقوة وهي لا تختلف عن شمولية المتعصبين الأصوليين.

أما عن الدّهرنة فهي نمط حياة لمجتمع ما وهي ليست لها تاريخ معين بل تواجدت منذ أن بدأت الديانات والعقائد حيث دائما هناك علاقة بين أفراد المجتمع وعقيدته السائدة وتكون هذه العلاقة متباينة من شخص إلى آخر ودائما تنتهي إلى سيادة الصبغة النمطية التي أملتها الظروف والتحولات السلسة وتكون لها الغلبة، لذلك فالحكومات قد تكون ليست عَلمانية لكن الشعوب تمارس علمانيتها ومن هنا بدأت مقاربات المفكرين للبحث عن حلّ ومقاربات للتعايش السلمي بين الناس، فطالما كانت المقدّسات العقائدية في المجتمعات تغلّف المصالح الذاتية وحتى الأزمات النفسية*3 ولم يكن هناك حل سوى فصل الدين وحكم رجاله عن الحياة المشتركة بين الناس، سيما المدارس والمؤسسات الحكومية وهذا الفصل كان شكليا وليس جوهريا لذلك اصطلح عليها العَلمانية الشكلية.
ولان الاصوليين في جميع الديانات لهم توجهات شمولية رفضوا العَلمانية وخاضوا فيها بطريقة غير موضوعية، وحاولوا ايهام العوام ان الغرب هو من صدّرها لنا واستهلكها عملاءهم من الحكومات في بلاد الاسلام من أجل القضاء على الاسلام ، وهذا تحليل وتأويل تسطيحي لا يقف عند جوهر النظام العَلماني ويعتمد على فذلكات جاهزة .
فخلاصة القول يا استاذ أن المجتمع عندما يتحول بسلاسة الى ممارسة علمانيته ويعتبر سلوكاته شيء يمليه الواقع لا وجود للاعتبار العقائدي له في تحدياته مع ذاته فهل يبقى هناك معنى للحديث عن منهج دوغماتي لعقيدة ما ؟ وهل تحتاج العقائد الى انتصارات لفظية ام تحتاج الى انتصارات سلوكية ؟ من هذه النقطة جاءت فكرة ضرورة التسويغ العقلاني والمنطقي المساير للواقع وفق نتائج ابستيمولوجية لقوانين أحب شخصيا ان أسميها موضوعية ومقاصدية ، فيما يسميها التسطيحيين علمانية هادمة للدين ، رغم أنها في دول العالم الاسلامي تطبق بشكل يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المجتمع في اغلبيته، وخلاصة القول ان العلمانية جزء لا يتجزء من روح الشريعة السلامية وكل الشرائع السماوية العادلة لانّ لها نظرة موازنات وعقلنة وفقا لما يحقق المصالح العظمى العامة.
تبقى ممارسات العَلمانية التي تشوبها المصالح والذاتيات لا تصلح لتكون معيارا نحكم به على فسادها كجوهر ونظرية لأنها تختلف في شيء عن الممارسات الدينية المستندة أيضا إلى وعيد اللاهوتيين، ومنظومات فقهية تجاوزتها العصور .
سؤالي المطروح على كل من يعارض العَلمانية كحلّ يقتضيه العصر معلّق ولم أجد إلى حد الآن من يفيدني ببديل عادل وتحقق به المجتمعات غايات الخلق الدنيوية والدينية
-----------------------------------------

*1 ظهرت في أروبا أول مرة نتيجة تحكم الكنسية في جميع شؤون الحياة مما ادى الى تحنط الحياة وانتشار الخرافات والظلم وكان في بدايته يدعو إلى فصل التعليم عن الكنيسة لأنها كانت تحرّم حتى علوم الدنيا ثم شمل أيضا إقصاءها من شؤون السياسة
*2- المصطلحات الثلاث ( لغة واصطلاحا ) من قاموس المنهل – فرنسي عربي – الحجم الكبير دار الآداب بيروت
*3 - رواية الوردة لمؤلفها أمبيرتو ايكو رواية رائعة تلخص المعنى المدرج في الفقرة أعلاه
----------------------------------------
على هامش الهامش :

شكرا على فتح هذه المساحة النوعية للنقاش في موضوع كهذا وفي المواقع الالكترونية تحديدا يبدو مستهلكا ومحسوما ومجترّا غير أنه في الحقيقة ليس كذلك لسببين :

الاول : الخلط او المعرفة المنفصلة في معاني المصطلحات والفهم السطحي لها

الثاني : الدوغما، الحكم المسبق، الذاتيات، البعد عن جدية الهدف فمن يناقش عادة في المنتديات ؟ مراهقين (ات) حقيقة وحكما يشعرون بذواتهم في ارضاء من يثنون عليهم بكليمة وسرعان ما ما تجد انقلابهم بزوال ذلك والأدلة في المنتدى لا تحصى ولا تعد. لذلك لا يصلحون لأخذ آراءهم دليلا على القناعة بما يتم طرحه.

أعتذر على الإطالة تحياتي





أماني أريس / أيتها المثقفة اللوذعية.
سلام الله عليكِ.
جميل جدًّا ما أتيتِ به.
ومع ذلك كان بإمكانكِ تبسيط الأمور.
وأنتِ قادرة على ذلك، بل أقدر.
قلتُ تبسيط الأمور .. يعني الكلام في كل مصطلح على حدى.
وإذ أقول لكِ هذا .. ليس معناه أنني أقوم بتخطئتكِ ..
بل أن ما قلتِ به لهو ما يقول به من تكلموا في العلمانية من منبعها.
يعني أنني اتكلم عن تجزئة الموضوع.
ومع ذلك لعمري
فكلامكِ لهو عين الصواب.
وبإذن الله سوف أعود لبعض ما أتيتِ به لإلقاء عليه بعض الشروحات.
وعيدكِ مبارك يا فاضلة.
تحياتي



  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: " العلمانية "، فهل أتاك حديثها؟
18-07-2015, 01:18 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي مشاهدة المشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كثر الكلام عن العلمانية في المجتمعات الشرقية العربية..
وانقسم الناس حولها الى قسمين:
فهناك من يرى أنّ العلمانيةَ هي المنقذ والمخلّص للنهوض بالمجتمعات العربية إلى ما هو أفضل.
بينما يرى الفريق الآخر أن العلمانيةَ ما هي سوى فكر دخيل على المجتمعات العربية يجب التصدى لها والوقوف أمام وجه انتشارها.
وتاه المواطن العربي بين الموقفين.
ولم يدرِ أي الموقفين أصدق وأرجح.. وبقي المواطن البسيط يتأرجح بين الرأيين.
وكثر اللغط والغلط حول العلمانية.
ثم أن العرضَ من طرح مقالة كهذه، إنما هو تثقيفي وذلك بتبسيط المفاهيم، لا كما يريد البعض إلاّ الهجوم وتسفيه رأي الآخر.
فمن يبحث عن المعلومة فبحول الله سوف تتقارب الآراء، ومن ليس في جعبته إلاّ خلفية مؤدلجة، فالعاقل من ينأى بنفسه عن الخوض في تلك المهاترات.
ربما بتلك الصفات بالفكر نرتقي، كي نؤتي ثمار النقاش وهومثمر ونقي.
دون لف أو دوران.. أو اظهار العضلات في المنتدى، بلا درايةٍ أو هدى .
فلن ينجح حوارٌ تُبنى أفكار طرف فيه على خلفيات أو أغراض مسبقة، أو يحاول طرفٌ الغاء رأي الآخر لحاجة في النفس يخفيها
وحتى يبقى وحتى تبقى مُدارسة الفكرة في لب الموضوع.
لابد من وضع الصورة في اطارها والفكرة في مسارها.
واتكلم هنا عن التيارين. وكيفية نظرتهما للعلمانية على ضوء ما قيل عنها من منبعها
تُرى هل وُفِّقا في نظرة كل واحدٍ للعلمانيةمن الطرفين؟
ومتى حصل اللغط والغلط؟
وكيف؟.
بقي أن أقول:
أنه هناك من يسيء للاسلام عندما يجعل منه وكأنه في الجهة المقابلة سواء للعلمانية أو أي تيا فكر آخر.
لأن الإسلام أجل وأشرف من أن تقابله أو تساويه من تقابله حركة فكرية.
بل حتى الديانة المسيحية والديانة اليهودية مجتمعة لا تقابلاه كندٍّ مضادٍّ له.
وذلك بنص قرآني ..من يريد برهاناً فما عليه إلا أن يعود إلى قوله جلّ في علاه حيث يقول:
" وأَنزلنا إِلَيك الكتاب بالحقّ مصدّقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً علَيه ".
وإنما الذي يقابل كمضادٍ للإسلام هو الكفر، لأن الإسلام بُعث الى الناس كافة.
وحتى الجن و كائنات العالم غير المرئي .
وحتى الحيوانات البكماء.. وإن شئتم عودوا الى النص القرآني أو سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والقرآن يقول:
"وما من دابّة في الأَرضِ، ولاَ طائرٍ يطيرُ بجناحهِ، إلاَّ أُممٌ أَمثالكم، ما فرَّطنا في الكتاب من شيءٍ، ثمّ إِلى ربّهم يحشرون"
إذًا لا داعي لاسقاط الاسلام على المفهوم سواء كان ضدًّا أو موافقةً
هذا ما اردتُ الادلاء به، قبل مدارسة الأمور، والمرور إلى الإتيان بالمصطلحات ومقولات ذوي الشأن في ذلك.
وعاودتكم السعود، ما عاد عيد وأخضرّ عود.
إن كنا في الغد من "العايدين"

تحياتي

كلام جميل صدام العلمانية مع الاسلام مفتعل عادة عندما يعيش البشر حالة من حياتهم بشكل تلقائي في سياق مقتضيات عصرهم واملاءات واقعهم وتصبح نمطا لا يقبل التنازل عليه حتى لو كانت مخالفة لدينهم كثيرا ما يتمّ التغاضي عنها لكن اذا ما سعى المفكرون إلى اطلاق مصطلح على تلك الحالة وتنظيمها وتقنينها تجد الضجة تقوم فالمجتمع يفضّل أن يعيش الحرام تلقائيا بطريقة لا يصطلح عليها ولا تخضع للدراسة والتفصيل وهذه لعمري هي الوهم الذي يعيش فيه المسلمين ردحا مستمتعين به

[SIGPIC][/SIGPIC]
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 05:30 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى