زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الانعام و الحرث ذالك متاع الحياة الدنيا و الله عنده حسن المآب
الشهوة من المنظور الاخلاقي ليست إلا صفة استرسال و مبالغة في الحب لدرجة الرغبة ، و قد نقول عن القلب ينبض بمحبة الرب هازما كل انواع التقرب ،و نقول عن النفس المثقلة بالعنفوان انها تشتهي اكل كل ما يوجد في البيان، لكن الله حدّد المعنى بمجرد أن قال "زين للناس حب الشهوات" لنكتشف ان الشهوة زينة و لا يجوز ان نقول عنها كلمات مهينة و رديئة ،و من أحب هاته الامور و سعى إليها بما يرضي الله فلن يجد في ذالك عتاب و لا نهر، لأنها قسمة متاع تعتلي و تنخفض عند كل انسان ،و تضل من ودائع الرحمان المتواجدة في البيان ،و الشيطان لن يزيّن لك إلا المكان القاتم بالمآثم ،و لا يريد لك الباءة إلا في كنف الرداءة و السفاهة ،حتى يعيق مسار التفوق لدى المسلم او الاسلام بشكل عام، معنى زين للناس هو بأننا خُلقنا بهذا المنطق المثير للرهبة، أي أننا خلقنا للدنيا و الدنيا خلقت لنا ،و هذا إرضاء من الله لأنفسنا الباحثة عن الترف، لكنها تبقى متاع مؤقت ،من استغله بإحسان زاده الله بسطة في المال و من استغله بظلم جازاه الله سوء العاقبة ، لكن للأسف الزينة دخلت مرحلة اللهفة و الشهوة المترفة و أصبحت الناس تخشى من الإفلاس الذاتي، فتجري وراء زواج المتعة و تكسب البنين لتعلمهم البدعة، و تكنز الذهب و الفضة لتصل به المنصب و الرتبة، و الخيل المسومة التي أصبحت طائرات و سيارات متقدمة ،و الانعام التي باتت في متناول الصناعة و مع ذالك نرى طابور المجاعة في كل مكان ،و يبقى الحرث ما جادت به الدنيا من بنية قيمة لكن المآب او المأوى الصائب لا يوجد إلا في ذات المراتب، أي جنة الخلد ، و لمن يحصر المرأة في خانة الشهوات نقول المرأة أخت و أم و إبنة ،هي منة من الله لمن يرعى حق الاولياء و يدرك عواقب السماء ،و لن نقول أن الرجال قوامون على النساء بما منحهم الله من ذكاء ،لأن في ذالك مطالبة لهؤلاء بتقديم إجابة توضيح لما يفعلونه في العلن و الخفاء من خزي و تهور و اعتداء، و إن تهذّب الرجل ستتهذّب حتما المرأة، لأنها لن تجد من تخالجه وراء أبواب الصواب في الصالونات و اماكن العبث، و حتى لا نحمّل الرجل مساوئ المرأة نقول أن كلاهما مسئول بما يجري في المجتمعات من تدهور أخلاقي، و الحل هو التحكم في القلب و العودة الى الرب و الاكتفاء بنعمة الولاء للإسلام
جازاك الله خير و وفقك لما هو أرقى و أبلغ